Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

البرزاني نيجرفان رؤية مستقبلية لاقليم كردستان




مقدمة
( لا نخالف الواقع لو زعمنا أن أقليم كردستان ينعم بأمن واستقرار ، ومما لا ريب فيه ان الشعب الكردي بلغ هذه المرحلة بعد كفاح وتضحيات على مر عقود مضت ، ولكن ليست غايتنا في هذا المقال العودة الى الماضي ، إنما نريد التطرق الى الواقع الراهن ، وتحديداً احاول تسليط اضواء على تصريح الأستاذ يجرفان البرزاني رئيس وزراء حكومة أقليم كردستان لصحيفة الشرق اللندنية بعددها 10047 الصادر بتاريخ الأول من حزيران 2006 م ) .
نصف قرن من الزمن العراقي الفائت كانت تهيمن عليه ثقافة العنف والمؤامرات والأنقلابات العسكرية والحروب الداخلية والخارجية والى اليوم ما برحت عجلة العنف تدور في الوطن العراقي الجريح .
أمام هيمنة ثقافة العنف وسفك الدماء والفوضى ، تتراجع او تختفي عوامل التنمية والبناء والصحة والتربية والتعليم والخدمات ، كما تتراجع مفاهيم التعايش والتسامح والمحبة بين أبناء الشعب الواحد .
لقد عاشت كردستان في قلب الحدث العراقي ، وأصابها ما اصاب الوطن العراقي برمته من تأخر وإهمال وتراجع في النمو البشري والصناعي والتقني وفي كل مناحي الحياة ، وكان هبوط العراق في مقاييس سلم التطور والتقدم التنموي الى الدرجات الأخيرة ، بعد ان كان مقدراً له في تضاعيف الثمانينات من القرن الماضي ان يخرج من صحراء دول العالم الثالث الى واحة الخضراء للدول المتقدمة في العالم ، لكن الحروب الداخلية والخارجية التي أتت على ثروات العراق المادية والبشرية اوقفت عجلة التقدم بل أرجعتها الى الوراء ليبقى العراق عاجزاً عن مواكبة التقدم الحضاري في العالم وفي المنطقة .
وهكذا كان تطرق السيد نيجرفان البرزاني إذ يقول : إن حكومته تهتم اليوم أولاً ببناء البشر ، الى جانب الأستثمار في قطاعات الصناعة وتنمية الأدارة والتعليم .
وهو يشير بصراحة الى غياب المساعدات العربية ، أما منظمات الأغاثة الأسلامية فقد جاءت من اجل بناء المساجد وكفالة اليتامى ، ويضيف ايضاً : انهم اكتشفوا بعد فترة انهم جاءوا لتجنيد الشباب وتدريبهم على العنف .
إن الأديولوجيات الراديكالية التي تكرس خطاب التشدد والغلو ثم تمارس العنف والقتل لأسباب تافهة ، وهي التي تستغل الشباب وتوظف بينهم الخطاب المقدس لارتكاب جرائم القتل بحق الأبرياء .
إنا شخصياً انخرطت في صفوف الثورة الكردية لسنوات عديدة ولم الاحظ ما يوحي الى تبنيها هذا النمط من التفكير ، واليوم تواصل الحكومة الكردية خطابها العقلاني الواقعي في التعامل بروح العصر في شتى مناحي الحياة .
برأيي ان المنطقة الكردية لكي تلتحق بركب التقدم التقني والحضاري عليها في البداية قطع دابر العنف والأرهاب وكل انواع التطرف وتجفيف جذوره . وفي المقابل تنمو وتزدهر حديقة التسامح الديني والعرقي والمذهبي . إن الحكم الديمقراطي الليبرالي العلماني يفتح فضاءات الحرية والأنطلاق امام كل التوجهات فتنتعش حرية الفكر والرأي وحرية الصحافة وتفتح آفاق ملائمة جذابة للأستثمارت الأجنبية والوطنية .
إن اقليم كردستان ينتظره مستقبل زاهر ، ولكن من أجل ذلك لا زال امام الشعب الكردي الكثير للقيام به ، ولكن ما يدعو الى التفاؤل هو ان الحكومة الكردية اختارت المسلك الصائب لبلوغ المستقبل المزدهر هذا .
إن دعوة رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان الأستاذ نيجرفان البرزاني لرجال الأعمال الأكراد وغيرهم من العراقيين للعودة الى بلادهم للمساهمة في بناء الوطن العراقي ، وعليهم ان يشعروا بواجباتهم في مسألة بناء عراق مزدهر ، ولاشك إن هذه العودة مرتبطة بعودة الأمن والأستقرار الى ربوع الوطن ، وحالياً فإن أقليم كردستان المستقر يعتبر مكان نموذجي لاستثمار الخبرات ولتدفق رؤوس الأموال .
