Skip to main content
التاريخ يتكلم الحلقة 34 _ من حياتي Facebook Twitter YouTube Telegram

التاريخ يتكلم الحلقة 34 _ من حياتي

كان ايلول يوم 9 أيلول 2006يوما تاريخيا قدريا فى حياتى أنها ألمرة ألأولى ألتى اهبط على ارض مطار بغداد ألدولى غير خائفة ولا مرتعبة أن يلقى جلاوزة صدام ألقبض على وصلت بغداد ألحبيبة أخيرا بعد ان تركت وطنى مرغمة قبل ثلاثين عاما . أعوام طويلة مريرة و رحلة طويلة الى ألمجهول فى أصقاع ألعالم المتعددة قاسيت ما قاسيت من المعاناة والغربة والتشرد والجوع والحرمان وفقدان الاحبة واقرب الناس لي هم والدي 1982 واخي باسل 10 نيسان 2005 لم احضر حتى مراسيم دفنهم .
هبطت الطائرة بى في مطار بغداد وحياتى تمركشريط سينمائى أمام عينى في تلك اللحظة حضر اخي باسل بروحه معي وقلت له اناألأن في بغداد . دخلت باب المطار وامام جمع غفير من المسافرين ركعت وقبلت ارض المطار وشعرت اننى عد ت أخيرا كالطائر ألمتعب الى وطنى الذي اعطيته ومازلت اعطي الغالي والنفيس من حياتي و وجودى كله . متشوقة ومصممة على كشف جرائم ألطاغية توجهت الي المنطقة الخضراء استقبلني شخص كان مكلفا بحمايتى, قلت له: ضعني في أى مكان بسيط حتى ولو كان مجرد خيمة فأنا لن أعترض. انا لاابحث عن فندق فخم او بيت مريح فقط احتاج الى كومبيوتر وفراش للنوم أضعه على الارض وطعام بسيط جدا كي يبقيني اعيش حتى يوم المحاكمة لادلي بشهادتى . ضحك ألشخص المعني واجاب : نعم انك تسكنين في مكان بسيط جدا ومتواضع . وان أحتجت الى اي شئ ممكن مسؤول المخيم ان يزودك به . وتوالى وصول باقى الشهود فى ليلة وصولى لأرض ألوطن كانوا جميعا من القرى التى قصفتها قوات ألطاغية من اخواني الكرد ومعهم امرأة واحدة . كلهم لا يجيدون اللغة العربية . وكنت اكلمهم باللهجة البهدينانية فى حين كانوا يجيبوننى باللهجة السورانية لذا واجهت بعض الصعوبة فى التفاهم احيانا بيننا .
كان المكان عبارة عن مخيم محاصر بجدار كونكريتي عالي وحوالي الجدران اشجار من النخيل العالية جدا مكللة بعناقيد التمر من" الخلال الاصفر والتمري الناضج" . كل يوم انادي التمرات التي فوق رأسي لاني احب التمر العراقي بشكل غريب لكن لم اتذوق التمر وانا في بغداد. احترم هذه الشجرة لانها رمز العراق . مساحة المخيم اقل من كم مربع فيه غرف. بالاحرى بناكل وفي كل غرفة ثلاثة اسرة وبين كل غرفتين حمام صغير جدا بسيط للغاية . بجانب الاسرة خزان حديدي صغير للملابس . بجانب الغرفة صالة الانترنيت صغيرة ايضا وهي الصالة الخاصة بالاجتماعات ايضا . بجانبها غرفة التلفزيون مؤثثة بشكل افضل واكثر مريح وفيها تلفزيون كبير ومتطور جدا بجانب منها غرفة الطعام فيها طاقم يوهئ الطعام ويقدمه للمقيمين في هذا المخيم والمجموع الكلي من الحماية والخدمات والشهود والمشتكين بحدود 50 شخصا . الماء والكهرباء متوفر لنا . بقيت يومين قبل المحاكمة افكر واركز واسأل نفسي كيف ادلي بشهادتي امام قتلة والدي واخي والكثير من اقاربي والملايين من الشعب العراقي . كان سؤال يراودني هل استطيع ان امثل المراة العراقية بوجهها( الشجاع الصبور وهي التي عانت من القهر والحرمان والاضطهاد ل 30 عاما طويلة مريرة تحت نير حكم البعثي الفاشي ؟ ) وانا اجيب نفسي اعدك ايتها العراقية البطلة بأننى لن أخذلك و سأكون الوجه المشرق في تاريخك ألجديد .
