Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأغوات الأكراد يعودون مجددا في بلاد آشور \ العراق المحتل !

ليس هناك أدنى شك بوجود " الشعب الكردي " والمعروف انتشارا في منطقة الشرق الأوسط بحكم طبيعته البدوية والغجرية ، مثلا في البلدان التالية : تركيا ، ايران ، العراق ، سوريا وأماكن أخرى مثل أرمينيا .
ومن البديهيات عن هذا الشعب الكردي ، من أنه لم يشكل في كل تاريخ وجوده أي قومية ، وليس بخاف على أحد أن أحد أسباب انتشاره في الرقعة الجغرافية هذه يعود الى نمط الحياة التي كان يمارسها على الدوام ألا وهي التي ترتكز على النهب والسلب.
إن الأكراد يعرفون عادة كشعب آري ، اذ يعود الى أصول آرية ايرانية بحتة . كما معروف بأنهم اليوم يعملون جاهدين لاضفاء على قضيتهم نوعا من الشرعية التي يدركون جيدا بأنها غير موجودة في دعوتهم لتكوين دولة كردية . لذلك يحاولون قدر المستطاع أن ينسبوا أنفسهم الى الشعوب القديمة المندثرة مثل السومريين ، الحوريين والميتانيين ، حتى استقر رأيهم في الآونة الأخيرة بأنهم من " الميديين القدامى " الذين يفتخرون بهم لأنهم كانوا سببا وراء سقوط الأمبراطورية الآشورية العتيدة وذلك حوالي عام 612 قبل الميلاد .
لقد ظهرت جدية الحركة الكردية في عقر دارها أي في غرب إيران وذلك حين أعلن البرزاني الجد الأكبر للسيد مسعود البرزاني الحالي عام 1946 الاستقلال الذي لم يدم طويلا اذ سحقته الدولة الشاهنشاهية والباقي أصبح تاريخا لا غير . وفي نفس العام 1946 نشر البروفيسور الأميركي الراحل وليم لين ويسترمان \ William Linn Westermann مقالته في مجلة " فورن أفيرس \Foreign Affairs " الأميركية والمنشورة للمرة الثانية في صيف عام 1991 عن الأكراد وهنا لنقرأ ما قاله حرفيا : " ... ليس هناك أي احتمال أن يكون لهم أي دعم من قبل الأمم المتحدة . ان اقامة دولة كهذه يتطلب استقطاع أراض شاسعة من ثلاث دول ذات سيادة وهي كل من تركيا ، ايران والعراق ... " واليوم نرى قد أصابهم الغطرسة والغرور ، وخاصة بعد الدعم الأميركي والبريطاني الذي كما قال البروفيسور الأميركي Westermann أعلاه حيث حصل ذلك باستقطاع أرضنا الآشورية \ العراقية بعد ما يسمى بتحرير الكويت عام 1991 لتعطى لهم على طبق من ذهب وبموافقة ومباركة الدول الأعرابية جميعها وبما فيها للأسف العراق ( والآشوريين ضمنا ) نفسه .
وما يجدر ذكره ، حينما كان العروبيون والأعراب يتشدقون بدعم القضية الفلسطينية الى درجة بأن يقذفوا اليهود في البحر - وهذه ستون سنة مضت اذ لم يحصل ذلك بعد ! – والقضايا الأخرى التي أصبحت معلقة أو منسية وعلى سبيل المثال لواء الأسكندرون ( هذه ليست رتبة عسكرية كما أخطأ المصريون يوما ) بل أرضا سورية التي منحتها فرنسا في عام 1938 لتركيا أو الجيب الكردي في بلادنا ، الذي للأسف الشديد كان يلقى الرعاية والاهتمام من قبل الحكام العرب وعلى سبيل الذكر الرئيس المصري جمال عبد الناصر وحتى الرئيس السوري حافظ الأسد في الآونة الأخيرة .
