Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الحكم الذاتي والملا بختيار والطائفة السريانية

كان للمؤتمر الخامس للادباء والكتاب السريان المنعقد في السليمانية برعاية السيد الرئيس جلال الطالباني صداه خاصة ما جاء في كلمة الملا بختيار العضو العامل في المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انابه السيد الطالباني لافتتاح المؤتر المذكور ،ونشرت كلمته جريدة الشرق الاوسط في عددها 10975 ليوم الاثنين 15 ديسمبر 2008 .. تحت عنوان ...
إقرار كردي بالمسؤولية عن أخطاء وجرائم بحق المسيحيين...
http://asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10975&article=498972&feature=
))اذا الملا بختياراعترف صراحة بان الكرد وحدهم يتحملون القسط الاكبر من المسؤولية التاريخية عن الاخطاء والجرائم التي ارتكبت في بعض الفترات المظلمة بحق ( ابناء الطائفة السريانية ) ومعتنقي الديانة المسيحية في كردستان وفي مقدمتها مقتل «المار شمعون» على يد الكردي سمكو شكاك ومن قبلها مسلسل التعسف والاضطهاد الذي مارسه بحق المسيحيين الامير الكردي مير بدرخان ابان عهد امارته البدرخانية،))
هذا المقتبس الاول من الكلمة ..
لايمكن ان ننكر بان قول الحقيقة من قبل مسؤول رفيع المستوى بالحركة الكردية بتحميل الاكراد وحدهم المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.. هو الاعتراف بالخطأ وكما يقال الاعتراف بالخطأ فضيلة ، من هنا يكون لهذا الاقرار بعده الايجابي في طريق تصحيح المسار في علاقة شعبينا الكردي والاشوري لاعادة جسور الثقة بين الطرفين .. وهذا مطلوب في الوقت الراهن ...
الا انه مما يؤسف له حقا عندما نعت الملا شعبنا ب (( ألطائفة السريانية )) فهنا تنعكس الصورة الايجابية في طرحه الاول لتحل محلها الصورة السلبية القاتمة التي تظهر النوايا والغايات في طرح اشكالية الوجود لشعبنا في ارضه التاريخية لان طرح المتناقضات التي لاتقوم على اسس علمية وواقعية لتاريخ شعبنا ووجوده الاصيل تؤدي بدون شك الى وضع الكثير من علامات الاستفهام على طروحات الملا بختيار.... لاننا نعلم كما يعلم غيرنا بان وجود شعبنا في ارضه التاريخية يشكل لدى البعض حجرة عثرة في طريق اهدافهم التوسعيه ... فاعتبار شعبنا اليوم مجرد طائفة وقبلها اطلق الملا بختيارعليهم ضيوف كردستان اي بمعنى ( مهاجرين ) والمهاجر هو من ليس له جذور اوانتماء لارض او للتاريخ ... وهل حقا ان شعبنا كذلك ..؟؟
اننا على ثقة بان الملا بختيار يعلم علم اليقين اسم شعبنا وحقيقة انتماءه واصالته التاريخية في ارض الرافدين ، وان اسم هذا الشعب لا يضاهيه اسم اخر بعراقته واصالته وتاريخة ..؟؟ فلماذا اذا لا تسمى الاشياء باسماءها ويسمى شعبنا باسمه الحقيقي ..؟؟

صحيح ان الملا بحتيار قال الحقيقة عندما حمل الاكراد مسؤولية الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) اما ان يبتر الملا تلك الحقيقة ويشوه الحقائق التاريخية عندما يقول ان الجرائم ارتكبت بحق( المسيحيين في كردستان ) ... بمعنى ان موطن المسيحيين هو كردستان حسب هذا الطرح .. فهل يرمي الملا بختيار من وراء ذلك الطرح لترويج فكرة بان المسيحيين اكراد ليس الا ... فان كان الامر كذلك فهذا اقصاء لاصالة شعبنا وتاريخية والغاء انتماءه لارض ابائنا واجدادنا ارض اشور لنصبح مجرد تابعين الى اقليم كردستان ..؟؟ لذا نقول ان كل الجرائم التي اعترف بها الملا بختيار او التي لم يعترف بها ارتكبت بحق شعبنا كانت على ارضه التاريخية ارض اشور وليس في كردستان .....
