Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الصمت الاعلامي واخلاقيات المهنة

لقد القت احداث قتل المسيحيين وتهديدهم وتهجيرهم من مدينة الموصل بظلالها على الساحة الاعلامية الدولية شاء البعض ام ابى ، اما على الساحة الاعلامية العراقية فكانت تلك الظلال تموج بخجل شديد .. ولم يكن لتلك الظلال ان تفرض سيطرتها على الارض الاعلامية لولا وسائل الاعلام التي تخص ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، اذ ان التعتيم الاعلامي العراقي المريب لتلكم الاحداث وخصوصا وسائل الاعلام المحلية في محافظة نينوى ، ليثير العديد من التساؤلات عن حقيقة الاعلام في محافظتنا الغالية – نينوى الحضارة .. نينوى التاريخ .. نينوى اشور وسنحاريب واسرحدون – ولا بد لنا اذن ان نسأل عن الحقيقة لدى زملائنا الاعلاميين الافاضل من العاملين في وسائل الاعلام المختلفة سواء كانت مرئية ام مسموعة ام مقروءة ، وسواء كان الاعلام حكوميا ام اهليا ، اذ لا ندري ما الغاية من ذلك التعتيم القاتل . فقتل المسيحيين على الهوية وابتزازهم وتهديدهم كان موجودا منذ سقوط النظام عام 2003 ولا يزال مستمرا حتى هذه اللحظة - ولنكن واقعيين – وفي جميع انحاء العراق دون استثناء ،ولكن لم يكن احد ياخذ ذلك بنظر الاعتبار رغم صرخات الاستغاثة التي كان يطلقها المسيحيون كل حين لإنقاذهم من مأساة الابادة ولكن دون جدوى ، ولسبب بسيط واحد وهو ان تلك الحالة كانت تعتبر حالة عامة تصيب جميع ابناء الشعب العراقي وفي جميع انحاء البلاد .. اما ان تصل الامور الى القتل والتهديد العلني والتهجير القسري لآلاف العوائل من منازلها والقيام بتفخيخ قسما من دور المسيحيين وفي مناطق محدودة من مدينة الموصل وامام أنظار الدولة ، وبفترة قصيرة لا تتجاوز الاسبوعين من الزمن ، لهي حالة يرثى لها بسبب كون الاعلام المحلي في المحافظة غائبا عن الوعي او بسبب عدم اقدامه على نقل وقائع تلك الاحداث رغم سقوط اكثر من ( 13) شهيدا من ابنائنا الابرياء الشرفاء دون ذنب ارتكبوه سوى كونهم مسيحيين فقط . علما بان تلك الاحداث كانت تحصل امام انظار بعض من قوى الامن الحكومية وامام وسائل الاعلام في محافظتنا العظيمة نينوى .. ولولا ان اقدمت بعض المواقع الالكترونية بنقل تلك الاحداث ( وهنا اتوجه بكل عبارات التبجيل والاحترام الى موقع عنكاوة كوم وموقع تللسقف كوم وموقع نركال كيت لقيامهم بنقل تلك الوقائع منذ بدايتها ،اذ يعود لهم الفضل الاكبر بنقل حقيقة ما كان يجري في الموصل ، والذين كان لهم الفضل الاكبر في ايصال اصوات استغاثة المسيحيين عامة والمهجرين منهم خاصة الى وسائل الاعلام العالمية ) ،ولولا تلك المواقع الالكترونية التي قامت بفضح تلك الحقائق لبقي الامر كله طي الكتمان حتى وان كانت حدثت ابادة لشعبنا لا سمح الله .. وهنا نوجه سؤالنا الى زملائنا العاملين في حقل الاعلام في محافظتنا الحبيبة من مدراء مكاتب الفضائيات ومراسليها ومديري المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية في محافظة نينوى والسادة العاملين في محطات الاذاعة ورؤساء تحرير الصحف المحلية ومراسلي المواقع الالكترونية ..