Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد سركيس أغاجان – غياب بقرار وحضور مُبرمج

wadeebatti@hotmail.com
هل كان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري , ومن يرعاه , قد وصلوا الى حقيقة حاسمة في ان الانتخابات هي , بالنسبة لهم , معركة فناء او بقاء , وعلى نتائجها يتوقف المصير في استقبال رصاصة الرحمة او الحصول على قبلة الحياة ؟!. هل كانت الانتخابات هي النقطة الفاصلة التي يمكن ان تؤدي الى احد مفترقي طرق , اما تحقيق النتائج وبالتالي تجديد العقد الى أجل اخر , او الاخفاق الذي يؤدي الى التسريح , وفض الاعمال , وعرض الممتلكات في المزاد ؟!. ان الإداء الذي اعقب اعلان النتائج في التعبير عن الانتصار يترك المراقب يصل الى قناعة اكيدة في ان المجلس وجد نفسه حقا محصورا في عنق الزجاجة في امتحان الانتخابات , من خلال هذه الفرحة العفوية في اجتياز هذا العنق وعودة النفس , ولكن امام المحصور في عنق الزجاجة طريقان لاثالث لهما , اما الخروج الى الهواء الطلق والتحرر كليا من الزجاجة , او السقوط في قاعها , وهو مايكفل له ايضا القدرة على ممارسة الشهيق والزفير اعتمادا على مزاج المتحكم في الصمام !. اي الحالين يصف الواقع ؟! , ذلك ما لكل منا اجتهاده فيه , والاجتهاد يمكن ان يكون مصيبا او مخطئا . لكن , ومن ناحية اخرى , ومن اجل الانصاف , ينبغي القول في ان نتائج الانتخابات اشارت الى ان المجلس الشعبي , وبالنسبة للاخوة الاكراد , لازال هو الرهان الافضل والأجدى في الواقع العياني , والذي لابديل عنه حاليا , كون الرهانات الاخرى هي اما مُتعبة بسبب ( حُمَى امتلاك الارادة ) التي تُصيبها فجأة بين اونة واخرى , فتحتاج الى ( الكمادات ) ! , اما الاخر من تلك الرهانات فهو ( فقط عرض عضلات في الانترنيت و عرض خدمات خاصة ) من اجل الحفاظ على بعض المكاسب الشخصية والحزبية , ناهيكم عن ان الرهانين معا , اثبتا و بالملموس حالة ( الفقر والكساح والجفاف الشعبي ) التي يعانيان منها .



