Skip to main content
التاريخ يتكلم( 14 )المراة الكويتية Facebook Twitter YouTube Telegram

التاريخ يتكلم( 14 )المراة الكويتية

تابعت الانتخابات الكويتية بنفس الحماس التي كنت اتابع فيها الانتخابات العراقية الاخيرة ، تهمني مصلحة المراة الكويتية التي كانت مغبونة لقرون . فاليوم ولأول مرة تصل المراة الكويتية الي صناديق الاقتراع كمنتخبة وناخبة , حقا هذا يوم تاريخي في حياتها وسيكون لها ممثلات في البرلمان الكويتي يتحدثن عن كل مشاكلها وهمومها المزمنة . انا عراقية اتضامن مع اختي الكويتية واتمنى ان اجد نفس الحدث في السعودية وايران . اذ ان المراة السعودية اكثر امراة مغبونة قانونيا واجتماعيا رغم انها تملك ثروات من المال لكن هذا لا ينفي غبنها اللامشروع من وجهة نظر القوانين والمعاهدات الدولية . تجربة المراة العراقية الرائدة في منطقة الشرق الاوسط كان لها دافع كبير وسيكون لها دافع اكبر مستقبلا اذ ان المراة العراقية تحدت الارهاب المجنون عندما كانت تذهب الى صناديق الاقتراع واضعة دمها ودم اطفالها بيدها لا تعلم هل تعود مع اطفالها الى البيت سالمة ام تقتل ؟
لكن الارهاب لم يوقف عزيمتها ولم تخضع لللارهاب يوما واحدا فهي لحد الان جسورة جريئة لم يحجبها الارهاب عن العمل والكفاح من اجل نشر السلام والاطمئنان في بلدها المجروح لعقود من السنين ، الذي لم يحرك ساكن كل الحكومات والمسؤولين في المنطقة وعلى رأسهم عمر موسى الرئيس الشكلي للجامعة العربية والذي اصبح اليوم نشيطا يحاول ان يدافع عن اصحابه الاوليين .
اين كنت يا عمر موسى وايها الحكام العرب عندما كانت المرأة العراقية ولا زالت تغتصب وتقتل وترمّل وتجوع وانتم الآن تبكون على فتات النظام الصدامي . المراة العراقية لم تنس قباحتكم السياسية ، وارجو ان لا تلعبوا نفس اللعبة مع المراة الكويتية ، فالمراة الكويتية الجريئة التي كسرت الطوق بنفسها ودخلت الانتخابات , وهكذا ستكون المراة العراقية سندا دائما ومدافعا امينا ومتضامنا جريئا مع المراة الجارة اينما كانت
المراة الكويتية لم تحصد اي مقعد في الانتخابات لكن رغم ذلك يعتبر نصر لها انها ساهمت في الانتخابات كناخبة ومنتخبة لم تحصد من الانتخابات اي مقعد للاسباب التالية .
1- لم يكن لها فترة زمنية جيدة ولا خبرة كافية لتخوض الحملة الانتخابية . هذه التجربة مهمة وصعبة في تاريخها .
2-عدم دعم المراة من قبل الحكومة السابقة ادى الى خسارة الحكومة اولا وخسارة المراة ثانيا .
3- التيار الاسلامي المتصاعد في المنطقة يبعد المراة لا بل يثقف ضدها اينما كان .
4 - لم يكن لها صوت وتشجيع كبير من الفئات السياسية الموجودة على الساحة بما فيهم الفئات التي تعلن نفسها انها علمانية او ليبرالية .
5- المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني ليست نشطة بالشكل المطلوب في مجتمع الكويت بشكل عام .
6- لم يكن لديها اي دعم من المنظمات النسوية على مستوى المنطقة او المستوى العالمي .
7- الدعم الخارجي لها ضعيف خاصة من الدول الجارة . ايران وسعودية والمتطرفين الاسلاميين في كل دول المنطقة . لم يرغبو ان يسمعو بهذا الانجاز الكبير لها لان المراة بالنسبة لهم هي مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة .
8- المراة الناخبة بحاجة ان تعي قضيتها وتعرف لماذا يجب ان تمثلها امراة لطرح قضاياها .
9- المجتمع الكويتي مجتمع متناقض مع نفسه . مجتمع استهلاكي يتمتع بألية تكنولوجية حديثة للاستهلاك فقط وليس للانتاج وفي نفس الوقت تطغي على المجتمع العلاقات البدوية القبلية التقليدية التي لا تسمح للمراة ان تكون قائدة في المجتمع . والمعروف عن الفكر البدوي هو فكر ذكوري صرف والمراة تابعة فقط للرجل ليس لديها كيان خاص مستقبل بحد ذاتها كانسان كامل .
10 – انا لا اعرف الناخبات لا استطيع ان اقول غير كفوءات . لكن اقول لم يطرحن برنامجهن بشكل كافي ومقنع للمراة الكويتية التي لجأت الى صناديق الاقتراع بنسبة 57 % هذا بحد ذاته نصر كبير للمراة الكويتية .
لدي صديقة باكستانية تتهيئ الان لحملة انتاخبية انا اصرف معها من الوقت عشرات الساعات لدعمها في حملتها
لذا يتطلب من عندنا النساء الواعيات في المنطقة ان نكون اكثر تكاتفا . ندعو الى اجتماعات ومؤتمرات مشتركة في المنطقة . نتدارس مع بعض كل معناتنا لان الفكر المتطرف والفكر القبلي يحاول ان يبعدنا عن الساحة السياسية والاجتماعية والتعليمية ....الخ وعليه ارفع صوتي الى عقد مؤتمر نسوي لدول المنطقة على ارض الكويت نتبادل الخبر والتجارب . انا اشيد دائما بدور المراة في الدول الجارة التي اخترقت كل ميادين الحياة بنفسها . المؤتمر يتحدث عن مساهمة المراة السياسية في المنطقة وفق ظروف المنطقة الصعبة التي تمر بها الان . كلنا نطالب بالسلام والامان لكن بدون مساهمة المراة كصانعة القرار السياسي لم نستطيع بناء السلام في المنطقة . وهنا اقصد المراة الواعية , الجريئة المثقفة , وليس كما حصل في العراق ساتحدث عنهن قليلا .
الاستفادة من اخطاء النائبات العراقيات ، فبنضال المراة العراقية جائت النساء العراقيات الى البرلمان ، قسم منهن انتخبن من قبل احزابهن و سرعان ما وصلن الى البرلمان واصبح لديهن راتبا ضخما وامتيازات كثيرة بسبب موقعهن ، وتناسين المراة العراقية واصبحن نساء صم بكم في البرلمان او بقين الة ميكانيكية بيد احزابهن المتطرفة التي تغبن المراة من اول يوم من ولادتها ، لا بل اصبحن يضطهدن المراة العراقية اكثر كما حصل في كتابة الدستور العراقي الاعرج . هؤلاء النائبات المتخلفات يتحملن مسؤولية تاريخية بحق المراة العراقية ولن تنسى المراة العراقية موقفهن غير المشرف .
قضية المراة في كل هذه البلدان هي البعبع الذي يخيف السلطات المتعفنة في المنطقة التي اكل الدهر عليها وشرب . لابد من النهوض بواقع جديد يتماشى مع العصرنة والتكنلوجية الحديثة . العالم باجمعه يتوجه الى التكنلوجية المتطورة وتحديث نمط الحياة الا بلداننا وحكوماتنا التي تناقش اليوم , هل قطعة القماش على رأس المرأة التي لاتتجاوز متر مربع شرعية أم غير شرعية ؟ اول امراة لبست الإيزار هي السيدة مريم والدة السيد المسيح لكن كل هذه الشعوب التي تتبع المسيح تركت الامر لصاحبة الإيزار لتقرر أن تلبسه او لا تلبسه ؟ اما حكام الدول الشرقية فقد أخذوا الامر الى عاتقهم وصاروا يفرضوه بقوة السلاح !
Opinions