نقول.. اين كنتم يا زملائنا الافاضل .. ؟ لماذا لم تقدموا على نقل الحقيقة المرة منذ بدايتها ..؟ لماذا كان هذا السكوت المطبق وقسما منكم كان يشاهد بام عينيه حملة قتل وتشريد وتهديد المسحيين وتفجير دورهم ..؟ اسألكم زملائي الاحبة .. هل هذا هو شرف المهنة الذي اقسمنا عليه حين ارتضينا العمل في مجال الصحافة والاعلام ..؟ !! يا سادتي الكرام ان مهنة الصحافة بكل صنوفها هي مهنة الشرف والمجازفة لكونها مهمة نقل الحقائق كما هي حتى وان كانت تلك الحقائق مرة مرارة العلقم دون محاباة لهذا او ذاك مهما كان موقع المعني السياسي عاليا او منزلته الوظيفية من الرقي ، وبسبب كل هذا يتعرض الاعلامي الى الكثير من المضايقات والتي تصل احيانا الى التهديد بالقتل ، وقد حصل ذلك فعلا للكثير من الزملاء الابطال ونذكر منهم الشهيدة البطلة الزميلة الخالدة اطوار بهجت ، والشهداء الاربعة الابطال كادر مكتب فضائية الشرقية في الموصل الذين قضوا مؤخرا وغيرهم كثيرون ممن قدموا انفسهم قربانا لنقل الحقائق فقط لا غير والذين تجاوز عددهم ( 250) اعلاميا ومن مختلف الصنوف .. هذه هي مهنة الصحافة الحقة وهؤلاء هم الاعلاميون الحقيقيون واصحاب مباديء الصحافة الحرة ، اذ لم يثنهم التهديد والوعيد عن قول الحقيقة ونقلها بامانة الى الرأي العام رغم مرارتها ، اما انتم يا سادتي ويا زملائي الافاضل العاملين في وسائل اعلام محافظتنا العزيزة فلن اقول لكم سوى – سامحكم الله – اذ كنتم تشاهدون المأساة المروعة للمسيحيين ،ولم تتخذوا ولو خطوة واحدة ايجابية نحو ذلك .. وهنا اسأل واقول وتجيبوني بامانة .. هل انتم راضون عن عملكم هذا ..؟ ان الذي يحصل هو ان هناك جهات تغض الطرف عن الذي يجري من احداث ، ولا ندري ربما بسبب كون المستهدفون هم من المسيحيين ،وربما يُعتبَرون بنظر البعض من الناس شريحة غير مهمة في النسيج العراقي ، او يعتبرونهم كفرة او ملحدين او .. الخ من عبارات الذم ..ربما .. لا ندري .. بل ربما يعتقد البعض من الناس ان المسيحيين غرباء عن الوطن وليسوا سكانه الأصليين ، او يعتبرونهم اناس متخلفون ، وربما يعتقد البعض من اخوتنا الافاضل ان المسيحيين لا يستحقون حتى ذكر اسمهم كمسيحيين في وسائل الاعلام ، بدليل ، حين يتكلم بعض من الاخوة عبر وسائل الاعلام وخصوصا الفضائيات يقول مثلا ( يتكون الشعب العراقي من مسلمين ..والآخرين ..) ، او يظهر اخر في فضائية اخرى ويقول مثلا ( يتكون الشعب العراقي من عرب واكراد وتركمان .. واخرين ) .. يقولون – اخرون – وهذا يعني ان المذكورين بالاسم هم مواطنون من الدرجة الاولى ، اما الاخرون . فهم من الدرجة الثانية ..وربما الدرجة الرابعة .. وهذا ما سمعناه وشاهدناه على شاشات العديد من الفضائيات وبتصريح مباشر من بعض الناس وربما كانوا في مستويات عالية من المسؤولية في الدولة العراقية ، اذ لا يحلو لهم ان يذكروا ولو كلمة مسيحي ، ربما يخافون من تكون تلك الكلمة ( كلمة مسيحي ) لأنها باعتقادهم هي كلمة كفر او الحاد ..