ونحن مع الملا بختيار عندما قال هناك مساحات من التوافق والتعايش السلمي المشترك بين السريان والكلدوآشوريين من جهة وبين اخوانهم الاكراد..وصحيح ان الانظمة السابقة مارسة الصهر القومي ضد أبناء هذين الشعبين كما قال ...)
فعلا هناك الكثير من مساحات التوافق والتعايش في مسيرة شعبينا النضالية تمكنهما ان يتعايشا سوية بامن ورخاء وسلام ، بعكس الذي مورس ضدهما من قبل الانظمة السابقة التي حاولت ممارسة الصهر القومي لشعبنا الا انها لم تفلح .. فسقطت تلك الانظمة وبقى شعبنا ، وهذا الدرس يجب ان يكون عبرت لم يعتبر ويتعلموا منها بان لايمكن صهر القوميات والغاء الشعوب ومن يحاول الاعتداء والتجاوز على تلك الشعوب فيسقطوا هم وتبقى تلك الشعوب ....
وما حديث الملا بختيار عن (( أفضال ومواقف مشرفة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تجاه الشعب الكردي .. ومن ابرزها الموقف التاريخي الذي أبداه احد المسيحيين في تركيا بمنحه جواز سفره الخاص الى زعيم الامة الكردية الشيخ عبيد الله النهري عشية انهيار ثورته اوائل القرن التاسع عشر وفراره الى اسطنبول، كي يساعده على الرحيل عن تركيا باتجاه منطقة رضائية في ايران بسلام. مما دفع الزعيم النهري ان يكشف هويته لاول مرة في كنيسة ... وتولى المار شمعون حمايته لأيام، وقبل ان يغادر الى منطقة شمزينان في الجزء الشمالي من كردستان بصحبة مسلحين مسيحيين، ألقى خطابه الشهير في تلك الكنيسة،……، اكد فيه على اهمية الاخوة الكردية ـ السريانية، وقال ان مصير هذين الشعبين مشترك وينبغي مواصلة النضال من اجل الانعتاق )) .
نقول للملا بختيار شكرا لك اولا وان تلك الفضائل والمواقفه البطولية ليست جديدة على شعبنا وتاريخية لانها سلوكيات نابعه عن قيم الاصالة والانتماء والاخلاق الرفيعة التي يتمتع بها هذا الشعب العريق ، والتي عرف بها منذ امد بعيد من قبل شعوب المنطقة قاطبة.. ولا يمكن ان يعرف شعبنا بغير تلك الصفات والمواصفات لانها اساسيات في حياته ووجوده ..
ولكن عذرا وكما يقال الشئ بالشئ يذكر ونسال الملا بختيار بعد هذا المديح والثناء والاطراء على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لمواقفهم النبيلة تجاه الاخوة الاكراد ومساهمتهم الفعاله في مسيرة نضال الحركة الكردية منذ قيامها وتحمل شعبنا الكثير من وزر تلك المساهمة فدمرت قراه وهجراصحابها واستشهد االكثيرون منهم بسبب ذلك .. فماذا جنى شعبنا من كل تلك التضحياته ...؟؟
وكيف كوفئ شعبنا على مواقفه النبيلة التي يذكرها الملا بختيار من قبل الاكراد ....؟؟؟ لان الاجابه على ذلك تحدد السلوكيات والمسؤوليات وفق منظور الالتزامات الاخلاقية والقانونية التي يجب ان تاخذ بنظر الاعتبار برد الجميل لكي لا تصبح فضائل دائمية وابديه عبر الزمن .. ليقولوا ماذا قدموا الاكراد لشعبنا ...؟ بعد ان اصبحوا اصحاب الامر والنهي ليس في اقليم كردستان فقط بل في عموم العراق .. ستنبري بعض الابواق بالحديث عن موقف الاكراد تجاه شعبنا ويقولوا ان الاقليم احتضن بعضا من شعبنا عندما فروا هاربين من جنوب العراق ووسطه عندما تعرضوا على عملية ابادة او تهجير وقتل على يد الارهابيين والملشيات وغيرهم .. صحيح لا احد ينكر بان ذلك كان موقفا نبيلا وايجابيا واخلاقيا من حكومة الاقليم ..
