العراقيون أعتصموا مكبرين بذكرى تفجير سامراء
12/02/2007ايلاف/
سعى العراقيون اليوم لتحويل الذكرى الاولى لتفجير قبة مرقدي الامامين العسكريين للشيعة في مدينة سامراء الى يوم للوحدة الوطنية بين الشيعة والسنة الذين احيوا معا هذه الذكرى .. بينما اشار المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الى ان التفجير فشل في اشعال حرب طائفية ارادها التكفيريون المجرمون داعيا الى عدم التعرض "لاخواننا اهل السنة" باي قول اوفعل .. في حين اكد مسؤولون عراقيون كبار ان العراق لن يسقط في فتنة طائفية داعين العراقيين الى الوحدة والوقوف بوجه الارهاب .. فيما اعتصم العراقيون احتجاجا لمدة 15 دقيقة وسط تكبير المساجد والحسينيات وقرع اجراس الكنائس .
وفي بيان له بالمناسبة قال المرجع السيستاني ان التكفيريين المجرمين ارادوا ان يجعلوا من تفجير قبة مرقدي الامامين العسكريين منطلقا لفتنة طائفية لكنهم فشلوا في ذلك . وقدم التعازي للمسلمين بهذه المناسبة ودعا الحكومة الى التعجيل في اعادة بناء القبة .
واضاف السيستاني ان التفجير كان هدفه ان يكون منطلقا لفتنة طائفية شاملة ظنا من مرتكبيه انه سيقربهم من تحقيق اهدافهم الخبيثة وذلك بعد ان عجزوا عن اشعال فتنة طائفية لازيد من عامين منذ بدء الاحتلال . وقال انه بالرغم مما ارتكبه المجرمون من مجازر يومية الا ان المواطنين صبروا ولم ينحرفوا الى مهاوي الاقتتال الداخلي . واضاف "ان التفجير زج بالبلد في عنف اعمى حصد ولايزال ارواح عشرات الالاف من الابرياء ولايعلم الا الله متى تنتهي هذه المآسي ويوضع حد لمعاناة هذا الشعب المظلوم وتكف عنه ايادي الاعداء الطامعين" . ودعا السيستاني الحكومة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لاعادة تعمير الحرم المطهر والانطلاق منه الى ترسيخ الوحدة الوطنية بين المواطنين . وطالب العراقيين بان يتحلوا باقصى درجات الانضباط وان لايبدر منهم أي قول او فعل يسيء الى "اخواننا اهل السنة الذين هم براء من هذه الجريمة النكراء ولايرضون ابدا عنها" .
طالباني والحكيم
وفى بغداد نظم اليوم حفل لاحياء ذكرى التفجير حضره الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم الائتلاف العراقي الموحد الحاكم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم وشخصيات رسمية ودينية شيعية وسنية .وقال طالباني في كلمة له انه يستنكر بشدة جريمة التفجير وقال انها عمل ضد الاسلام والانسانية لان مرقدي الامامين هما رمزان اسلاميان خالدان . واشار الى ان التفجير يجب ان يدفع العراقيين الى مزيد من التضامن والتاخي ضد التكفيريين الذين ارادوا من عملهم شن حرب ابادة ضد العراقيين جميعهم . ورفض تسمية الشيعة بالرافضة والاكراد بالخونة والسنة بالمرتدين مشددا على ضرورة العمل من اجل تحويل الحرب ضدهم الى حرب ابادة ضد الصداميين والتكفيريين .
ومن جهته قال الحكيم ان تفجير قبة المرقدين كان سيشعل حربا اهلية خطيرة تمتد اثارها الى المنطقة باجمعها في حرب اقليمية مدمرة لولا المواقف الحكيمة للمراجع الدينية والقوى السياسية الخيرة التي عملت على انهاء العنف وصيانة وحدة العراقيين . ودعا الى العمل من اجل الوقوف بوجه الصداميين والتكفيريين وافشال مخططهم لتمزيق وحدة العراقيين واشعال الحرب بينهم من اجل عودة النظام الدكتاتوري السابق . واشار الى ان المجرمين اختاروا مدينة سامراء لارتكاب جريمتهم نظرا للتعايش التاريخي بين الشيعة والسنة فيها . وقال ان بقاء المرقدين مغلقين لحد الان امر يثير الاسى في النفوس .وطالب الحكيم بالاسراع في تعمير المرقدين وتأمين الحماية لهما وتوفير الحماية لطريق الزوار الى سامراء (110 كم شمال غرب بغداد) . ودعا الى تشكيل لجنة من الوقفين الشيعي والسني لاحصاء مادمر من مساجد ومراقد للعمل على اعادة اعمارها وصيانتها وحمايتها و تشكيل هيئة شيعية سنية للتقريب بين المذاهب والاتفاق على مواقف موحدة من مختلف القضايا التي تهم المسلمين .