ليس خافيا على الرأي العام ان الغياب والظهور في الحياة السياسية هو ظاهرة من السذاجة تعليقها , كليا , على شماعات الاعلام الرسمي او ما يُروجه الاحباب والمناصرون , فان الثقة المطلقة بتلك الشماعات واعتماد حسن النية في تصديق ما يروٍجه البعض هو اشبه بما يقال ( حدٍث العاقل بما لايُعقل فإن صدًق فلاعقل له ) . مانريد قوله هو ان توقيت عودة ظهور السيد سركيس اغاجان مباشرة بعد الانتخابات , وبالسيناريو الاحتفالي الذي جرى فيه , تؤكد الشكوك في كل الشماعات التي حاول البعض جاهدا , وطوال اربعة اشهر , تعليق غياب السيد اغاجان عليها . نؤكد هنا ان لاشأن لنا بحياة السيد اغاجان الشخصية فتلك حرية فردية هي محل تقدير واحترام , بل ما يهمنا فقط هي النظرة الى السيد اغاجان , في غيابه او حضوره , كدور سياسي في واقعنا له حتما تأثيراته ونتائجه . ان الحقيقة التي تبدو كفتها اكثر رجحانا تشير الى ان السيد اغاجان قد اختار الانزواء , او حدث ذلك بقرار , ربما لعدم رضاه , شخصيا , عن حصاده , او بعدما بات واضحا للاخرين ان حصاده ليس وافيا , وان الاستجابة الشعبية لمشروعه لم تكن بالمستوى المطلوب , وان قدرة مَن تم تسخيرهم للتحشيد الشعبي لصالح المشروع , وما انجزوه على طريق هذا الهدف لايعادل اطلاقا ما تم تبذيره وهدره عليهم من اموال وامكانيات ! , خاصة ان بعضهم , وفي مقدمتهم بعض رجال الدين , لم يتوانى اطلاقا عن التزام مواقف كانت اشبه بسهام ونصال نالت من ظهر المشروع , في الوقت الذي كانت الايادي لاتتقاعس عن استلام مكافأت المشروع نفسه ! . استفاق المستفيدون من مشروع السيد اغاجان , وخاصة اصحاب الدرجات الخاصة فيه , على كابوس رهيب يُنذر بإنقطاع ( الحنفية ) عن الجريان , بل والقلق العميق من احتمال ان ربما قد لا تنتهي الامور فقط الى حد انقطاع ( الحنفية ) , بل قد تتطور الى المساءلة والمكاتبة و المحاسبة على اوراق السنين ! . ومازاد في الكابوس رهبة على رهبة , هو المصير الغامض للاب الروحي للمشروع ومالك مفاتيح اسراره . يُصاب الانسان بالعجب حقا من عجز المجلس الشعبي عن تحقيق اية زيارة , طوال اربعة اشهر , الى السيد اغاجان وهو في مشفاه يتعالج ويتشافى , ثم بثٍ مقتطفات من تلك الزيارة , ولو لثواني معدودة , على شاشة فضائية عشتار ! انسانيا , لايمكن ان يفوتنا ان نعبر عن خالص التمنيات القلبية الصادقة للسيد سركيس اغاجان بالصحة والعافية والعمر المديد . بل وحتى لم يصدر عن المجلس اي بيان مقتضب يشير الى اسباب غياب السيد اغاجان عن الظهور الرسمي , وهو يعلم ان جماهيره وشعبنا بصورة عامة تبحث عن تطمينات وتوضيحات في هذا الشأن ! هل حاول المجلس الشعبي القيام بذلك , فتم منعه , و وجد الفيتو الصارم في وجهه ؟ !. تساؤل لا نملك اجابته بل هي في حوزة اعضاء المجلس الشعبي !. عندما يغيب القادة والرموز والعناوين الكبيرة لاسباب معينة , وفي مقدمتها الاسباب الصحية , وتطول غيبتهم لاسابيع و شهور , فانهم يعمدون الى ارسال اشارات اطمئنان وتوضيح بسيطة , بين فترة واخرى , لمؤيديهم ومناصريهم وشعوبهم , كما حدث ويحدث مع الزعيم الكوبي كاسترو والرئيس الكوري الشمالي وغيرهم !. من ناحية اخرى فان السيد اغاجان قد تمكن خلال السنوات الماضية من امتلاك علاقات متميزة مع اغلب كبار رجال الدين , وكان كريما جدا في رعايتهم , ألم يخطر في بال احدهم ان يبادر الى تنفيذ الواجب الانساني والديني في زيارة مريض ؟! أم هل هنالك من حاول ووجد الباب مقفلا , او أُخبر ان ليست هنالك امكانية لاستقباله ؟!. انها تساؤلات تستجدي الاجابات , وهي طرقات خفيفة يشهد الله لاتمتًُ الى اللؤم بصلة , على باب الحقيقة وشُباكها !.



