الشيخ صباح الساعدي رئيسا جديرا لهيئة النزاهه, فهو نخلة عراقيه شامخه سعفاتها اطياف وهموم الشعب
على مدى ثمان سنوات عجاف أنقضت, ما زلنا ندفع ثمن ورطة التصويت لدعاة تمثيل الدين والطائفه والقوميه زيفا,دليلنا في ذلك الأزدياد المتطرد لمعاناة هذه الطوائف والقوميات وإحتراباتها التي اوشكت ان تضرم نار حرب اهليه ما زال شبحها يتراءى في الأفق, اما الحديث عن اخطبوط الفساد فهو مستشري في أعلى مواقع الدوله نزولا الى اصغر موظف , والشاهد على ذلك حالة البؤس والخيبه وانعدام ابسط مقومات الحياة الانسانيه , تزامن كل ذلك مع ازدواجيه مريبه في أداء القضاء و ترهل مستفحل في قدرات الحكومه وتلكؤ بائن للبرلمان في فضح و محاسبة الفاسدين مضافا الى كل ذلك غياب الدور المنتج لما اسموها بهيئة النزاهه التي تفتقر السطوة القانونيه لملاحقة الفساد والمفسدين بما يخدم مصلحة الشعب , بل بالعكس حتى الجهد القضائي تم اختراق بعض مفاصله وتم تسخيره من أجل التغطيه على الفاسد الذي ينتمي الى كتلة المتنفذين وطائفته بينما يثار العجاج والصخب بوجه المنتمي للكتله والطائفه الاخرى كلما انبرى احدهم ( وما أندرهم) للامساك بخيط ياخذ بالعمليه الى بر الامان .لو تحدثنا عن الدستورفالمهزله واضحه عندما كلهم (السياسيون) بعظمة لسانه يعترف بمساهمته في زرع ألغامه المؤقته للانفجار, حيث كلما تجاوز صوتا سقف الطائفه والقوميه , تسمع الاخر مطالبا بالالتزام بهذا الدستور لانه يرى فيه نصا يخدم مشروعه الخاص به, وتارة يطالب الاخر بإلغاء احد النصوص او إجراء التعديلات على المادة الفلانيه حين تتعارض مع سقف مطلبه , ولا ننسى إعتراف الجميع بان في الدستور نصوصا مجحفه بحق العراقي ومستقبل وطنه , اذن من الذي سيصلح ما أفسده الرعاة .
في وضع كارثي كهذا الذي يعيشه العراقي , يفترض أولا بالقضاء ان تكون له سطوته الصارمه على المتنفذين في الحكومة بعد ان ثبت بان منابع الفساد منهم ونحن نعلم جيدا مالذي يعنيه استشراء الفساد في القضاء , كما يتوجب على البرلمان بإعتباره اعلى سلطه تشريعيه ان يكون الحامي الاول للقضاء كي يمارس مهامه لكنه فشل في ذلك لان أمرالبرلمانيين هو الاخر مقيدا بما تقتضيه مصلحة كتلته و طائفته عدا اصواتا قليله يحس من خلالها العراقي بشئ من الامل لكن كواتم الحكومه الصوتيه محشوه وجاهزة كي تفرغ حمولتها القاتله في رؤوس هذه الاصوات.
أنه بحق حال يستحق وصفه بالمزري ,لم يعد للعراقي الشريف والحريص على شعبه وحتى على مستقبل طائفته وقوميته سوى ضرورة إيلاء اقصى الاهميه لتشكيل لهيئة نزاهة نزيهه يدعمها الشعب المجروح , ولعمري ستبقى الشكوك تحوم حول امكانية نجاحها لابل حتى في امكانية تشكيلها لو ترك الامرللكتل البرلمانيه الطائفيه ,مما يترتب على الذين يقودون دفة البلاد بعد ان إعترفوا بأخطائهم ونتائجها في الدستور وفرض سطوة القانون, عليهم ان يرجعوا الى الشارع العراقي لان البرلمان الطائفي او الحكومه الحزبيه سيفشل مثلما فشل سابقا في انتخاب وتعيين الهيئة الصالحه كونها الاهم والاجدر والأقدر في تولي مهام ملاحقة الفاسدين في كافة مناصب ومواقع الدوله.
