Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الدكتور كاظم حبيب ودعوة المصالحة مع البعثيين.

ليس من قبيل التواضع ان قلنا:ان التصدي لما يكتبه كاتب كبير بحجم الاستاذ الدكتور كاظم حبيب والرد عليه يعد من الامور المرهقة والمعقدة دائما،الا اننا وبعد تدبر طويل فيما اورده الدكتور حبيب في مقالته الموسومة: ما هو الموقف المطلوب من المجتمع والدولة إزاء قوى حزب البعث العربي الاشتراكي؟
وما هو المطلوب من الجماعات البعثية؟ ومقالته الموسومة: مرة أخرى مع الموقف من حزب البعث!
المنشورتان على موقع ينابيع العراق الموقر ومواقع اخرى كما نتوقع بتاريخ 23 و 26 مارس المنصرم، وجدنا انهما بحاجة الى وقفة متأنية ومناقشة مستفيضة،كوننا نعتقد ان الاستاذ حبيب لم يكن منصفا في هذه المقالات وسلك مسلكا هو اقرب ما يكون الى سلوك الواعظ منه الى سلوك رجل احترف السياسة منذ عقود طويلة من الزمن وتمرس فيها،لا بل لا نبالغ اذا قلنا :ان الدكتور حبيب وجه صفعة قوية لجمهرة واسعة من قرائه والمتابعين لما يكتب،حيث نعتقد ان القاريء سوف يحس وكأن الرجل يتعاطف مع البعثيين في بعض عباراته(المقالان على الروابط ادناه).
http://yanabeealiraq.com/articles/k-habibi26030902.htm
http://yanabeealiraq.com/articles/k-habib23030901.htm

نتفق جميعا على ان وطننا يمر بمخاضات عسيرة جدا،ونتفق جميعا كذلك على ضرورة التآلف والتآخي بين كل شرائح المجتمع العراقي،ونتفق ايضا على ان يتسم كل منا بمقدرة العفو عن من اساء اليه يوما ويغفر له خطاياه حتى تلك المميتة منها، ومطلوب منا ان نضع نصب اعيننا دائما حكمة الاجداد القديمة التي تقول:العفو عند المقدرة.كل هذا حسن ومقبول ومتسق مع كل دعوات امهاتنا وحبيباتنا لنا كي يلهمنا الله الفكرة الرشيدة،ولكن الى اي مدى؟

يقسم الاستاذ الدكتور كاظم حبيب منتسبي حزب البعث العربي الاشتراكي الى مجموعتين رئيسيتين:مجموعة كبيرة جدا (او جل البعثيين) يعطيها براءة الذمة بنظافة ذات اليد وخلو المسؤولية من كل ما حل بالوطن من كوارث ومصائب،ومجموعة صغيرة يطلق عليهم لفظة "حفنة" يحملها وزر ومسؤولية كل تلك الكوارث التي حلت بالعراق خلال 35 عاما من الحكم الذي تجاوزت اساليب ممارسته للظلم والعنف والقهر والاضطهاد القومي لابناء الشعب كل حدود المنطق التي عملت وفقه اعتى الدكتاتوريات على مر التاريخ، ومجموعة ثالثة تتشكل من الانتهازيين والنفعيين الذين يرقصون في كل عرس ويلطمون في كل عزاء وهؤلاء ايضا ليس من الضروري ان يكونوا شركاء الجريمة بحسب سياق الدكتور حبيب الذي ينصح بتوخي الحذر منهم.

الذي نظنه نحن هو ان الدكتور حبيب يعرف يقينا: ان تنظيمات حزب البعث كانت تتشكل من قيادة قطرية وعشرات الفروع ومئات الشعب والفرق والاف المنظمات وهكذا دواليك حتى نصل الى قواعده انصاره ومؤيديه، والكثير من منتسبي هذه المؤسسات الحزبية تلطخت ايديهم بدماء المناضلين والوطنيين والابرياء بأرادتهم الحرة،هذا ناهيك عن ارتكابهم لملايين الجرائم الاجتماعية التي تقع تحت طائلة القانون، وبالاضافة الى هؤلاء جميعا وبغض النظر عن منتسبي اجهزة البعث الصدامي الامنية الذين كان ولائهم مقتصر تقريبا للنظام الحاكم فقط وليس للحزب كتنظيم سياسي وارتكبوا من الجرائم ما لا يعد ولا يحصى،كان هناك اعدادا اخرى غفيرة جدا جُعلت لها مزايا خاصة بحكم انتسابها العشائري الى هذا المسؤول او ذاك،وهؤلاء ايضا مارسوا شتى صنوف الجريمة،ام ان انتهاك الاعراض وسلب مال الغير والمال العام وفرض الاتاوات وغيرها من السلوكيات المنحرفة لا يحاسب عليها القانون؟اذن، عدد الايادي الملوثة بالجريمة ليس صغيرا او حفنة كما حاول الدكتور حبيب ان يصورها لنا بحسن نية مفرطة كما نعتقد.

