الاكراد ساهموا في تحويل الاشوريين الكلدان السريان ْ أمة في المنفى ْ
أصدر بعض المثقفين العراقيين (السريان الكلدان الاشوريين) سنة 1992 بيانا حذروا فيه - وبوقت مبكر ومناسب - من سياسات التكريد المستمرة التي يتعرض العراقيون في القسم الشمالي من أرض النهرين، ويقول هؤلاء ببيانهم: (لقد بدأت القيادات الكردية وبعملية منظمة ومعلومة الاهداف باسكان مجموعات كردية في او حول الكثير من القرى المسيحية "الكلدآشورية" وفي المناطق المختلفة مثل سرسنك، برواري بالا وغيرها وباعداد كبيرة تؤثر على ديمغرافية القرى واقتصادها وتكوينها الاجتماعي وبشكل واضح يؤدي حتماً خلال بضع سنوات قادمة الى احتواء الوجود المسيحي ونزوح المسيحيين من قراهم والاستحواذ عليها من قبل الاكراد). هذا البيان الذي حذر الراي العام العراقي والدولي من عمليات التكريد التي تتعرض لها منطقة شمال العراق لم يعره احدا أي اهتمام، فالمعارضة العراقية (حينذاك) كانت منشغلة في اسقاط نظام صدام بدل الدفاع عن هوية شمال العراق. وتقول مصادر اشورية كلدانية سريانية ان الاخوة الاكراد هجروا 150 الف عراقي غير كردي من محافظتي اربيل ودهوك خلال 12 عاما. ووفق الاكراد (كما فعل صدام حسين) في تحويل الكلدو اشوريون السريان الى "أمة في المنفى"!ولاعطاء اخوتنا العراقيين (الناطقين بالعربية) لمحة عن حملات التغيير التي تستهدف الغاء هوية العراق نسرد لكم ما تعرضت وتتعرض له منطقة "سرسنك" العراقية التي تعتبر من القصبات والتجمعات المهمة للشعب) الكلدوآشوري). بتشجيع من بعض الاحزاب الكردية العنصرية قامت 125 عائلة كردية تنتمي أغلبيتها الى قبيلة الزعيم الكردي المعروف مسعود البارزاني باحتلال القصبة والاستحواذ على اراضي العراقيين من غير الاكراد واعتدوا عليهم بشتى الاساليب اللااخلاقية. وقد ذكرت جريدة الديار (30/7/1994) أن أهالي سرسنك يقولون بالنسبة لأراضيهم: "انها صودرت منهم". وما ان استقر النازحون الاكراد الجدد في منطقة سرسنك العراقية واطمأن بالهم في الدعم الذي يتلقونه من لدن الادارة الكردية، حتى بدأ هؤلاء القادمون بالتعرض حتى الى ارواح الابرياء والمساكين، وبدأوا يشاكسون ويضيقون الخناق على الاشوريين الكلدان. وحول الاعتداءات على ارواح شعبنا في سرسنك نشرت جريدة القدس الغراء في عددها الصادر في تاريخ (7 اب 1998) ما يلي: (بتاريخ 22 تموز تعرض أهالي سرسنك الآشوريون الى اعتداء وحشي من قبل جيرانهم الاكراد الساكنين في حي كاني جناركي "بالاصل من قرية اردان الكردية" (اردلان حسب الرحالة هنري كانت قرية كلدانية قبل مائة عام تم تكريدها الان)، حيث اقتحمت مجموعات مسلحة من الاكراد منازل المواطنين واعتدت عليهم بالضرب والشتم واطلاق العيارات النارية التي ادت بالنتيجة الى جرح ثلاثة آشوريين بينهم حدث لا يتجاوز الرابعة عشرة من العمر... ابتدأت الحوادث منذ فترة وكانت تتركز في البدء على محاولات التحرش في الشارع الذي يخترق سرسنك). ووقعت الكثير من الاحداث المأساوية والدموية في المنطقة، ففي ليلة 24-25 /8/1995 تعرضت عائلة اشورية في طريق سرسنك – دهوك لاطلاق النار مما اصاب افراد العائلة البالغ عددها (7) بجروح بليغة اودت بحياة الأم (منى داود اوراها)، وقيام مجموعة من المسلحين الاكراد في اليوم الثاني بالهجوم على جموع غفيرة عادت الى سرسنك من حفل زواج في احدى القرى المجاورة وتم اصابة 6 اشخاص بجروح بليغة..الخ.
وذكر الكاتب سامي زيا في مقال نشر قبل مدة في مواقع الانتريت عن اعتداءات الاكراد ما يلي: (في سابقة خطيرة من نوعها منع أهالي قريتي سوارا وسبندار الكرديتين أهالي قرية ميزي الكلدوآشورية التي تقع في منطقة برواري السفلى من العودة إلى قريتهم مهددين أياهم بالقتل... ) كانت اخر حادثة تعرض له الاشوريون الكلدان من جرى في قرية كندكوسة المسيحية حيث قام بعض الاكراد بقتل احد ابناء القرية لاجبار الاشوريين الكلدان التخلي عن فكرة البقاء في شمال العراق. وما يجدر ذكره ان حزب بارزاني لم يتفرج على ما يجري للعراقيين في شمال العراق دون حراك مثلما يفعل باقي العراقيين.
هذه الممارسات التكريدية فاقمت من معاناة الكلدان الاشوريين في شمال العراق وكانت كفيلة بطردهم خارج سرسنك وخارج اراضيهم التاريخية. ومن هنا نناشد الحكومة العراقية وكل شرفاء العراق باقناع الاخوة الاكراد للجلاء عن الاراضي التي احتلوها ليس في منطقة سرسنك بل الجلاء عن الاراضي الواقعة بالقرب من بلدة عينكاوا وغيرها من القصبات والقرى الكلدوآشورية المحتلة! فمن المفترض ان ازالة اثار التعريب ستؤدي بالضرورة الى ازالة اثار التكريد. نحن نامل من الاخوة العراقيين ومن ضمنهم الاكراد على اعادة الحق الى نصابه وبدون التميز ما بين حق الكردي وحق الكلدوآشوري او التركماني او اليزيدي. هل سيصبح العراق بعد جلاء المحتل بلد المساواة والعدالة والحق !؟