الأمان والإستقرار يساهم في فرح الشعوب
آذار ... شهر الخير كما يوصفه اهل العراق وخاصة ساكني شمال العراق والتي باتت تسمى اليوم كردستان العراق ، فهو مليء بالمناسبات والأعياد القومية الكردية والتي في غالبيتها مثيرة للمشاعر وتمتلئ بطقوس احتفالية خاصة تضفي على الأجواء الربيعية الخلابة والتي تتزين بها كردستان في مثل هذا الوقت من كل عام مزيداً من البهجة والسعادة , واثناء زيارتي لأحد الأصدقاء الكرد حيث الفرحة على وجهه ابلغني بالكثير عن هذا الشهر , ففي الأول منه تصادف مناسبة قومية يحرص الشباب الكردي على استعادتها والتذكير بها ، إنها ذكرى وفاة القائد الكردي الملا مصطفى البارازاني سنة 1979. ثم تأتي ذكرى اندلاع الانتفاضة الاذارية عام 1991 في المدن الكردستانية ، والتي لها أهميتها الخاصة في التأريخ الكردي حيث يشير الى ان الخامس من آذار هو ذكرى اندلاع الانتفاضة في { قلعة دزة } وفي السابع منه اندلاعها في السليمانية ، وصولاً إلى اليوم التاسع في { كويسنجق } والحادي عشر في { أربيل } وكلها أيام يستذكرها الكرد سنويا بحماسة وقوة حيث المشاعر القومية تبلغ ذروتها عند الشباب الكردي في مثل هذا النوع من المناسبات فتراهم في ذروة حماستهم يهتفون وينشدون ويرقصون على إيقاعات الأغاني الكردية ويرددون الشعارات والأناشيد الوطنية في محاولة لإستذكار نضالات أسلافهم القدامى . ويبرز هنا دور المنظمات والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية في شكل ملحوظ في مثل هذه المناسبات , فالإحتفالات لا تتوقف أمام المقرات الشبابية ومثيلاتها الحزبية ، فهي تستغل حلول مثل هذه المناسبات لحشد الشباب الذين يجدون في المناسبة فرصة لإطلاق العنان لطاقاتهم التي يوضفونها لإظهار حبهم وارتباطهم بتأريخهم فتنتقل احتفالاتهم الى دورهم . وتستمر المناسبات في آذار والتي يشارك فيها الكثير من ابناء الديانات والقوميات الأخرى التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الكرد... فالرابع عشر من عام 1903 هو ذكرى مولد البارزاني في حين أن السادس عشر منه هي ذكرى مذبحة حلبجة في العام 1988، المنطقة التي أباد فيها النظام السابق مئات العائلات الكردية بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية كما هو معلن . وخلال هذا الشهر تأتي ولادة السنة الربيعية الجديدة { أعياد نوروز } وعنها قال لي صديقي ابو سوزان انه ....يُحكى في قديم الزمان كان هناك شاباً كردياً يدعى { كاوة الحداد } استطاع هذا الشاب القضاء على الملك الشرير ( { ضُحاك } وتخليص الشعب من جبروته المتغطرس... وعيد { نوروز } احد أهم المناسبات الكردية التي يعبر فيها الشباب الكردستاني عن حماسته وتمرده مستلهماً إياها من شخص قائده الثوري { كاوة } فهي مناسبة للتعبير عن الحياة والثورة معاً. ان كان للمناسبات القومية الكردية تأثيرها النفسي على الشباب الكردستاني فإن تأثيرها هذا ينعكس على شباب ملتنا نحن المسيحيين ايضا ولذلك تختلط المشاعر وينفرد كل واحد للتعبير عنها بطريقته الخاصة .. واضيف هنا ما قاله صديقي ابو سوزان ان هذه الأيام ايام نوروز .. تدر المال الكثير على جيوب الخطاطين وبائعي الأقمشة الذين لهم حكايتهم الخاصة مع هذا الشهر حيث يزداد عمل الخطاطين بنسبة كبيرة ، لكثرة الطلب على اللافتات وتشهد سوقهم نشاطاً واضحاً ترتفع معه أجور العمل كما ان لألوان الأقمشة كما يقول حكايتها أيضاً في شهر المناسبات الكردية ، فليست كل الألوان تلقى اقبالاً، بل تزداد مبيعات الأقمشة الملونة بألوان أعلام الأحزاب السياسية الكردستانية العاملة , ويحرص أصحاب محلات بيع الأقمشة على تجهيز محلاتهم في مثل هذا الشهر بألوان الأقمشة المطلوبة ..... في الختام نقول ان الشعوب عندما تشعر بالأطمئنان والأمان وان حكامها أمناء مخلصين فانها حتما ستحتفل باعيادها اجمل احتفال واحلى احتفال , وامنية الخيرين والطيبين ان تستمر احتفالات شعبنا ذات الثلاث مسميات والساكن في هذه المنطقة باجمل واحلى وابدع احتفالات باعياده الدينية والقومية .ادورد ميرزا