ربما . وهذا ما ياخذنا الى القول ، ان نظرة العنصرية والتعصب والتصغير والاستهزاء والاستهجان وعدم الاحترام للمسيحيين لا زالت مستشرية في بعض العقول المريضة رغم ادعائها الاخوة والصداقة ، اذ يعتبر هؤلاء ان المسيحي ما هو الا انسان ادنى مستوى من غيره ، او بعبارة اخرى يعتبرونه شبه انسان رغم تشدق هؤلاء وادعائهم بالديمقراطية وحقوق الانسان والتي ليست الا دعاية يستخدمها هؤلاء البعض لتخدم مصالحهم الشخصية او مصالح تابعيهم ..!! ولكن فات عن هؤلاء الاخوة ان 40% من مثقفي العراق واساتذته ومبدعيه هم من المسيحيين رغم قلة عددهم .. فحين يُحتَقَر هكذا مكون مبدع . ترى ماذا ستكون النتيجة على الساحة وارض الواقع برايكم ..؟ لقد ظهرت تلك الحقيقة جلية حين تم تهجير اكثر من الفين ومئتين عائلة مسيحية ، اذ اقفلت العديد من دوائر الدولة ابوابها وتعطلت الكثير من الشعب في المستشفيات وخلت الاسواق من زبائنها كما اقفلت المئات من المحال التجارية ابوابها وكذلك الكثير من عيادات الاطباء ، كما شغر الكثير من مواقع الاساتذة في الكليات والمعاهد والمدارس في المحافظة اضافة الى كون اكثر من ربع طلبة جامعة الموصل من المسحيين وهم الان ليسوا بموجودين في الجامعة . مما جعل الموصل – ام الربيعين – ويا للأسف تعيش في حالة كئيبة لم تعتد عليها المدينة منذ تأسيسها مطلقا ، واصبح الموصلي الشريف يشعر بخيبة الامل بسبب فراق شقيقه المسيحي الذي كان يعيش معه على السراء والضراء ، واصبح ابناء الموصل من المسلمين يتساءلون عن تلك الاسباب لأنهم لم يكونوا يتوقعون ان ياتي يوم ويحصل ما حصل ، لأن ابناء الموصل لحمة واحدة رغم تعدد اديانهم واعراقهم ، لذا فقد بادر الكثير منهم الى عدم الخروج حتى من منازلهم حزنا على فراق اشقائهم المسحيين ، بل ووصل الامر ببعض منهم الى ان يجندوا اولادهم ويضعونهم امام دور المسحيين لحمايتهم وحماية منازلهم وكنائسهم من الذين يعيثون في الارض فسادا ،بل وحتى استضافوا العديد من العوائل المسيحية في دورهم .. انه الموقف النبيل الشريف لأبناء الموصل المسلمين الشرفاء .. نعم هذه هي الموصل التي راهن عليها الكثيرون وهؤلاء هم أبناؤها الغيارى .. ولكن حين انكشف كل شيء وحقت الحقيقة المرة في افتعال تلك العملية الشنعاء واخذت الامور تنجلي عن حقيقتها ، اخذ كل بتبرئة نفسه ونأى بها عن المسؤولية عن تلك العملية والتي كانت تستهدف ابادة هذا المكون الاصيل المثقف ، وهنا يجدر بنا ان نشير الى حقيقة مهمة وذلك ليس مدحا بل قول حق وهو ان 90% من المسحيين العراقيين هم مثقفون وحاصلون على شهادات مختلفة وباختصاصات علمية وادبية وفنية متنوعة ، فمنهم الاستاذ الجامعي والطبيب والقاضي والمهندس والمحامي والمدرس والمعلم والفنان والرياضي .. الخ من التخصصات العلمية والادبية والفنية ، وهم مبدعون دوما في اعمالهم وبشهادة الذين يعملون معهم ... اذن لماذا لم تنتبهوا يا زملائي الاعلاميين الافاضل لذلك..؟ لماذا فاتكم القطار بالسبق الصحفي الى ان نقلته وسائل الاعلام الالكترونية وانبرت لرصد تلك الحقائق ونشرها ،ومن ثم تأتون انتم بعد ذلك لتنقلوا جزءا يسيرا من الحقيقة وبعبارات خجولة جدا وباخبار مقتضبة لا تتجاوز البعض كلمات سواء كان ذلك في نشرات الاخبار ام في الشريط الاخباري ( السبتايتل ) ام بالصحف .. الخ

