العراق يرجيء مناقشة الفيدرالية مع تزايد المخاوف من حرب أهلية
19/09/2006PNA- أرجأ النواب العراقيون مرة أخرى مناقشة مثيرة للانقسام حول الفيدرالية كانت مقررة يوم الثلاثاء بعد موجة من أعمال العنف أسفرت عن سقوط 50 قتيلا ودفعت الامم المتحدة الى التحذير من أن العراق بصدد الانحدار الى حرب أهلية.
وذكرت رويترز انه في واحدة من أكثر التصريحات صراحة عن العراق قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان أمام مؤتمر دولي يوم الاثنين "اذا استمرت الانماط الحالية للعداء والعنف لفترات اطول فالخطر كبير ان تنهار الدولة العراقية وربما يحدث ذلك في غمار حرب اهلية واسعة النطاق."
وجاءت تصريحاته في يوم شهدت فيه البلاد موجة تفجيرات لسيارات ملغومة وحوادث اطلاق رصاص وجرائم قتل طائفية في أنحاء العراق قبيل شهر رمضان الذي يتوقع مسؤولون أن تزيد فيه أعمال العنف من تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المسلحة.
وانفجرت سيارة ملغومة يوم الثلاثاء قرب مصنع لتعبئة اسطوانات الغاز في جنوب بغداد مما أسفر عن مقتل اثنين واصابة 24 اخرين.
ووافق نواب من الشيعة والسنة والاكراد في وقت متأخر الاثنين على تأجيل مناقشة مسألة الفيدرالية التي يخشى بعض العراقيين أن تسبب المزيد من اراقة الدماء وتقسيم البلاد.
ويرغب النواب الشيعة أن يناقش مجلس النواب العراقي مشروع قانون يحدد اليات الفيدرالية وهي من أكثر القضايا التي تسبب انقساما في العراق.
ومن جانبهم يخشى السنة أن تؤدي الفيدرالية الى تقسيم العراق وحرمانهم من حقول النفط في الشمال والجنوب. وهم يريدون اجراء تعديلات دستورية تضمن حقهم في تقاسم عائدات النفط.
وبعد مباحثات متواصلة وافق الزعماء على تشكيل لجنة برلمانية لتناول القضيتين في ان واحد.
وقال مصدر شيعي رفيع لرويترز في ختام الاجتماع "اتفقنا على تقديم مشروع القانون للبرلمان يوم الثلاثاء واتاحة وقت أطول للمناقشة."
وتحسبا لوقوع زيادة منتظرة في الهجمات قبل شهر رمضان في بغداد يعتزم مسؤولون أمريكيون وعراقيون حماية العاصمة من تفجيرات السيارات الملغومة من خلال اغلاق مداخلها بنقاط التفتيش والحواجز.
ولكن هجمات قاتلة وقعت خلال اليومين الماضيين الى الشمال والغرب من العاصمة حيث نقلت القوات الامريكية جنودا من محافظة الانبار لتعزيز الامن في بغداد.
وقال الجيش الامريكي يوم الثلاثاء إن جنديين أمريكيين قتلا في بغداد يوم الاحد وأصيب خمسة اخرون في انفجار ببلدة الديوانية في وقت متأخر يوم الاثنين.
كما لحقت أضرار بدبابة أمريكية في الديوانية الواقعة الى الجنوب من بغداد حيث أرسل قادة امريكيون تعزيزات قبل ثلاثة أسابيع بعد مقتل 20 جنديا عراقيا على الاقل في معارك ضارية بالشوارع مع ميليشيات شيعية.
وسلم الجيش الامريكي قيادة عمليات فرقة ثانية من الجيش العراقي الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يقول انه يأمل في تسلم السيطرة على معظم أنحاء العراق بحلول نهاية عام 2006.
وبدأت واشنطن تسليم الامن تدريجيا الى القوات العراقية حديثة العهد بموجب خطة لسحب قواتها في نهاية الامر.
وزادت خطط الانسحاب تعقدا نتيجة موجة من أعمال العنف الطائفية منذ تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في فبراير شباط مما أسفر عن مقتل الاف وأجبر اخرين على مغادرة المنطقة.