Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..

لايهمني الجناة في المشهد العراقي فهم جناة ايا كانوا..ولكن....
هل يستثنى الشعب من قائمة الجناة!...
الذنب الوحيد الذي ارتكبه الشعب العراقي بتصوري هو السكوت الطويل على نظام حكم دكتاتوري بغيض وصار عليه دفع ثمن سكوته مرتين،مرة في ظل النظام المندحر وكان ثمنا باهضا دفعه من كرامته وانسانيته بقوائم مجلجلة من الإمتهان والتجويع،الإستعباد والتشريد،القتل والقبر الجماعي،من الفساد والإفساد لكل قيمه الأنسانية والأخلاقية،حروب استرجالية سفكت من دماءه ما سفكت والخ....حقيبة ممتلئة من السلخ الثقافي والحضاري والأنساني اضعف دفعها الفرد العراقي بينما وطد بها الدكتاتور نظامه البائس وثبت ركائزه لمزيد من القهر والقمع والإذلال، علما ان خوار الشعب هدف نبيل لكل دكتاتور، فعندما تخور قوى الشعب من اقصاه الى اقصاه بدفعه حقيبة كتلك وعلى مدى عقود من الزمن، يصبح من الصعوبة بمكان أزاحة الدكتاتور، وعلى الشعب الإستعداد لدفع حقيبة اخرى لا تقل عن سابقتها وزنا لمن يسدد للدكتاتور ضربة قاضية تسقطه وتحطم اصنامه...
ما نشهده على الساحة العراقية الدامية اليوم هو تلك الحقيبة بقسطها الثاني وقد فتحت وتناثرت محتوياتها في كل صوب وحدب،هذا اضافة الى حقيبة دفع احتياطية تتناسب مع حجم التداعيات المتوقعة،وهي الأخرى قد فتحت لتصريف الثمن يوميا وعلى مدار الساعة..وربما هناك حقائب اخريات في عنق العراقي تنتظر مواعيد دفعها كون التداعيات فاقت المتوقع بكثير...

يؤسفني أن احمل المواطن العراقي المثقل بالهموم وفي هذا الظرف العصيب الذنب الذي اقترفه ظنا بأنه الملاذ للخلاص من بطش الطغاة والبقاء على نفسه حيّا!، ذنب السكوت الذي ما انفكت تقترفه كل الشعوب الرازحة تحت أنظمة حكم دكتاتورية في المنطقة مثلما اقترفه الشعب العراقي ومازال!..
احذر الشعب العراقي من ابشع دكتاتورية ممكن ان تتوطد على ارضه إن لم تتوطد بعد..دكتاتورية متمسحة بعرش السماء، ومروّج لها كديمقراطية آلهية على الأرض..احذره من تكرار السكوت و شراهة أهل الدين في التسلط ، فقد انتقل امام مسجد بكرسيه ومنبره الى البرلمان..وانتقل خطيب جامع بجبته الى مقعد وزاري او رئاسي،وكل عمامة امست بتيار مسلح يقوده صبي او كهل، واصبح السادن فرعون.. وابن البلد ملعون مالم يردح باسم الحسين وألأئمة الجدد..ووووو.. وبينما تحترق الغابات في ارجاء شتى من بقاع الأرض..تزخف أخريات لتحرق الأوطان....

بقى لي ان اسأل... من ذلك البطل المنتظر الذي سيعيد كل عمامة راضية مرضية بمذهبها وخطبها الى مكانها الطبيعي في المؤسسات الدينية بعيدا عن المسارح السياسية وهستيريا التسلط.. وما دور الشعب الذي يقال عنه اذا أراد يوما الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. هل يريد الشعب العراقي الحياة!... ما زلت مؤمنة بأن دور الشعوب عندما تقهر لا يقتصر على اللطم والنواح وأنتظار الفرج...


والخاتمة بسطرين:
من صار القرد أنسان
بدل شجرته بالدين
الموزة صارت سوّر
والطفرة غدت تفسير..
وسلطة نهب،
من سورة الماعون لسورة نصر خالد


.. ومن طببت الأمس باليوم ،
بروحي الجرح حسيته كبر..
وبعين الشمس شاهد،
على الفرج عبد مذموم
يضفر حزن فوگ الصدر ناهد
من ولّى الوجع ظنيته للدوم
واصحى الصبح بارض البلد وافد
ثاري الصبح محموم
ينفث حمم، تطمر الف رافد
ما شفت مثل العراقي مظلوم
جلاده وطن بسياطه البخت شارد
همومه نبض بلليل
ومن كثر اللطم، للظلم ما حرك الساعد
من دينه ينضح اقزام
بعمامة طفت،
وصار القزم مثل الصدگ قائد
بتياره شوية ازلام
ظهر وصدر مغسولة بنهر راكد
والدعوة دعوة احلام
شدها الوگت مشلولة بجرف بارد
ما هبت من عراقي انسام
ولا نفحة عطر طرحت زند رائد
محراب الجوامع بمنبره مسموم
والخطبة جر وسحب بين جاحد وحاقد
شياه الفتن واغنام..
باعوا بلد،ومال السعر بين نازل وصاعد
عيب نصيح راعينا اسلام
والقبلة لآبار النفط بين راكع وساجد
عمر العراقي بصبره محروم
وبباب الموت ينطر فرج بجروحه گاعد


فاتن نور
06/12/14
Opinions