Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاشوريون يحتفلون برأس السنة البابلية –الاشورية 6756

01/04/2006

سانتا ميخائيل يحتفل الاشوريون بمختلف طوائفهم (الاثوريين , الكلدان , السريان ) في العراق والعالم في الاول من نيسان كل عام برأس السنة البابلية –الاشورية , والذي يسمى ب (أكيتو ) . وأكيتو مصطلح سومري يعني بيت الولائم .

ويعود الاحتفال برأس السنة الى العهد السومري (أكثر من خمسة االاف سنة قبل الميلاد ) , حيث كان يحتفل سكان وادي الرافدين (العراق ) بحلول الربيع وعودة الخضار , وخروج الاله داموزي (تموز ) من العالم السفلي والزواج بمحبوبته عشتار , كما يقول د. بهنام أبو الصوف الباحث والمؤرخ التاريخي ويضيف "الاحتفال بالاصل كان سومري واستمر البابليين والاشوريين الاحتفال به , وكان يمتد لاثني عشر يوما , ويبتدأ من الاول من نيسان , ولكل يوم طقس معين , وفي اليوم الاخير يحتفل اهل بابل وأشور باخراج الاله أشور ( اله الاشوريين , اذ كان لكل قوم اله خاص بهم ) أو اله البابليين مردوخ , الى اكيتو (بيت الولائم ) , وهو مكان يقع خارج العاصمة ". وبين الكاتب الاشوري أبرم شبيرا الى ماهية هذا الاحتفال قائلا "كان الأول من نيسان عيداً دينياً وقوميا لشعوب بلاد مابين النهرين يشكل بداية لسنة تقويمية جديدة. وكغيره من الأعياد التي ترتبط بمراحل تطور الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والدينية، كذلك كان الحال مع عيد الأول من نيسان."

