Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الشعب تَوَحدَ والقادة لا زالوا منقسمين

من افرازات غزوة الموصل الكبرى على الصعيد الإنساني والاجتماعي والسياسي أيضاً، ظهور "اتحاد قومي شعبي" يصلح ان يكون أسم لحزب أو تجمع أو اتحاد مستقبلي يجمع بين ثناياه كافة القوى الديمقراطية الشريفة التي تكون مصالح وحقوق شعبها أعلى من سقف مصالحها الذاتية والحزبية الضيقة

تحليل متواضع
لننظر ما حدث خلال الاضطهاد الاربعيني الموصلي، هناك هجمة مدروسة بعناية غايتها (تخويف المسيحيين واحباط عزيمتهم الإيمانية السلمية عن طريق التهديد) مكبرات الصوت تجوب المناطق المسيحية، وزرع الهلع بقتل الأبرياء (أب وابنه – طبيب – مهندس – عمال – اصحاب محال تجارية،،،،،،،،الخ) مع تفجير البيوت وكنيسة! لم يبقى امام شعبنا في الموصل سوى طريق واحد هو: ترك كل شيئ والفرار الى اماكن أكثر امناً! والطريق هو باتجاه الشريط الحدودي مع كردستان طبعاً، وكانت هذه الغاية الرئيسية للعملية، فإن نجحت! يكون التعصب القومي والديني المزمن في الموصل هو المستفيد طبعاً، يشاركه في قطف نتائج الموت والاعتداء على حرمة وممتلكات الأبرياء من لهم اجندة سياسية مشتركة يمكن تطبيقها في حالة وجود وقائع على الارض تساعد على تثبيتها، منها فرض واقع (تمثيل المسيحيين في محافظة الموصل أقل من (3 ممثلين) او لا أحد، وثانياً ان يؤدي هذا الوضع الى زيادة عدد المطالبين بالحكم الذاتي تحت لواء كردستان بعد ان تراجع مؤخراً وخاصة بعد استشهاد معظم رؤساء الدين في المحافظة! وتعويضهم صعب في هذه المرحلة مما يولد حالة من الاحباط بين قادة شعبنا!) من هنا ان معظم الدلائل تشير الى الاتفاق بين (نائب محافظ الموصل) المتمسك أمنياً بالارض، (وسبق وان تم تقديم شكاوى امنية كبيرة عليه عندما زار رئيس الوزراء الموصل مؤخراً– نكرر محتمل ان يكون الضحية الاولى لتغطية جريمة الموصل ونحن ننتظر معه الصفقة التالية) وبين بعض العناصر الحكومية (الامن والشرطة) والاثنين لهما اجندة مشتركة مع تنظيمات التعصب الديني! انه فرض امر واقع سياسياً بامتياز ودينياً بالنتيجة، وان قال احدهم ان هذا تجني! عليه ان يُقدم دليل مادي! الا وهو نتائج تحقيق هيئة قضائية مستقلة! واعلان اسماء الموقوفين، نتمنى ان لا تكون النتيجة مثل "قاتل – كاسبر" الشهيد رحو ورفاقه