وهنا اود الاشارة ليلة المحاكمة اجتمعنا جميعا المشتكين اخذت ابكي بكاءا مريرا لمدة ساعة كاملة وبصوت عالي كبكاء طفلة بريئة فقدت والدها واخيها .الجميع حولي يهدؤون بي ويقولون اليوم هو يوم الفرح . بعدها اخذت اتمشى في المخيم رفعت رأسي الى السماء لانظر الى النخلة ألمنتصبة شامخة فوق رأسي وبدأت اخاطبها( انني سأدخل الى محكمة الجلاد واعوانه واقف شامخة مرفوعة الرأس كما انت شامخة ياايتها النخلة العراقية ألعزيزة الاصيلة . سأكون الوجه المشرق في تاريخك يارمز العراق .) كنت انظر الى هذه النخلة واسحر بها وبتاريخها وما اعطته لنا من زاد وقوت ومأوى للمعارضة وهي رمز الاخلاص لبلادها, ولهذا فانها هي ألأخرى لم تسلم من الجلادين لانها هي الاخرى تعرضت الى الابادة الجماعية ايضا بمختلف الاسلحة وأصبحت بساتين ألنخيل عرضة لقطع رؤوسها فى كل مكان من أرضنا ألطهور .

يوم 11 أيلول 2006 في الساعة التاسعة والنصف صباحا نقلنا الى بناية المحكمة بسيارات نحن اربعةمن ألمدعين وشهود جرائم ألطاغية وضحاياه . كانت السيارات مدرعة تحت حماية مشددة نزلنا من السيارة مباشرة الى باب المحكمة شعور يراودني وكأنني ادخل باب الجنة ,كان الفرح يهز كل خلية من جوارحى .لحظات ليس بوسع أى كاتب أن يجسدها بكلمات وليس بوسع اى رسام أن يرسمها شيىء يفوق ألخيال من كان يتصور أن يرى ألجلاد فى ألقفص وأن تحضر ألضحية لأدانته وتعريته
وكان العاملون في جهاز امن المحكمة من الداخل خليط من عراقيين وقوات التحالف . بعد ان دخلت العمارة وانتهيت من الاجراءات الامنية وضعت على الارض محفظتي التي كانت تحتوي الصور التي سلمتها الى المحكمة . . ركعت على ارض المحكمة النظيفة جدا التي تلمع شعرت انها نظيفة بنفس مستوى نظافة ملابسي . قبلت الارض الطاهرة رفعت يدى الى السماء وقلت باعلى صوتي ( ربي خذ حقي من الطغاة ) كان الحارس الأجنبي ينظر الي بألم ويتحسس مشاعري دون ان ينطق باية كلمة . استمر قائد المسيرة بنا الى بناية المحكمة الضخمة الجميلة ذات الهيبة الوقورة . كان اخي ألشهيد باسل معي . شعور عالي في اعماقي يكلل باحترام هذه المؤسسة ومن يعمل فيها . اخذنا نحن الى غرفة الانتظار وقيل لي انك المشتكي الثالث نزعت سترتي واسترخيت على الكرسي في غرفة الانتظار الصغيرة وفيها طاولة صغيرة مع اربعة كراسي فقط . في كل الممرات وكل الدرج حماية مشددة . مئات السيناريوهات في رأسي عن الماضي التعيس لمدة 30 عاما من الاضطهاد والغبن لي ولعائلتي واقاربي وبلدتي العريقة . كان السؤال المهم يراودني دائما والخوف في قلبي هل سأخرس عندما ارى الجلاد في قفص الاتهام ؟ بعد لحظات نادى الحاكم المشتكية كاترين ميخائيل تفاجئت لبست سترتي بسرعة هائلة وركضت مع المرافق الذي يرافقني الى كرسي الاعتراف .تخيلت اني جالسة امام كاهن لادلي بخطاياي كما نعمل نحن الكاثوليك ولكن هذه المرة بشكل اخر انا لم اخطأ لكن الجلاد خطأ بحقي وبحق شعبى ألعراقى وانا هنا لاطالب بهذه ألحقوق وليس لاطالب بصك غفران . عندما وقعت عيني على الجلاد قلت لنفسي لا حزن بعد اليوم على والدي واخي أ وعلى شهداء العراق . كم كنت اتمنى ان يكون اخي باسل يشاهد هذه المحاكمة .