كما أشارت الحركة الديمقراطية الاشورية والتي يتراسها يونادم كنا عضو مجلس النواب عن الكلدواشوريين المسيحيين لجذور هذه المناسبة المناسبة قائلة " كان أجدادنا يحتفون بهذا العيد على مدى أثني عشر يوما تبدأ في الاول من نيسان وتقام خلالها المراسيم الوطنية والدينية واحتفالات وكرنفالات مهرجانية كبيرة يشارك فيها الشعب الى جانب مؤسسات الدولة والطبقة الحاكمة ، اذ كانت تنطلق عبر بوابة عشتار التي كانت تزين شارع الموكب ببابل", وأضافت "" يستقبل شعبنا الكلدواشوري السرياني في الاول من نيسان اعياد "اكيتو" رأس السنة البابلية الاشورية في الوطن والمهجر ،بروح تتطلع الى الامل والحياة والتجدد والسلام وهي جميعها معان وقيم حملها شعبنا في نفسه وذاكرته منذ ايام بابل واشور وكالح ونمرود وقد تناقلت الاجيال هذا الموروث الحضاري والانساني ليصبح تقليدا نيسانيا ورمزا يفخر ويحتفي به شعبنا مؤكدا من خلاله اصالته وارتباطه بالجذور والانتماء العميق لارض الرافدين" . وبسبب الاوضاع الامنية المنفلتة في بغداد خصوصا والعراق عموما أقتصرت احتفالات رأس السنة البابلية –الاشورية على احتفال رمزي كما بينت الحركة الديمقراطية الاشورية (والتي تبنت احتفالا رمزيا ) في بيان لها " أن أحتفاؤنا برأس السنة البابلية الاشورية هذا العام يأتي في ظروف أستثنائية وصعبة يمر بها الوطن جراء تفاقم اعمال العنف والارهاب التي تسود مناطق عديدة وتتصاعد معها وتيرة المعاناة اليومية للمواطنين وانتهاك لحقوقهم الانسانية ومما يزيد من خطورة الوضع تنامي وتيرة التطرف الطائفي وسط أجواء تتعثر فيها العملية السياسية وتأخر قادة الكتل في حواراتهم للتوصل الى تشكيل الحكومة الجديدة وهذا يساهم في أزدياد التردي الامني والخدماتي والذي وصل الى حدوده القصوى بحيث لا يطاق تحمله من قبل الشعب العراقي على العموم" .و أعرب وليم وردا مسؤول مكتب الاعلام في الحركة عن أسفه لحيلولة الظروف الامنية المتردية من أقامة أحتفال كبير كما كان يخططون له أبان نضالهم ضد النظام السابق في شمال العراق , وقال "منذ 1991 أيام الحكم الذاتي في شمال العراق , دأب شعبنا الاشوري على أقامة احتفالات كبيرة في أربيل ودهوك , وكانت تستمر لاثني عشر يوم , كما كانت مناسبة لايصال خطابنا السياسي لابناء شعبنا الموجودين في العراق أو للجاليات ", معربا عن أمله بان تكون الظروف أفضل في العام القادم لكي يتمكنو من أقامة"أحتفال مهيب ", يتناسب ومكانة المناسبة لكونها مناسبة قديمة تعود للعراقيين , مشيرا الى أن الحركة الديمقراطية أقامت أحتفال بسيط ورمزي بالمناسبة لكنه استدرك قائلا "لاننسى أن الاوضاع الامنية الجيدة نسبيا في شمال العراق وسهل نينوى أتاحت لابناء شعبنا الاحتفال بهذه المناسبة , والتي تعتبر قومية بالنسبة لنا , وتوحدنا رغم أختلاف مذاهبنا الكنسية ". ولكون المناسبة تخص العراقيين القدماء من (سومر واكد وبابل واشور ) فقد اقترح وردا ان تكون المناسبة ,عطلة رسمية , للتعريف بأصلها ولكونها تشير الى اصل الاشوريين وكونهم مكون" قديم وأصيل"من مكونات الشعب العراقي . و أستذكر يعقوب يعقوب المدير التنفيذي لقناة أشور الفضائية (التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية )كيفية الاحتفال بالمناسبة في السنوات التي خلت في شمال العراق , وقال "في كل يوم من الايام الاثني العشر كانت المنظمات والاحزاب الاشورية تقوم بنشاط معين , وكانت كل مؤسسة تتعهد بنشاط يوما ما , لكن اليوم الاول على الاطلاق كان يبدء بالمسيرة البنفسجية (لون الحركة ) والتي كان ينتظم فيها الالاف من أبناء شعبنا الاشوري ويسيرون على الاقدام من مكان محدد عادة وصولا الى مكان التجمع , وكانت تلقى الخطب بهذه المناسبة , كما كان تنظم الفعاليات المختلفة من مسرحيات , والقاءالقصائد , وتنظيم الحفلات , كما كانت المناسبة فرصة لحضور فنانينا ومغنينا من خارج العراق الى الشمال , والذي كان يتمتع بالحكم الذاتي ", وأضاف "على الرغم من خضوع العراق لسلطة النظام السابق , الا أن هذا لم يمنع أبناءنا من بقية المحافظات المجيء للشمال والمشاركة في الاحتفال ".

