Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأستاذ زهير كاظم عبود / مع التحية

سيدي : تلقينا بفرح غامر تكريمكم من قبل اتحاد الكتاب - السويد، موقع عينكاوة - ليوم 29 / 5 / 2008، وذلك لجهودكم المبذولة والمتميزة في الكتابة والتأليف في الدفاع عن حقوق الإنسان والأديان والقوميات في العراق ومعالجاتك الجادة في ممارسة محاربة الإرهاب، كما جاء في خبر التكريم، من هنا نقدم تهنئتنا الحارة لشخصكم الكريم في هذه الشهادة المعنوية التي تعبر عن مدى عمق فكركم من خلال طروحاتكم الواقعية التي لها تأثير أقوى من الرصاصة، ومن الحزام الناسف، ومن الإختطاف والقتل على الهوية، ومن هتك الأعراض، انها الكلمة الحرة سيدي

ليس كل أستاذ في القانون يدافع عن! نعم سيدي هناك المئات من أساتذة القانون والسياسة لا يوجد في قاموسهم سوى الدفاع عن فقط! بدون كلمة "عن الآخر"، لانهم يدافعون بكل قوتهم عن خط واحد، وفكر واحد، وتاريخ واحد، وحضارة واحدة، ومذهب واحد، وطائفة واحدة، وعشيرة واحدة،،،، ولا يوجد في قاموسهم كلمة "الآخر والآخرين"، من هنا كانت فرحتنا! فرحتين وأكثر، لأن تكريمكم أتى من خلال دفاعكم عن الآخر كل الآخر بإختلافاته وتنوعه في أديانه وثقافاته وتواريخه وحضاراته ومذاهبه وطوائفه، بدفاعكم عن العيش المشترك، عن حقوق كل فقير ومظلوم، وكل مدني وطفل، عن كل إمرأة، عن كل مسلم (سني وشيعي)، عن كل مسيحي (كلداني وآثوري وآشوري وسرياني وأرمني)، عن كل يزيدي وصابئي وشبكي ويهودي، عن حقوق وحرية كل إنسان في العراق والعالم

إذن أيها السيدات والسادة نحن أمام فكر منفتح، معترف بالآخر، ويقبل به، ولكن هناك قاسم مشترك يربط الجميع ألا وهو :"التساوي في الكرامة"، انه مبدأ "العيش المشترك"، نعم هذا هو مفتاح كل فكر منفتح، يؤمن بالتجدد والتطور، هذا التساوي في الكرامة لا يخضع لمزاج ملك أو زعيم أو رئيس أو رجل دين أو أي شخص أو إنسان مهما كان موقعه أو منصبه وخاصة منصبه الديني، أي لا تكون كرامته أكبر أو أكثر من الإنسان البسيط، الفقير، الكادح، الغني، وأي إنسان مهمش، إلا في حالة واحدة فقط يمكن أن يكون واحد من هؤلاء أكبر من هذا المسؤول! متى؟ عندما يقدم الخير لكل شعبه، ويزرع البهجة والفرحة على من حواليه، ويدافع عن حقوق الآخرين قبل حقوقه، ومن يؤمن بالتعددية والتنوع،،،،، لذا لا يكون هناك سيد وعبد، ولا هذا أحسن من الآخر، الا عندما هذا المسؤول لا يفرق بين أبناء شعبه، بين انتماءاتهم الدينية والمذهبية،، عندما لا يسرق معونات شعبه، عندما تكون أقواله مطابقة لأعماله، عندما يحترم الآخر، عندما لا يقول انني او اننا نمتلك الحقيقة كلها، عندما ينبذ العنف والثأر والقتل، عندما يؤمن بثقافة الحوار،،،،، وهكذا تكون كرامة الشخص البشري هي المفتاح "ماستركي" في فتح باب التطور والتقدم من اجل صيانة حقوق الانسان والدفاع عن حرياته الاساسية

ان تكريمكم سيدي لهو تكريم لكل كاتب ومثقف وأكاديمي شريف، لكل عامل وفلاح وطالب يحب وطنه ومجتمعه وجيرانه وشعبه، انه تكريم لكل مدافع عن حقوق وكرامة وحرية الإنسان، كل انسان مهما كان دينه ولونه وشكله، انه وسام على صدر كل مؤمن بدينه الذي يدعو الى تعميق ديانة الآخر وليس إلغاءها، انه فخر لكل سني يحترم ويدافع عن الشيعي، وكل مسلم يدافع عن المسيحي وليس بهتك عرضه وقطع رأسه وإغتياله بأسم الدين، انه فعلاً تكريم لكل شخص حر شريف، دمتم أستاذي من أجل الآخر





Opinions