نتيجة الضربة الكيمياوية ألتى مازلت اعاني من ضيق في التنفس لكن حينما كنت ادلي بشهادتي على الطاغية شعرت ان الاوكسجين يجري الى رئتى بكل يسر وسهولة وكأنني جالسة في أكبرمنتجع للراحة في العالم . وقلت مع نفسي (جالك يوم يا ظالم ) اقول بصراحة شعر ت بالأحتقار لهذا ألغبى ألمغرور ألذى لم يفكر لحظة واحدة ان التاريخ ألذى أختل ميزانه لصالح الطاغية سنين طويلة قد عاد أليوم وأعاد ألتوازن للميزان ألذى ظل مختلا لخمس وثلاثين عاما طوالا عجافا ليقول ألتاريخ انت ألآن جالسة على كرسي اعلى من الجلاد وهو تحت جالس تحت قدميك .
انا بين الخيال والحقيقة واذا بالحاكم ينادي "شعندج" ؟ بدأت استرسل بشهادتي وشكواي التي تمحورت على ضربتنا في يوم 5حزيران 1987 . دخلت بتفاصيل الحادث ثم انتقلت الى حملة الانفال عام 1988 التي كنت احدى ضحاياها . فوجئت بالقاتل على كيمياوى وهو ينادينى ألأخت رفضت ولا زلت ارفض ان يناديني علي حسن مجيد الاخت . عندما كان يقتلني لم اكن اخته واليوم هو تحت رحمة اقدامي يفتعل الادب والعادات العراقية العريقة لينادينى الاخت . انحداري من عائلة عراقية تتمتع بخلق واداب عراقية عالية والتاريخ يشهد على ذلك . فكيف اكون اخت لمجر م أباد مئات ألألوف من ألأبرياءو كان يهدف لقتلي .
سأل احد محامي الدفاع ذاكرا" انها جاءت بجواز امريكي وتم تدريبها في امريكا على ادلاء الشهادة وجاءت بطائرة امريكية واخيرا هل تعمل مع القوات الامريكية ؟ للاسف لم يسمح الحاكم لي بالحديث كى اجيب السيد المحامي ألمرتزق , رايت بأم عينك جوازي العراقي واضيف انا ليس لدي اقامة دائمية في اميريكا . ليس لدي حتى "كرين كارت امريكي" كل الذي عندي ورقة عمل مؤقتة في اميريكا . ثانيا جئت بطائرة عادية للمسافرين كما يسافر بقية الناس الى العراق . لم استعمل حتى الخطوط الامريكية اطلاقا . لم يدربنى أحد على ادلاء شهادتى فالضحية لاتحتاج لأحد كى تسرد ألمأساة ألأنسانية ألتى مرت بها فانا لم التقي بأي محامي امريكي اطلاقاولست بحاجة لذلك. انما كل الذي عملته كنت استشير بعض المحامين والقضاة العراقيين لأستفسرعن بعض الامور القانونية .
واضح جدا ان المحامين الذين جاؤا للدفاع عن الجلاد واعوانه لايملكون ذرة واحدة من الضمير الانساني تجاه الشعب العراقي او تجاه الضحايا.

وكانوا يعملون على تأخير المحاكمة بالاصرار على تأخير الجلسات . يؤسفني ان اقول لهؤلاء المحامين ألمرتزقة الذين يدلون بدفوعهم القاصرة ,انهم يجهلون تماما التاريخ السياسي العراقي المعاصر بدليل انهم لم يعرفوا قوة المعارضة وتفاصيلها في الفترة التي كنت اتحدث عنها علما انهم من الجيل الذي عاصر فترة السبعينات والثمانينات . ينظرون الى الشعب العراقي بعين واحدة وهي عين البعث المليئة بالاجرام والقتل والابادة . كان الافضل بهم ان يتوسعوا بمعلومات عن المعارضة العراقية وقوات البيشمركة والتي اصبحت الان جزء من القاموس السياسي العراقي . اما كلمة الانفال فدخلت القاموس السياسي العالمي . كان لا يعرف كلمة الانفال كثير من الناس . هذه الكلمة التي حولها صدام من كلمة دينية مقدسة وردت في القرأن الكريم اليوم دخلت قاموس السياسي العالمي . انصح المحامين ان يستعملوا الانترنيت للبحث عن خفايا المعارضة العراقية لاسيما هناك الالاف من القصص منشورة بمختلف اللغات العالمية عن الانفال والمعارضة العراقية بشكل عام . بنفس الوقت اشكر جميع الذين كتبوا يقيمون شهادتي ضد الطاغية وقسم منهم لم يحصل لى شرف اللقاء بهم لكنهم يعرفوني من خلال كتاباتي المنشورة في كثير من المواقع .