وهنا ومن باب حبي واحترامي لزملائي الاعلاميين وبمختلف صنوفهم – ولكوني احدهم ،ولكوني تربطني بالكثير منهم علاقات صداقة حميمة ـ ولكون الكثير منهم يعرفني معرفة شخصية – اوجه عتابي الاخوي لهم وارجو ان يتقبلوا ذلك العتاب بطيب خاطر وان ياخذوا كلامي مأخذ الجد ،اقول لهم . لا تتغاضوا عن قول الحق ونقل الصورة الحقيقية عن أي حدث مهما كان وان كان ذلك على اعلى المستويات السياسية ام في سلك الدولة ، لأن صحافتنا كما نعتقد هي الان صحافة حرة وهي السلطة الرابعة الحقيقية كما نعتقد ايضا ، لذا فعلى الصحفي الشريف ان يقول الحقيقة مهما كانت دون ان يخاف بالله لومة لائم . انصحكم زملائي الافاضل ان تنقلوا الاحداث بكل جرأة دون تردد او خوف من احد ، اذ انكم تلاحظون ذلك معي لأني اكتب بكل جرأة ,ذلك ليس مدحا بل حقيقة ، وتسطيعون ان تتحققوا من الامر بقراءة ومطالعة كتاباتي على المواقع الالكترونية وفي الصحف .. فنقل الحقيقة دون خوف هو واجب مقدس يفرضه علينا قسمنا وقسم شرف المهنة حين اتخذنا من الصحافة والاعلام باب لعملنا ، لذا اطلب منكم يا احبتي نقل وقائع ما يحدث للمسيحيين في الموصل بصورتها الحقيقية دون محاباة لهذا او ذاك مهما كان منصبه السياسي او موقعه الوظيفي ، وارجوا ان تكشفوا حقيقة ما يحدث بصورة علنية وان استطعتم ان تكشفوا حتى اسماء الفاعلين والمتورطين في تلك العملية والتي هي عملية تخريب الوطن وتمزيق شمله ، ولأن نقل الحقيقة هو الواجب المقدس للصحفي والصحافة والاعلام .../

تحياتي







Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
لمن ياعيد؟ كونك تحمل بشارة "الميلاد" مرّة، وفرحة "الفطر" مرّة، كونك تعلن معجزة "القيامة" تارة، وفيوضات حج "الاضحى" تارة. وكونك تعبق ببركات"الفصح" حينا، واطلالة "الغدير". لاجل هذة الاقداس ولكل هذة المعاني نترقب اشراقتك ولهين ونستقبلك حامدين شاكرين برغم ماننوء به من د.عدنان السراج ..الانسحاب الأمريكي سيتم في 2011 شبكة أخبار نركال/NNN/ علق الدكتور عدنان السراج عضو ائتلاف دولةالقانون على ماصرح به الحاكم المدني السابق عاجل... غلق منافذ الدخول والخروج الى قضاء تلكيف صباح هذا اليوم شبكة أخبار نركال/NNN/سهل نينوى/ افادت مصادرنا من قضاء تلكيف بأن كل المداخل التي تؤدي الى الموصل من قضاء تلكيف أغلقت مار يعقوب أسقف نصيبين في مدينة نصيبين أشهر مدن الشرق بالقديسين والملافنة والعلماء، ولد واشتهر أحد عظماء القديسين لكنيسة المشرق في الجيل الرابع وهو مار يعقوب أسقف نصيبين الملقب بالنصيبيني. ولد مار يعقوب في مدينة نصيبين من أعمال الجزيرة، أو بين النهرين، ولما شب وكان ذا قريحة
Side Adv1 Side Adv2