Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

البعض يخترع المناسبات ويتجنى على وحدة شعبه

نقـرأ بين وقـت وآخـر ، وربـما يكون الذي لا تـتوفر لنـا الفرصـة لقراءتـه أكثـر . . وهـذا الذي نشـير إليـه يتضـمن ممارسـات مـن بعـض أفـراد الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) فـي الخـارج ، لايمكـن إعـتبارها غيـر محاولـة للظهـور على نهـج ( خالـف تُـعرَف ) بحسـب الأسـاليب التـي تعلمـها هـذا البعـض بوجـوده ضمن حلبـة المبارزات الأميركية ، حيث المهـم أن يكسـب بـروزاً من خلال الإختـراعـات الواهيـة والتهجمات المقيتـة ، والإغـداق على نفسـه بنفسـه ألقـابا مثـل ( رئيـس الحـزب ) و ( المديـر العـام ) و ( صاحب الأفكار والإنجـازات والمشـاريع ) و ( الرئيـس العـام للمركـز ) . . ألـخ من أنـواع المناصـب ( الخياليـة ) التي لا تبنـي بيتـا لنـازح من شـعبه إلى حيث الآمان والأهـل في سـهل نيـنوى ومـاجـاوره ، ولا تـقدم طعـاما لـه ولعائلتـه بعـدما أضطـره الفـرار بجلـده إلى تـرك منـزله وأملاكـه وأعمـاله . . علمـا أنـنا لا نقصـد فـردا بعيـنه أو طائفـة معيـنة ، وإنـما هؤلاء الأفـراد يظهرون عنـد كل طوائف ( الشـعب الكلـداني الآشـوري السـرياني ) مـع الأسـف والألـم الشـديدين .


هـذا البـعض لا يهمـه ان يـزوّر التـاريخ وغيـر التاريـخ ، بأمـور ليسـت حقيقيـة أصـلا أو هـي مـن هوامـش التـراث أو ( أكـل الدهر عليها وشـرب ) التـي لاترسـخ وحـدة الشـعب الذي ينـتمي إليـه ، ولا تضـع حلـولا لوقـف نزوحـه إلـى الخـارج ، حيـث فقـدان ديـاره وبـدء القطيعـة الدائمـة مع أرضـه الأصيلـة التـي صانـها لآلاف السـنين أجـداده وآبـاؤه الأوفيـاء بإصـرارهم على حقـهم في الحيـاة والبقـاء بيـن الأقـوام والأمـم . . والتـي هي في صـدارة الأمور الملحـة المصيرية الراهنـة . . إن هـذا البعض يعتـقد ـ كمـا يظهـر ـ بـأن مجـاراة موجـة الطائفيـة التي بـرزت في السـنوات الأخيـرة في ديـانات ليست داخـل الشـعب ( الكـلداني الآشـوري السـرياني ) هـي سـبيل سـهل ( لإعـتلاء الأبـراج ) وفـرضِـها ( كموضة الموجـة وإن هي كالحـة السـواد ) على هذا الشـعب ، على رغـم الكـوارث التي سـببتها حيث فُـرضَت وزُرعـت ، ويبـدو أن هـذا البعـض لا تـهمه كـوارث الطائفيـة مادامـت تجعلـه ( رائـدا بـارز الإسـم كأقطابها الذين يلعبـون ويسـرحون شـذر مـذر ) من خـلال إنـدلاع شـروها بيـن شـعبه . . نعـم ، مـاذا تهمـه شـرورها وهـو آمـن في ( برجـه ) بهروبـه إلى الولايـات المتحـدة أو كنـدا أو أوروبـا أو أسـتراليا . . المهـم أن يتحرك هـذا البعـض باتـجاه مناقض لمـا هـو موجـود منـذ عـقود أو أكثـر عـند شـعبه الموحـد تاريخيـا وواقعيـا ، مـن مناسـبات ( كمـا هـي الحـال مع يـوم الشـهيد الآشـوري والسـنة الآشـورية ) التي ترسـخت كتذكـارات قوميـة من دون مدلـول طائفـي ، إن لـم يكن عنـد كل شـعبه فعلى الأقـل عـند قطـاع واسـع منـه .

