Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الباحث الإستاذ عوديشو ملكو أشيثا صوت من اعماق التاريخ الآشوري من على منبر عشتار الفضائية

بالرغم من ان الحدث كان قديماً، ولكني اطلعت عليه قبل أسابيع حيث لم يكن اللقاء يشبه اللقاءات الروتينية التي تستطيع وبسهولة ان تستنتج من الكلام بأن المتحدث سواء كان مقدم برنامج أو ضيف القناة مملي عليه الكلام مسبقاً ولا يستطيع ان يجتاز حدود رسمت له قبل وقت بث البرنامج أو اللقاء تصل احياناً بمنعه عن استخدام مصطلحات أو الإطراء بأشخاص معينة لا تتماشى مع سياسة الفضائية.
وهذه الحالة ليست بالجديدة على قنواتنا الفضائية، وتذكرني بقصة أحد "أصدقائي" المعروفين بالخط الآشوري على الساحة الكندية الذي رفض قطعاً مقابلة مع ممثل احدى الفضائيات لإملائها عليه بعض الشروط لا نعرف إن كانت شروط الفضائية أو إجتهاد شخصي من قبل ممثل الفضائية، "فصديقي" رفض أن يكون ببغاء يتلوا ما يريد سماعه ممثل الفضائية في كندا.

هنا لا الوم أية فضائية أو افضل احدهما على الأخرى فجميع الفضائيات الآشورية لهم نفس القوانين وخطوط حمر مرسومة لها من قبل اصحابها فإذا كنت تريد أن تظهر على الفضائية، عليك أن تتمرن كالببغاء لكي تكون صورتك مقبولة.

كنت اتنقل عبر الاثير من قناة الى اخرى توقفت عند قناة عشتار الفضائية الفتية، عندما تعرفت على الشخص الذي ظهر على شاشة التلفاز، كان الاستاذ الباحث عوديشو ملكو أشيثا مع الاعلامي المعروف صبري إيشو،

لقد شدني الاستاذ ملكو الى المقابلة التي كانت بحق مقابلة تستحق وسام شرف لما كانت مليئة بالحقائق التاريخية ودسمة بمعلومات لا تحصل عليها بمجرد قراءة كتاب، كما لا انكر الأسلوب الشيق للاستاذ ملكو في تقصي الحقائق التاريخية الذي يشد المستمع الى أخر كلمة ينطق بها. ولأول مرة اسمع مقابلة تتحدث بوضوح عن حرية رأي ضيفها من دون حدود وخطوط حمر، كما انني اعترف بخبرة الاستاذ صبري إيشو في ادارة المقابلة ولباقته في طرح الاسئلة.
لقد كان الاستاذ ملكو الرسول الآشوري من على منبر عشتار الفضائية موضحاً التاريخ بكل صراحة وشفافية مؤديا واجبه المقدس كأكاديمي وباحث تاريخي ومؤلف دون رتوش ام مسح اكتاف لأجل حفنة من المال كما يفعلها الببغاوات التي تتلوا وتتبع مصالحها الشخصية،
لقد كان الاستاذ ملكو رائعاً في موازنة التاريخ ومعلماً في فنونه، فهذا ليس بجديد على الاستاذ ملكو، حيث إنه أول شخصية آشورية في العصر الحديث طالب بأرض لإسكان الآشوريين على أرضهم التاريخية من خلال ترأسه لتجمع الوطني الآشوري في الإنتخابات العراقية الأولى، حيث يعتبر الإستاذ عوديشو ملكو أول شخصية آشورية لا بل عراقية رفض خوض الانتخابات العراقية الثانية لعدم حصول قائمته على مقعد في الجمعية الوطنية العراقية وإعطائه فرصة لشخصيات اخرى لخوض الانتخابات الثانية، هذا التصرف الحضاري الاصيل مفقود بين قادتنا الآشوريين والعراقيين، وإن دلت هذه التصرفات على شيء وانما تدل على الخلفية الاكاديمية والثقافية وديمقراطية الشخص عوديشو ملكو، عكس قياديي أحزابنا الآشورية الذين تمسكوا بدفة قيادة أحزابهم منذ تأسيسها والى يوم القيامة.
في هذه اللحظات العصيبة نرى جميع قياديي أحزابنا تجري مسرعة وراء المصالح الشخصية والحزبية متناسين مطالب امتنا الآشورية، نراهم ضائعين بين التسميات وكأنهم لا يعرفون أنفسهم، هنا ترى العجب بحيث كرسي واحد ومنصب وقتي كفيل بإسكات وخنق صوت سياسي وقيادي ما تسمى أحزابنا ومؤسساتنا.

إن الإستاذ ملكو إبن الآشورية البار إستطاع أن يبرهن بأن الآشورية شعباًً ولغة وتقاليد وحضارة أورثناها من آبائنا وأجدادنا، فها نرى حفيد آشور وسركون وحورابي يحمل راية أجداده ويسير بها في الطريق الوعر فخوراً مرفوع الرأس عكس من هو منكوس الرأس على كرسي وهب له لخدمة أسياده لا حول له ولاقوة الاّ الإنصياع والخنوع.
لقد كانت بحق مقابلة غنية بالمعلومات التاريخية وصريحة مع شعبنا الآشوري بكل طوائفه ومذاهبه دون الدخول في متاهات غبية او مستغبية كمتاهات آشوري أو أثوري او التسميات المركبة، لإن الاستاذ ملكو يعرف من هو وما هو أصله ولإنه من أصل رفيع فإنه يرفض خداع شعبه بتسميات مذهبية ظهرت كقومية بعد سقوط نظام صدام حسين ويرفض قطعاً الأساليب الغبية في إعلان حرب جديدة بين الآشورية والآثورية التي تخدم مصالح اعداء امتنا المتربصين لكل آشوري معرض للبيع لغرض إستخدامه في استبدال الآشورية بالمسيحية او تركيبها لغرض خلق وضع فوضوي آشوري على أقل تقدير.
لقد كان الاستاذ ملكو منصفاً للتاريخ ومنصفاً لشعبه الآشوري، لقد دحض تاريخياً التسميات المركبة وأثبت تاريخياً الآشورية كشعب ولغة وتقاليد موروثة من أجدادنا الآشوريين، بهذا الإسلوب الممتاز كشف عن الاعيب ومكر المنادين بالتسميات المركبة بإسلوبه الرزين الهاديء.
سيبقى الاستاذ عوديشو ملكو أشيثا صرحا تاريخياً شامخاً وصوتاً صارخاً من أعماق التاريخ ورسولاً آشورياً يبشر بالعهد الجديد في خدمة امته الآشورية العظيمة.
samshlimon@yahoo.ca
Opinions