التاريخ يتكلم الحلقة 11 ( الرياضة)
يوجه العالم أنظاره هذه الايام نحو مونديال 2006 لكرة القدم ، أعلى بطولة بهذه اللعبة على مستوى العالم أجمع ، حيث يتنافس (32) فريقا بكل لغات العالم وايقاعاته وأصواته من اجل كأس العالم الذهبى . لقد التقى ممثلوا القارات معاً في لحظة رياضية رائعة ، يحلم الجميع أن تكون سياسية أيضاً ليشهدوا الافتتاح المنظم ، ويوجهوا المضمون الثقافي ليبرز كرسالة واضحة ، لمئات الملايين من المشاهدين حول العالم برسالة الأخوة البشرية ويوجهوا العالم الى السلام والاستقرار والمساواة . الرياضة هي احدى الوسائل التي لاتضع حواجز بين الناس مهما اختلفت ارائهم ومعتقداتهم وجنسياتهم . كل العالم وخصوصا شبابه وشاباته مشغولون بهذه المناسبة العالمية التي جمعت العالم بدون الرجوع الى الاصل والفصل والدين والمذهب والثقافة ..الخ الرياضة تعتبر اكبر وسيلة لصرف طاقات الشباب بطرق صحية وسليمة وبناء مجتمع يرفل بالسلام والتقدم .الا في عراقنا الذي ينشغل نساءه ورجاله واطفاله بعدد القتلى والجرحى والمذبوحبن والمفخخين ...، واكثر من ذلك فقد علمنا أن فقراء العراق لم يشاهدوا مباريات هذه البطولة . كم يؤلمني ان يحرم فقراء العراق من كل حياة عصرية . يذكرني نفس المشهد بدايات التسعينات عندما كنت ادرس في احدى الجامعات الجزائرية خرج المتطرف عباس مدني زعيم جبهة الانقاذ في الجزائر ببدعة جديدة اذ قال : مشاهدة الرياضة حرام عند الاسلام ! في نفس الوقت كان يحلل ذبح اطفال وقتل الالاف من ابرياء الشعب الجزائري . ماذا كانت نتيجة هذا المتعجرف وهو يحاول ان يرجع الجزائر الى زمن القرون الوسطى, لكن الشعب الجزائري وقف بوجهه ووضعه في مزبلة التاريخ . هكذا اطالب الحكومة العراقية اليوم بأننا الآن أكثرما نحتاج الى توحيد شمل العائلة العراقية . والرياضة ليست فقط بين صفوف الرجال بل النساء لا سيما و لدينا باع في الرياضة النسوية التي تعتبر متخلفة في البلدان الشرق اوسطية . وساذكر قسما منها من التي حصلت عليها .
كانت الرياضة المدرسية في اوج عظمتها في ثلاثينيات القرن الماضي ايام الحكم الملكي فقد ظهر ابطال يمارسون عدة العاب ويحرزون البطولات في جميع الالعاب، وكانت كرة القدم في المدارس هي الرافد الاكثر لتزويد المنتخبات الوطنية باللاعبين وكانت منتخبات تربية بغداد الكرخ والرصافة تنافس اقوى الفرق للاندية والمؤسسات الحكومية، وكذلك العاب القوى والسلة وباقي الالعاب لحين منتصف الثمانينيات عندما انهارت الرياضة المدرسية وصار درس التربية الرياضية في المدارس مجرد اسم في جدول الدروس. لذلك ضعفت الرياضة المدرسية ، حتى بات مدرسو المواد الاخرى العلمية يستحوذون على حصة الرياضة لاعطاء التلاميذ دروسا اضافية في موادهم، وتم وأد الرياضة المدرسية لحين تظافر الجهود بين وزارة الشباب واللجنة الاولمبية ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي للنهوض بواقع الرياضة الجامعية والمدرسية والذي اخر الرياضة هو المقبور عدي صدام الذي سيطر على جميع مفاصل الرياضة ، وجيرها لصالحه وبدأ يجني منها الأرباح. بالاضافة الى الحروب المدمرة التي تقتل الرياضة والروح الرياضية لدى الشباب . سأدخل قليلا الى تاريخ الرياضة النسوية .
من كتاب الرياضة في بلاد الرافدين للمؤلف اسحاق اسحاق يذكر ان اول فريق كرة الطائرة للبنات تشكل عام 1957 في بغداد وكركوك كان بقيادة الشابات الاثوريات اللواتي يعشقن الرياضة وبعدها تشكل فريق الاعظمية ونادي الارمن ( الهومنتمن) عام 1964 وبعدها نظم الفريق نفسه تحت تسمية الفريق العراقي لكرة الطائرة للبنات كان بضمنهم الس اوديشو وديزي خايو التي فازت بجائزة احسن رياضية للعراق 1964 .
و كانت الفتاتان (سلوى علي جودت) و(سامية توفيق) من اوائل الطالبات اللواتي كن يقدمن نشاطات رياضية راقصة في المناسبات في سنوات الثلاثينيات ولكن ليس لدي معلومات كافية عنهن .
