Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأستاذ سعيد شامايا والمنبر الديمقراطي الكلداني وألقوش

أولاً نهنئ السيد سيروان شابي بهنان بمناسبة أستلامه دفة قيادة المنبر الديمقراطي الكلداني من خلفه الأستاذ سعيد شامايا.

أن يكون الإنسان سياسياً ، لا يعني أنه تنازل عن مبادئه القومية ، وأنا في أعتقادي لا تتضارب مبادئ السياسة مع الأنتماء القومي وهناك آلاف الأمثلة على ذلك ، منها الشهيد المغفور له توما توماس ، لم ينكر للحظة واحدة مبادئه القومية ولم ينكر هويته القومية لآخر لحظة في حياته ، وهذا مشهود له وموثق في رسائله الشهيرة .

الأستاذ سعيد شامايا أسس المنبر الديمقراطي وسمّاه ب " الكلداني " ، ولا أدري لماذا أختار السيد شامايا تسمية " الكلداني " التي لا يؤمن بها إطلاقاً ، في حين أن هناك في الساحة السياسية القومية المسيحية العراقية أكثر من أسم ، والسؤال الذي يفرض نفسه ومطلوب من الأستاذ شامايا نفسه الإجابة عليه : ــ

لماذا لم يختار السيد شامايا تسمية أخرى غير الكلداني لمنبره ؟مثل السرياني أو المنبر الديمقراطي الآشوري أو الكلدوآشوري أو الكلداني السرياني الآشوري على سبيل المثال ؟

النضال القومي ليس قفز موانع أو حواجز ، وليس هو ركض المسافات الطويلة ، النضال القومي إيمان نابع من القلب ومبادئ يجب الإيمان بها أولاً ومن ثم السعي لتحقيقها باساليب نضالية متعددة ومختلفة .لذلك عندما نطلق تسمية " الكلداني " على أي تنظيم يجب أن نوضح ما نعني بهذه التسمية ؟ كما يجب علينا أن نضعها حقيقة ناصعة ونناضل من أجلها ، لا بل نستميت في الدفاع عنها وإعلان شأنها .

أن يسمي الأستاذ سعيد منبره ب " الكلداني " وهو يركض وراء التسمية المشتركة الثلاثية " الكلداني السرياني الآشوري " أو يصرخ عالياً انا آشوري ، انا أعتقد هذا التصرف هو نفاق سياسي ، لأنه كان الأجدر بالأستاذ شامايا ( ويدعي بأنه سياسي ) أن يكون على الأقل أميناً للمبادئ ، سواء كانت سياسية أم قومية ، إن كان الأستاذ سعيد آشورياً فلماذا هذا التناقض ؟ ليس هناك ما يعيب في أن يعلن السيد شامايا بأنه آشوري أو سرياني ، بل العيب أن يدعي بأنه كلداني ويؤسس منبراً بأسم كلداني وهو في داخله خنجر لضرب أهداف ومصالح الأمة الكلدانية ، هل يستطيع السيد شامايا أن يعطي مبرراً لنقض توقيع الدكتور منصور لكي تتوحد الكلمة الكلدانية وترص صفوف الكلدان ؟ ألم يكن فعل السيد شامايا جريمة بحق الكلدان جميعاً ؟ لماذا رفض السيد شامايا أن يضع يده مع القِوى الكلدانية المتوحدة والمتحدة ؟هل كان موقف السيد شامايا موقفاً لتكتيك مرحلي لا يستند على أية رؤية سياسية ؟

لم يتوقف الأستاذ سعيد عند هذا الحد ، بل ذهب أبعد من ذلك عندما روّج للتسمية المشتركة التي روج لها الأستاذ سركيس أغا جان ، ولا ندري هل ترك الأستاذ سعيد " الآشورية " ليلتحق بقطار " الكلداني السرياني الآشوري " ؟ ولماذا تم تبديل القطار ؟ هامس همس في الأذن يقول بأن وراء ذلك دافع مادي ، ولا أدري صحة ما قيل .

