Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق بين أهله والمتآمرين عليه

 


بعد كل ما كشف من مؤامرات أمريكية على العراق وكل ما افتضح من تعاون أمريكي مع داعش، واتخاذها موقف العدو من العراق في مؤامرة النفط مع كردستان وقيادتها مؤامرة الحرس الوطني الأخيرة، فإن كل مسؤول عراقي يصل إلى واشنطن، (خاصة إن لم يكن مسؤولاً حكومياً لديه مبرر حكومي واضح لزيارته) يجب أن يوضع موضع الشك الشديد والشبهة بالتعامل مع عدو. عدو يهدف بصراحة ووضوح إلى تقسيم البلاد وتنفيذ أجندة إسرائيلية معروفة وتاريخية لا تنكرها إسرائيل نفسها.


إن من يعرف تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ليس بحاجة إلى براهين ليتوقع أن يكون الإحتلال الأمريكي لأي بلد عربي، هو احتلال إسرائيلي بالضرورة، أما من لا يعرف، فقد وفرت له الأحداث ما ينير له رايه. 


فحين وضعت أميركا يدها على هذا البلد، فهم ساسة إسرائيل أنها الفرصة الأعظم لتحقيق ما يصبون إليه فيه، وقرروا أن تلك الفرصة يجب أن لا تفوتهم أبداً. بل يمكننا إن تتبعنا مسيرة القرار الأمريكي باحتلال العراق، أن نجد بوضوح الخيوط الإسرائيلية لصناعة القرار الأميركي بالإحتلال، ونرى انه يكاد يكون كل من كان متحمساً من الساسة الأمريكان لذلك الإحتلال، كان يرتبط بعلاقة خاصة مع إسرائيل، وأنهم كانوا يعتبرون من قبل الشعب الأمريكي ذاته، أكثر إخلاصاً لإسرائيل مما هم لبلادهم. لذلك كان الدمار على العراق مضاعفاً. فالدمار الذي يجلبه الإحتلال الأمريكي لأي بلد، يتأتى من فرض شروط اقتصاد السوق عليه وإشاعة فساد في الحكومة يساعد الشركات الأمريكية على امتصاص أكبر كمية ممكنة من ثروته، أما عندما تكون الضحية بلداً عربياً، فأن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية تجعل التدمير هدفاً بحد ذاته، حتى بغض النظر عن النتائج الإقتصادية المباشرة.


إن سيطرة إسرائيل على اميركا وتحويلها الى هراوة إسرائيلية هائلة تضرب بها العرب وكل من يعارض أجندتها، يتبرهن من خلال دراسات أمريكية عديدة تؤكد أن علاقة أميركا بإسرائيل ليست من مصلحة اميركا بأي شكل. فمن ناحية اولى الكره العربي الشديد لأميركا ليس سوى نتيجة لعلاقتها بإسرائيل. وأن فكرة "استعمال أميركا لإسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة" ليست أمراً تؤكده التجارب، بينما العكس واضح في استخدام إسرائيل لأميركا. فأميركا لم تستطع أن تستخدم الجيش الإسرائيلي لمساعدتها في أية عمليات عسكرية قامت بها في المنطقة لأسباب سياسية، تجعل من اية مساعدة إسرائيلية لها ذات مردود عكسي. وقد بين عدد كبير من الأحداث أن اميركا تضطلع بمثل هذا الدور لإسرائيل، تماماً مثل الدويلات الصغيرة مثل كردستان ودول أوروبية مثل تشيكيا، وإن كان بفارق يفرضه الفرق بين حجم وتاريخ تلك "الهراوات"، التي تضر بنفسها أيضاً حين تستعمل للضرب. 


