Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الساعون إلى السلطة كثيرون, بعضهم على استعداد لحكم البلاد بلا شعب!!

الإرهابيون القاعديون والبعثيون الصدَّاميون القتلة, وأعضاء المليشيات الطائفية المسلحة الشيعية والسنية القتلة, هم كثيرون ومنتشرون في أنحاء مختلفة من العراق. إنهم عراقيون من الداخل, كما أنهم من العرب والفرس والأفغان والباكستانيون ومن جنسيات أخرى قادمون من وراء الحدود السورية والإيرانية والخليجية, بما فيها السعودية, فهم قتلة يسعون إلى إشاعة الفوضى والخراب والموت والدمار في العراق, بعضهم يتحرك ويقتل حالياً, وبعضهم الآخر أُدِخلَ في قيلولة بانتظار الأوامر لينهض بعدها ويفجر نفسه أو يفجر شاحنة فيقتل معه أو بدونه مئات الأبرياء من العراقيات والعراقيين من مختلف الأعمار.



كل هؤلاء القتلة ينتظرون الصعود إلى السماء السابعة والدخول إلى الجنة الموعودة بمفتاح القتل الممنوح لهم من شيوخهم القتلة الأوباش والحلم بالعيش في "جنة تجري من تحتها الأنهار وفيها ولدان وحور!..." أنهم الراغبون في الخلاص من العيش على الأرض حيث يواجهون حالات من البؤس والفاقة الفكرية والسياسية والوعي الغائب أو الغاطس في مستنقع من الطقوس الدينية المشوهة والمتخلفة والجائرة.



إن هؤلاء القتلة مأجورون بصيغ مختلفة وهم مقتنعون بما يقومون به بسبب جهلهم المطبق وتخلف عقولهم وبؤس حياتهم اليومية, ولكن الذي يقف وراء هؤلاء القتلة هم القتلة الحقيقيون, هم الموجهون والمخططون لتلك العمليات الجبانة, وهم الذين يحددون الوقت المناسب لتفجير أنفسهم من أجل قتل الآخرين أو تفجيرات عن بعد وفق ظروف المكان والزمان والمهمة المكلفين بها. إن هؤلاء هم المجرمون الفعليون الساعون إلى السلطة بأي ثمن. إنهم مستعدون لحكم البلاد بلا بشر, أو كما قال صدام حسين: لن أترك العراق إلا على خرائب وجثث الضحايا!



بعضهم يمارس السياسة ويشارك في العملية السياسية, ولكن جناحه العسكري يمارس القتل لإشاعة الفوضى والخراب والدمار والموت في البلاد, إنهم يعيشون بيننا, بعضهم يعمل في القوات المسلحة ويرتدي الملابس العسكرية لتنفيذ عملياته الإرهابية متخذاً منها حماية له ولمن معه. وبعضهم الآخر يمارس عمله اليومي بصورة عادية, ولكنه يمارس القتل ليلاً أو نهاراً كما حصل للسيد العبادي أو للكاتب الشهيد كامل عبد الله شياع أو مئات وآلاف من القتلى والمعوقين الآخرين. بعضهم يقف على مسافة من العملية السياسية رافضاً المشاركة فيها ويمارس جناحه العسكري القتل كلما سنحت له الفرصة لفرض مطالب معينة على العملية السياسية, وبعضهم الآخر يائس من الوصول إلى السلطة, ولكنه يحلم بها ويعمل من أجل تخريب الوضع فيمارس القتل حيثما أمكن. إن القتل والتدمير هما الوسيلتان المناسبتان لهؤلاء السياسيين المجرمين في سبيل الوصول إلى السلطة.



أما القوى الإرهابية في الدول المجاورة فهي لا تريد السلطة لها مباشرة, بل لقوى مؤيدة لها التي أبدت حتى الآن استعداداً تاماً للخضوع لإرادتها وممارسة سياساتها في العراق, إنهم الطائفيون الأشرار من إيران وأفغانستان والسعودية والخليج ومن يتعاون معهم من مواطني دول عربية وإسلامية أخرى, كما في حالة سوريا أو السودان أو المغرب.



إن ممثلي حكومات دول عديدة يجتمعون تحت شعار مكافحة الإرهاب في العراق, ولكن أغلب دولهم مسؤول عما يجري في العراق من إرهاب أسود وموت غير منقطع وعمليات معرقلة لإعادة إعمار البنية التحتية والخدمات الأساسية والاقتصاد الوطني.



التفجيرات التي لم تنقطع منذ الأربعاء والاثنين الداميين وما بعدهما, ومنذ البدء بالتهيئة للانتخابات العامة في العراق, إذ عاد المجرمون القتلة لإشاعة الفوضى, وليبرهنوا بأن الحكم في العراق غير قادر على إشاعة الأمن والاستقرار في البلاد, رغم أن بعضهم يساهم في الحكم, ولكن يريد الحكم له وحده. فمن هم هؤلاء القتلة؟ إنها مهمة غير سهلة, فوضع اليد على العدو أو العدو الحليف أو العدو من ذات المعسكر يتطلب تحقيقاً حراً ومستقلاً ودولياً, وهو ما يفترض الإصرار عليه ليساعد شعب العراق في الكشف عن هويات الدول أو القوى التي تقف وراء تلك العمليات الإجرامية والضحايا البريئة التي هدر المجرمون دمها.



والسؤال الكبير الذي يفترض الإجابة عنه هو: هل القتلة من بين الأوساط الحاكمة أم من خارجها؟ إن على التحقيق الدولي أن يكشف لنا عن هذه الجرائم البشعة ومن يقف وراء كل ذلك.



ها هم القتلة يعودون, كعودة حليمة إلى عادتها القديمة, يفجرون ثلاث سيارات محملة بالمتفجرات في مواقع مختلف من بغداد مزدحمة بالسكان, ليقتلوا المزيد والمزيد من البشر, إنه التحالف العدواني القديم الذي عاد للأفعال الشريرة بعد أن شعر بأن قانون الانتخابات لا يناسبه فبدأ يعيد شد الخيوط التي لم تنقطع ليثير الفوضى من جديد ويمنع حصول انتخابات جديدة أو يعرقلها أو بأمل التأثير فيها لعودة القوى الطائفية المقيتة وذات الجماعات والقوى والعناصر المماثلة إلى مجلس النواب العراقي.



إنها المحنة مع حكومة تعلن عن قدرتها على حماية الأمن وتعجز عن كشف مخابئ المجرمين القتلة سواء في صفوف القوى المضادة لها أو من بين صفوفها, إنها محنة الشعب والوطن ونتيجة السياسات الطائفية وسياسات قوى الإرهاب ودور الدول المجاورة في كل ذلك. إنه الطريق الطويل الهادف في الوصول إلى شاطئ الأمن والسلام.


15/12/2009 كاظم حبيب
Opinions