وعن البرنامج الإحتفالي الذي بموجبه كانت تقام الإحتفالات بعيد رأس السنة الآشورية في بابل ونينوى بنفس الوقت قال الكاتب والباحث التاريخي أشور كيوركيس " كانت احتفالات رأس السنة البابلية- الآشورية (آكيتو) تقام بدءا من أوّل ليلة الإعتدال الربيعي (تساوي الليل مع النهار)، وتتخللها الصلوات والتمثيليات الدينية الضخمة على شكل مهرجانات سنوية يشارك فيها الشعب من كافة الطبقات، فيما يستعمل الكهنة نماذج تمثل الآلهة، كمجرّد وسيلة تعبير ليس إلاّ، مع ملاحظة فكرة سيد الآلهة، الذي سمي "مردوخ" في بابل، و "آشور" في نينوى". وأضاف " من اليوم الأوّل إلى الثالث تطهير النفوس؛ في هذه الفترة يقوم كاهن الإيساغيلا(بيت مردوخ) بتلاوة طقوسٍ حزينة، بمشاركة كهنة المعبد، ويرد عليهم المشاركون من الشعب بترانيم باكية تعبّر عن خوف الإنسان من المجهول, وفي صباح اليوم الرابع يسير كلّ شيء كما في الأيام الثلاثة الأولى، وفي المساء كانت تُتلى ملحمة الخلق "إينوما إيليش" (عندما في العُلى) بالكامل، لتحكي عن بدء الكون وتكوّن الفصول وإتحاد قوّة كافة الآلهة في الإله مردوخ, أما اليوم الخامس: يوم الخضوع لملك بابل أمام الإله مردوخ، حيث سيدخل الملك الإيساغيلا برفقة الكهنة، ويتجهون نحو المذبح، فيدنو الكاهن الأعلى للإيساغيلا من الملك آخذاً دور الإله مردوخ، ويبدأ بتجريده من حليّه وصولجانه وحتّى تاجه، ثمّ يصفع الملك بقوّة حيث يركع الأخير ويبدأ بتلاوة الغفران وإعلان خضوعه لمردوخ , وفي اليوم السادس , فهو يوم الإله نابو، برفقة أعوانه من الآلهة الشجعان القادمون من نيبور وأوروك وكيش وأريدو (مدن في جنوب العراق الحالي)". وتابع أشور يقول "في اليوم السابع , نابو يحرّر الإله مردوخ في اليوم الثالث من الأسر، حيث كانت الآلهة الشريرة قد أغلقت باباً كبيراً وراء مردوخ بعيدَ دخوله بيته, اليوم الثامن: بعد تحرير الإله مردوخ، تجمَّع تماثيل الآلهة، في غرفة الأقدار(أوبشو أوكينا)، حيث من المتوقّع أن تجتمع الآلهة لتقرّر مصير مردوخ،وفي التاسع موكب النصر إلى "بيت آكيتي"، وهو المكان الذي يُحتفَل به بانتصار مردوخ - في بدء الخليقة - على التنين تيامات (آلهة المياه السفلى), وفي العاشر العاشر: بعد الوصول إلى "بيت آكيتي"، يبدأ الإله مردوخ بالإحتفال مع آلهة العالمين العلوي والسّفلي (توضع تماثيل الآلهة حولطاولة كبيرة، بشبه وليمة) ويعود إلى قلب المدينة للإحتفال بزواجه من الآلهة "عشتار" في المساء، و تعود الآلهة في اليوم الحادي عشر برفقة سيدها مردوخ (آشور) لتجتمع في بيت الأقدار (أوبشو أوكينا) الذي اجتمعت فيه في اليوم الثامن للمرّة الأولى لكن لتقرير مصير الشعب, وتعود الآلهة في اليوم الاخير إلى معبد سيدها مردوخ، (تعاد تماثيل الآلهة إلى المعبد) وتعود الحياة اليومية إلى بابل ونينوى... وباقي المدن الآشورية".

ويقدر عدد الاشوريين في العراق اليوم بمليون , وهناك مايقارب المليونين في د الشتات كاميركا , وأوربا , وأستراليا , ولندن ,أضافة الى أردن , وسوريا , ولبنان .وفي العراق يقطنون في بغداد , والموصل , وأربيل , ودهوك , والبصرة , ألا أنه وبعد التاسع من ابريل 2003 أضطر جزء كبير منهم للهجرة خارج العراق بسبب الاوضاع الامنية المتردية وتعرضهم للتهديد من قبل الجماعات المسلحة .

وينقسم الاشوريين حسب مذاهبهم الكنسية الى ثلاثة أقسام وهي :أتباع الكنيسة الشرقية (الاثوريين ) , وأتباع الكنيسة الكاثوليكية البابوية (الكلدان ) , وأتباع الكنيسة الارثدوكسية (السريان ) . Opinions