الثائر توما توماس اسطورة كلدانية خالدة
منذ سنوات , ناديت جهارا في عدة مقالات ومناسبات باقامة احتفال سنوي يكرم فيه توما توماس كاسطورة وكبطل خالد .. وبناء نصبا له عبارة عن تمثال يقف شامخا على مشارف القوش وغيرها من القرى والمدن الكلدانية كتب عليه (من هنا خرج توما توماس يبحث عن الحرية والكرامة ) نعم لقد خرج توما توماس من القوش ليبدا رحلة النضال في سبيل الحرية والسلام ,كانت مسيرة شاقة مليئة بالمخاطر والماثر, كان اسم توما توماس يبعث الخوف والهلع في قلوب اعدائه ... توما توماس كره اعدائه الذين لايعترفون بالحوار الحضاري والمنطق السلمي , بل الاعتداء على ابناء شعبه وقتلهم ,كان يدافع عن كل انسان مظلوم ,دون تعصب او عنصرية ولم يكن متطرفا اوشوفينيا ,كان مقاتلا في سبيل الحق ..سلك طريق النضال وحارب لاجل االوصول الى نهاية سعيدة ومزدهرة لابناء شعبه , كان كفاحه لاجل العراق والعراق فقط !!والقوش وتلكيف وبغديدا وتسقوبا وبطنايا وكردستان الخ ,وكلهم بالنسبة له جزءا لا يتجزا من العراق, كان يحب وطنه العراق بكل اديانه وقومياته الى درجة الموت , كان رجلا بمعنى الكلمة..اعتبره المسيحيون وخاصة الكلدان بطلا وقائدا وشخصية نادرة وظاهرة عجيبة دخلت التاريخ وبصمت على كل صخرة وعلى كل قمة جبل وعلى كل جدران بيوت القوش اسم توما توماس , كان المسيحي الوحيد الذي حمل السلاح ضد الكتاتورية والطغاة , ثائرا قاتل بكل ضراوة ولم يقهر او يتقهقر.. ومات البطل توما توماس وترك طيف نوره في كل مكان , مات معززا مكرما بين اهله وبطلا منتصرا على اعدائه ولم يطأطأ راسه لاحد مطلقا.. وهاهي شمسه التي حاك من خيوطها الذهبية افكارا وبطولات تلوح في الافق تشرق على ابناء شعبنا ليحملونها بكل فخر وللابد مشاعل تضئ دروب الديمقراطية والانسانية...ويبقى توما توماس الاسطورة الخالدة التي تسكن بطين القلب وتنام في بؤبؤ العين دائما...
فلنحتفل بذكرى هذا الانسان الاسطورة , الانسان الذي استطاع ان يقف سدا منيعا في وجه اكبر الطغاة في تاريخ العراق..وحافظ على كرامة كل المسيحيين .. بل كان اول من وضع البندقية في يد اولئك الذين حملوها من بعده وتناسوا ونكروا فضله عليهم ..حقا ان هذا الانسان يستحق ان يمجد ويحترم ويكرم بمستوى القادة الابطال الكبار ,افقد كان كبير بقلبه وذو فطنة ودراية وحكمة بعقله,توما توماس كان وليته اليوم يكون, يعيش ليرى مالذي حل بشعبه ووطنه , ليته يكون هنا ليعلمنا كيف ندافع عن انفسنا بطريقته النضالية وبشجاعته المتناهية الفذة ...فهو قد تخطى الزمن وحقق ما نصبوا اليه في ميادين السياسة والانتماء العقائدي , وبذل جهدا كبيرا في ساحات القتال لاجل السمو بمستوى الانسان المسيحي العراقي في كل المحافل كي يكون قدوة ورمزا في الاخلاق والتضحية والوطنية !!! انه توما توماس , جيفارا الكلدان العراقيين !!! جيفارا العراق كله!!!