إن انطلقنا من هذه الصورة، فسوف نفهم الأحداث حولنا بشكل أفضل، ومنها الصغيرة مثل احتفال جنود امريكان بعيد اليهود في القصر الجمهوري ونشر الصور إذلالاً للعراقيين، وكذلك سرقة الآثار والأرشيف اليهودي من العراق. ويصبح واضحاً ومنطقياً اغتيال عدد هائل من العلماء العراقيين تماماً كاغتيال العلماء في إيران من قبل عملاء إسرائيل من مجاهدي خلق، واغتيال الطيارين والقادة العسكريين في العراق يذكرنا بـ "سقوط" الطائرة المصرية التي كانت "بالصدفة" تقل عدداً كبيراً من القادة العسكريين في زمن مبارك. ويصبح واضحاً أيضاً "السر" العظيم في قوة داعش وقدرتها ليس فقط على البقاء على قيد الحياة في منطقة مكشوفة كل دولها تخشاها وتعلن محاربتها لها، وإنما ايضاً قدراتها اللوجستية والإعلامية والعسكرية والإستخباراتيه بشكل يفوق كل دول المنطقة (عدا إسرائيل). وتحل كذلك أحجيات عجيبة مثل التناقض من جهة بين الدعم الأمريكي المباشر والصريح، عسكريا وسياسياً للمنظمات الإرهابية في سوريا، وجولات كيري الذي جاء قبل سنة إلى العراق ليضغط على حكومته لدعمها، ومن جهة أخرى أن يأتي بعد ذلك إلى العراق لتنظيم “محاربتها” وتشكيل تحالف دولي ضدها! ويمكننا أن نلاحظ أن هذا التحالف يتكون من ذات الدول الاوروبية والعربية التي اعلنت وقوفها مع داعش بصراحة، أو تم افتضاح دعمها لها وتسليحها وتجهيزها بالمتطوعين واستخدام اراضيها للمرور والتدريب وكقواعد انطلاق لعملياتها، بينما استبعدت إيران وسوريا، الدولتان الوحيدتان اللتان كانتا تحاربان القاعدة وداعش على طول الخط! 


إن أي ادعاء بمحاربة أميركا لداعش ليس سوى وهم لا ينسجم ابداً مع الحقائق الموثقة التي نعرفها، ولا يفسر نشاط أميركا السريع لنقل قواتها إلى العراق سوى أنها كانت تريد أن تكون متواجدة في أرض المعركة لإنقاذ داعش من "الحشد الشعبي"، وتحويل عملائها في البلاد إلى جيش مقابل اسمته "الحرس الوطني" كان أول شعاراته أن يقبل البعثيين المستبعدين عن المناصب الحساسة بقرارات المساءلة والعدالة. وسبب هذا الحرص على هؤلاء هو أن نسبة كبيرة من عملاء إسرائيل المهمين من القيادات العسكرية ، هم من البعثيين السابقين الذين باعوا ضمائرهم لاميركا وإسرائيل مثلما باعوها سابقاً لصدام ليتحولوا اليوم إلى هراوة ضاربة بيد إسرائيل مثلما كانوا هراوة ضاربة بيد صدام، و ضد أهلهم في الحالتين. هؤلاء الذين تمكن أياد علاوي الذي فرضه الأمريكان كأول رئيس حكومة عراقية، من حقن الجيش العراقي ووزارة الداخلية وغيرها بهم، وما تمكن مثال الآلوسي من تجنيده لصالح إسرائيل منهم عندما كان رئيس هيئة إعادة تأهيل البعث. 


إنهم يشكلون الإحتياطي الأكبر للقيادات العسكرية المستعدة لخدمة إسرائيل، وهذا ما يفسر لماذا اشترط مشروع "الحرس الوطني" مسبقاً هذا الشرط الغريب جداً، والذي جاء حتى قبل الإتفاق على نوعية هذا الحرس وأسلحته وصلاحياته وعلاقته بالجيش العراقي والشرطة. ولولا العلم المسبق والمخطط لوضع المجرمين لقيادته، لما جاء المشروع حاملاً هذا الشعار، تماماً مثلما يسبق أي تواجد للقوات الأمريكية في الخارج شرط حصولها على الحصانة من الجرائم التي ينتظر أن تقوم بها تلك القوات كجزء من مهمتها أو الطبيعة الوحشية لمنتسبيها واحتقارهم لحياة أبناء البلد الذي يتواجدون فيه. 


الأجندة الإسرائيلية لتدمير العراق انطلقت منذ اليوم الأول للإحتلال واستمرت بسلاسة مع وضع العميل المباشر أياد علاوي على رأس السلطة. لكنه سقط في الإنتخابات رغم جهود السفارة التي وجدت إزعاجاً في الجعفري المنتخب. فأطلقوا عليه ساسة كردستان ليملأوا الدنيا ضجيجاً بـ "جريمة زيارته لتركيا"، أملاً باستبداله بعادل عبد المهدي. لكنهم فشلوا بفارق صوت واحد فقبلوا بالمالكي كبديل مؤقت يمكن التعامل معه واستعماله لتهيئة البلاد للضربة التالية. 


