Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الدروس التي تعلمناها… مؤخرا !!!

يشهد تاريخ المسيحيين في هذه المنطقة – منطقة الشرق الأوسط – سلسلة من الأعتداءات التي طالتهم في الحقب التاريخية المتعاقبة منذ أن أنعم الله عليهم بالخلاص بدم فاديهم يسوع المسيح منذ عشرين قرنا , وليس هدفنا في هذه الأسطر البحث في تاريخ وأسباب هذه الأعتداءات التي وصل قسم منها درجة المذابح الجماعية , كانت بدايتها في القرن الرابع الميلادي على أيدي شابور وليس نهايتها على أيدي العثمانيين في المذابح التي طالت المسيحيين في الحرب العالمية الأولى من القرن الماضي , دون أي ذنب أرتكبوه سوى أنهم مسيحيون , وسوى أنهم تعلموا من معلمهم , التواضع , محبة القريب والغفران ومساعدة المحتاج والعمل على كل ما يجعل الفقيروالمحتاج سعيدا. ألا أن الأقوام التي عاشوا بينهم من مختلف الأديان من عابدي الأصنام وحتى من أتبع الأسلام بعد القرن السابع الميلادي , أستغلوا هذه الصفات الحميدة للتنكيل بهم وتهميشهم في الحياة السياسية وسلب حقوقهم الوطنية لكونهم لا يملكون القوة المادية الغاشمة التي لا يؤمن بغيرها سالبي هذه الحقوق




ومع ذلك عاش المسيحيين في العراق بعد الحكم الوطني كمواطنين مخلصين جنبا الى جنب مع مواطنيهم من الأديان الأخرى متميزين ومتفوقين في واجباتهم ووظائفهم وحتى في الدفاع عن بلدهم تجاه أعتداءات المعتدين وقدموا آلاف الشهداء في سبيله, وهم لا طموح لديهم سوى العيش بأمان وسلام منصرفين الى واجباتهم وأعمالهم وعائلاتهم وتربية أبنائهم على مبادىء المسيح والأنصراف للدراسة والعمل وكل ما يفيدهم ومجتمعهم




وبعد غزو العراق وأحتلاله من قبل أمريكا بحجج ثبت بطلانها وكذبها على مرّ الأيام أزدادت مأساة المسيحيين منذ الأيام الأولى لهذا الغزو بعد أن سلّمت مقدرات الأمور بيد الأحزاب الدينية والطائفية والقومية الشوفينية فكان أن حصّنت هذه الأحزاب والطوائف نفسها بمليشيات همها الأساسي هو بسط نفوذ أحزابها الدينية وطوائفهاعلى مختلف مرافق الدولة , بمباركة وتشجيع المحتل الأمريكي, الذي كان كل همّه بسط نفوذه على البلد الذي خاب ظنّه عندما ظهرت الحقائق أمام عينيه وليس كما زيّنها له من جاء بهم على ظهر دباباته . فكان أن تمادى في تخبّطه . وفي هذه الظروف المليشياوية هيأ لأنتخابات عامة كانت نتائجها وبالا على العراقيين عامة والمسيحيين خاصة لاسيّما المتمركزين في منطقة سهل نينوى , من تزوير وتلاعب بالأصوات والتخويف والتهديد والغاء أصوات كما ورد في موسوعة ويكيبيديا تحت عنوان - من عملية الأقتراع الأولى في سلسلة الأنتخابات العراقية فيما يخص أصوات المسيحيين ما يلي



*

خمسة عشر ألف - لم يتمكنوا من الأدلاء بأصواتهم

عدد من المراكز لم يفتح في برطلّة

وقوع تلاعب في نحو ( 40 ) صندوق أقتراع

نهب عدد من مراكز الأقتراع من قبل مسلحين !!!!ه

سرقة قسائم الأقتراع وترهيب عاملين في بعض مراكز الأقتراع !!!!ه


كل ذلك حصل تحت سمع وبصر قوات الأحتلال الأمريكية الدولة التي تنشر الديمقراطية في العالم . ولا يحتاج المرء الى خبرة سياسية كبيرة ليعرف من كان وراء ذلك ؟ ومن هو المستفيد من تقليص عدد المقاعد التي يستحقها المسيحيون. لو كانت الأنتخابات عادلة ونزيهة لحصل المسيحيون على أكثر من عشرة مقاعد بحسب عدد نفوسهم اذا فرضنا أن لكل ( 100000 ) مواطن نائب واحد في المجلس , أسوة لما حصلت عليها الجهتان الرئيسيتان المستحوذتان على معظم مقاعد المجلس, فكان هذا درسا علينا أن نتعلمه لنعرف الحقيقة



