Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الإعلام والهجرة

جدير بالاهتمام أن نلتفت بجدية إلى ما يحدث في ساحتنا وما يترتب عليها من مآزق وتضحيات ومتابعة كل السبل التي تؤدي إلى تبعثر شعبنا في فيافي العالم، وحسب التسميات السياسية (الكلدو آشوري السرياني، الكلداني السرياني الآشوري، الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) ،الكلداني والسرياني والآشوري ،ومسيحيي العراق) وأسماء أخرى قد لا تحضرني أو لم تصلنا بعد .... والتي بدأت تعكس نتائجه سلبا على من يعيش على أرضه ولنقل... صامد يقاوم كل أشكال المراهصات والأحداث والأقاويل إن كانت صحيحة بعضا منها والقسم الأكبر مهاترات تأتي من حيث لا يدري ، وشعبنا المسكين يوما بعد يوم يلملم ما يملكه أحيانا، وتاركا الكثير منه ليصل ارض الخلاص !(تركيا ،لبنان ودول أخرى) ومنها إلى ارض الميعاد (((ارض الغربة والضياع))).
كلنا نعلم عن هجرة اليهود من كافة أنحاء العالم مع تسقيط جنسياتهم المختلفة واستقرارهم وتحشدهم على بقعة ارض مشكلين دولة تهدد دول أخرى وهي ارض الميعاد فلسطين (كما يدعون). وفي نفس الوقت التي تكثر المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين تزداد هجرة المسيحيين أو شعبنا (ك ، ا، س) إلى حيث لا يدري والذي اعتبره أنا.. بل هو الوباء بعينه، لان ما نلاقيه ونراه ونسمع تفشي هذا المرض إلى عائلات مستقرة ميسورة الحال محدثة فراغا ملحوظا في قرى ومدن شعبنا وهم في ملاذهم الآمن. متكهنا أن ثمة هجمة شرسة منظمة ومدروسة قد تكون وراء هذه العملية، وبدورنا يجب التعرف على أسبابها ومصادرها وإيقافها بشتى الطرق المشروعة ومن ثم محاولة إعادة الكم الكبير من هؤلاء الضحايا الذين لا يملكون حتى لقمة العيش في غربتهم (بلدانهم الجديدة)،وهذه محاولة جادة لإيجاد معالجة صحيحة توقف هذا الوباء المميت أو النزيف القاتل الذي أصاب شعبنا ومن ثم إيجاد الحلول المترتبة على ذلك.
إن الخط الأمثل والجهة الواعية التي تستطيع تحمل مسؤولية هذا العمل الشاق هو الإعلام وبشتى صوره المرئية والمقروءة والمسموعة (من القنوات الفضائية ومجلاتنا الالكترونية والطباعية وجرائدنا) ومحررينا وحتى سياسيينا ومثقفينا لدى استضافتهم في القنوات الفضائية وتصريحاتهم في الصحف والمجلات، كل هذا يجب العمل به وبشكل ايجابي مدروس واعتباره الهدف الأول والوحيد لإنقاذ شعبنا من اخطر هجمة عليه وهي الاندثار الاندثار الاندثار...لكن مع شديد الأسف إعلامنا الحالي يعمل العكس ويشجع عملية الهجرة ولكن بشكل غير مباشر أو دون قصد، قد لا يلتمسه لكن المقابل له نظرة خاصة وقرار حاسم من وراء ما يطرحه الإعلام على ارض الواقع. وهنا أود أن اشخص بعضا مما تتناقله وسائل الإعلام بعرض أحداث ساخنة لا تجدي نفعا، أو خبر ينشر على مواقع سريانية يؤول بحيث يدخل صداه صميم شعبنا ويرعب السامع ليأخذ خطوة بالاتجاه السلبي لتنغرس جذوره من حيث لا ندري، لكن ما في اليد حيلة ،ومثال على ذلك نلاحظ بعض القنوات الفضائية تعرض مآسي أبناء شعبنا كتشييع جثمان شهدائنا وضحايانا، وهذا يزيد من سلبية الموقف لأسباب كثيرة منها إدخال الرعب وعدم الطمأنينة والاستقرار وذلك بسبب تجسيد الموقف وعرضه بشكل يحرك مشاعر الآخرين ليحصل عندهم الفزع وامتلاكهم القناعة التامة بترك موطنهم. هذا من جانب، من جانب آخر لدى استقبال هذه المشاهد أو قراءتها من قبل المهاجرين يسرعون بمناشدة أهاليهم لا لنجدتهم أو تهدئتهم بل يعملون على تفاقم الموقف بحثهم على ترك الغالي والنفيس والنزوح من ارض الأجداد. ولا اجزم هنا بان يكون إعلام ما موجه لعملية الهجرة ولا اتهم الوسائل الإعلامية بقدر ما هو تشبث لتنشيط إعلامه أو بقصد إيجاد وسيلة للإعلان عنه ،وبالمقابل تسجيل حالة سلبية قد تكون تاريخية أو مسببة لعملية الهجرة وبشكل غير مباشر. كما أود الإشارة إلى ما يكتب من قبل زملائنا المهاجرين خارج الوطن حاملي جنسيات أخرى وهم مدعين بعراقيتهم أحب أن انوه من داخل العراق إن مقالاتكم ليست بناءة و متأكد كل التأكيد بعدم تمكنكم من كتابة هكذا سطور وانتم تمارسون حياتكم على أرضكم مستمتعين بأصالتكم. وإلا ليس من الشجاعة أن تباع الوطنية وتثرم برأس من يستمتع بها لتضحون بهم وتسوقهم إلى محارق الجهل. ألا الأجدر بكم أن يكون الاعتدال في خطاباتكم وكأنكم على ارض وطنكم وإلا اسمحوا لي أن أقول أي مقال تهجمي على أي جهة هو عدم الإحساس بالغير وهذه جريمة كبيرة بحق إخوانكم وناسكم الذين يحملون ويحمون وطنيتكم. هذا هو مصير شعبنا أمام أقلام مثقفينا وكتابنا وأمام عدسات إعلامينا.... هذه هي الحقيقة لحد ألان متمنين إيقاف هذا النوع من الإعلام الغير المسؤول تجاه شعبنا واخذ انعطافة ايجابية في موقف (((الهجرة))) .
