Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق وبوادر إعصار ثورة المحرومين

العراق الألم ، الوجع الذي بدأ يكبر في قلوب الصغار والكبار في أرض لم تر من السعادة ما تراه الشعوب في المنطقة أو العالم ، جرح خطه ابشع ديكتاتور في العالم اسمه صدام ، ويأبى من جاء بعده ، إلا أن يبقى ذلك الجرح العميق فاغراً فاه ، يستعصي على الشفاء . جرح رسمته ديكتاتورية مقيته استحوذت عليها نزعة سفك الدم ومصادرة الحريات ، وسلمته لديمقراطية مشوهة المعالم ، ناقصة الأعضاء ، تقودها نفوس ضعيفة لاتحسن غير السرقة والتهالك على الدنيا وحب المال ، نفوس مريضة بأمراض عضال من الغرور والتكبر والتجبر والاستخفاف بالآخرين ، نفوس وضيعة تريد أن تبتني لها عالما مزيفا من المجد والبطولات من لبنات حرمان الفقراء وأنات المعوزين وحسرات الثكالى ويتامى الملايين من شهداء الأمس المنسي .

لقد انقلبت موازين الأمس ، واستشاطت في نفوس شعوب المنطقة مشاعر أخرى غير تلك التي تعرفها من قبل ، ماعادت تلك الشعوب يستهويها النوم على وسادة الذل ، ولم يعد في وسعها أن تلوك الفقر تحت خيمة الجلادين ، فكفرت بمثل تلك الحياة ، واستبدلتها بحياة أخرى تحفل بالدم والموت ، طالما أنَّ فيها أمل من حياة كريمة كتلك التي تنعم بها شعوب الله في أرضه الواسعة .

وشعبنا العراقي المظلوم ، لم يكن بعيدا عما يحصل في المنطقة من إعصار اقتلع بعض الجبابرة في المنطقة ، وهو ما زال يزأر كأسد جريح يأبى إلا أن يفتك بما تبقى من سراق الحريات وسفاكي الدماء وسراق قوت الشعوب وآمالها أو أحلامها الوردية . صحيح أن في العراق ديكتاتورية أفل نجمها وعصفت بها القوات الأمريكية وفرح لها الشعب الذي ظن أن فجرا جديدا يطل عليه ، وأن جراح الأمس سوف تندمل ، وشمس الحرية تشرق من جديد تحمل في ضيائها اشياءا أخرى تعيد إلى الجميع مظاهر الحياة الآدمية التي ألفتها بل وشبعت منها الشعوب الأخرى ، لكنه وبعد ثمان سنوات استيقظ على حقيقة أن آحلامه ما زالت بعيدة المنال وأن بعض إخلاقيات رجال النظام السابق موجودة في تصرفات الحكام الجدد ، وأن الصورة الوردية ( لرجال إسلاميين مؤمنين ) كان يعتبرهم الشعب الأمل في الخلاص تبين انهم متهالكون على السلطة وعلى ملذاتهم الدنيوية فأصبحوا كابوسا مرعبا ، بعد أن أصل وجودهم الطاريء الكثير من مظاهر التخلف والجوع والفقر .

لقد بدأ الشعب العراقي يدرك بعد مخاض السنوات العجاف الماضية ، أن أحلامه لم يعد في وسعه أن يحققها حفنة من الوصوليين وعباد الدنيا ، ورجال سلطة نحرت بغرائزها الدنيوية كل آمال الطبقات المسحوقة ، وطفقت تمارس نهما شيطانيا غريبا في قضم المناصب والمال الحرام وقوت الفقراء والمساكين ، لقد مارست الرذيلة الدنيوية بأبشع صورها عندما استخفت بأبناء جلدتها من الكفاءات والعناصر المخلصة ، كي تبقى بعيدا عن انظارهم وهم يمارسون رذيلة سرقة المال العام .

إذن لم يبق أمام الطبقات المسحوقة في غالبية مدن العراق المحاطة بالبرك الآسنة والتخلف العمراني الغائب عن أي مظهر من مظاهر المدنية الحديثة ، مع امتلاك العراق لثروات طائلة ، تسربت لحسابات الأحزاب الحاكمة ورموزها السياسية وحواشيها من الوصوليين ، غير استخدام قوتها وحقها الدستوري في تغير واقعها المؤلم ، وهذا حق ليس في وسع أحد في العالم أن يساومهم عليه ، وخاصة أن حكام السنوات الثمان الماضية بإسلاميهم وليبرالييهم ، ما زالوا في سكرة المناصب التي انستهم كل شيء ، وعمقت فيهم نرجسية وأنانية غير قابلة للإصلاح . كما أن الطبقات المخلصة في المجتمع بدأت تنبه إلى خطورة أن يتصدى الفاشلون قيادة الأمة ، بعد أن ثبت ضعفهم أمام أنفسهم التي لاتفكر بغير مصالحها الذاتية ومصالح المقربين والمحيطين بها .

فلا نستبعد أن تختار الطبقات الفقيرة في العراق بمدنها وأريافها خيار الثورة على واقهم المتردي ، وأن ترفع قبضتها بوجه أناس فقدوا أي مشاعر للوطنية وتخلوا عن أي مسؤولية دينية ، وتحولوا من دعاة إصلاح إلى مفسدين ومدافعين عن الفساد . وهذا ليس محاولة للتجني على جماعة أو فرد ، بل إن أي قراءة متأنية في سلوك الحكومات العراقية الماضية سوف تريك وبما لايقبل الشك صحة ما ذهبنا إليه .

مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا

للتعليق على المقال : http://thenewiraq.com/?p=1449

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها / الحلقة الثانية العراق من الاحتلال العثماني إلى الاحتلال البريطاني أولاً ـ الاحتلال العثماني للعراق رزح العراق كما هو معروف تاريخيا تحت نير الاستعمار العثماني زهاء دماء ودموع تحت أشواك أكليل عَلَم العراق قال الثوار المناضلون يومها .... نموت ويحيا الوطن( العلم), بينما أنشد الأطفال الأبرياء ..عش هكذا في علوٍّ أيها العلم ..........إننّا بك بعد الله نعتصم,نعم مهمة إعلاء شأن الأوطان و حماية ساريات أعلامه تبقى ملقاة على عاتق و أعناق مناضليها , و لا لمحافظة أبناء شعبنا في سهل نينوى على ضوء برنامج (بالعراقي) الذي بثته قناة الحرة عراق في التاسعة من ليلة الاثنين 14 شباط 2011 حول استحداث محافظة لأبناء شعبنا في نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -3- المالكي والحريات الديمقراطية في العراق عشرة شهور احتاج المالكي لكي يفرض نفسه كممثل عن حزب الدعوة على كل القوى السياسية العراقية ويشكل
Side Adv1 Side Adv2