Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السريان الاشوريين في بلجيكا يحتجون على الانتهاكات التركية الكردية ضد دير مار كبرئيل

22/12/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/جورج شاشان- بروكسل/
تجمع المئات من السريان الاشوريين ,يوم الأربعاء المصادف 17/12 أمام القنصلية التركية في العاصمة البلجيكية بروكسيل, احتجاجا على المضايقات والانتهاكات التي يتعرض لها دير مار كبرئيل في تركيا.

وجاء الاحتجاج على خلفية الدعاوى المقامة في المحاكم التركية ضد دير مار كبرئيل الواقع قرب مدينة مدياذ في طور عبدين( جنوب شرق تركيا) والذي يعد أقدم الأديرة في العالم, إذ أقدم أكراد من أهالي ثلاث قرى مجاورة للدير بالشكوى لدى السلطات التركية متهمين الدير بعدة قضايا أهمها, تجاوز على أراضي الدولة والادعاء بان الدير بني على أنقاض جامع رغم أن الدير بني عام 397 ميلادية أي قبل ظهور الإسلام بأكثر من مائتي عام ,إضافة إلى أن الدير يخرٌج مبشرين, وأن القائمين على الدير يدعمون الإرهابيين,وقامت الحكومة التركية على أثرها بتحويل القضية للمحاكم وأقامت هي أيضا دعوة ضد دير مار كبرئيل.

رفع المحتجون لافتات تدين تلك المحاولات كما رفعوا صورة كبيرة للدير الذي يدعي أكراد القرى المجاورة ملكيتهم لأراضيه,مرددين هتافات تؤكد أحقيتهم بالدير, في حين قامت جوقة من النساء بترديد التراتيل الدينية.

وشارك في الاحتجاج إلى جانب كل مؤسسات الاشوريين السريان عضوا البرلمان البلجيكي جورج دلماني وكلوتيد نيسن.وشددا العضوان على ضرورة احترام تركيا للأقليات الدينية وتوفير الحماية لها في حال أرادت الانضمام للاتحاد الأوربي.

وقال دلماني "مهم لتركيا في حال أرادت الانضمام للاتحاد الأوربي تطبيق حقوق الإنسان واحترام حقوق الديانات الأخرى وحمايتها,وهذه رسالتنا اليوم لتركيا ,فكما نهتم بمذبحة الأرمن ( حصلت في عام 1915 وراح ضحيتها قرابة مليون ونصف أرمني ) نهتم لما يحصل هناك اليوم للسريان الكلدان الآشوريين ونحن هنا لنظهر الدعم والإخوة لهم حيث تعرضوا للهجوم في تلك المناطق", مشددا على ضرورة أن يتأكد الاتحاد الأوربي من احترام تركيا لحقوق الإنسان.

في حين رأت نيسن انه من الصعوبة الحديث عن حرية الأديان في الشرق الأوسط ( حيث الغالبية الإسلامية) متمنية من الاتحاد الأوربي الاستمرار في دعم حرية الأديان, وقالت "نحن هنا لأننا نهتم بحرية الأديان, فحرية الدين مهمة جدا بالنسبة لنا كبرلمانيين, من الصعوبة القول أن حرية الأديان مكفولة في الشرق الأوسط... أوربا بنيت على حرية الدين,فنحن هنا نحترم كل الأديان ولكل الأديان حرية التعبير والتطبيق" وتابعت"كمسيحية أريد لديانتي في الشرق الأوسط أن تأخذ طريقها في حرية التعبير والتطبيق...أنا اشعر إننا جزء مما يحدث هناك ولذلك نحن هنا اليوم".

يذكر أن تركيا ومنذ تسعينيات القرن الماضي تبذل جهودا حثيثة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي.

من جانبه نوه يعقوب اورون من حزب CDH البلجيكي إلى وجود محاولات حثيثة لجذب اهتمام المزيد من البرلمانيين البلجيكيين وبالتالي جذب انتباه الحكومة البلجيكية عموما والخارجية البلجيكية خصوصا لما يجري للشعب الكلدو آشوري السرياني في تركيا والشرق الأوسط وبالتالي الضغط على الحكومة التركية وأضاف "هناك ألان اتصالات مع مسؤولين للتحضير لجلسة في البرلمان البلجيكي يعرض فيها ما يجري للسريان الاشوريين في تركيا".