نعم هناك الكثير مما يثبت فشل البرلمان والحكومه والكتل في معالجة الفساد وهذا ما إعترف به غالبيتهم , رب معقب يقول بانهم منتخبون ومخولون لانتخاب الهيئة , لكن القاصي والداني يشكك في قدرة هؤلاء على التوصل الى انتخاب هيئة نزاهة نظيفه وشريفه , نعم انتخبناهم لكننا تورطنا بهم وما العمل الآن؟ وهم يشهدون بعظمة لسانهم على تورط شعبنا بهم , إذن على الذي اقسم ان يحترم شعبه وينطر مصلحته ومصلحة وحدة بلاده بعد إعترافه بالخطأ ,ان يعود الى الشعب في إقرار طريقة عمليه لحل أزماته وحلحلة مشاكله .
الشعب بعد ان عرف الحقيقه ومكمن الداء له كل الحق بان يسحب تخويله ثم يطالب بانتخاب هيئة نزاهه شريفه وعفيفه , ومن باب ان هذه الهيئة سيكون حالها كحال سابقاتها وسوف لن تنجح إن كان مصدرتثبيتها من البرلمان او منتخبه من قبل الحكومه او حتى القضاء المشكوك في نقائه , اذن لماذا لا يثبت القاده موقفا شريفا في عدم ممانعةإجراء استفتاء شعبيا وليستغرق انجازه شهر على الاقل من أجل جلب رئاسة موفقه لهذه الهيئة ان لم يكن على كافة اعضائها .
الشيخ صباح الساعدي معروف عنه جرأته وطرحه العراقي الشامل , لانه عراقي مستقل وصوت تشمئز منه أركان السلطه ومنتفعيها , لكنه مسموع من قبل الشرائح العراقيه كلها , انا شخصيا انسان مستقل , لست من دين الشيخ الساعدي ولا من طائفته ولا من قوميته التي أحترمها واقدسها حين يتسم بها مثل هكذا رجل صريح وجرئ , ولانه برلماني غيور ومواظب في عمله وواجبه الوطني , فعندي كل الاستعداد أن أندمج معه في وطنيته وأنسانيته بعد احترام الخصوصيات , نعم هذا الشيخ يلبس العمامه ونحن ندعي فصل الدين عن الدوله , لكنه اثبت دون غيره بانه السباق فيما عجز غيره من دعاة العلمانيه مثلما اثبت سبقه في مناطحة بؤر الفساد وملاحقة رؤوسها , عندما تستمعوا جيدا الى صدح صوته و جرأته في طريقة أمساكه براس افعى الفساد التي تتصارع مع كفه النظيف بأنيابها وسمها القاتل, سترون باننا بأمس الحاجة الى امثاله , نعم ان الساعدي حالة إستثنائيه في العمامات التي عرفناها طيلة الثمان سنوات,,,,,,
كفاكم اذن يا ساستنا ورجال حكومتنا محاربة هذه الاصوات التي تضع مأساة العراقيين في قمة اولويات عملها , ترجلوا قليلا عن صهوات خيولكم و أمنحوا هذا الشاب الطموح فرصته في دك أوكار الفساد والمحسوبيه والمنسوبيه ,دعكم من اللف والدوران وركوب صهوات المآخذ الباليه التي أستخدمتها الحكومه والقضاء لتوجيه تهمة التهجم او التشهير ضده , فهي لعبه مفضوحه ومعلوم لدى الجميع بانه يفعل ذلك نتيجة أنفعاله الحميم لنصرة العراقي وإنقاذه من براثن الفساد والمفسدين, العراقي اليوم بحاجه الى مثل هذا الصوت وليس غيره .
ايها البرلمانيون العراقيون وايها القضاة , صباح الساعدي صوت عراقي كله همه وحيويه لا تحكمها مصلحه ذاتيه او منفعه ضيقه, لايخيفه كاتم صوت ولا تهديد من قول كلمته , كل همه وغمه إسعاد العراقيين وليس نصرة حزبه او عمامته , لنصنع من تخويله لرئاسة هيئة النزاهة عمامة عراقية تزينها النخلة والبلوط والزيتونه ونحمله مسؤولية رئاسة هيئة النزاهه , انه الشخص المناسب في المكان المناسب لكن لو صفت القلوب وحسنت النيات.
الوطن والشعب من وراء القصد