كان دور المالكي المنبطح للإرادة الأمريكية التي يعلم بهدفها لتدمير بلده، أن يمنع من خلال سلطته، العراق من أي رد فعل قد يعرقل ذلك الهدف. وأمل أن يبقيه الأمريكان مقابل ذلك في السلطة، ربما إلى الأبد. وقد كشفت ذلك الأمل عبارته سيئة الصيت "بعد ما ننطيها". 

كان واضحاً للمالكي أن الجيش كان يقوم في الموصل وفي الغربية بأعمال مشبوهة تهدف بشكل واضح إلى تكريه سكان تلك المناطق بالحكومة وبالعراق وتستثير الطائفية و رغبة الإنفصال في منطقة سكانها هم الأشد تمسكاً بوحدة العراق في هذا البلد. 


في الأنبار قام أحد الجنود الذين التقطتهم كامرات الفضائيات باطلاق النار على المعتصمين دون مبرر مباشر، وترك دون حساب رغم حساسية الموقف الشديدة! ويعجب المرء أن لا يحاسب رئيس حكومة جندياً يبدو ساعياً لإثارة الفتنة ضد حكومته! تلك الحادثة الصغيرة برهنت لي أن المالكي لم يكن قادراً على شيء وأنه أسير اتفاقات غير معلنة مع الأمريكان بإطلاق يد عملائهم في القوات المسلحة لتفعل ما تشاء، املاً أن يقتصر أذاهم على السنة. كذلك سمح المالكي بوعي لا شك به، للإرهاب بالضرب والتطور في العراق. فرغم بعض المبادارت وما كان يتحدث به من خطاب لا طائفي، كان موقفه من أسلحة كشف المتفجرات المزيفة وتجاهل اكتشاف حقيقتها، والإستمرار في استعمالها بعد ذلك، وحتى آخر يوم له في السلطة، أكثر شيء يوضح موقفه من ذلك. وقد برهن المالكي أنه على اطلاع على وقوف الأمريكان وراء الإرهاب عندما انتظر خروج قواتهم ليوجه تهمة الإرهاب بشكل مباشر إلى الهاشمي، ثم تركه يهرب تجنباً للإحراج مع الأمريكان. وقد برهن الهاشمي أنه عميل أمريكي مباشر في السنوات التالية في غربته، وجزء من مؤامراتهم على العراق.


ولعب المالكي ذات الدور مع ذيل إسرائيل الأطول، كردستان، فتركها تحتل الأراضي وتنهب البلاد وتمتص، بالتعاون مع الفساد ومع صفقات الأسلحة والمشاريع الفاشلة، كل فائض محتمل لأموال البلد قد يستخدم لبنائها. ولم يقل المالكي "لا" إلا حينما كان الإبتزاز يصل حدوداً تسبب له إحراجاً في حزبه. وفي بعض الأحيان، ذهب المالكي إلى ابعد من دور "التجاهل"، فسارع مثلاً إلى الغاء الدعوى القضائية التي أقامها وزير الدفاع السابق ضد البيشمركه لاستعادة أسلحة الجيش العراقي، وقام بتهريب الضباط العملاء الذين سلموا الموصل وغيرها بلا قتال إلى فرق إسرائيل الإرهابية. وكان يتلمس إمكانية إزاحة الشهرستاني الذي ازعج الكرد في وقتها ووقف بدرجة أو بأخرى في طريق تزايد خططهم الإبتزازية، وأعلن في حديث له أن "البعض كان يعطيه تقارير خاطئة عن الكهرباء".. لكن الشهرستاني المدعوم من المرجعية كان خطاً أحمر، تراجع عنه المالكي. 