يقول الاستاذ كاظم حبيب: هناك قوى من حزب البعث العربي الاشتراكي التي وقفت ضد نظام البعث وكانت ولا تزال ترتبط بقيادة قطر العراق الذي يتعاون مع قيادة حزب البعث السورية والذي كان يطلق عليه مجازاُ بالبعث اليسار والذي كان ضمن قوى المعارضة العراقية وعانت قواه من قسوة وعسف النظام الصدامي, وتعاون في فترات مختلفة وبإشكال مختلفة مع بقية قوى المعارضة السياسية العراقية ضد حكم صدام حسين. وهذه القوى غير مسئولة عن جرائم حزب البعث الذي قفز على السلطة في العام 1968.
لا ننكر على الاستاذ الدكتور كاظم دعوته هذه مطلقا ولكننا نستأذنه فقط بالقول:ان جرائم القتل
وانتهاك الاعراض والعبث بمقدرات الوطن لا تسقط بالتقادم، وكون هؤلاء غير مسؤولون عن جرائم ما بعد 1968 لا يعفيهم من دفع حساب جرائم اخرى ارتكبوها قبل هذا التاريخ، فلوعدنا بالزمن قليلا الى الوراء سنجد،ان ايادي البعض منهم -ان لم نقل جلهم- ملطخة بدماء ضحاياهم الابرياء في انقلاب شباط 1963 الاسود، واختلافهم في تلك المرحلة مع القيادة القطرية العراقية بقيادة احمد حسن البكر وصدام حسين(اي ما بعد 1968) وتعاونهم مع القيادة القطرية السورية لا يعني مطلقا ان لهم الحق ان يطالبونا بأن نقسِم على برائتهم ونزكي حسن سيرتهم، فتعاونهم مع
قوى المعارضة الوطنية كما نعرف جميعا كان وفق مفهوم:عدو عدوي صديقي.وهذا لا يبرر مطلقا ان نثق بهم ونسمح لهم ان يمارسوا فلسفتهم الاقصائية،لانه لو اتيحت لهم في يوم من الايام فرصة القفز الى السلطة فأنهم مؤكد سوف يمارسون حتما ما كانوا دائما يؤمنون به ويسعون الى تحقيقه،والدليل على ما ندعيه هو اصرارهم الى هذا اليوم على التغني بتجربة 8 شباط الاسود السيئة السمعة على سبيل المثال وليس الحصر،حتى ان التواقح بلغ بهم حد تسمية ذاك الانقلاب الدموي اللئيم بعروس الثورات،لا بل ان الجرأة وصلت بالبعض من مناظريهم الى مقارنة انقلاب 8 شباط الاسود بثورة اكتوبر العملاقة التي غيرت شكل العلاقة بين العامل ورب العمل في الدول الرأسمالية من علاقة فوقية احادية الجانب الى علاقة تحكمها تشريعات تضمن حق العامل في العيش الكريم الى الابد رغم سقوط الانظمة السياسية في الدول التي كانت تعرف بالمنظومة الاشتراكية.
اما اذا كان الدكتور حبيب يعني اولئك الذين فروا بجلدهم من العراق قبل او بعد تسلم صدام حسين لكل مقاليد السلطة،فأننا نقول له بكل تواضع:راجع سيدي قائمة الاسماء وابحث في الاسباب الحقيقية لفرارهم.هذا من الجانب الضيق جدا،اما الجانب الاوسع والذي يفرض علينا ان نتمعن من خلاله في نظرتنا الى الامور بشكل دقيق وواضح،فنقول للاستاذ حبيب:ما الفرق بين قيادة قطر العراق وقيادة قطر سوريا اذا كانت كلتا القيادتان تتبع نفس النهج الفكري القومي العنصري الشوفيني الاستعلائي والاقصائي؟لا نظننا بحاجة الى تذكير احد بالقاء نظرة ولو سريعة على ممارسات النظام الحاكم اليوم في سوريا بأسم البعث.