حان وقت ازالة الخوف
بعد ان قدمنا على مذبح العراق اكثر من 640 شهيد بريئ! لا يحملون السلاح بوجه مواطنيهم، ولم يفجروا أنفسهم لقتل اكثر عدد من الابرياء! ولم يخونوا وطنهم وجيرانهم! لم يعتدوا على شرف احد! بل انتهك عرضهم واستولي على اموالهم وممتلكاتهم، وهاجر وتهجر 45% من شعبنا! وهدمت بيوتهم وفجرت كنائسهم! وتم فرض الشريعة الاسلامية على غير المسلمين متناسين اننا في القرن 21! كل هذا وجاءت احداث الموصل الاخيرة لتضيف شهادات حية الى سِفر الشهادة والحب والمحبة ودعاة السلام، ألَم يحن الوقت لإزالة الخوف المزمن الذي زُرع فينا؟حان وقت مواجهة المواقف الصعبة بكل جرأة وشجاعة من خلال العمل الجماعي، والمطالبة بالحقوق القومية والشعبية بطرقنا السلمية، وثقافتنا العالية، وامانتنا المشهود عنها، والثقة بقدراتنا، وأخيراً بتصالحنا وتفاهمنا! والسؤال الذي يطرح هنا : اعطينا هذا العدد الكبير جداً من الشهداء، وآلاف المهجرين والمهاجرين! واستشهاد عدد من قادتنا الروحيين، اعتداء واختطاف وهتك أعراض، والاستيلاء على الممتلكات، وتفجير كنائس، واخيراً ما حدث في غزوة الموصل! لنسأل ضمائرنا ونقول: إن كنا قد وحدنا صوتنا! وتفاهمنا على مواقف تخص مصير شعبنا! وجلسنا على المائدة المستديرة! ووضعنا الإنسان المناسب في المكان المناسب! وتنازلنا عن كراسينا!! لا بل نذهب ابعد : واعترفنا بأخطائنا حتى وان حط من كرامتنا لصالح كرامة شعبنا وقومنا! أكنا بما نحن عليه اليوم من تشرذم؟ وهل كنا قد اعطينا او قدمنا هذا العدد من الشهداء؟ وهل كان لديهم الجرأة او مجرد التفكير بالقيام بعملية الموصل الاخيرة؟ إذن لنزيل الرهبة من داخلنا ولنمضي باتجاه مصلحة الوطن والشعب والامة المضطهِدة برأس مرفوع
****
الشعب توحد والقادة لا زالوا
ليس غريباً عن شعبنا الكريم ما قدمه لأحبائه من مُهَجري الموصل، لأن هذا الشعب الذي يشكل سياجاً واقياً لاقليم كردستان! هو نفسه الذي اعطى مئات الشهداء من اجل حرية وسعادة الحركة الكردية التي قطفت ثمار سقي جبال وسهول وهضاب كردستان بعرق ودماء شهدائنا، المجبولة مع دم وتعب وخوف وبطولات القوات المسلحة من العرب والاكراد ومن جميع القوى الديمقراطية المحبة للسلام في العراق، وها هم اليوم يردون ثمن الرغيف المشترك المجبول بأسمى معاني العز والكرامة، ولم نقل (رد الجميل) لان المشاركة والمساهمة في حركة التحرر الكردية هي الدفاع عن مبادئ سامية يؤمن بها كل مناضل حر وشريف ان كان من قبل الاحزاب اليسارية منها شهداء الحزب الشيوعي كنموذج! والمنظمات القومية منها (الحركة الديمقراطية الاشورية) كنموذج آخر! نعم قبضنا بالامس ثمن دماء شهدائنا ونضال كوادرنا وهو تصويت الكتلة الكردستانية في البرلمان العراقي ضد تمثيلنا في مجالس المحافظات والغاء المادة 50، واليوم جاءنا الرد الثاني وهو الغاء (الكلدانية كقومية) من دستور الاقليم! مروراً بالمساهمة المباشرة او الغير مباشرة في اضطهاد شعبنا في الموصل! وحذاري ايها السادة من الرابعة الكارثية، ونشير الى كتابنا الأعزاء الذين كانوا يسيرون وراء سراب النظريات ان يتعظوا! كفى لنتعلم من الدرس العملي! نحترم آرائكم بكل محبة، ولكن الواقع هو الذي يتكلم! وليس ابن عمه
****
سؤال الى الأخ والأستاذ يونادم كنا مجدداً وبمحبة
هل عرفت سيدي سبب ندائنا لجنابكم بضرورة المبادرة في لقاء القادة الاخرين؟ نعم قلنا وجوب ممارسة النقد البناء، مع ضرورة التنازل من جميع الاطراف لصالح الشعب والامة، نعتقد ان الظروف الموضوعية مهيأة اكثر من اي وقت مضى لفرض حل يرضى الجميع، لعدم قدرة اي طرف او مكون لحسم قيادته وفرض آراءه وافكاره وبرنامجه على الاخرين! اذن لماذا نستمر بلعبة جر الحبل؟ لنكون معظمنا (وليس جميعنا) في جهة من الحبل، وحقوقنا كشعب ومن بيده القرار من الجهة المقابلة، وتجارب الشعوب العملية تقول : ان الحقوق والحرية تنتزع انتزاعاً بكافة الوسائل! ولا تمنح من احد! وليست هبة من القائد الضرورة، انظر سيدي نحن (كشعب) الوحيدين الذين خسرنا حقوقنا! لماذا؟
****
وحدة الشعب واقع مُعاش
ان الوحدة وليست الجبهة قد تحققت اليوم بالرغم من انف القادة الذين لا يرغبون بذلك! وحاشيتهم التي تصب الزيت على النار! لاسباب يعرفونها اكثر من غيرهم! وكررناها لمئات المرات! ومن جهة اخرى ننحني امام القادة الذين عايشوا شعبهم بحق، ولم يتركوه للذئاب الجائعة، انكم بحق القادة والرعاة التي تسمع صفيركم
****
انه شعبكم على طريق موصل – اربيل الذي احتضن نصف العوائل المضطهدة واكثر! انها برطلة التي استقبلت اكثر من 471 عائلة! وبغديدا وكرملش وباق قرانا وبلداتنا الى عينكاوة وعقرة! ولم نتمكن من سؤال احد الزملاء والاخوة من الذين عملوا ولا زالوا يتابعون اعمال البطولة والشهامة سوى احد الاساتذة من كرملش وسألناه عن موقف المختار وراعي الكنيسة من الأحداث؟ فأجاب بدون تردد : لا يوجد هناك مختار وقس ومعلم وضابط! بل هناك خلية نحل عاملة لصالح شعبنا الضيف! والعاقل يفتهم
****
وها هو اليوم شعبكم في تلكيف(246عائلة) قد اعطى درساً لنا ولكم قبل الغريب! فقد التحم الزوعاوي مع المجلس! والديمقراطي الكلداني والمنبر مع بيث النهرين! والشرقية مع الغربية! توحدوا بقلب واحد وصوت واحد من اجل انقاذ شعبهم المضطهد في الموصل!
****
اسئلة غير تقليدية
نمر بباطنايا(59عائلة) التي فتحت قلبها قبل مدارسها وكنائسها وبيوتها لشعبها القادم من الموصل! وباقوفة وتللسقف والشرفية والقوش ودهوك وجميع قرانا ومدننا في الشمال! هذا الخط الساخن بكرمه ووفاءه تجاه اخوته واشقاءه وجيرانه، انه مجرب عبر الزمن! دماء شهدائه تشهد على مواقفهم البطولية في الذود عن كرامة ومصير اخوانهم واشقاءهم، والوحدة هنا ليست عفوية وانما هي وحدة او اتحاد شعبي حقيقي!
واليكم الدليل! :
سألنا الشرفاء والطيبين في تللسقف(275عائلة) الذين لم يناموا لمدة اربعون يوماً ولا زالوا! السؤال التالي :
لماذا لم تناموا لحد الان؟ جاوبوا بصوت واحد! كيف ننام وشعبنا في الموصل مُهَجًر! وجوعان وعطشان وعريان! نحن وعوائلنا نكون لهم خيمة تقيهم من برد الشتاء، ونتقاسم معهم المعاناة قبل الخبز والماء، نشاركهم ونشاطرهم احزانهم! نعيش سويةً ونموت معاً بالرغم من اختلاف قادتنا!!!!!!!!