إذا رجعنا إلى القسم الأول من المقال ودور الإعلام المهم في إيقاف نزيف الهجرة يمكن إجماله بالاتي كنقاط أولية ومن له إضافات تنجد واقعنا المزري فليضف مشكورا وهي :
1- تكثيف المقالات ضد عملية الهجرة مع إجراء تحقيقات تلفزيونية وصحفية لمن له القدرة بإعلان سر تفشي هذا الوباء.
2- إعداد برامج تلفزيونية تبين حال مدننا وقرانا ومدى الأمن والاستقرار المستدب فيها .
3- إجراء لقاءات وتحقيقات تلفزيونية وصحفية وعلى مواقع الانترنت مع أبناء شعبنا في المهجر والذين يتقاضون مساعدات عينية بالإضافة إلى مساعدات ترسل من داخل العراق.
4- إجراء لقاءات إعلامية بشتى الوسائل مع أبناءنا وإخواننا العائدين إلى ارض الوطن بعد معاناتهم وإخفاقهم وهم الآن يمارسون حياتهم الطبيعية في العراق ،وهناك الكثير منهم.
5- الوضع العام والمهن التي يعملون بها أبناء شعبنا خارج العراق .
وهنا يجب الإشادة بوجود حالات قتل وإرهاب في العراق بين كل شرائح المجتمع العراقي ،فهناك أئمة جوامع يقتلون ورجال علم وقضاء وسياسة وذوي مسؤوليات مرموقة من مختلف الأديان والقوميات قد يعلن عنه بشكل بسيط وفي حالات جمة يستتر الخبر ولأسباب تهمهم .لكن هيهات لو قتل مسيحي أو اختطف أو شئ من هذا القبيل ،لم تبقى جهة من أبناء شعبنا وضمن المتيسر لديهم لم تنشر الخبر وتأول الموضوع بحيث أصبح يعكس سلبا علينا ... وفي نفس الوقت يشجع القتلة بالاستمرار بأعمالهم الإجرامية ضد المسيحيين بسبب إعلامهم السلبي المتمكن وهذا ما ينون عليه.فبهذه العملية قد ضربوا عصفورين بحجر ،وهذا لا ينفعنا البت.إلا أن الفكر الصائب والعمل السديد هو توحيد إعلامنا القومي بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر السياسية والمذهبية ورفع شعار ((إيقاف نزيف الهجرة وإعادة المهاجرين )) والالتزام بشكل جدي ومبدئي واعتباره ورقة عمل لإنجاح تطبيقه.كما وانوه بضرورة تشكيل رابطة صحافية أو إعلامية تظم العاملين في هذا المجال والتنسيق المبرمج بين أعضائها وعكس الصور الايجابية لشعبنا وخلق أجواء آمنة وراحة نفسية قدر الإمكان بعكس ما هو الآن. لذا أناشد كل من يحمل قلما ذكيا نظيفا من الأساتذة والزملاء الأعزاء أن ينظروا للإعلام بشكل دقيق وتوجيهه لمنفعة شعبنا ووطننا، وليس ضعفا في الإعلام إن تم التستر على بعض ما يحدث على الساحة إن لم يكن لصالحنا .
في الختام اعتبر هذه النقاط وثيقة عمل ومشروع مطروح للدراسة والمناقشة والتنفيذ بعد إضافة من له إضافة. كما أقدم اعتذاري إن ظهرت بعض التعابير القاسية إن فسرت، لكن لم توجه معنية وشكرا .

فائق بلو Opinions