و اتفق غالبية المشاركين في الاحتجاج والذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات وفي أحوال جوية صعبة, على إن الأكراد سكان الثلاث قرى المجاورة للدير ما كانوا سيقدمون على هكذا خطوة دون دعم الحكومة التركية, متسائلين أين كان الأكراد والإسلام قبل أكثر من 1600 سنة يوم وجود الدير.
إذ قال أحد أعضاء مجلس إحدى الكنائس السريانية في بلجيكا شمعون كولكار "يحيط بدير مار كبرئيل 3 قرئ كردية معروفة بولائها للحكومة التركية ومعروف أن الحكومة تستخدمهم في صراعها ضد حزب العمال الكردستاني ...فجأة هولاء الأكراد يطالبون ألان بالأراضي المحيطة بالدير مدعين ملكيتهم لها", وتابع متسائلا "الدير يوجد منذ 1600 سنة أي قبل قيام الدولة التركية, حين لم يكن أي وجود لا للعشائر الكردية ولا للإسلام, فكيف لهم حق في تلك الأراضي؟ علما أن مار كبرئيل يمتلك كافة الإثباتات القانونية التي يستطيع فيها إثبات ملكيته للأراضي".
معربا عن اعتقاده بان الأمر يتم بتحريض من الحكومة التركية وقال" نحن نعتقد أن الحكومة التركية تقوم بتحريض هولاء الأكراد كما فعلوا في عام 1914 لإنهاء الوجود المسيحي في تركيا",مشيرا إلى أن العديد من أهالي تلك المناطق غادروا بسبب الضغوطات والاعتداءات التي يتعرض لها الكلدان السرين الاشوريين هناك, وقال"بداية القرن الماضي كان هناك قرابة 50 قرية مسيحية في طور عبدين يقطنها أكثر 25000 عائلة لكن وبسبب الانتهاكات والاعتداءات التركية والكردية والتي أدت إلى مقتل وهجرة العديد إلى أوربا وأمريكا لم يبق ألان إلا بضعة الآلاف ".

ويبدو إن للأمر أبعاد سياسية إلى جانب دينية وقومية, إذ قال مسؤول اللجنة السياسية للمنظمة الآثورية الديمقراطية (مطكستا – ADO ) لفرع اوربا عبد الأحد اسطيفو، " منذ بداية صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني حصلت وتحصل عدة انتهاكات ومضايقات على القرى السريانية الكلدانية الآشورية, وسقط شهداء كثيرون من السريان الاشوريين المسالمين ضحية هذا الصراع , لكن موقف الحكومة التركية اليوم ونحن على أبواب الانتخابات قد زاد الأمور تعقيدا, حيث أظهر تحيزها واصطفافها مع المخاتير الأكراد المواليين لها ضد الأقليات القومية والدينية سكان المنطقة الأصليين, هذا الموقف يعيد إلى ذاكرة الكلدان السرين الاشوريين تاريخ تركيا الحافل بالمجازر والإبادة الجماعية ".

ومع جوقة النساء كانت جانيت آبو ذات الستون عاما واقفة ترتل معهم ترنيمة دينية وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة رفع صوتها عاليا لا ندري إن كان لأسماع المسؤوليين الأتراك في القنصلية والتي وقف رجال الشرطة البلجيكية مع الأسلاك الشائكة حائلا دون وصولهم إليها, أم كانت ترفع صوتها لتزيد من طاقتها لعلها تشعر بالدفء في ظهيرة اليوم الذي كانت درجة الحرارة فيه تحت الصفر, وقالت "جئنا لنحتج ضد ما يتعرض له دير مار كبرئيل ...أجدادنا وأصولنا هناك ويربطنا الدين والقومية".

أما صبري كوليك والذي يرجع بأصوله إلى قرية كفرزة في طور عبدين (جنوب شرق تركيا) فقال" الدير في أراضينا منذ 1600 سنة وعندما بني لم يكن هناك أي وجود لأي مسلم لا في المنطقة ولا في العالم" وأضاف وهو يرفع لافتة كتب عليها ( x تركيا اتحاد أوربي 2009 ,  تركيا اتحاد أوربي 2090 ) وأضاف قائلا" غادرت تركيا منذ أكثر من 30 عاما ألا أنني هنا اليوم من اجل أهلي هناك".

وكان مار سويريوس حزائيل صومي مطران السريان الارثوذوكس في بلجيكا قد زار القنصلية التركية صباح نفس اليوم الأربعاء، بمبادرة فردية وبدون تنسيق مع منظمي التجمع وأبناء الرعية التي شاركت في الاحتجاج.

يذكر أن منطقة طور عبدين شهدت عام 1915-1923 قسم من المذابح التي أثارها الأتراك بحق المسيحيين القاطنين في معظم أنحاء الإمبراطورية العثمانية ومنهم سريان طور عبدين الذين ذبح وقتل منهم قرابة النصف مليون شخص وذلك على يد الجيش التركي والميليشيات الكردية التي كانت تسكن المنطقة، في مذابح الإبادة الجماعية التي سميت ب (سيفو) والتي تزامنت مع مذابح الأرمن.




Opinions