وعند سؤالنا لأحد القادة الميدانيين مع اخوته في القوش (167عائلة) الذين لا زالوا يتابعون توزيع العوائل المُهَجرة على الاماكن والبيوت! والسهرعلى توفير المأكل والملبس لهم ولاطفالهم ومدارسهم وتعليمهم! السؤال التالي : عندما احتضنتم العوائل وسجلتُم عددها ونفوسها! هل سألتم عن مذهب او طائفة كل عائلة؟ فأجابوا بغضب ظاهر : كيف تسأل مثل هذا السؤال وانت تعرف جوابه؟ فقلتُ لهم وابتسامة رضى على وجهي : نحن نعرف معدنكم ولكن نتمنى من رؤسائكم ان يعرفوا بأنكم لم تسألوا احداً عن مذهبه وطائفته! وهذا يعني حتماً ان الزوعاوي احتضن عضو المجلس القومي بفرح! والمنبر عانق السرياني بابتسامة اخوية، والشيوعي استقبل الديمقراطي !والجميع لم يسأل عن انتماءه! وانحنيتُ امام هذا المشهد العملي الواقعي! وعندما رفعتُ رأسي وعلى وجهي علامات سؤال آخر! بادرني احد اصدقائي القدامى الذي قرأ سؤالي قبل ان اطرحه فأجاب ضاحكاً : نعم ان معظم قادتنا يسألون عن المذهب والطائفة قبل الاسم! (ابني من اين انت؟ وبجوابه يتم تشخيص المذهب والطائفة! عندها يتصرفون ويعملون بـ؟؟؟؟)

انحنيتُ امام هذا المشهد العملي الواقعي، وعندما رفعتُ رأسي وعلى وجهي علامات سؤال آخر، بادرني احد اصدقائي القدامى الذي قرأ سؤالي قبل ان اطرحه وأجاب ضاحكاً : نعم ان معظم قادتنا يسألون عن المذهب والطائفة قبل الاسم:ابني من اين انت؟ وبحسب الجواب يشخص المذهب والطائفة التي يتصرفون وفقها لان ارواحهم ما زالت غير مشبعة بروح الوحدة.
اليوم لسنا فقط قريبين من الوحدة،انما وحدتنا تحققت فعلا على الارض كشعب،إلا ان السؤال الكبير هو:هل نطمح الى وحدة الشعب ام الى وحدة من يعتقدون ويؤازرهم البعض انهم قادة الشعب؟ ولأننا نؤمن بالشعب وليس بالقادة لان الشعب باقي والقادة زائلون نعلن: نطمح الى دوام وحدة الشعب ونشتهي بمحبة بالغة ان ينصهر هؤلاء القادة في هذه الوحدة ليكون فرحنا اكبر واعم، لنا ولكل الوطن
فهل الشعب على حق؟ أم القادة على (نا) حق
shabasamir@yahoo.com
Opinions