ولكن لتلك الابواق نقول ان التزام الاقليم بالمسؤولية القانونية والانسانية وحماية المهجرين واللاجئين في اراضيه وفق الاعراف الدولية ، ليس فضل او منه او مكرمة بل هو التزام قانوني وانساني تفرضه المواثيق الدولية ، ودستور الاقليم يتماشئ وفق تلك المواثيق والسياقات لقرارات و مبادئ حقوق الانسان ، فالاقليم وفق ذلك قام بمسؤوليته القانونية ليس الا .. وهذا ما سجل للاقليم نقطة ايجابية من قبل هيئة الامم المتحدة والدول الغربية لموقفه هذا .. ومن جهة اخرى ان المواقف تحدد بنتائجها ونقول هل كان موقف الاكراد ايجابيا عندما تنكروا لابسط حقوق شعبنا واصروا نوابهم على اللغاء المادة ( 50 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات .. وعزز موقفهم هذا مصادقة رئيس الجمهورية السيد الطالباني على اللغاء تلك المادة التي اصاب بها حقوق شعبنا بالاجحاف والغبن والتهميش في وجوده وحقوقه .. رغم ان تلك المادة كانت لا تمثل الا الحد الادنى لطموح شعبنا وحقوقه المشروعة ، وتحقق بعض وجوده لا اكثر .. ومع ذلك وجتموها زائده على شعبنا .. فهل كان هذا رد الجميل ..؟؟ ام ان نظام ( الكوتا ) المقية التي شرعتموها ليكون لشعبنا صوت واحد يتيم في كل من محافظة نينوى وبغداد والبصرة لتمثيله ، هل هذا هو الوفاء لتضحيات شعبنا ورد الجميل له بما قدمه لكم عبر الزمن الطويل ليهمش بهذه الطريقة المخجلة وتسلب حقوقه القومية الوطنية .؟ فان كنتم حقا في معرض الامتنان لمواقف شعبنا القومية والوطنية عليكم ان ..
1- الغاء الكوتا اللعينة التي سلبت حقوقنا وهويتنا ليعود الاعتبار لشعبنا بدلا من اقصاءه وتهميشه .
2- ليعامل ابناء شعبنا في الاقليم كمواطنين لهم حقوقهم اسوة بالمواطنيين الاكراد
3- ان لايكون الانتساب لاحزابكم الكردية ميزه في الافضليات والامتيازات الخاصة وذلك لتحقيق العدالة والمساوات بين المواطنيين جميعا ..؟؟
4-- ان يتم الكشف عن اسماء المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم ضد ابناء شعبنا وسجلت ضد مجهول ..وان تعاد الحقوق لاصحابها ..
5- يقال بانكم تؤيدون الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية وهذا جيد .. ومن باب حسن النوايا نطالبكم بان ينص دستور الاقليم على منح شعبنا في محل تواجده في الاقليم الحكم الذاتي خاصة وان قرى شعبنا في الاقليم تفوق عدد قرى شعبنا في سهل نينوى .. وهذا من السهولة بمكان ان تحققوه لشعبنا مادمتم في مركز القوة والسلطة واقليمكم يتمتع بامن والاستقرار ، فان كنتم حقا جادين لرد الاعتبار لشعبنا حققوا لنا ذلك في الاقليم ليكون تجربة لشعبنا يمكن تعميمها في سهل نينوى ..لانكم تعلمون جيدا صعوبة تحقيق الحكم الذاتي في سهل نينوى في الوقت الراهن والمطالبه به هناك ليس الا هروب وراء السراب ....
والخلاصة نقول سوية علينا ان ندرك الحقيقة ونعترف بان حقنا هو جزء من حقوق الاخرين وليس الحق كله لنا ...
يعكوب ابونا .................................26/12 / 2008
Opinions