الأستاذ سعيد شامايا من ألقوش ، وألقوش معروفة عبر التأريخ ، فهي كلدانية أصلاً ، وعندما أقول كلدانية ، اقصد هوية أهلها القومية وساكنيها ، ولا أقصد موقعها الجغرافي ، لأن هناك فرقاً كبيراً بين المفهومين ، فأهل ألقوش هم كلدان قومياً ، وأصولهم كلدانية صرفة ، ولم يكونوا غير ذلك ، ولكنهم في فترات معينة ، تذبذبوا ما بين المذهب النسطوري والمذهب الكاثوليكي ، فكان اهل ألقوش كلدان قومياً ولكن نساطرة مذهبياً ، ثم أعتنقوا المذهب الكاثوليكي وما زالوا لحد الآن ( سِوى فئة ضالة لا تعد على عدد أصابع اليد ، ولأسباب معروفة جحدوا مذهبهم الكاثوليكي وأصبحوا نساطرة ) إذن نستشف من ذلك أن هوية أهل ألقوش قومياً هي الكلدانية .

الموقع الجغرافي

وقعت ألقوش كما وقع غيرها من القرى والمدن العراقية تحت سيطرة الغزاة ولفترات متعددة ، او تأثرت بالواقع الجغرافي كما هو الحال في عدد من مدن العالم ، فهناك مناطق جغرافية في العالم تُباع وتُشترى من قبل الدول ، وتتغير اسم وملكية تلك البقعة أو عائديتها بحسب الدولة المالكة .

المهم ، ان ألقوش كانت في فترة الحكم الاشوري تقع في بلاد كانت تسمى " بلاد آشور " ولغرض تمييزها عن ألقوش ثانية موجودة في فلسطين ، فقد سميت ألقوش العراقية ب " القوش آشور " والقوش الثانية ب " القوش فلسطين " وكان يقصد بهما ألقوش التي تقع في بلاد آشور وألقوش التي تقع في بلاد فلسطين ، ولم يُعنى بهذه التسمية إطلاقاً بأن هوية ألقوش القومية هي آشورية ، وحالها كحال طرابلس التي تقع في سوريا تسمى طرابلس سوريا وألأخرى طرابلس الغرب.

الأستاذ سعيد شامايا من ألقوش ، وإن كانت أصول عائلته وعشيرته تنحدر من تياري السفلى حسب ما يذكر المطران يوسف بابانا في كتابه ألقوش عبر التأريخ ، ولكن لا ندري في أية سنة قدموا إلى القوش ، وهل كانوا قبل قدومهم إلى ألقوش كلدان أم آثوريين ، لا ندري ، ولكن الشئ الذي نعرفه بأن أهل ألقوش ولحد عام 2003 كانوا كلهم كلداناً ، ما الذي تغير بعد هذا التاريخ ؟ لا ندري .

حسناً فعلت قيادة المنبر بإقصاء الأستاذ سعيد شامايا من الأمانة العامة للمنبر لمواقفه غير القومية ، أو للموقف المناهض من القومية الكلدانية ، ولوقوفه ضد كل تجمع كلداني ، كما عارض التجمع الكلداني الذي حدث بين المجلس القومي الكلداني وحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني وجمعية الثقافة الكلدانية والشخصيات الكلدانية المستقلة .

إنها صيغة ذكية ولكنها قديمة ، هذه الصيغة التي يستخدمها البعض في ضرب الكلدان في عقر دارهم ، كما فعل الأستاذ شامايا ، بتسمية منبره بالكلداني الظاهر وهو في العلن يعارض التوجهات القومية الكلدانية ، كما يعارض كل تقدم كلداني بحجة وحدة شعبنا ، لذلك فإن الكلدان ليسوا بحاجة إليه مطلقاً ، وحسناً فعل الدكتور منصور ذو التوجه القومي الكلداني الشريف حينما وقّع على أتفاقية التعاون بين القِوى الكلدانية ، بارك الله به وسيُذكر موقفه هذا بكل فخر وأعتزاز ، كما يحق لأهله أن يفتخروا به .

إخوتي الأعزاء

موقف السيد سعيد شامايا هو صيغة من صيَغ الهدم الداخلي ، إنه للتذكير فقط لا غير، نتمنى على الأستاذ شامايا أن يعيد النظر بحساباته ، فالزمن لا يرحم ، والكلدان لن يذكروا أسمه بموجب ما يستحق ، لذلك أمامه خياران لا ثالث لهما، أما أن يترك هذه اللعبة وينتسب للآشوريين ، أو ان يعيد النظر في حساباته القومية ويضع يده بيد إخوته الكلدان ، وبهذا يكون قد أعاد مياهه إلى مجاريها الحقيقية في المصب الكلداني الكبير .

وإن غد لناظره قريبُ .

‏10‏/06‏/2009

Opinions