يستطرد الدكتور كاظم حبيب قائلا: لم يعد هناك حزب بعث واحد في العراق بل انشطر حزب صدام حسين إلى عدة كتل وجماعات من جهة, وتخلى الملايين ممن فرضت عليهم العضوية في ظروف مختلفة تماماً عن حزب البعث وعن العمل السياسي أو التحقوا بقوى وأحزاب الإسلام السياسي أو غيرها من جهة أخرى.
مع كامل احترامنا للاستاذ حبيب نود ان ننبهه الى نقطة غاية في البساطة:ان الارادة التي اتت بحزب البعث الى السلطة يا سيدي هي نفس الارادة المجرمة التي اتت بهذه القوى الظلامية الى السلطة اليوم (هناك تعبير "الاسلام السياسي"الذي صار يستعمله الكثيرون وكأنه اختراع حديث او بدعة عصرية،متى لم يكن الاسلام سياسيا بعد الهجرة يا ترى؟)وكل الذي تغير هو مجرد مسائل شكلية،هل يتجرأ كائن من كان ان يطلب منا أن نصدق بأن البرلمان العراقي يمثل فعلا ارادة الشعب العراقي لان السيد حميد مجيد موسى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي والسيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية يشغلان مقاعد فيه؟اضافة الى ان الاستاذ الكاتب يبالغ كثيرا في اعداد المنتسبين الى حزب البعث ومهما كانت الاسباب حين يحسبهم بالملايين.

يطالب الدكتور حبيب بعودة جميع البعثيين لممارسة حياتهم الطبيعية ومزاولة العمل السياسي تحت اسم حزب البعث الاشتراكي بأستثناء اولئك الملطخة اياديهم بالدم وهم حفنة كما يصفهم بضمانة ان يكرس البعثيون في النظام الداخلي لحزبهم: رفض العنصرية والشوفينية والطائفية ورفض العنف والقوة للوصول إلى السلطة والاعتراف بالمجتمع المدني الديمقراطي والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة عبر صناديق الاقتراع والحياة الدستورية.
هكذا ببساطة شديدة يريد الاستاذ كاظم حبيب ان يلون صفحة طولها عشرات السنوات تلونت بلون دماء الابرياء ومارس البعثيون خلالها الوانا من القهر والظلم والاضطهاد، بلون ابيض ناصع ولماع خلال ليلة وضحاها دون ان يترك لنا ولو بعض الحق بمطالبة هؤلاء بتقديم اعتذارهم عن الجرائم التي ارتكبوها.
نقول للدكتور حبيب:ان تجارب الشعوب التي اتيت على ذكرها تصلح جدا ان تكون نماذج نقتدي بها في وطننا،الا ان الفارق بين البعثيين واولئك كبير جدا جدا،ففي جنوب افريقيا على سبيل المثال اعتذر المجرمون علنا وطلبوا الغفران من الشعب واثبتوا حسن نيتهم بالدليل القاطع،اما في المانيا فأن الحزب القومي الاشتراكي ما زال محذورا، وكل من يدعو الى دعوته يعرض نفسه الى المسائلة القانونية،هذا جانب،اما الجانب الاخر والمتعلق بالبعثيين اذا ما نحوا المنحى الذي يدعو اليه الدكتور حبيب وعملوا به،فأنه سوف لن يكون من المجدي حتما نزولهم الى الساحة السياسية تحت يافطة حزب البعث العربي الاشتراكي،فهذا الاسم سوف يضرهم اكثر مما ينفعهم اذا توافرت شروط ممارسة الديمقراطية كما تقول شواهد العقل وابسط مفاهيم ممارسة السياسة،اذن ما مبرر اصرار البعثيين على اسم هذا الحزب الذي تفوح منه رائحة الدم؟اذن الديدن البعثي هو ثابت لا يتغير، والتساهل مع نهجه هو نوع من ارتكاب الخطأ القاتل.

