Skip to main content
التاريخ يتكلم الحلقة 22 المراة في الجيش العراقي   Facebook Twitter YouTube Telegram

التاريخ يتكلم الحلقة 22 المراة في الجيش العراقي

تساهم المراة العراقية حاليا في بناء الجيش العراقي في اصعب مرحلة تاريخية يمر بها العراق . وقد كانت المراة العراقية سباقة في بناء الدولة العراقية منذ اول تأسيسها اذ ساهمت بكل النشاطات السياسية والميدانية . قرعت ابواب السجون ودخلتها ، ونزلت الى الشارع مع اخيها الرجل في المظاهرات والاعتصامات و الاحتججات بكل انواعها وساهمت كمقاتلة مع قوات البيشمركة ( انا كنت واحدة من اللواتي حاربن وكافحن ضد النظام البعثي العفلقي) . بهذا الخصوص ارسلت لي العزيزة زينب الاستربادي قصة شابة عراقية اسمها (شهلة) وهي فخورة بانها تحارب الارهاب وتحس بمسؤولية وطنية كبيرة تجاه وطنها فهي ام حرمت من رؤية ابنتها الصغيرة بعمر ستة اشهر . وهذه هي اعلى درجات التضحية كم انا فخورة بك ، وهكذا كل امراة عراقية هي فخورة بتضحياتك العالية . اخاطبك بقلب امراة عراقية تحترق للعراق الجريح اليوم . العراق يحتاجنا كلنا نحن اولاده وبناته. العراق الاب الذي يفتخر ببناته من امثالك ايتها الام الشابة العزيزة شهلة . كم اتمنى ان اكتب على نساء بطلات في الدفاع على العراق / الاب من قبل بنته شهلة العملاقة .
ارجع الى الايام التي كنت فيها مقاتلة في صفوف البيشمركة لسبعة سنوات . بدأت بسفرة صعبة خريف 1982 دامت شهرين منذ ان خرجنا في مفرزة من القامشلي المدينة السورية على الحدود العراقية مرورا بالاراضي التركية والجبال التركية ثم الدخول الى الاراضي العراقية . كان المسير ليلا فقط والحياة العسكرية بانذار (ج) طيلة شهرين من السفر . دخلت معترك الحياة العسكرية من خلال التدريب . السير لساعات طوال في الليل وعلى سفوح الجبال وكثيرا ما كنا نبقى بلا طعام أوشراب. الحراسات الليلية الخفارات النهارية والليلية .
طيلة سبعة سنين وانا بيشمركة لم اكن ضمن الفصائل المقاتلة لكن مارست كل انواع التدريبات العسكرية الدفاعية وليس الهجومية . تعرضت مئات المرات لحالات الاستنفار العسكري الخطرة . كن نحن النصيرات في قوات البيشمركة نعاني كثيرا ليس فقط من صعوبة الحياة العسكرية والظروف الجوية القاسية , بل كنا نعاني من نظرة المجتمع الينا التي كانت تتمثل برأيين متناقضين احدهما كان المجتمع القروي ينظر الينا اننا نحمل في اعماقنا اعلى انواع التضحية وعليه ينظر الينا نظرة الاحترام العالي وخصوصا من قبل النساء في المنطقة . الرأي الاخر المتخلف ينظر الينا كاننا جئنا من عوائل غير محترمة وعليه لاينظر الينا بنظرة الاحترام ، والرأي الاول كان اقوى. انا عشت في منطقة بهدينان. وبمساهمتنا مع قوات البيشمركة فتحنا بابا للنقاش في المجتمع القروي النساء والرجال يتناقشون مع الشابات والشباب عن مدى امكانيات تحمل المراة للظروف العسكرية الصعبة . الشابات كن اكثر فئة اجتماعية تتعاطف معنا .
اتذكر في منتصف الثمانينات اسرت قواتنا ضابطين كبيرين في الجيش العراقي في منطقة العمادية عاشو معنا في مقر زيوة استغربا من وجود المراة العراقية بين صفوف البيشمركة كان سؤالهم الرئيسي: هل هؤلاء النساء عراقيات ومن اين ؟ اجاب امر الفصيل الرفيق ابو روزة انهن عراقيات من كل الملل من الجنوب الى الشمال . قال الضابط لا اصدق عيوني ما الذي يجعل هؤلاء النساء يقدمن على هذه الخطوة الجريئة . اجاب ابو روزة اضيف الى معلوماتك انهن جميعا من النساء المثقفات الواعيات السياسيات وضمنهن من يحمل شهادة الدكتوراه . اجاب الضابط: انا اجر اذن لهؤلاء النساء . ! مثل عراقي معروف .
عند التحاقي بقوات البيشمركة لم افكر يوما واحدا بصعوبة الحياة العسكرية او بقساوة الظروف الجوية خصوصا برد الشتاء القارس والثلوج الكثيفة في المنطقة . كل الذي كنت افكر به كيف خرقنا العادات والتقاليد القبلية البالية التي لم يكن يسمح بها المجتمع العراقي للمراة ان تعيش مع اخيها الرجل وتتساوى معه في السراء والضراء . حتى الكثير من مقاتلي البيشمركة لم يكونوا يستوعبوا وجود المراة معهم . لم يخطر على بالي ان ايا من رفيقاتي خالفن القوانين العسكرية او امتنعن عن تنفيذ أية مسؤولية او واجب عسكري . بل كنا ( نحن النساء) نحاول دائما ابراز الوجه المشرق لاعطاء صورة بان المراة ممكن ان تساهم مع الرجل وهي ليست اقل قابلية جسدية للتحمل . ساهمت بعضهن في القتال وسقطت شهيدتين بطلتين ( احلام وانسام) في ساحة المعارك . لا اود ذكر اسماء المقاتلات ربما انسى احداهن . كان لدينا طبيبات ناجحات ،مراسلات لاسلكي ، صحفيات ،محاسبات ، مستشارات ،اداريات ، ممرضات . عندما نقول المراة في صفوف الجيش العراقي لا يعني فقط انها جندية مقاتلة فقط بل ممكن ان تساهم في الاعمال الادارية والخدمية ايضا .
Opinions