الإنتقاد له منهجية وليس كلاما كيفما ورد، والتناقض حق طبيعي
اخي العزيز حبيب تومي في البداية أرجو ألا تخلط بين النقد والتناقض في الفكر. فمن يكون متناقضا معك في فكرك الفلسفي والإجتماعي لا يمكنك ان تنقده بل تناقضه. على أساس مبدأ تناقض وتضاد الأفكار والآيدولوجيات، وهذا مبدأ وفكر وفلسفي معروف.(راجع الموسوعة الفلسفية)في البداية اشكرك لآنك وضعتني في مصطاف من باع قوميته وذهيب يستجدي الخبز والمكانة السياسية بين أبناء قومية اخرى. لقد وضعتني في خانة الخونة لمجرد اني اختلف معك في الرأي، فكيف تتحامل على من يصفون خصومهم بالخونة ممن لهم مشاريع سياسية ومصيرية متناقضة. وأنت لا تنتمي الى حزب معين بمعنى لا تؤمن بمشروع سياسي معين. حبذا قبل ان تسوق إلي هذا الإتهام. لو تسأل بعض ممن يعرفني والمقريبين منك لتعرف من أكون وما هي مبادئ. رغم أنك تناقض نفسك بعد ذلك أذ تقول (اليوم علمنا بفوز ثلاثة من أبناء شعبنا واحد من ...الخ ). هل تحال ان تقنعني وتقنع نفسك أننا ثلاث قوميات في أمة واحدة. من اين جأت بهذه النظرية المتناقضة في مفاهيمها وبنيتها. "بالمناسبة لدي دراسة في النظريات القوية ستجد النور قريبا وسأرسل لك نسخة، بعد أن احصل منك على بريدك اللكتروني."
الفرق بيني وبينك كبير جدا يمتد الى عمق التاريخ لآلاف السنين فكل واحد منا له رؤية مختلفة كل الإختلاف عن تاريخ شعبنا ووجوده واستمراريته ومستقبله. وهذا افختلاف من الطبيعي أن يولد بيننا خلاف وتناقض في الفكر و المبادئ.
أني أعتقد بأني من أبناء بلاد الرافدين ومن ورثة الحضارة السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والمارية والكلدانية (الأصح الكلدية) والآرامية والفينقية، والثقافة اللغة السريانية بفرعيها الشرقي واغربي. ولا يمكن أن اجزم أني من بقايا الفئة الفلانية دون ان تكون دمائي امتزجت بفئة اخرى. وهنا أقول لنقوم بأختبار جيني بسيط يمكن أن تجريه بينك وبين أربعة أشخاص واحد كلداني واخر آشوري والثالث سرياني والرابع من دعاة الآرامية. أنا بعد هذا سألم بنظريتك إن كانت صحيحة بحيث سيكون للكلداني جينات مختلفة كل الإختلاف عن الآشوري والسرياني ووالآرامي بهذا نقطع طريق هذا الجدل العقيم الذي يوجع الرؤوس وينفق الوقت والأقلام والأوراق وصفحات الإنترنيت. وأذ كان الأمر صعب عليك كلف الأخ انطوان صنا يقوم بالتجربة في أميركا.
أما انت فتعتقد أنك من دم خالص ورثته من بقايا مملكة الكلدانية التي حكمت (73) عاما فقط. هذا هو التناقض الذي بين فكرينا ولا يمكننا ان ننتقد بعضنا البعض. بل نناقض بعضنا لأن الإنتقاد يكون داخل الفكر الواحد والآيديولوجية الواحدة. ومبدأ النقد وجد لإزالة مفاهم الحقائق المطلقة عن الفلسفات والأفكار والآيديولوجيات، حتى يتمكن المؤمنين بها من التجرء على إنتقادها. فمثلا مبدأ النقد البناء موجود في النظام الداخلي ومنهج الحركة الديمقراطية الآشورية. من اجل ان يعطينا مساحة من الحرية لننقد كل ما نقوم به ضمن أصول وقواعد تنظيمية.
فأخي العزيز حبب تومي أرجو أن تعلم من الآن وبعد أن ما تكتبه لا يمكن أن يكون نقدا للحركة الديمقراطة الآشورية. بل تناقض مبني على أساس فكرين متناقضين وهذا حق مشروع ولكن لا تطلب من كل الناس ان تعالج مفاهيم النقض والإختلاف بنفس المستوى الفكري، فهناك من يعالج هذا التناقض بتصفية الآخر جسديا كما يحصل اليوم في عموم العراق، وهناك من يعالجه بلكمات والضرب، وهناك من يعالجه بتبادل الشتائم كما يحصل في بعض البرلمانات الموقرة مثل ابرلمان العراقي ومنهم من يعالج التناقض بفردتي حذا كما فعل منتظر الزبيدي. ولكن أنا وانت يمكن ان نبقى الى ان ينطفئ النور من عيوننا أن نناقض بعضنا وأقول لك في كل رد اخي العزيز، وستبقى عزيزا لأنك ستكون سبب تجعلني ان أرد علك بأفكار تختلف عنك. وكلانا سيستفيد من هذا النقاش كما سنخدم عشرات القراء بأفكارنا المتناقضة من اجل الخروج بفكر ثالث قد يكون هو الأصح ولكن كل منا سيحاول اقناع لآخر بفكره. وسيأتي الدلائل المكتوبة والنقلية عن صحة وجه نظريه. وهنا من سيقتنع بأفكاري وهناك من سيقتنع بأفكارك. وحينها سنعلم من منا لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم. وقرائنا سيقررون ذلك قبلنا. ولا تنسى مسألة الفحص الجيني قد تسعف كلانا من هذا الجدل لنتحول الى الكتابة في أشياء اخرى.
أما بخصوص تسمية كنيستنا الكلدانية اخي العزيز حبذا لو تقرأ تاريخ كنيسة المشرق للأب البير أبونا. او تاريخ الكنيسة الشرقية للأب الشهيد يوسف حبي أو تراجع كتاب المجامع السنودوسية. ستجد أن الكنيسة النسطورية. والتي لم تسمي نفسها بهذا الأسم بل كان اسمها الكنيسة الجاثيليقة الشرقية. أنقسمت في القرن الخامس عشر الى قسمين. وأن بطاركة القسم الذي هجر الى هكاري والذي بقية في ألقوش كانوا من أسرة القوشية واحدة تحديدا.
فما بالك بالكنيسة المارونية لأبناء شعبنا أو الملكين أو أبناء الطائفة الصابئة أليسوا من أبناء شعبنا. اخي العزيز هذا هو الفرق بيني وبينك أنا اجد كل التسميات هي لشعب واحد عبر مراحل تاريخية مختلفة وأنت على نقيض من ذلك.
اسرد لك مثل شخصي (أنا أسمي في البطاقة الشخصية (شمعون)، وفي الحركة الديمقراطية قل من يعرف هذا الأسم فأسمي هناك (طليا)، بين عامي 1997 و2003 عملت وأسست اتحاد بيث نهرين الوطني واسمي كان هناك (نعوم)، وما زال اصدقائي هناك وفي لبنان يناودني بهذا الأسم. وأنا أرد عليهم بنعم، في فترة تنقلي السري على أيام النظام السابق دخلت كمب مخمور لحزب العمال مرات عديدة وهناك كان اسمي (أزاد) واي شخص من حزب العمال يعرفي نأنه يعرف (آزاد). ولكن أنا سأبقى كائن واحد وشخص واحد واعرف نفسي من أكون، وأفتخر بكل تسمياتي لأن لكل واحدة كان ضروفها وواقها وزمانها).