الحركة الاشورية والرأي الاخر – حقيقة يجب ان تقال
يُحكى ان الله سبحانه وتعالى , وبسبب الظروف الجديدة التي بدأ يعايشها العراقيون بعد الاحتلال, قد اتبع استراتيجية اخرى لمتابعة الوضع العراقي , فخصص لكل حزب او حركة سياسية او مجموعة نافذة , من يتولى امرها فيخبره ,جل جلاله , بما تقوم به هذه العناوين سلبا او ايجابا , بعد ان كان سابقا يعتمد كليا على وكالة الانباء العراقية الملغاة , وقد لوحظ ان المَلاك المسؤول عن الحركة الاشورية ( زوعا ) مفرط في تنقلاته المكوكية ذهابا وايابا , صعودا ونزولا , عكس الكثيرين وهو ينقل ما يخص هذه الحركة من بريد , واغلبه انتقاد وشكاوى حتى ان الباري , عز وجل , قد ضاق ذرعا باسماء , يونادم وزوعا , بسبب كثرة تداولها والحديث عنها والشكاوى منها , ولكنه , ذو الجلال والاكرام وعالم الغيب , لم يجد صعوبة في ادراك اللغز الكامن وراء ذلك , فعرف ان انتقاد يونادم وزوعا لايكلٍف ترهيبا او تهديدا او اختطافا او قتلا , بل كثيرا ما يلجأ اليه البعض , من عباده الصابرين المبتلين , ترويحا وتنفيسا عن النفس ورغبة في اختبار مكائن والات الانتقاد التي يمتلكها, خاصة عندما , تعالى , وجد ان احدى الشكاوى على هذه الحركة قد تم العثورعليها في الصندوق الخاص ببريد مدينة النجف!مناسبة السطور الفنتازية الخيالية اعلاه , هي تثبيت حقيقة ملموسة تتمثل في التعامل الناضج للحركة الاشورية مع الرأي الاخر والرأي الحر, والذي لمسته شخصيا من خلال تجربة التعامل مع هذه الحركة , وكان اخرها في المقال الاخير ( زوعا وزهريرا – غلطة الشاطر بألف). كثيرا ما نقرأ لبعض الاخوة الكتًاب ملاحظات نقدية للحركة الاشورية في طريقة التعامل مع رياح لاتشتهيها سفنها , حتى ان البعض يستغرب اصرار هذه الحركة على تسمية نفسها بالديمقراطية في الوقت الذي يرى , هذا البعض , ان الديمقراطية تشكو من الأهات في حياة هذه الحركة الداخلية والخارجية . وهنا ينبغي القول ان زوعا , حاله حال اي تنظيم سياسي في بيئته وواقعه , ليس واحة خضراء للديموقراطية ينبغي ان تؤخذ كمعيار في القياس , بل من المحتمل ان تكون هذه الحركة قد ارتكبت خلال سنوات عمرها السابقة اخطاء جسيمة في هذا المضمار, ربما يكون للبعض ممن رافقها منذ خط البداية , ولازال معها او إفترق عنها , ما يفيد عندما يجري الحديث عن التقييم التاريخي لمسيرتها, بالرغم من انني لست من هواة النبش في التاريخ بقصد الوقوع في قفص أسره بل للاستفادة من دروسه . ولكن من جانب اخر ربما يرى الكثيرون مثلي , ممًن وضعوا الحركة الاشورية منذ زمن قريب تحت عدسة مجهرهم المتواضع , ان هذه الحركة تحاول جاهدة مجتهدة , قد تخفق حينا وتصيب حينا , في إعطاء صورة من النضج السياسي في التعامل مع متغيرات الحالة وافرازات الواقع والتصرف إزاء النقد , لانقول بالمقارنة مع كثيرين اخرين , بالرغم من اعتقادنا انها اي الحركة الاشورية من حقها ان تدعي انها تجد لنفسها خطا متميزا عندما يتضمن الرسم خطوطا بيانية عديدة.
ربما يكون من قبيل الصدف ان يكون المقال المذكور انفا ( زوعا وزهريرا – غلطة الشاطر بالف ) هو الحالة الشاذة , قيتلكأ ارساله الى موقع زهريرا العزيز بسبب خلل فني ما , بالرغم من انني قد كتبته لزهريرا بالدرجة الاولى وارسلته اليه , ولكن ذلك لم يمنع قط القائمون على موقع زهريرا من نقل المقال من موقع عنكاوة البهي وبسرعة قياسية ليتم ثثبيته على صدر منبر زهريرا, وبعدها في اليوم التالي استلمت رسالة تفصيلية من الاستاذ جورج اسحاق مسؤول الاعلام المركزي في زوعا يوضح فيها , باسلوب يثير الفخر والاعتزاز , اعتقاده في عدم صحة ماذهبت اليه في المقال بل يسرد بالتواريخ والارقام مايراها حججا تؤكد صحة اعتقاده , لسنا هنا بصدد المحاججة حول المقال وماورد فيه كلا متكاملا والدافع والحدس اللذان كانا وراءه , بقدر ماتهمنا الاشارة الى ان هذا التعامل بين نصفي الكأس الفارغ والمملوء , الرأي والرأي الاخر , بغض النظر عن من يمثل كلاهما , هو الذي يضمن المحافظة على صورة ذلك الكأس كاملة ويقيه من الكسر والتحطيم , من هنا تبرز الحاجة الى تعميم هذا التعامل بحيث تحرص قوانا وحركاتنا السياسية وفي المقدمة زوعا , الى ان تسمع وتصغي الى الجميع بدون استثناء , وليس الى المُبشًرين فقط , فنبتعد عن صيغ التخندق والتعسكر, كما يجب على الناقد ان يتمسك دائما بعلم النية الصادقة , فيرفع حيثما يجد ضمة تستوجب الرفع , ويكبس حيثما يستقبل حرف جر , ويحرص على الامساك بالعصا من نقطة الاتزان , وما أحوجنا في هذه الظروف الى زيادة عدد الواقفين في منتصف العصا.
لقد وفًرالمقال المذكور مناسبة طيبة , فكتب لي وتحدث معي اخوة اعزاء يمتلك بعضهم تجربة طويلة وعميقة في العمل القومي ومنها العمل مع زوعا , وغادروه بعد ذلك وتغمرني الثقة في انهم ليسوا اقل اخلاصا في العطاء لشعبهم من الاخرين سواء كانوا في زوعا او في غيره , ومن المؤكد ان توفير اجواء من المصارحة والمكاشفة ونقد الذات والترفع عن المصالح الشخصية والتصرف الكيدي سيتيح المجال لجميع الاطراف في ان تهب شعبنا , وهو يستحق ذلك , جهدا اكثر تنظيما واقوى شدة وبالتالي قادراعلى تحقيق نتائج افضل.
لقد استحوذ الاخرون على الخيول (وعطفوا ) علينا ببعض الدواب , وهاهم نراهم ينزلون من خيولهم عندما يرون ذلك ضرورة , أليس هذا مدعاة لنا فنتامل قليلا ونفكر فنتكرم بالنزول من هذه الدواب , على الاقل للمحافظة عليها , حيث انها وبالرغم من هزالها , تثير لعاب وشهية البعض الذين يحسدوننا عليها و يعتقد انها كثيرة علينا. ان اعتقاد بعضنا ان فقط تعليق ( سبع عيون ) على رقاب هذه الدواب يريح ضميره تجاه واجبه القومي هواعتقاد واهم , لان هذا وحده ليس كفيلا بان يتركنا لا نضطرعلى السير حفاة على الاقدام في ارض مليئة بالاشواك !
wadeebatti@hotmail.com