والأمـر نفسـه ، ولـو بصيغـة أخـرى ، يظهـر في فضائيـة ( أعتـقد أن بثـّها في ألمانيـا أو الولايات المتحدة ) وتـقول إنـها ( آثـورية ) ويـبدو ان همهـا الأول هـو مهاجمـة ، بحـق أو مـن دونـه ، رئيس حـزب آشـوري داخـل العـراق ، أو التـفتيش عن ( الدفاتـر العتـيقة ) التي لا تـقف عنـد حـدود إثـارة النعـرات داخل الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) وإنـما أيضـا محاولـة زرع الفـتنة مـع الأخـوة الكـرد وغيـرهم ، الذيـن يعيش معـهم هـذا الشـعب بوفـاق ووئـام ويسـعى الخيرون فيـه لتسـوية الأمـور التي لاتـزال عالقـة معـهم مـن موروثـات مشـاكل العـهود الماضيـة ، فهـل هـمّ هـذه الفضائية وأمثالهـا هـو نشـر فكـر معيـن خاص بالجهـة التـي تمولـها ، وهـذا لا إعـتراض عـليه أبـدا ، أم أنـها تـلتـزم أسـلوب التهجـم المقـيت الـذي يزيـد الجـروح قيحـا ، ليس داخـل الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) كـكل ، وإنـما أيضـا داخـل الطائفـة الواحـدة فيـه ومنطقـة عيشـه وبقـائه ؟

ليـت وليـت !!
ــــــــ
ليـت هـؤلاء المـزايدين ، يتـركون الوسـائل الأميركية وغيـرها في اللهـو الـذي لانـاتج لـه غيـر الضـرر ، ويتبعـون الوسـائل التـقليدية لشـعبهم في المنافسـات الكريمـة حيـث مـاهـو نافـع ومثـمر ، منافسـات تـنبع من بـذل الجهـد لمـا فيـه الخيـر ، كمـا هي الحـال مـع تشـكيل الجمعيـات ( الخيريـة ) التي تجمـع الأمـوال لبنـاء البيـوت وتوفيـر وسـائل العمـل في قـرى شـعبها التـي يقصـدها النازحـون . . ولـو فعلـوا هـذا لجعلـونا ممتـنين ونحنـي رأسـنا لهـم إجـلالا . . ولكن مع تمـادي هـذا البعـض ، نـود أن نسـأله فيـما إذا كان يفعـل كـل مافـي مقـدوره مـن ضـرر وتـفريق لنشـر الإحبـاط في صـفوف شـعبه الصامـد في الداخـل ليلحـق بـه في الخـارج متمثـلا بـه ؟ ؟ إذا كـان هـذا هدفـه فهـو خائـب حقـا وأنـه ( يـراهـن على حصـان خاسـر ، وإسـم ظاهـر مـن دون مجـد ) .

