Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الحكم الذاتي وكردستان وفضول الإتحاد الآشوري

أخـذ البعض في الفتـرة الأخيرة يتحرك بوسائل مختلفة ، سواء بمذكرات إلى منظمات دولية أو كتابة مواضيع في بعض المواقع الإعلامية لشعبنا ، يعرض أمورا ذات أهمية قومية لشـعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) والتعمد لتشويه ماهيـتها من دون التحري عن حقيقـتها ، لا أريد الدخول في سـجال مع هـذا النفـر ولكنني أود تقديم توضيح يخص قضيتي الحكم الذاتي لشعبنا وتجمع مناطق شعبنا في وحدة جغرافية واحدة ضمن مجال إقليم كردستان ، اللتيـن أخـذ هذا البعض يتناولهما بالتهجم والإتهام بعيدا عـن واقع البحث والحوار وعرض الرأي والفكر المفيـد القابل للفهم والإستـقصاء والنقـاش .

لنبـدأ بالحكم الذاتي ، الذي أخذ البعض يهاجمه بذرائع واهية منها لوجود من يدعمه ، ولكن لماذا هذا ( الحسد والحقـد ) من شخص أو أشخاص يتخذون موقفا معيـنا من قضية مصيرية ومهمة راهنـا لشعبنا ، خصوصا انهم ينـتمون إلى شعبنا أصلا ، وليس المهم أنهم على صواب كليا أم لا فهذه مسألة تخضع لقناعات الآخرين ، ولكن المهم أنهم يسعون من أجل إنجاز ما يرونـه خيـرا لشعبنا ، هـذه هي الحقيقة مـن دون رغبة لـديّ أن أكون مدافعا عن شخص أو أشخاص بالإسـم ، أو معارضا بالهوية لأي إنسان .

ومـع أنني شخصيا لست من الراضين لاقتصار الحكم الذاتي على سهل نينوى وحـده ، كما يشاع حاليا ، من دون مناطق وبلدات وقرى شعبنا الأخرى ، إلاّ أنه ليس من الصواب أن أرفض الحكم الذاتي بالمطلق وأهاجمه ، وإنما الصائب أن ألتزم به وأظهر ملاحظاتي في شأنه سـاعيا إلى تصحيحه بما يزيد من فائدته لشـعبنا ، وأظهر وجهة نظري بأن الحكم الذاتي لمنطقة معينة من تجمعات شعبنا سيكون مبتورا أي مفيدا جزئيا وليس عـاما شامل المنفعة ، ولهذا ينبغي تطويره إلى صيغة أخرى مثل الوحدات الإدارية الذاتية ( الكانتونات ) المنتشرة أوروبيا كحل لقضية الأقليات ، تشمل كل أماكن تجمعات شعبنا ، متجمعة ومتفرقة ، كبيرة وصغيرة ، وتتمتع كلها بسلطات ذاتية متساوية الحقوق ، توفر العلاقة بينها جميعا وتضمن وحدة شعبنا في مجالاته الادارية والثقافية والمشاعر القوميـة .

الحكـم الذاتي لايزال فكرة عامة وهو بذلك لم يأخذ إطاره الواقعي ، ولـذا فمن الصواب إغنـاؤه بالأفكار والإقتراحات وليس معارضته ، لأن إبداء الرأي يعني التطوير نحو الأفضل ، والمعارضة التامـة تعني الهـدم ، وبالتأكيد الوفي لشعبنا لايهدم ما ينفعه وإنما يدفعه باتجاه الأفضل ، وبالنسبة للمعارضة ، فعلى الرغم من وجود مواقف داخل العراق غيـر واضحة المعالم والنوايا ، فإن المشكلة الأكبر مـن المعارضة أنـها تـتركز في مجالات سياسية خارجية غيـر مؤثرة في الداخل لكنـها تـتعمد الضجة الخارجيـة تعـويضا عـن إفلاسها الداخلي حيـث الواقـع . .

واللافت أن هذه الجهات الخارجية المعارضة للحكم الذاتي ، بنوعيها السياسي والشخصي ، معروفة بتشجيعها إلى حـد التحريض أحيانا ، لمن لايزال في أرض الآباء والأجداد بتركها والتـشتت مثلها في الخارج ، على رغم أن بينها من يدعـي بالوطنية العراقية والحزبية اليسارية والتوجهات القومية لشعبنا ، التي تدحضها الوقائع والأفعال وما تنشره في المواقع من تحريض على الهجرة ودفاعها في الخارج عن كل من يطلب عونا منها لهجرتـه ، وبالمناسبة أنـا لسـت ضـد الهجرة بالمطلق ، إذ أن المهـدد في بغداد والبصرة لايمكن لأحد الإعتراض على السبيل الذي يختاره لإنقاذ نفسـه ، ولكن الدفاع عن هجرة الذي يعيش أو هو بالأصل من سهل نينوى أو من مناطق إقليم كردستان ، يؤدي إلى هضم حـق المهـدد ومزاحمتـه في حصوله على الهجرة مـن قبـل من ليس محقا بـها مثلـه .