**

ونتيجة لهكذا أنتخابات تشكل برلمان عراقي تسيطرعلى مقدراته جهتين رئيسيتين هما الأئتلاف الشيعي بأحزابه المختلفة والأحزاب الكردية في شمال العراق , وهما الجهتان المسؤولتان الوحيدتان عن الغاء المادة (50) التي كانت تراعي ظروف المسيحيين في ظل هكذا أوضاع ( ولو أقل من أستحقاقهم ) ولكن مع ذلك , طمعوا بهذه المقاعد القليلة لأضافتها الى أرصدتهم , وهذا درس آخر واجب علينا تعلمه



***

والدرس الأخير الذي صدمنا كان هذا العنف الذي طال المسيحيين في الموصل من قتل وترهيب وتشريد وحشرهم في زاوية ضيقة لأجبارهم للتوجه الى مدن وقصبات سهل نينوى ,لأنه من المستحيل عليهم التوجه الى بغداد أو أية محافظة أخرى لفقدان الأمن فيها . فكانت صدمة حقيقية للمسيحيين عامة ولرعاة الكنيسة العراقية بصورة خاصة ولأهالي مدينة الموصل , من الجيران والأصدقاء والمعارف الذين عاشوا معا لأجيال وأجيال في أخوة ومحبة وتعاون




لسنا في وارد اتهام أية جهة في هذه الحوادث , بالرغم أن المسؤولية القانونية يجب أن تتحملها الحكومة المركزية في بغداد لتهاونها في حماية أمن وسلامة مواطنيها ولا سيما لأبناء محافظة هي من المحافظات التي تتبع المركز , ولكن من حقنا أن نسأل الأسئلة التالية



*

لماذا حصلت هذه الحوادث حصرا في الجانب الأيسر ( الشمالي ) من المدينة ؟

أين هو مجلس المحافظة الذي يشكل الأخوة الأكراد 80% من أعضائه ؟

أين هي قوى الأمن والشرطة التي معظم منتسبيها من الأخوة الأكراد ؟

من جهز المجرمين الذين قاموا بهذه الأفعال بالسيارات ذات الدفع الرباعي ؟

ماذا يفعل ( 23000 ) عنصر من البيشمركة في الموصل أذا لم يستطيعوا كشف المجرمين ؟ وعن من يدافعون؟ وهل لحماية مقرات الأحزاب الكردية يتطلب هكذا عدد من القوات ؟

لماذا عارض الأخوة الأكراد في تشكيل مجالس الصحوة من عشائر الموصل لطرد عناصر القاعدة من المدينة أسوة بالمحافظات الساخنة الأخرى , بحجة أن الأمن متوفر في الموصل ولا حاجة لهذه المجالس ؟

ما هي علاقة الغاء المادة 50 والتهجير القسري والقتل للمسيحيين في الموصل ؟

لماذا هذه الحملة المحمومة للمطالبة بالحكم الذاتي للمسيحيين وفي هذه الظروف بالذات ؟ وكيف سينشأ الحكم الذاتي الذي يدعو اليه الأستاذ سركيس آغا جان في مدن وقصبات سهل نينوى وهي بالأصل غير تابعة لأقليم كردستان وهي خارج ما يسمى الخط الأزرق - خط عرض 36 - والتي لا تعترف حكومة بغداد بأي سلطة للأكراد على أي منطقة تقع خارج الخط أعلاه ؟

وبجميع هذه القوات الكردية والمسيطرة بالكامل على مدينة الموصل , هل حقا لم يستطيعوا معرفة قتلة الشهيد المطران فرج رحو والشهداء الكهنة والشماسة والمواطنين المسيحيين الآخرين ؟

أليس كل ما حدث ويحدث يصب في خانة مصلحة الأكراد أولا وثانيا وأخيرا , وشعار الأخوة الأكراد هو -- حه قي من بيده , حه قي تا سانه هيه

أي ما معناه -- أعطني حقي , أما حقك ف-بسيطة




ولكن الرب يقول في سفر النبي أشعيا الأصحاح العاشر , العددين ( 1 - 2

ويل للذين يشترعون شرائع الظلم ويسنّون قوانين الجور ** ليمنعوا العدل عن الفقراء ويسلبوا المساكين حقهم , ولتكون الأرامل غنيمتهم واليتامى نهبا لهم ***



بطرس شمعون آدم
Opinions