الصليب
في أحلك لحظةمن لحظات التاريخ،
ومن فوق
رابية الجلجلة
الذي سادها
ظلام دامس
لم يشهد العالم
له نظيراً،
علّق المسيح
على الصليب،
وهو لم
يكن مجرماً
ينال قصاصه
بموجب
عدالة الأرض،
ولكنه
كان فادياً
يتألم
نيابة عني وعنك
لكي يوفي
حق
عدالة السماء
الذي
كنا مطالبين بوفائه،
والفداء
على الصليب
كان
هو النتيجة المباشرة
لتلك المحبة
الكاملة الكامنة
في قلب الله
نحو البشرية
منذ الأزل،
والتي
لا نستطيع
نحن بعقولنا الضعيفة
أن ندركها،
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى وهب أبنه الأوحد،
فلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية"
( يوحنا 3: 16).
وبالفادي المعلق
على الصليب،
أعلنت
محبة الله
غير المحدودة للإنسان،
والتي هي أكمل
وأعظم وأروع
مثال للتضحية والبذل
شهده العالم.
ومن صليب الجلجلة
أشرقت وسطعت
أنوار سماوية مباركة
فاقت
أشعة الشمس
في قوتها،
وأضاءت
قلب البشرية
المظلم
وحررت وبددت
سحب خطاياه الكثيفة
التي أسرتها
عبودية الخطيئة،
والتي قيدتها
عبر التاريخ،
وأنارت
للإنسان الهالك
الطريق الى الحياة الأبدية.
وكل
من يأتي
إلى الصليب
ويقترب
ببساطة الإيمان،
ويسمع المصلوب
وهو ينادي الآب قائلاً:
" يا أبتاه أغفر لهم "
سرعان
ما تزول
كل أحاسيس الكراهية والحقد
في قلبه،
وتحل
بدلاً منها
المحبة العجيبة
النابعة
من قلب
الله الكبير المحب،
ويحصل
على السلام الكامل
مع الله،
ومع الناس
ومع نفسه.
ومنذ ألفي عام
وحتى الآن
لم يفقد
الصليب قوته المجددة،
وذلك النبع
الذي فتح
في
جنب الفادي المخلص
منذ عشرين قرناً
لا يزال
ينضح حباً حتى الآن،
لقد أختبر الملايين
من الناس
في القديم
قوة الصليب،
فتجددت قلوبهم
وتغيرت حياتهم
وأصبحوا
خليقة جديدة
في المسيح يسوع.
تستطيع
أنت
أيها الأخ العزيز
الآن
أن تفتح قلبك
لتسطع
فيه أنوار الصليب،
وأن تختبر
قوة وفاعلية الصليب
في تغيير
حياتك وتجديد قلبك.
فتعال
إلى الجلجلة،
وضع يدك
في يد المصلوب
على الصليب،
وهو بدوره
يضعها
في يد الله
فتتم المصالحة.