إن على هـؤلاء المختـرعين والمتهجميـن ، وغيـرهم من الذيـن ينشـئون الأحزاب والجمعيـات والفضائيـات " الوقتـية التي لايمكن لهـا الإسـتمرار والديمومة في بلـدان لا حظوظ للشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) بالإسـتمرار والديمومـة فيهـا على أسـس جـذوره الأصيلـة " ذات الأسـماء الطائفيـة في خـارج العـراق وسـوريا ولبنـان ، حيـث أرض الوجـود التاريخـي والعلاقـة الجغرافيـة الطبيعيـة لهذا الشـعب الوفـي ببعضـه ، أن يدركوا ( المخترعون والمتهجمـون ) أنـهم هاجـروا وتركـوا إلى الأبـد أرض أجدادهـم وفقـد أبناؤهم حتـى لغـة شـعبهم ناهيـك عـن تراثـه وتـقاليده ، وان إختراعاتهم ( الوقتيـة ) لا يمكن أن تـكون أكثر من محاولة خائبـة لتوجيـه شـعبهم في مرحلتـه المصيرية الراهنـة إلـى مـا ليس في مصلحتـه إطلاقـا ، ولابـد أنهـم أدركـوا أن إختـراعاتهم وأحزابـهم هي للإسـتهلاكات المحليـة حيـث هـم ، لأن الـذي يريـد أن يشـكل حزبـا نافعـا وواقعيـا ، عليـه أن يشـد رحالـه ويعـود إلـى ديـاره التـي غـادرها ، أو على الأقـل أن تكـون لـه خطة للعـودة ويهـئ نفسـه لتـنفيذ ذلـك في أقـرب وقـت . . وأهـلا ومرحبـا حينـئذ بـه وبمـا يشـكله مـن أحـزاب ويبحـث عنـه مـن وجـود سـياسي في صالات شـعبه وأروقة تـقرير مصيـره . . وحتـى أولئـك الذيـن يجمعـون الأمـوال ويرسـلونها إلى أحـزاب داخـل العراق ، فإن أمـرهم ، كمـن يزيـد السـمين سـمنة ( بـذخ الأحزاب وزعمائـها ) ويـترك المحتـاج يـزداد حاجـة ( القـرى التي تحتـاج إلى تعميـر وتوفيـر متطلبات الحيـاة للنازحيـن إليـها ) .

مواصلـة البقـاء والصمـود
ــــــــــــ
شـخصيا ، لاأرى مشـكلة للمهاجريـن في الخـارج ، فهـؤلاء هاجـروا برغبتـهم واختيارهـم ، وعلى الـذي يسـلك دربـا بقـناعته ، مطلـوب منـه أن يـدرك كيف يصـل إلـى مقصـده فيـه ، وكيف سـيدبر أمـوره في ديـار الغربـة . . ولـذا فـإن أمر هؤلاء المهاجـرين هـو مـن شـأنهم ، ولا رأي لـي في أمـورهم وخياراتـهم . . مـاداموا تركـوا وطنهـم وشـرعوا بقطـع خيـوط صلتـهم بـه . . فـأنا الـذي يهمـني هو مـن يواصـل نهـج آبائـه وأجـداده في التمسـك بأرضـهم وأرضـه .

وهـذا الـذي واصـل البقـاء والصمـود ، يسـتحق بجـدارة كل ثنـاء واهتـمام . . نعـم ، توجـد أطـراف داخـل العـراق تبـذل مـافـي وسـعها لتذليـل مشـاكل التدميـر والإسـتيطان الـذي أصـاب الكثيـر من قـرى الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) في سـهل نيـنوى ومـاجاوره والتي لا يـزال لـم يتـوفر الأمـن ووسـائل العيش الطبيعـي لأهلـها فيـها . . وأيضـا يسـتحق بجـدارة كل ثنـاء واهتـمام من أضطـر لمغادرة منزلـه وأملاكـه في وسـط العراق وجنوبـه ، واختـار العـودة إلـى ديـار آبائـه وأجـداده في سـهل نيـنوى ومـاجاوره على الهجـرة والغربـة والإغتـراب في الخـارج . .

و يسـتحق كل الثنـاء و الإهتـمام ، الـذي يتـبع السـبيل الصحـيح في صـرف مـايجمعـه من أمـوال يطلـق عليـها تسـمية ( المسـاعدات ) ويـؤدي واجبـه تجـاه شـعبه بأمانـة ووفـاء ، أمـا من يدعـي أنـه يجمـع الأمـوال لشـعبه في الداخـل ، ولكنـه يدفعـها ( للمسـاهمة في المزايـدات والصـراعات ) وإشـباع نـهـم ( الجشـعين ) متناسـيا حاجـة مـن اختـار العـودة إلى حيـث ديـاره وأصلـه ، فهـذا ( الخارجـي ) الجامـع والدافـع للأمـوال لاخيـر فيـه لأنـه لايعـرف أيـن مكمـن الخيــر .

