الصليب والمصلوب
أيها المصلوب ..أيها الحبيب
ما أفقرك ..
لكن أي غنى
لنا في هذا الفقر ..
تولد في مذود
وتعيش
على تبرعات النساء ،
ولم يكن لك مكان
لتسند رأسك عليه ..
وكعبد ، كأقل العبيد
تأخذ منشفة ..
تأتزر بها
وتصب ماء
وتبدأ تغسل أقدام
تلاميذك ..
ما أحلى
فقرك لي
أيها الحبيب ..
ما أثمن
خشبك لنفسي ..
أيها المصلوب
وجهت نظرك
نحو الصليب
وسرت
نحوه بخطوات ثابتة ..
تكثر آلامك مع خطوة ،
ويزداد مع الوقت
سعير الأتون ..
كان بمقدورك
أن تمنع الألم ،
أو على الأقل
أن تهرب وتختبيء ..
كلا ..
لم تفعل
مثلما نفعل
نحن كثيراً
حين نهرب من الجلجلة ..
الجلجلة
كانت لك اشهى بقعة
في الوجود ..
لتتميم الخلاص
كان الشراب الوحيد
الذي اشتهيته
لتروي عطشك ..
غفران خطايانا
كان شوق قلبك ..
كم كنت قويّاً ..
قويّاً في ضعفك ..
الصليب
منتهى الضعف
في عين العالم ..
صار منتهى القوة
في أعين أحبائك ..
لم تهدأ
ولم تستريح
حتى أتممت
كل شيء ،
وصرخت
" قد أكمل "
ونكست الرأس ،
ودفعت الدّين كاملاً ..
سيدي المصلوب
ليتك
تهز القلوب
هزاً لتستوعب
ما أتممته لخلاصها ..
فلا غفران ،
ولا حياة ،
ولا أبدية ،
بدون وقفة إيمان
وتوبة
عند أقدام الصليب .