Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

البؤس يطارد النازحين في صحراء العراق

20/06/2007

رويترز/
فر حسين عبد الزهرة من أعمال العنف حول بغداد غير انه يشعر الآن انه يخوض معركة خاسرة ضد الحر والتراب في الصحراء العراقية.

ويقول "هذا المكان لا يناسب حتى الحيوان. انظر لاطفالي الاربعة. لم يغتسلوا منذ اسبوعين. انظر لملابسهم وابدانهم انها قذرة."

ويقيم أكثر من مليوني عراقي مع أفراد من نفس مذهبهم أو طائفتهم داخل العراق بعدما فروا من منازلهم هربا من الصراع الطائفي الدموي في البلاد.

وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن 1.5 مليون عراقي اخر عبروا الحدود لدول مجاورة مثل سوريا والاردن حيث يصنفون رسميا كلاجئين.

وأوجدت الحالتان معا أكبر عملية نزوح في المنطقة منذ اقتلاع الفلسطينيين مع تأسيس اسرائيل في عام 1948. غير ان العراقيين الذين بقوا داخل بلادهم ربما يكونون اكثر عرضة للخطر.

وقال اندرو هاربر منسق وحدة دعم العراق التابعة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان المخاطر الأمنية للعمل في العراق عقدت وصول المعونة لهؤلاء الافراد واخفت حجم معاناتهم.

وتحدث هاربر من جنيف قائلا "لا نعرف الحجم الحقيقي للازمة الانسانية في العراق ولا يستطيع العاملون في الاغاثة الدولية الوصول لديالي والمحافظات الاخرى حيث الاوضاع الامنية سيئة."

ويتحمل أكثر من الف عراقي يقيمون خارج مدينة النجف الجنوبية الحرارة الشديدة في مخيمات بلا كهرباء أو مياه نظيفة حيث يمكن ان تصل درجات الحرارة في منتصف النهار الى 50 درجة مئوية.

ويقول علي قاسم جعفر (35 عاما) "نموت في هذا المخيم. نعاني من تجاهل تام رغم اننا لم نتركب اي خطأ. خطأنا الوحيد اننا من شيعة العراق". وتعاني ابنته من مرض شديد بسبب سوء التعذية والمياه غير النظيفة.

وتنتشر مخيمات مماثلة حول الجنوب العراقي الذي تقطنه أغلبية شيعية وينعم بأوضاع امنية أفضل بشكل ملحوظ منها في بغداد والمنطقة المحيطة بالعاصمة. ولكن معظم من فروا يقيمون مع اسرهم أو اصدقاء.

وربما تكون مشكلتهم أقل وضوحا من سكان المخيمات ولكنهم لا يزالون مهددين لان مضيفيهم ليسوا في وضع أفضل لتوفير فرص عمل او خدمات ضرورية كما ان ما لديهم من موارد بدأ ينفد.

وقال رابح تورباي نائب رئيس العمليات في انترناشيونال مديكال كوربس وهي جماعة معونة امريكية تعمل في العراق "لا تعني اقامتهم في مجتمع مضيف ان حياتهم أفضل. لا زالوا يعانون من نفس المشاكل."

وإضافة إلى المخاوف الصحية المباشرة هناك الضرر الدائم الناجم عن نزوح هائل وربما دائم للسكان مما يمنع وصول خدمات الرعاية الصحية والتعليم لنحو مليون طفل.

وقال تورباي "هناك أزمة انسانية بالفعل. استطاعت هذه المجتمعات التكيف حتى الان ولكن الاحتياجات تتزايد لتتجاوز القدرة على اتاحتها."

وتحولت موجات النزوح إلى طوفان عقب هجوم على أحد أهم المزارات الشيعية في سامراء في فبراير شباط 2006 ليؤجج أعمال عنف راح ضحيتها عشرات الالاف.

واستهدف المزار مرة اخرى في الاسبوع الماضي مما حدا بزعماء شيعة للدعوة لضبط النفس واحتوى رجال الدين الهجمات الانتقامية واقتصر الامر على هجمات متفرقة.

وجاء عدد كبير من النازحين من بغداد. وكشف مسح لانترناشيونال مديكال كوربس في يناير كانون الثاني أن نحو 80 في المئة من العراقيين الذي هجروا ديارهم منذ فبراير 2006 جاءوا من العاضمة لتخلو احياء من السكان ويتعمق الانفصال الطائفي في المدينة.

وتقول وكالات معونة ان معظمهم اتجه للجنوب لمدينتي كربلاء والنجف أو لمنطقة قريبة من ميناء البصرة.

وتستطيع اسر غنية استئجار منازل ولكن لا يجد الفقراء ماوى الا في المخيمات المتربة حيث ستتفاقم المخاطر الصحية مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقال هشام حسن المتحدث العراقي باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر "اهم ما يحتاجون اليه الماء مع دخول فصل الصيف ... نعتقد انه قد يسبب بعض المشاكل الخطيرة في المستقبل."

ويوجد أحد هذه المخيمات في حديقة ترفيهية مهجورة خارج كربلاء حيث تشهد حشائش ذابلة واشجار مقطوعة على اوقات اكثر هناء.

وجاء علي محمد (39 عاما) من محافظة ديالي شمالي بغداد وهي من أكثر الأماكن خطورة في العراق الان ويقول "لا يوجد ماء نظيف للشرب ولا توجد كهرباء. معاناتنا هنا غير معقولة."

وأضاف "احيانا يتسنى لنا ان نغلى الماء وفي بعض الاحيان لا." Opinions