وطريف جدا ما ذكره الصحافي الفلسطيني ناصر الدين النشاشيبي الذي كان مقيما في مصر ، حيث ذكر هذه القصة في كتاب له " الحبر أسود أسود " الطبعة الثانية \ باريس ، فبراير 1977 نقتطف ما يلي: " ولم تكن حركة الأكراد في العراق تستهوي مني أي تأييد . كنت أرى في نجاحها المرتقب ب - اسرائيل كردية - ... وجاءتنا التعليمات بتأييدها ... من هذه الزاوية وجدت نفسي أكتب مقالا في جريدة – الجمهورية - أهاجم الأكراد ... ظهرت جريدة - الموند \ لاموند - الفرنسية في اليوم التالي وعلى صدر صفحتها الأولى تحقيق صحافي عن موقف مصر من حركة الأكراد وتركيز خاص على أن جميع صحف القاهرة تؤيد الحركة باستثناء – الجمهورية - وهكذا ثار الرئيس عبد الناصر!
ويستطرد السيد النشاشيبي قوله: " وفي المساء ، جاء لزيارتي في مكتبي سياسي كردي عراقي من زعماء الحركة الكردية محاولا إقناعي بخطأ موقفي ... وعندما شعر باليأس من موقفي بادرني بالقول :
إنك في موقفك هذا تعارض موقف الزعيم والرئيس !
قلت بأسى : أعلم ذلك .
قال : وفي هذا خطر عليك !
قلت : أعلم ذلك .
ولم يمض على مغادرته مكتبي أكثر من ساعة واحدة حتى كان جرس التليفون يدق باستمرار ، وكان رئيس المباحث السيد " طلعت " يحدثني حيث قال أن أحد المساعدين له سيحضر لزيارتك ! " وهذا واضح ما معناه في الدول الاستبدادية .
أما الرئيس السوري رغم أن الأكراد يشكلون له نفس الخطر الذي يشكلونه للعراق ، وبالنسبة للكلام الدارج في سوريا – خلي الفخار يكسر بعضه - لم يبخل في مساعدة الأكراد ضد العراق واستقراره بحيث سمح بهم بفتح مكتب خاص لهم في دمشق العاصمة مع السماح باصدار جريدة سياسية " الشرارة " وفي يدي نسخة منها وذلك العدد 2 ، السنة الأولى آذار 1976 بأنها لسان حال الاتحاد الوطني الكردستاني للآغا جلال الطالباني الذي يصدف اليوم أن يكون رئيسا للعراق للأسف مع أنه في كل حياته تآمر عليه ( العراق ) ولا يزال !
من المعروف أن الأكراد منذ أكثر من ألف عام ، المهنة الوحيدة التي كانوا يزاولونها بنجاح كانت ترتكز كما قلنا أعلاه على السلب والنهب ، حيث غالبيتهم عبارة عن قطاعي الطرق . ومن المعروف أن الشعب الآشوري المسيحي والمسمى أحيانا بالنسطوري أو باليعقوبي كان الأكثرية في شمال العراق حتى القرن الرابع عشر الميلادي . وهكذا كان على الدوام ضحية هؤلاء السفاحين ، بحيث كانوا يتوغلون رويدا رويدا في أراضينا وزد على ذلك كانوا يقومون بغاراتهم المتكررة والتي كانت مصدر حياتهم اليومية . وفي كثير من الأحيان كان الآشوريون - كما ذكر الملفان ابن العبري في كتابه التاريخ الكنيسي - يتفقون دفعهم سلفا ليتجنبوا أعمالهم الشريرة ، ولكن كل هذا لم يردع جشعهم ، اذ كانوا يقومون بغاراتهم كالمعتاد . وفي أواخر القرن الثاني عشر قاموا في غارة كبيرة ما كان الا من صاحب الموصل أن سير عليهم مفرزة من الجند الذين قتلوا قسما منهم والقسم الآخر فر الى الجبال بعد أن أحرقوا أربعمائة قرية نسطورية \ آشورية وقتلوا رجالها وسبوا نساءها وأطفالها. هذه كانت الأسباب الرئيسية التي دفعت قسما من شعبنا نفسه اللجوء الى الجبال – منطقة هكاري - تخلصا من بربريتهم وهمجيتهم .