وهكذا جاءت الانتخابات لتصل بمؤشر الابتزاز الى اقصاه , واخذ هذا الشعور بالابتزاز يتسرب في نسغ نازل من قمة الهرم في المشروع ليصل الى المواطن البسيط الذي يعيش هموم الشارع ومشقة الحياة , فنتائج الانتخابات بالنسبة للسيد اغاجان هي المنعطف الحاسم في الدور السياسي , تواصلا او جمودا او ركونا الى حين اخر , وبالنسبة للمستفيدين الكبار واصحاب الكروش والموظفين في المشروع , فقد وجدوا انفسهم امام صورة قاتمة سوداء تنتهي فيها كل الامتيازات والمنافع في حالة الاخفاق في الانتخابات , وهذا الشعور المتخم بالابتزاز الذي اصاب هؤلاء قد تم إسقاطه على الجمهور ,على نحو غير مسبوق , من خلال تسخير بعض (المتطوعين بأجور ) للاشاعة و التصريح في الشوارع وبالفم المليان في ان عدم فوز عشتار يعني نهاية الحراسات و توقف المساعدات الاجتماعية وتمويل النشاطات والمشاريع , وباختصار شديد , ان الدنيا لن تكون ربيعا والجو لن يعدو بديعا ! , كما كانت تغني وترقص المرحومة ( سعاد حسني ) ! . حتى ان الشعور بالخطر المحدق قد دفع المتنفذين في جهد السيد اغاجان الى الاستغناء عن مطلب الحكم الذاتي ووضعه جانبا على الرف في مرحلة السباق الانتخابي ضمانا للنتائج , لانهم يدركون حقا ان ادخال الحكم الذاتي في معادلة الانتخابات يترك عملية حل هذه المعادلة اكثر صعوبة وتعقيدا. ان البعض , يتوهم ويحاول ان يوهم غيره , عندما يذهب الى عقد علاقة طردية بين فوز قائمة عشتار وبين شعبية مشروع الحكم الذاتي , لان هذه العلاقة تجانب الحقيقة والواقع . لا انكر اطلاقا ان هنالك العديد من ابناء شعبنا مِمًن يؤمنون بصدق واخلاص في مشروع السيد اغاجان للحكم الذاتي , ومن الواجب احترام وتقدير وجهة نظرهم وارائهم , ولكن انصافا للحقيقة يجب ان نقول لهم , انهم يعيشون على هامش المشروع , وهم اصحاب دور محدود جدا فيه ,وكتاباتهم لاتتخطى حدود مواقع الانترنيت التي تُنشر فيها , اما اغلب اصحاب الامر والنهي في جهد السيد اغاجان ,فليس لهم لا في العير ولا في نفير الحكم الذاتي !.



انتهت انتخابات مجالس المحافظات وبات الفائزون على المِحك , وخاصة في محافظة نينوى حيث شهدت تغيرا جوهريا في خارطة السلطة , مما سيلقي بضلاله على واقع المحافظة جميعا , بما فيها مناطق تواجد شعبنا في سهل نينوى , حيث التخوف الكبير من ان يتحول شعبنا والمكونات الاخرى التي تقاسمه الحياة في المنطقة , الى ( ادوات الصراع بالنيابة ) , بعد ان اُعلن رسميا عن تحالف قائمة الشبك التي يرئسها الدكتور حنين القدو مع قائمة الحدباء . ولذلك فملفات المرحلة القادمة تحمل درجة عالية من المسؤولية والخطورة , أضف الى ذلك ان البعض قد وجد في انتخابات مجالس المحافظات فرصة لتسجيل موقف مع السيد اغاجان وفاءً لديون سابقة , وهذا البعض يرى ان وقفته هذه قد سددت كل الديون ولم يعد مطالبا بشئ في المستقبل , ويحمد الله ويشكره انه قد سدَد ديونه في وقفة لاتستلزم منه قرارا مصيريا ! , كما ان الاهداف الوطنية والقومية العليا , كالحكم الذاتي , لايمكن تحييدها في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في نهاية العام , حيث سينفذ مفعول حجة ان الحكم الذاتي ليس من اختصاص الحكومات المحلية والمؤسسات البلدية ! . فماذا نحن فاعلون ؟! هل سنعيد نفس التكتيك , أم سنعيش سيناريوهات اخرى ؟! نترك الاجابة للقادم من الايام . .

Opinions