ويستطيع المتابع أن يكتشف عمق الهوة بين سياسيي اليوم ومن يتسيدون المشهد مع العقل العراقي تحديداً عبر ردة فعلهم أزاء فوز اللاعبة العراقية ايمان الرفيعي ببطولة العرب للشطرنج متفوقة علي جميع منافساتها من لاعبات عربيات. لا أحد يشك أن ايمان هي تمثيل لمجمل العقل العراقي المبتكر الخلاق وعقل المراة العراقية تحديداً، اليقظ، الهادئ، المتماسك، والاحتفاء بها لايعني مجرد التهنئة بفوز لاعبة عراقية ببطولة رياضية عربية، وانما يؤكد حقيقة براعة العقل العراقي، فالشطرنج مهارة عقلية فذة تنم عن صفاء ودقة ذهنية لاعبها. . اما جانيت يوش فكانت اول امراة لاعبة المنضدة في الستينات . ليس لدي اكثر من هذا . لعبت في نادي الشباب منذ عام 1982 ولغاية 1992 وأصبحت بطلة بكرة المنضدة وبطلة العراق باللعبة، ولعبت الطائرة والسلة والريشة، ونلت بطولة الجامعات بفردي الريشة والمنضدة. ثم انتقلت إلى نادي الطلبة في عام 1990 استمررت باللعب مع الطلبة، إلى أن أصبحت فيما بعد عضو هيئة إدارية لنادي الشباب. وشاركت في أول بطولة عربية بالطاولة لعام 1988 والتي جرت بالقاهرة وبمشاركة (88) دولة. اعتزلت اللعبة وفي قمة نشاطها الرياضي لدراسة الماجستير والدكتوراه.
الدكتورة انتصار عويد علي استاذ مساعد في التعلم الحركي / لكرة السلة / كلية التربية الرياضية للبنات. شاركت بإيران في بطولة المرأة المسلمة (3) مرات وفي المؤتمر الطبي الرياضي الذي جرى بإيران أيضاً عام 2002
وكنت أول امرأة عراقية ترشح لمنصب عضو لجنة الإحصاء والمتابعة لاتحاد مجلس المرأة المسلمة. وفي السبعينيات ظهرت افتخار جمعة وخلود عبد الوهاب. وقبلهم كان هناك سلمى الجبوري وايمان نوري وايمان صبيح ومورين يوسف وباسمة بهنام ونضال الوكيل
لقد زودني الاخ ماجد عزيزة بهذه الاسماء مشكورا على جهده بدعم الرياضة والنساء الرياضيات ارجو من اللواتي يقرأنا عن هولاء البطلات ان يزودني بمعلومات عن كل واحدة منهن لاضيفها الى ارشيفي النسوي الحافل بالبطولات .
1- اليس اغاسي - كرة طائرة
2- كلوريا بابا – كرة طائرة
3- ماركريت يوسف – كرة طائرة
4- اليس عوديشو – كرة طائرة
5- كارمن البرت اسماعيل- كرة طائرة
6- كرازلدا خيو- كرة طائرة
7- ديزي خيو- كرة طائرة
8- روز غازي – كرة طائرة
9- افتخار عبد الجبار – كرة سلة
10- باسمة بهنام باسليوس – كرة منضدة
11- نيران صائب – كرة يد
12- ميساء حسين – عداءة
13- ايمان نوري- عداءة
14- الدكتورة ايمان صبيح-عداءة
15- ايمان عبد الأمير- عداءة
16- بيداء خضر – كرة طائرة
17- وسن رسام – سباحة
18- ايفون داود ربن – كرة سلة
19- كارولين ألبرت- كرة سلة
20- جوليت كوركيس- كرة سلة
21- مارلين فرنسيس – كرة سلة
22- مورين داود – كرة سلة
23- سلفانا جورج – كرة سلة
24- لينا كوركيس- كرة سلة
25- ندى جرجيس – كرة سلة
26- نليري باركيف – كرة سلة
27- باتيل فريج – كرة سلة
28- دنيا نجاة-كرة سلة
29- داليا عمر – كرة سلة
30- لينا باريسو – سلة ( عراقية تلعب لمنتخب السويد)
31- نادية جورج – كرة طائرة
32- أيمان الرفيعي – شطرنج
اتمنى من كل النساء العراقيات الرياضيات ان يلعبن دور مؤثر بتوعية المجتمع العراقي لابعاد الرياضة عن حصص الطائفية والمذهبية والارتقاء الى الروح الرياضية التي يضرب المثل بها في العراق . انها ثقافة التسامح والعيش الرغيد , لنبني عراقا ديمقراطيا يسوده حب الوطن والرياضة . اذ ان ثروة الرياضي هو جمهوره . كي يزداد الجمهور نحتاج حب الوطن الخالي من العنصرية وضيق الافق السياسي الموجود اليوم . ولكم الموفقية والصبر على الظروف الراهنة في بلدنا الغالي .
ولازالت الرياضة النسوية في بلدنا بصورة عامة تعاني من عدم الاهتمام الجدي بها من قبل المسؤولين والقائمين عليها حيث انها لحد هذه اللحظة مازالت لا تستطيع ان تجاري اقرانها في الدول العربية وليست العالمية وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الاهمال في الوقت الذي ينصب جل اهتمام وزارة الشباب واللجنة الاولمبية العراقية على الالعاب الخاصة بالرجال او يكون الاهتمام نسبي ببعض الالعاب النسوية في الوقت الذي تعاني باقي الالعاب من الاهمال وهذا كله امر طبيعي نظرا للفترة التي مر بها بلدنا العزيز في الزمن الماضي والظروف العصيبة في الوقت الحاضر ونحن اليوم نأمل من المسؤولين الحاليين الاهتمام الجدي بالقاعدة النسوية..