فالمالكي، رغم التزامه إرضاء الإرادة الأمريكية ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، كان شكاكاً شديد الإرتياب بكل من حوله، وبالأمريكان بشكل أكيد، وكان يمارس بعض الرفض عندما يتطلب الأمر. فرفض تدخل السفير الأمريكي السابق في الإنتخابات وهدد بطرده. ولم يقبل طلب الأمريكان منه أن "ينتحر سياسياً" بقبول معاهدة تمديد بقاء القوات الأمريكية، حين تملصت بقية القوى (عدا الصدريين والكرد) من إبداء مواقفها، تحسباً لغضب الشارع. فقال للكتل الأخرى "إن وافقتم سأوافق"، لكن أحداً لم يكن يريد أن يحرق نفسه بذلك العار، فسقط المشروع. كذلك أعاد المالكي كيري خائباً في مهمته الدنيئة لدعوة العراق إلى دعم داعش التي كانت تهدد العراق صراحة في تلك الأيام! كل هذا لم يجعل المالكي "رجل أميركا" المناسب في العراق، رغم كل خدماته لهم. إنهم يريدون شخصا لا يتردد حتى في تحطيم نفسه عندما يرغبون، والمالكي لم يكن مستعداً لتحطيم نفسه!


وهكذا، وبفضل رغبة المالكي الشديدة لنيل الرضى الأمريكي (كمعظم الآخرين)، لم يكن لدى الشعب العراقي "حكومة" حقيقية للرد على المشاكل والكوارث التي كانت تتوالد، وتركت الساحة لمتآمري إسرائيل وأميركا لتنهش العراق اقتصاديا وسياسياً وتمزقه اجتماعيا، دون رد. وحين تمكن المجتمع العراقي (وليس حكومته) من تنظيم نفسه وتشكيل رد على الهجوم الإرهابي لهذه الفرقة الإسرائيلية "داعش"، متمثلا بالحشد الشعبي، سارعت أميركا إلى إزاحة المالكي وتقديم مشروع "الحرس الوطني" بديلاً عن الحشد الشعبي. ورغم أن الحشد الشعبي مخترق بشكل أكيد، فإنه لم يكن مسيطراً عليه، ولم يحصل الأمريكان على فرصة لتشكيل قياداته مثلما شكلوا قيادات الجيش الذي اسسه بريمر وحشاه علاوي لهم بالعملاء من مجرمي بقايا البعث، والذين أثبتوا فائدتهم القصوى في احتلال داعش للموصل. جاء مشروع "الحرس الوطني" لكي يقسم العراق مناطقياً وعلى محور القوات المسلحة، كما تم تقسيمه في بقية المحاور المذهبية والقومية، وكذلك لإنقاذ فرق إسرائيل الإرهابية داعش من الهزيمة.


لقد قدّر الأمريكان أن المالكي ليس "رجل المرحلة" التي يخططون لها، فتمت إزاحته وتقديم بديل مستعد أن يوافق على كل شيء، مهما كانت الفضيحة مباشرة ومهما كانت كلفتها على سمعة من ينفذها، ومهما كانت تعرضه هو وحكومته للخطر. جاءوا بالعبادي بمعية القطط السمان في المجلس الأعلى التي لا تختلف عنه في انعدام أي أثر للكرامة، وهم جميعاً يحملون مشروعاً إسرائيلياً متكاملا لتثبيت ابتزاز كردستان واحتلالها للأراضي وتسلطها على العراق لحساب إسرائيل، وكذلك لتمرير مؤامرة تقسيم العراق من خلال "الحرس الوطني" (بتسمية معاكسة تماماً لمحتواه بشكل متعمد للتشويش، حيث أنه ليس حرساً بل لصوصاً من أمثال أثيل النجيفي، وهو ليس وطنياً بالتأكيد، بل يهدف مباشرة إلى تحطيم الوطن). ولم يتردد الأمريكان في تقديم دعم حماسي علني لهذا الحرس، وهم لا يفوتون حتى اليوم أية فرصة للضغط على الحكومة من أجل الإسراع بإنجاز "حرس التجزئة" هذا مثلما أسرعت بدفع المبالغ المقررة لكردستان فوراً.(1)


ومن الأمور الخطيرة الكثيرة التي يبدع العبادي بتجاهلها بشكل لم يقم به سلفه المالكي قبله، زيارة وفد من أحط المشبوهين من المناطق السنية إلى واشنطن، بغرض صريح هو التسلح بدون المرور على الحكومة التي يرأسها هو! ويأمل هؤلاء أن يكونوا من قادة عصابات الفرق الإسرائيلية الجديدة التي ستسمى بـ "الحرس الوطني" التي يؤمل أن يقودها من "تم إثبات جرمهم" و "تللطخت أيديهم بدماء العراقيين"! فهذا الملطخة يده بالدماء "أعلى ثروة" لدى أميركا وإسرائيل. فإضافة إلى برهنته على انعدام ضميره، وهو الشرط الأول، فهو مدرب مسبقاً على القيام بالجرائم المطلوبة. كذلك فأن سادته يمتلكون في ايديهم وثائق تكبل رقبته، وتكون ضمانات تؤمن خطر أية صحوة ضمير محتملة منه، فهو لا يملك أن يقول “لا”، لا في الحاضر ولا في المستقبل، وتلك أعلى المواهب المطلوبة لأميركا في اي بلد، وفي اي وقت! 