إن هـؤلاء المعارضين للحكم الذاتي ، لايقولون ماهـو البديل الذي يريدونه عـنه لكي تـتم مناقشته ، ولـذا يبـدو أن معارضتهم هـي للمعارضة لاغيـر . . وبخصوص الإستمارات التي أثاروا ضجة حولها ، فالذي تأكدنا منـه من مصدر موثوق محايـد في سهل نينوى أن الإستمارات التي تولت أمرها ثلاث أطراف ، إثنتان لشعبنا وواحدة كردية كانت اختيارية ولـم يرغم أحد على توقيعها ، وأنها استخدمت مـدة ثلاثة أيام ثـم أهملت قبل أسبوع من من تاريخ بـدء نشر ما يتعلق بالقضية في 6 / 5 ، ولم تقدم إلى أي جهـة .

ومـا دام هؤلاء المعارضون لايقدمون البديل للحكم الذاتي ، فنحن نريد أن نوضح لهم ، بأن الحكم الذاتي هو مسألة حقوق إنسانية معترف بها عراقيا لشعبنا ( المادة 125 من الدستور العراقي ، التي تنص على ضمان الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية ) كما أنه معترف بـه دوليا لسائر الشعوب ، ولهذا فهو قضية منفصلة عن الأمور السياسية والجغرافية الأخرى ، وإن الخلط بين الحكم الذاتي والإنضمام إلى إقليم كردستان غير صائب من أي جهة جاء ذلـك ، هـذا رأيي على رغم أنني أرى أن من الأفضل تجميع قـرى وتجمعات شـعبنا في منطقة جغرافية واحدة ، وهذا لايمكن أن يتحقق إلاّ من خلال إنضمام سـهل نيـنوى إلى اقليم كردستان .

وتوضيحا أن رأيي هـو مـن خلال القناعة بأن قـوة شعبنا تتـعزز وصموده يزداد رسوخا بهذا التجميع ، والذي لاسبيل إليه إلاّ إقليم كردستان بسبب الواقع العراقي الراهن والذي لايتراءى عنه بديل في المستقبل المنظور ، مع الأخـذ بحقيقة أن هذا الإنضمام هو متعلق بقضية عراقية عامة خاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي ومايدور في شأنها بين القوى العراقية بخصوص تصحيح السياسات الإستيطانية وعمليات فصل المناطق وتشتيت الأعراق غير العربية لغايات عنصرية التي مارسها النظام البعثـي المقيت ، علما أن تطبيق هذه المادة أي التغيرات الجغرافية في المناطق العراقية لا تخضع لرأي أي شـخص وإنمـا يقـررها الإستـفتاء الحر لسكان المناطق التي سيجري تنفيذها فيها ، ولهذا فإن قضية إنضمام سهل نينوى إلى إقليم كردستان لاتـرتبط بموقف شخص أو جهة معينة ، إيجابا أو سلبا ، لإثارة ضجة غير مبررة حولها ، وإنما ستكون بحسب ما يقرره أولئك الذين يعيشون في أقضية هذا السهل من شـعبنا وغيره من الأقوام في استـفتاء عام .

أمـا محاولات البعض من الذين هـم في الخارج وقطعوا صلتهم واقعيا بكل ما يمت للأرض التي رحلوا عنها ، إتهام هـذا وذاك مـن الصامدين في أرض الآباء والأجداد ، فهـو غير مقبول ، إذ أن لهؤلاء الصامدين من الحقوق في أمـور شـعبنا مـا لأي شخص آخر في الخـارج ، وكل إتهام يوجه من الخارج لأي منهـم هـو باطل ومـردود ولا يستند إلى أسس شرعية ، وبـدل الإتهام يمكن إبداء الرأي في الأفكار والأعمال بموضوعية وهـدف بنّـاء لمصلحة شعبنا ، وهـو أسلوب مرحـب بـه ومقبول في كل المجالات والأوقات ، أما أسلوب الإتهام والهـدم فهو ضـار وغير مثمر ، وحاله حال كل إجـراء سـلبي بلا هدف إيجابي .

إذ أن الذي يقيم في الخارج ، وهذا يشملني أنا أيضا ، فإنه لاصـوت له بهذا الإستفتاء إلاّ إذا عـاد إلى دياره فيها ، ولهذا فإن كلمة الذي في الخارج ينبغي أن لاتتجاوز إبداء الرأي ، ومازاد عـن ذلك مثل التهديد والوعيد وإبراز العضلات وإدعاءات العظمة والبت في القرارات من خلال تنظيم التظاهرات وإجراء الإتصالات الدولية وتقديم المذكرات ، فهذا فضول ، والفضول يعني : مـن يتـدخل في ما لا يعنيـه من أمـور الآخرين .