مأسـاة الإنقسـامات الطائفية
ـــــــــــــ
إنـها مأسـاة حقـا ، أن يرسـخ الكـرد وحدتهـم حتى بلغتـهم ، وأن يرسـخ التركمـان وحدتهـم لحقوقـهم الخاصـة ، وأن يتوحـد ( على رغـم أخطار الطائفية السياسـية بكافة أشكالها ) السـنة لمصالحهم والشـيعة لأهدافـهم . . فـي حيـن أن داخـل الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) لاتـزال جماعـات نافـذة تحـاول إعادتـه إلى عهـود إسـتفحال شـرور صراعـات الإنقسـامات الطائفيـة ( المذهبيـة ) ولا هـمّ لهـذه الجماعـات غيـر التـنابز ( كلدانـي . . آثـوري آشـوري . . سـرياني ) ليـس فقـط لأمـور مذهبيـة طائفـية كمـا كـان في ظلمـات قـرون مضـت ، وإنـما بمحاولـة زجّـها في شـؤون قوميـة وسـياسية وانتـماءات حزبيـة ، وإضافـة إختـراعات جديـدة إليـها ، مثـل : كلـدان الجبـال والتـياريين ودشـتايي وطورايـي وعـرب الخليـج ونيـنوانا وبابلـنا . . ألـخ من القائمـة الطويلـة التـي صـرنا نسـمع بـها منـذ ثـلاث سـنوات .

إنّ هـؤلاء الباحثـين عـن الخصومـات بهـذه العـبارات يسـتحقون الشـفقة ، لأنـهم حقـا . . إمـا ، لا يفهـمون طبيعـة العصـر الـذي يعيشـون فيـه أو أنـهم لايـريدون أن يفهمـوها . . أوروبـا تـتوحد بشـعوبها المتباينـة مخلفـة وراءهـا حروبـها المدمـرة وصـراعاتها العرقيـة ومذابحـها المذهبيـة ، بيـنما البعـض ، نعـم البعـض ، مـن الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) " نهـض من سـباته " ليـقلب شـرور السـنين العجـاف ويعيـدها على طريقـة غيـره ( مـن ليست لـه علاقـة بشـعبه ودينـه ) .

الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) صغيـر العـدد ومحـدود المنطقـة ، وتقسـيمه يعـني تـشتيته وتصفيـة خصوصـياته وإنـهاء وجـوده تراثيـا وقوميـا . . ومـن يعمـل على تـفريقه وتحويلـه إلى أجـزاء ، لايمكـن أن يكـون إلاّ مـن اختـار الشـر لشـعبه . . فمـن أراد الشـر لعائلتـه ليس منـها ، ومـن أراده لقريتـه لايـنتمي إليـها ، ومـن أراده لشـعبه ليس منـه . . إن حكمـة " مـن غشّـنا ليس منّـا " هـي أفضـل مايقـال على مـن يريـد تجزئـة بيتـه أو قريتـه أو شعبـه . .

ولكـن ، مـادام هـذا ( البعـض ) موجـودا فعـلا ومتحـركا ورافعـا صوتـه ، فـإن على الخيريـن من الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) التصـدي لـه بالتعاضـد ، وخصوصـا المثـقفون منهـم ، والتاريـخ يُـعـلّـم أن الخيـر هـو المنتصـر دائمـا داخـل هـذا الشـعب ، في نهايـة المطـاف ، منـذ عهـد السـومريين وحـتى الآن ، وليكـن هـذا درسـا لهـذا البعـض ، والأمـل أن يسـتوعب هـذا الدرس ويسـتـفيد . . فهـل يتحقـق هـذا الأمـــل ؟ ! !
Opinions