جميعنا يعرف المفكر والسياسي العراقي الاستاذ ضياء الشكرجي المنسق العام لتجمع الديمقراطيين العراقيين،لقد وقف الرجل بكل شجاعة وتواضع واعلن عن اعتذاره للشعب العراقي لانه ادرك ان التحزب الى فكر ديني طائفي يخل بميزان ما يستوجب ان يتحلى به الانسان السوى،واثبت صدق قوله بالدعوة الحثيثة والصادقة الى برنامج سياسي يدعو الى الليبرالية والديمقراطية والعدالة والحرية وفصل المؤسسة الدينية والقومية عن المؤسسة السياسية فصلا تاما،علما ان الرجل لم يرتكب يوما اثما توجب مقاضاته عليه.

ليس هناك انسان سويْ العقل والخلق يدعو الى العنف والقسوة من اجل اقرار الحق،وليس هناك انسان واحد يحكمه المنطق والمسلك الحميد يقبل بجدوى الانتقام،نحن جميعا نتفق مع الدكتور حبيب بوجوب ان يأخذ القانون مجراه،ولكن لكي يكون لهذا القانون قوته الفاعلة، الا يستوجب ان نوفر له اولا مستلزمات تلك القوة ومن ثم نتفاوض مع من نخشى قدرته على كسر هذا القانون ان بقوته الذاتية وان بدعم قوى اخرى داخلية او خارجية؟

لابد يعرف الاستاذ الدكتور كاظم حبيب ان رئيس وزراء اية دولة ديمقراطية في العالم هو مجرد كبير موظفي تلك الدولة لامد محدود، واهم واجباته هو ان ينفذ السياسات العليا لتلك الدولة بشكل ينسجم والمصلحة الوطنية،وتبني السيد نوري المالكي اليوم لمشروع ما يسمى بالمصالحة الوطنية ينقصه الكثير من اسباب المصالحة اصلا،فنحن نعتقد انه كان من الاولى بالسيد المالكي ان يبدأ دعوته من داخل الوطن،قل لنا يا استاذنا الفاضل:الا تتضمن الانظمة الداخلية لجل الاحزاب المؤتلفة في السلطة العراقية اليوم نفس العبارات الكريهة التي يتضمنها النظام الداخلي لحزب البعث العربي الاشتراكي؟كيف نفسر النهج الفكري لاحزاب دينية طائفية واخرى قومية اثبتت التجربة عنصريتها التي فاقت عنصرية حزب البعث يوم كان في اوج مجده؟اذن الحاجة الحقيقية اليوم ليست مصالحة البعثيين وامثالهم ودعوتهم الى العمل السياسي،انما هي تنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين لكي يتسنى لنا مفاوضة المارقين عن جادة الصواب من موقع قوة ووفق الشروط التي يمليها حسن الولاء للوطن العراقي كهدف اسمى واعلى.

ان الحاجة اليوم ليست المطالبة بعودة البعثيين الى العمل السياسي وفق شرط الدكتور حبيب الواحد الوحيد،انما المطلوب اولا هو تحرير الاحزاب الحاكمة من قيد عنصريتها الدينية والقومية واشاعة مفهوم المواطنة الصالحة بين اعضاء هذه الاحزاب،لان هذا سوف يعطي للمؤسسة الدستورية امكانية التصدي لكل ما شأنه ان يعطل تطبيق القانون،وهذا لا يتم الا بعد ان تتمكن سلطة دولة القانون من فرض هيبتها على مؤسسات الدولة المزحومة بالفاسدين من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه،واذا كانت نسبة ضئيلة فقط من البعثيين هي المدانة بما يوجب محاكمتها عليه،فأننا مؤكد وفي مثل الظرف الذي يحكم العملية الدستورية في العراق، سوف يصعب علينا ايضا ايجاد القاضي النزيه الذي سوف يحاكمهم بأسم الشعب والوطن،لان الوقائع تقول:ان ادارة مؤسسات الدولة العراقية برمتها مقسمة بحسب الولاء الديني الطائفي والقومي العنصري.والعنف الذي ما زال يشغل حيزا كبيرا من الشارع العراقي ليس ابطاله البعثيون فقط،انما وكما ثبت باليقين المطلق:ان عناصر مليشيات الاحزاب الدينية والقومية المهيمنة على مقدرات الوطن لهم ايضا نصيب كبير فيه(هل هناك من يصدق ان ما تعرض له مسيحي الموصل قبل اشهر معدودة كان من فعل البعثيين وعناصر التنظيمات الدينية المتشددة كما حاولوا ان يوهموا الانسان البسيط؟)،اذن بات من منطق العقل ان نفرض على عناصر حزب السيد المالكي وحلفائه اولا ضرورة ممارسة الديمقراطية الدستورية قبل ان نتوجه الى مصالحة البعثيين ونطالبهم بالتنازل عن مثل ما تمارسه اليوم عمليا قوى فاعلة على الساحة السياسية العراقية،فالحكمة علمتنا ان لا نثق بمن ينهي عن خلق ويأتي بمثله.