وبلـغ التصرف غير اللائق درجة لاتحتمـل بالبعض الذين قطعوا كل صلة لهم بأرض آشور وبابل باستـثناء الصراخ المزعج الذي يتوهمون حين يعتقدون أن هناك من يسمعهم لأن سرعان ما تنكشف حقيقتهم الخداعية ، ومـن هؤلاء المدعو إيشـايا إيشـو ، الذي يتصور أن الإدعاء بالأسماء الكبيرة مثـل رئيس الهيئة التنفيذية للمؤتمر الآشوري العام ( ما شـاء اللـه ) وتقـديم مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ـ من دون أن يخوله أحد بالداخل في ذلـك ـ سيجعل منـه شخصا مهمـا . . الكـل يعلم أن هذا الإسم الكبيـر ( المؤتمر الآشوري العـام ) هـو مثل إسم كبير لقرية مهجـورة ، فهــذا الإسم مقره في شيكاغو ، ولا يملك من أعضاء غير ما لايتجاوز عـدد الأصابع موزعين هـنا وهنـاك في الخارج من أقاربـه والمطرودين من بعض التنظيمات داخل العراق ، وهـو لايملك أعضاء ولا مقرا واحدا في أي مدينة أو بلدة أو قرية عراقية . . إذن مـن يمثل إيشايا إيشو ليقدم مذكرة إلى بان كي مون ؟ وهـل يتـصور إيشايا أنه لايوجد من يوضح حقيقـته لبان كي مون لكي يلقي ورقـته في سـلة المهملات ؟ . .

أنـت يا إيشـايا ، غريب أمـرك عندما تجرء ـ بحسب الفقرة 2 من رسالتك إلى كي مون ـ أن تطلب ( النظر في مطلب المؤتمر الآشوري العام ودعمه بإقامة إقليم آشور في شمال العراق ) ومؤتمرك مقره في شيكاغو وليس له نفر واحد في أرض آشور وأنت أيضا في شيكاغو ؟ ألأصـح أن تطلب إقامة هذا الإقليم في شيكاغو حيث مؤتمرك الوهمـي وأنت تسـرح وتمرح ؟ هـذه هـي حـدود حقـك اليوم لاغيـر . . وفي غير هـذا ، تفضل إرجع إلى أرض آشـور واطلب ما تشـاء مـن أمور واقعية وغير واقعية ولن يكون بإمكان أحـد الإعتراض عليك .

وللمعلومـات فقـط ، أن إيشـايا إيشـو بالأصل من سرسنك ( محافظة دهوك ، التي يطلب في رسالته إلى بان كي مون أيضا إدراجها ضمن المناطق المتنازع عليها . . ولا يزال أمرها غير محسـوم ، كما يقـول ، أي أن إيشـايا سيحسم أمرها بالإستفتاء وهو في شيكاغو ـ فهل هـذا كلام معقول ؟ ) وغادر العراق منـذ أواسط السبعينات من القرن الماضي ، وانتهى به المطاف في أميركا ، واستمر يبدل أشكال قمصانه ، فانضم إلى ( الإتحاد الآشوري العالمي ) ثم تقـرب من تنظيمات شعبنا داخل العراق وعندما لم يحصل منها على مآربه تركها واتصل بالعديد من التنظيمات الآشورية لتشكيل ، ما سـماه ( المؤتمر الآشوري العام ) ولم يلـق تجاوبا سـوى من ثلاثـة أشخاص ( لدينا أسـماؤهم لكشفها عـند الضرورة ) وحـاول التـقرب من الأحزاب الكردية ولم يهـتم به أحد . . فلـم يبق أمامه إلاّ الصياح وتقديم المذكرات لعلها تشـفع صـفر يديه . . ونقولها بوضوح : لو كان إيشـايا إيشـو مخلصا للنقاط الخمسة التي إدعاها في رسالته إلى بان كي مون لعـاد إلى سرسنك وأقام فيها هو واتحاده ودافع بحق عن أرض آبائـه وأجداده ، لا أن يستـقر في شيكاغو ويقطع صلته بسرسنك وكل أرض الآباء والأجداد ، ومن هناك يصيح معتـقدا أنه سـيجد من يسمعه وأن خداعه سـيشفعه . .

لانـزيد عـن إيشايا إيشو وإن كنـا نملك الكثير عـنه ممـا يوضح ماهيـته ، ولكنـنا نشير إليه ، كنموذج لكل من يعلو صوته مثله في الخارج للهدم والإضرار بمستقبل شـعبنا ، بعـدما قطع صلته بأرض هذا الشعب ، ويريد أن تخلو الأرض من أهلها وتلحق به ، فيشبع غليـله ويعـوض عـن نقصه عندمـا لن يبقى من يلتزم الأرض ويكشف بؤس الأدعياء ، أمثالـه ، زورا وبهتـانا . . ولكـن هيهات بيـن التحقيق لـه ولغيـره وهـذه النوايا السـود .
Opinions