من المحتمل جداً إن القوات الأمريكية المتزايدة في العراق حسبما تنقل الأخبار المتفرقة، لم تأت لحماية داعش فقط، فالمؤامرة بلغت مرحلة حاسمة لتنفيذ التقسيم، وسيكون مهماً جداً حماية العبادي وبقية العملاء وهم يقومون بمرحلة قد تنفجر بشكل فضيحة مدوية في العراق وتصبح غير مأمونة النتائج. لذلك فأن تواجد بضعة ألاف من الجنود الأمريكان المدربين خصيصاً لتلك المواقف والمسلحين بأسلحة حديثة واجهزة اتصالات تدار من قاعدة السفارة في بغداد، قد يكون حاسماً لنجاح المؤامرة. الغرض ليس بالتأكيد حماية العبادي لذاته، بل حمايته خلال تنفيذ المرحلة فقط، فيبدو لي أن عمر هذا الرجل السياسي (أو الحقيقي) سيكن قصيراً جداً بعد إكمال مهمته. فقد كان من البلاهة والإستسلام ما كشف حقيقته وفي أمور بعضها تافه نسبياً، مثل تنفيذ حكومته لالتزاماتها ببنود اتفاقات كردستان كاملة وبسرعة فائقة وحرمت الحشد الشعبي من الرواتب، بغرض القضاء عليه. فالأمريكان وساسة كردستان يعاملون العبادي كغرض ذو استخدام مؤقت، فالسفارة تصرح بأنه أعطى حصانات لجنودها دون احترام لموقفه أمام الناس (ثم تحاول تعديل الكلام بعد الضجة)، وزيباري يفضح إعفاء الإتفاق لكردستان من النفقات السيادية وغيرها من النقاط التي تم إبقاءها سرية في ذلك الإتفاق، مسببين أشد الإحراج للعبادي ومن يسير ذيلا في حكومته.


وتتآمر اليوم في أروقة البيت الأبيض مجموعة مشبوهة من "رجال  العشائر" (إن كان يصح إطلاق لقب "رجال" على الشخص الرخيص) والذين اختارتهم اميركا ليمثلوا السنة من المطلوبين للعدالة ومن أشد مثيري الطائفية والمعبرين عن انحطاط اخلاقهم بلا خجل مثل علي حاتم من الأنبار والقطط السمان من لصوص الموصل الأثرياء الذين تآمروا مع كردستان ومع الشركات الأمريكية على مصالح الموصل والعراق، والذين لم يحافظوا على مقاعدهم إلا بمساعدة حزب بارزاني مثل أثيل النجيفي وأشباههم والطيور على اشكالها تقع. 


ولكي نفهم ما يجري حولنا علينا أن لا ننسى إننا وإن كنا نرى في هذه المجموعة شخوصاً منحطة فان أميركا تراهم بالعكس، ومصائب قوم عند قوم فوائد، فجميع من تبحث عنهم أميركا في اي بلد هم من هذا الصنف، فهم الأكثر قدرة على التحول إلى هراوات وسكاكين تضرب أميركا وتذبح بها شعوبهم. 


قدمنا في هذه المقالة مقدمة لاستعادة الخطوط العامة للمؤامرة، وفي المقالة التالية سنتحدث عن الذيول العراقية التي تتجول في أروقة البيت الأبيض متنافسة على تمزيق البلاد، وسنتحدث عن ردود أفعال الشعب العراقي وأبنائه على هؤلاء المتآمرين. 



(1) تقرير امريكي يتحدث عن استعادة الموصل ويحث العراق على تشريع قانون قبل ذلك

http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/22765-2014-12-12-09-51-06

15 كانون الأول 2014

Opinions