سمعت كثير من الانتقادات والتأويلات بعد المحاكمة سوف اوضحها الان
1- انا لم اذكر اية كلمة عن الاثوريين او المسيحيين ؟ اقول دائما انا عراقية وتكلمت بلغة عراقية لا ولن أكون يوما ما ممثلة عن المجموعات القومية . ولكن هذا لا يعني اني لا احترم قوميتي او ديني لا احد يستطيع ان ينتزعها منى فهى جزء أصيل من وجودى . ثانيا عندما ذهبت الى ساحة النضال لم يخولني احد من القوميين الذين اصبح الكثير منهم يزاودون على القومية اليوم . هذا شأنهم ليس لي علاقة بهذا الموضوع .
2- انا اسرد التاريخ كما عشته تشرفت بعضوية الحزب الشيوعي هذه حقيقة لا احد ينتزعها مني هذا هو تاريخي الذي اعتز به رغم انني الان لم أعد أنتمي الى اية فئة سياسية أنا اتكلم بعالمي ومفاهيمي الخاصة . دون ان استلم اوامر من اي احد .
3- المتعصبين من الاثوريين قالو انني جئت الى المحاكمة بايعازمن الاحزاب الكردية او احزاب اخرى . انا جئت الى المحاكمة بجهودي الخاصة دون ان يعلم اي حزب من هذه ألأحزاب بقدومي .
4- كتبت بعض الصحف انني كردية مسيحية . انا اعاتب هذه الصحف التي ذكرت ذلك واتصلت ببعضها لاصحح لهم خظأهم . لم اكن كردية فى يوم من ألأيام . لكني اعتز بكوني من سكنة كردستان واني ناضلت ضمن قوات البيشمركة التي كانت الاكثرية الغالبة منها كردية وبعدها يأتي التنويع الرائع لهذه القوات وفعلا سقط شهداء من كل القوميات والاديان العراقية على ارض كردستان وهم يناضلون لاسقاط النظام السابق وهذا مجد وتاريخ حافل لكردستان العراق التي كانت ولا زالت تأوي من مختلف اطياف الشعب العراقي الرائع .
5- اذا كانت تحصل خروقات من هنا وهناك بحق القوميات الاخرى . ممكن معالجتها بشكل اخوي اننا نحن الكلدواشوريين السريان الارمن اليهود من سكنة هذه المنطقة لا بل السكان الاصليين لهذا البلد وهذه المنطقة . وهذه شهادتى للتاريخ Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
السفير الامريكي يدعو لشن حملة على الميليشيات العراقية بغداد (رويترز) - دعا السفير الامريكي يوم السبت الزعماء العراقيين المنقسمين على أنفسهم لشن حملة على الميليشيات السينودس الكلداني: أزمة الثقة و فقدان رؤية من خلال متابعة مجريات السينودس الأخير المنعقد في دير السيدة قرب ألقوش، يبدو أن هناك أزمة ثقة بين آباء الكنيسة الكلدانية. وذلك واضح من خلال مقاطعة أغلب أساقفة العراق لأعمال هذا السينودس. بينما حضره غبطة البطريرك ومعاونوه وأسقف أبرشية واحدة من العراق. بالإ القاء القبض على خمسة عناصر اجرامية مشتبه بانتمائها الى تنظيم القاعدة في العراق شبكة أخبار نركال/NNN/ بغداد/ أفدت مصادر القوات الامريكية في العراق ، بأن قوات الامن العراقية ألقت القبض على صفحات منسية في سجل العلاقات الفرنسية العراقية / 3 عندما أنتخب فاليري جيسكار ديستان رئيساً لفرنسا سنة 1974، تم ذلك بفضل دعم وتأييد جاك شيراك الذي فضله على حليفه التقليدي الديغولي جاك شابان دلماس، وتم
Side Adv2 Side Adv1