الشعب الكلداني السرياني الآشوري وآفاقه المستقبلية
أوضاع العراق وهذه ليست بخافية على أحد كأنها تتحرك على صفيح ساخن بتجاذبات سياسية تارة، وبالعنف والقوة تارة أخرى، ونجد أن جلَّ من يهمه أمر العراق يتحرك وفق السياقين الذين أشرنا إليهما وكل ذلك بغية تحقيق مكاسب حزبية وأحيانا تكون مكاسب ضيقة جدا وتخص شريعة محدودة دون أن تكون المكاسب عامة تخص أبناء الشعب العراقي كافة، فنجد الكردي يناضل من أجل قضيته وأحيانا بين الأكراد من يبحث عن القضية الأضيق كأن تخص حزبا دون آخر ... وبين العرب أيضا تجاذبات عديدة ومتشعبة وللأسف انقسمت بصورة الانشطار نحو الأصغر فالأصغر نتيجة إدخال القالب الديني والمذهبي فيها، لنجد من يمثل السنة ومن يمثل الشيعة بين أطراف المعادلة العربية وتدريجيا أصبحنا كما يقول المثل الشعبي (شليلة وضايع راسها). أو (ما تعرف راسها من ساسها).ومقالنا يدور عن أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) وموقعهم داخل هذه (المعمعة) التي قد تصبح شركا يعلق به كل من ليس له من يعينه لعبور هذه المعوقات التي قد تتطور لتصبح ألغاما مدمرة تقضي على كل ما يأتي أو يقف في طريقها لأن الاخطبوط مستمر بالحركة وما لا يتوافق مع حركته لا بد أن يُلحق به الأذية.
وواقعنا الذي ظاهره السير في طريق الديمقراطية وانتخابات مجالس المحافظات والتحضير للإنتخابات العامة وتنفيذ بعض من بنود الدستور التي تخص اجراء الاستفتاءات حول مناطق معينة وأصدار قوانين محددة حول مواضيع عدة ... كل ذلك يقتضي وجود قوة من أبناء شعبنا ترتب الأوراق لصالح هذا الشعب الذي كان مهملا وهضمت حقوقه ومؤشرات المستقبل تشير على ضوء هذا الواقع أنه سيبقى مهملا وسيتم القفز فوق حقوقه لتُبتلع من قبل آخرين ونكون نحن المكونين من الشعب (الكلداني السرياني الآشوري) الخاسر الأوحد في عراق ما بعد التغيير لعدم وجود المطالب الموحدة ولعدم وجود النصير والحامي لأن أمورا كثيرة تطلب منا أن نعمل كمجموعة واحدة لكي ننتقل إلى مركز القرار بإرادة وهدف واحد لكن (أسمعت إن ناديت حيا ...)
فلا زلنا نبحث عما يفرقنا وبقوة أكثر من بحثنا عما يوحدنا ولازال البعض يعمل لكي يكون هو القائد الأوحد لهذا الشعب ويلغي الآخرين وكأننا لا زلنا في أطار أفكار وممارسات أكل عليها الدهر وشرب، وأصبح لدى البعض الاحتفال برأس السنة البابلية الآشورية من عدمه أو نقل الاحتفال بهذه الشبكة وعدم نقله هو الهدف الأسمى وهو دليل الأخلاص والانتساب إلى الأمة الذي يقيم الدنيا على طرف دون آخر ويلجأ الطرف الآخر لكي يمارس أمورا قد لا يكون مقتنعا بها لكنه وبسبب أقحامه في هذا الاطار فيستوجب عليه اتخاذ القرار الذي يزيد من الطيبن بلة.
فإن كنا قد اختلفنا حول هذه الأمور البسيطة فكيف لنا أن نتحد في أمور جوهرية ومصيرية؟ كيف لنا أن نتحد بقرار حول سهل نينوى طالما يوجد من بين أبنائنا من يعمل ضد أخيه الآخر وحول نفس المنطقة، فجهة تطالب بالحكم الذاتي وتحاول تحشيد الجهود وشرح الفكرة لإيصالها لأذهان الآخرين حد القناعة كونه ليس للانفصال من العراق أو من العرب وليس الهدف منه ألحاق المنطقة بكردستان، بينما تعمل أطراف أخرى للمطالبة بأدارة المنطقة ذاتيا وتحاول بشتى السبل أفشال طروحات المعسكر الآخر، إن صحت التسمية وجعلناها معسكر الحكم الذاتي ومعسكر الإدارة الذاتية،
حقا إنها أمور مضحكة مبكية في آن واحد فنحن لا نرقص مع الفرحين ولا نحزن مع الحزانى!!! لأننا دائما اخترنا الطريق النشاز للمسيرة بحيث نُلهي أنفسنا وكتاباتنا بأمور جانبية ونترك الأمور الجوهرية التي هي المهمة وليس هنالك مجال للشك أن الأمر مقصود وربما من هذه الفئة او تلك.
لأن التجاذبات والتحالفات تُعتمد في النظم الديمقراطية، ومهما كتبت الأقلام ومهما تم نشر من المقالات فإن لم يتم ترتيب البيت من الداخل تكون كمن يحاول تغطية الشمس بغربال!!! ولم يبقى سوى أشهر عدة وانتخابات مجالس المحافظات على الأبواب وشعبنا لم يقدم مطاليبه ... هل يكون له تمثيل نسبي محدد أم يعتمد لما تترشح من نسبة تخرج من صناديق الاقتراع المشكوك في أمرها لنخرج خالين الوفاظ وعلى قول الأخوة المصريين (نخرج من المولد بلا حمص)!!!.
لحد الآن لا أحصائيات لدينا عن شعبنا لكي نتحجج بها أمام السلطات المختصة ولا من يمثلنا ليدافع عن حقوقنا وحتى اللجان الرسمية في البرلمان أيضا ومنها لجنة الأوقاف تخلوا من شخص يمثل شعبنا وعندما يحضر سادتنا الأجلاء رؤوساء الطوائف لدى مقابلة المسؤولين... جل همهم هو الوقود لمولدات الكهرباء والمطاليب المادية التي بالأساس يمكن تجاوزها للوصول إلى الجوهر!!!
فمتى نجلس مع الآخرين لكي نقدم لهم مطاليب سياسية محددة؟؟؟؟
عبدالله النوفلي
29 نيسان 2008