الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان ووحدة الصف للشعب الكردي
تشكل الانتخابات البرلمانية وانتخاب رئيسا للإقليم التي ستجري في كردستان العراق حراك ديمقراطي يتزامن كليا مع ما يجري من تطورات على الساحة السياسية العراقية، ويتوافق مع التطور الحاصل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في إقليم كردستان الذي يتميز عن باقي أجزاء العراق بعمق التجربة الديمقراطية ورسوخها التي بدأت منذ العام 1991 وتواصلت حتى يومنا الحاضر . لذلك تحاول كل القوى الخيرة والمحبة للديمقراطية والمنادية بعراق فيدرالي موحد تعميم هذه التجربة على باقي أنحاء العراق بعد تشذبيها ودراسة الأخطاء التي سايرت التجربة منذ بدءها ومن ثم تطبيقها على الواقع المعاش.وكمثل على شيوع المبدأ الديمقراطي في الإقليم ما نراه من تنافس ديمقراطي واضح في الترشيح لمنصب رئيس الإقليم حيث ترشح للمنصب ست مرشحين طرح كل منهم رؤاه وتصوراته حول قيادة الإقليم في حالة فوزه بكل حرية وهو يوجه النقد للعديد من السلبيات التي رافقت العمل الديمقراطي طوال فترة الثمانية عشر عاما المنصرمة التي تشكل فيها الإقليم ومارس دوره في قيادة الشعب الكردي. وتصريحات العديد من القوائم والشخصيات المتنافسة التي تجري بشكل حواري ديمقراطي بعيدا عن الوعيد والتهديد ومن داخل الإقليم بالذات تمثل نقلة نوعية في ممارسة العمل الديمقراطي داخل المجتمع الكردي.
وخروج أصوات نشاز خاصة في هذه الفترة من بعض المتقولين أو الباحثين عن المتاعب وشق وحدة الصف الكردي والعراقي ككل إن كان على شكل تدبيج سطور وكلمات مسمومة حتى من بعض من لا يفقهوا ألف باء الكتابة من المسخرين آليا ، أو تحريض البعض الآخر في محاولة للغوص في عمق التجربة الديمقراطية والبحث فقط عن السلبيات لجعلها تطفو بصورة مقصودة على سطح الأحداث للتشهير والصراخ بصوت عال، والتعامي عن الايجابيات التي زخرت بها التجربة الديمقراطية في كردستان، خروج هذه الأصوات لا يخدم بتاتا قضية الشعب الكردي خاصة ولا الشعب العراقي عموما لكنها تدخل فقط في باب التحريض والتخريب وشق وحدة أبناء الشعب الكردي الذي ناضل سنينا طوالا من اجل الوصول لهذه المرحلة وبالتالي محاولة إبعاده عن إخوته في الوطن العراقي الموحد.
كذلك ما يجري من بعض الأطراف السياسية التي تحاول يائسة تقليد بعض تصرفات الفاشست المنهارين من البعثيين عن طريق احتواء بعض الأطراف والشخصيات السياسية الكرديه واستعمالها كراس حربة ضد التوجه الديمقراطي للشعب الكردي في محاولة فاشلة لشق وحدة الشعب الكردي.
ونصيحتنا لمن يحرث في بحر متلاطم من الأمواج أن يوفر جهده ويوجه عنايته لأمور أخرى أكثر فائدة واعم والبحث عن العديد من الرؤى المشتركة التي تجمع الشعبين العربي والكردي وبقية المكونات العراقية وصهرها مجتمعة في بوتقة الديمقراطية التي هي الحل الأمثل لجميع المشاكل والمعوقات في أي مجتمع يرنو للتوجه نحو الخير والسعادة، ولبناء العراق الجديد.
آخر المطاف :
يقول غاندي: حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت .
* كاتب عراقي / فيينا
www.alsaymar.org
المقال المنشور في جريدة الاتحاد البغدادية