وما أشبه اليوم بالبارحة ، لقد أصبح هؤلاء اللصوص اليوم أسياد العراق بامتياز . الى درجة أن معظم مناصب الدولة الكبيرة والحساسة هي بيدهم ، أضف الى ذلك يحصلون اليوم على 17% من دخل النفط العراقي ، عدا ما يحصلون عليه بطرقهم الخاصة وغير المشروعة بالطبع .
واليوم رغم مرور مائة عام على نمط حياتهم التي ترتكز كالمعتاد بشن غارات النهب والسلب ، نراهم اليوم يفعلون ذلك من جديد في شمال العراق \ المثلث الآشوري ومحافظة نينوى بالذات . أضف الى ذلك نظرا للأموال الكثيرة التي يحصلون عليها أمكنهم بشراء الضمائر باغداق الأفراد من ذوي النفوس الضعيفة والعفنة حتى من شعبنا ليكونوا عملاء لهم مع الأسف الشديد .
وختاما ، لقد جرت في هذه الأيام الانتخابات المحلية في كل المحافظات العراقية ما عدا محافظات الجيب الكردي العميل ، أليس من حقنا أن نسأل لماذا ؟ والمعروف أن هؤلاء شذاذ الأفاق قد شنفوا أو بالأحرى مزقوا آذاننا بالكلام عن الديمقراطية بحيث في كل كلامهم الكلمة هذه لا تنعدم ! واليوم لا يريدون تطبيقها ! من المؤكد ليست من مصلحة قطاعي الطرق الذي وضع قدر\ حظ المحافظات الثلاث في أيدي الجلاوزة من أمثال السادة مسعود البرزاني ونظيره جلال الطالباني بحيث غدت الديمقراطية سما زعافا لهما ولشئ بسيط جدا وهي بتطبيق الديمقراطية لا يفقدون مكانتهما ( الأغوية ) المعهودة فحسب ، بل سيفقدون حتى رؤوسهما للجرائم التي إرتكبوها ليس ضد شعبنا الآشوري على حدى ، بل ضد سيادة العراق وضد شعبهم الكردي بالذات الذي أصبح وقودا لطموحهم الشخصي .
وختاما أقول إن بيث نهرين \ العراق بلد عريق جدا ، بحيث الولايات المتحدة كدولة وأمة حديثة العهد بالمقارنة مع وطننا العراقي بكثير ، اليوم لا تسمح بأي أقلية مهما كانت أن تنفصل ، وكلنا نعلم أن الولايات المتحدة في ماضيها خاضت حرب ضروس من أجل وحدة أراضيها والمسماة بالحرب الأهلية ، وكم بالحري بيث نهرين \ ميزوبوتاميا التي تاريخها ينوف 8000 سنة .
ليكن هدفي واضحا وضوح الشمس في ربيعة النهار ، أننا لا نكره الشعب الكردي ، بل نكرمه ونعزه ، شريطة بأن لا يقوم في تجزئة الوطن ، في الوقت نفسه لسنا ضد أي قومية دخيلة والذين يعيشون في ظهرانينا على الاطلاق ، بحيث إذا كان لهم طموح قومي ولكن شريطة أن يكون ذلك في موطنهم الأصلي ولا في مواطن الآخرين كما هو اليوم مأرب الآغوات الجدد من أمثال البرزاني والطالباني في عراقنا الحبيب . كما لا بد لي من تقديم كلمة شكروامتنان الى الأخ الصحافي الفلسطيني الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي لموقفه الشريف ضد الأكراد الانفصاليين والذي دون شك كلفه شخصيا الكثير . عاش الوطن العراقي وعاش شعبه موحدا ومعززا .


Opinions