قيل ويقال الكثير عن اللقاءات التي تمت بين الحكومة العراقية والبعثيين،ولو تابعنا ما يقوله هؤلاء الذين ينسبون انفسهم الى فصائل يسمونها كذبا بفصائل مقاومة المحتل،فسنجد ان لهجتهم تنم عن الغطرسة والجنوح الى فرض الشروط التي تنسجم وما يسعون اليه،اي انهم وفي حالة عودتهم الى الحياة الطبيعية داخل العراق فأنهم لا بد سوف يمارسون ما تعودوا على ممارسته لسنوات طويلة حتما،فنحن لم نسمع حتى الساعة ان احدهم تواضع واعلن اعتذاره للشعب عما سببه هو او اي من الذين اثقل نير قسوتهم وظلمهم كاهل الناس البسطاء،ولو فعلوا فأننا سنجد انفسنا مضطرين الى ان نطلب من الناس ان تعفوا عنهم وتغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم(في مقابلة تلفزيونية في بريطانيا،قال احد ضحايا البعثيين:انا على استعداد تام ان اعفو عن الذين عذبوني واهانوني شريطة ان يعتذروا فقط عن فعلتهم تلك)

نحن البسطاء لا نريد هؤلاء يا سيدي الدكتور،فرغم اعلاننا عن حسن نيتنا واستعدادنا لغفران خطاياهم والصفح عنهم،لم يكلفوا خاطرهم مجرد الاعلان عن حسن نيتهم، فخطابهم ما زال متشنجا ومفعما بالعنجية والتكابر، نحن نرفض ان يعاقب البريء بذنب المذنب،ونرفض منطق الثأر والانتقام الشخصي ونطالب بشدة بضرورة ان يكون القانون الحكم الفصل بيننا وبينهم،كما لا نريد الذين يأتون اليوم بالافعال التي اتاها البعثيون لان الظرف الشاذ الذي يمر به الوطن وفر لهم فرصة ان يمسكوا بمقدرات الوطن،نحن نريد سلطة قانون مركزية قادرة على فرض القانون على كل متر مربع من كل ارض العراق لكي لا يضطر رأس السلطة الى مساومة هؤلاء وغيرهم لاسباب ما زلنا نجهل حقيقتها،اننا نثق انه يوم يسود القانون ولا تكسر هيبته اكراما لفلان وعلان فأن موطأ قدم ازلام دول الجوار وكل ازلام الشر التي تعيث الفساد في وطننا سوف تصغر حتى تنمحي الى الابد.

واخر ما نريد ان نقوله للاستاذ الدكتور كاظم حبيب:ان محاربة الفكر بالفكر قد تأتي في كثير من الاحيان بمردود سلبي وعواقب وخيمة جدا،اذ يحتمل ان يمتلك اصحاب الفكر الاسود المال والوسيلة لترويج فكرهم كما هو حاصل اليوم في العراق،والا كيف نفسر خروج حزب عريق مثل الحزب الشيوعي العراقي من انتخابات مجالس المحافظات بالنتيجة المأساوية التي نعرفها جميعا رغم ان الكل يتغنى بتضحيات الشيوعيين من اجل الوطن ويمتدح ثقافة اعضائه وانصاره؟اذن القوة التي تحمي القانون مطلوبة من اجل محاربة كل فكر اسود منحرف.
الوطن من وراء القصد.

نجيب توما
ياقو بلو


Opinions