وباعتقادي أن الدور السياسي العربي والأستثمارات العربية بالذات ينبغي ان تلعب دوراً بارزاً في هذه المرحلة ، وينبغي على الدول العربية ان لا ينحصر دورها بالمتفرج الى ما لانهاية ، إذ ان بناء أقليم كردستان وهو جزء حيوي من تنمية الوطن العراقي ، وهي مساهمة فعالة من الأقطار العربية في بناء العراق وإرساء قواعد متينة لاستقرار هذا البلد العربي الذي تمزقه المصالح والتدخلات الأجنبية من كل جانب .
إن المدخل الى الحكم الديمقراطي هو التعامل الشفاف مع لوائح حقوق الأنسان التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة والتي يأتي في مقدمتها حقوق الأقليات الدينية والعرقية ، وهنا يشير الأستاذ نيجرفان البرزاني صراحة الى ان بعض القوانين ما زالت بحاجة الى تعديل وقال : أن الآشوريين والكلدان واليزيديين والصابئة يتمتعون بكافة الحقوق الدينية مثل السنة والشيعة ، وأشار الى المساعدات التي تقدم للعوائل المهاجرة الى كردستان نتيجة أوضاع الأنفلات الأمني في بغداد والبصرة والموصل والى جهود تبذل من اجل توطين هذه العوائل .
إن التقدم الذي أحرزته الديمقراطيات الغربية سواء على مستوى الأجتماعي البشري او على مستوى التقدم التكنولوجي والخدمي لم يأت اعتباطاً او من ضربة حظ ، إنما خاضت هذه البلدان الحروب الشرسة المريرة ، وتجرعت شعوبها مرارة الظلم والهوان ومغبات الصراعات الدينية وألأثنية ، ولكنها في نهاية المطاف رست مراكبها على شواطئ التعايش السلمي وتسليم الحكم لمن يفوز بأصوات الناخبين ، واحترام الأديان والمذاهب وذلك بتطبيق حكم ديمقراطي علماني ينظر الى كل الأديان والعقائد والمذاهب نظرة متوازية ومتساوية . ثم احترام حرية الرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة واحترام الملكية الفردية والحرية الشخصية وغيرها من القوانين . كل ذلك قد أهّل الأنسان الأوروبي ان ينطلق في معارج التقدم في كل مناحي الحياة .
إن اقليم كردستان تقطنه أديان وقوميات عراقية منذ أقدم العصور ، ومن هنا يقتضي إقامة حكم ديمقراطي ليبرالي علماني ينظر الى النسيج الذي سداته الأكراد ولحمته الأقليات فيعامل الجميع نظرة حضارية معاصرة .
هذا ما تقوم به حكومة أقليم كردستان التي يرأسها الأستاذ نيجرفان البرزاني ، إنها بدايات رائدة في تقدم وتطور هذه المنطقة وإن هذا التقدم يصب في مصلحة الوطن العراقي من مدينة زاخو الى مدينة الفاو .

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
هل كان هدف المعارضة العراقية إسقاط النظام أم إسقاط العراق ؟ لقد أثبتت الأيام التي تلت لحظة سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومارافقها من مخاضات وأحداث إن ماكان يعرف حتى تلك اللحظة بالمعارضة العراقية والتي إستحوذت فيما بعد على السلطة السياسية في البلاد تتكون بالأساس من تيارين سياسيين مختلفين فكرياً وإجتما اعتقال ثلاثة أشخاص ومقتل آخر أثناء البحث عن قائد لخلية مقاتلين أجانب شبكة اخبار نركال/NNN/ بغـداد/ افادت القوات المتعددة الجنسيات ، بأن قوات الامن العراقية أعتقلت هذا اليوم مجلس الوزراء يقرر تخصيص مبلغ إضافي لتعويض أهالي مدينة تازة المنكوبة شبكة اخبار نركال/NNN/الامانة العامة لمجلس الوزراء/ قرر مجلس الوزراء بجلسته الحادية والأربعين الأعتيادية المنعقدة , بتاريخ مُصارَعة الثِيران الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين ، مُصارَعة الثِيران شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ هذا
Side Adv2 Side Adv1