المؤتمر الاول لرافضي تفجير مرقد الامامين
وفي احتفال مركزي نظم في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) بمشاركة شخصيات وعلماء دين شيعة وسنة قال نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ان المجرمين ارادوا بتفجير قبة الامامين في سامراء اثارة فتنة طائفية بين العراقيين لكن المراجع الدينية فوتت عليهم تحقيق اهدافهم . واشار الى انه كلما اتجه العراق الى انجاز كبير حاول الارهابيون افشال ذلك وقال ان العراق كان يستعد لتنظيم انسحاب القوات الاجنبية لكن الارهابيين ارتكبوا جريمتهم في سامراء لاحباط ذلك .
وشدد بالقول ان العراق لن يسقط في براثن الفتنة الطائفية وقال انه بعد التفجير استغل الاعلام وبعض الدوائر في الخارج ما حصل من توتر في النفوس فبدأوا بالتلويح والترويج للحرب الاهلية "لكننا بفضل شعبنا وحكومتنا بتوجيه من مراجعنا استطعنا ان نستوعب كل هذه المحاولات على خطورتها ونستوعب التدهور الامني الذي حصل بعدها من خلال ازدياد معدلات القتل الفردي والتهجير وان نسقط مخططات الاعداء" . وقال ان السلطات مصممة على فرض الامن في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها وتوجيه ضربة نوعية للارهابيين والقضاء على احلامهم في العودة الى التحكم بالعراقيين موضحا ان امن بغداد هو مفتاح الامن في جميع انحاء العراق .
واشار الى انه ليس امام العراقيين خيارات كثيرة لكي يعيشوا بامن واستقرار وقال "نحن باقون في العراق ولن ننسحب منه وسنقاتل حتى تحقيق النصر والنجاح" . واضاف ان العراقيين مطالبون بالتصدي لخيارات ثلاثة .. اما ان ينتصروا وينجحوا بكلفة بسيطة او ان ينجحوا بكلفة غالية .. واما ان يسحقوا بعضهم البعض وان ينقسم العراق وهذا غير وارد .. واما المشاركة الجماعية في بناء العراق والعمل على استقراره وهو مامطلوب الان بالحاح .
ومن جهته اكد الشيخ يوسف الحمداني نائب رئيس جماعة علماء العراق السنية ان الارهابيين لن يستطيعوا تمزيق الصف الوطني العراقي مشددا على ضرورة تمسك العراقيين بوحدتهم . واكد ان العراقيين لن يتفرقوا لانهم متمسكون بدينهم وقرانهم . وطالب الحكومة بضرورة الاسراع ببناء قبة الامامين العسكريين "لان بقاء اثار فعل التفجير الاجرامي هو جزء من المشكلة التي يجب حلها باعادة البناء وانهاء اهداف الارهابيين من فعلتهم" .
وعلى الصعيد نفسه انطلقت في محافظة النجف اليوم تظاهرة ضخمة بمشاركة شيوخ وأبناء عشائر الفرات الأوسط وعدد من المسؤولين السياسيين والشخصيات الدينية وأهالي المحافظة إستنكارا لتفجير مرقدي الإمامين العسكريين قبل عام ولعدم جدية الحكومة العراقية في إعادة بنائهما كما قال مصدر عشائري . وشارك في المسيرة وفود سنية من مختلف المحافظات للتعبير عن إستنكار أهل السنة للحادث الإجرامي.
اعتصام وتكبير في المساجد وقرع في الكنائس
وقد اعتصم العراقيون ظهر اليوم وكبرت المساجد والحسينيات وقرعت الاجراس في الكنائس لمدة 15 دقيقة اليوم احياء للذكرى الاولى لتفجير مرقدي الامامين العسكريين بينما اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي ان التفجير استهدف اشعال فتنة شيعية سنية بين المسلمين في العالم .
وجاء الاعتصام والتكبير تنفيذا لدعوة المالكي الذي ناشد في بيان جميع العراقيين امس الى الاحتجاج على فاجعة سامراء التي قال ان الصداميين من انصار الرئيس السابق صدام حسين والتكفيريين من المسلحين العرب . وقال البيان (إحتجاجاً على فاجعة سامراء التي إرتكبها التكفيريون والصداميون وحماية للمقدسات الدينية وتكريساً للوحدة الوطنية تدعو الحكومة العراقية جميع العاملين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وعموم المواطنين للإعتصام لمدة خمس عشرة دقيقة وذلك في الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد كما تدعو إلى ترديد التكبير في المساجد وقرع الأجراس في الكنائس).
التفجير اشعل عنفا طائفيا
وكان تفجير المرقدين في مدينة سامراء (110 كم شمال غرب بغداد) التي يسكنها خليط متعايش من السنة والشيعة قد فجر عنفا طائفيا غير مسبوق ادى الى مقتل عشرات الالاف من العراقيين وتهجير 120 الف عائلة الى داخل البلاد وهروب حوالي المليون ونصف المليون من المواطنين الى دول الجوار وبلدان اوربية اخرى في موجة نزوح اعتبرتها الامم المتحدة الاكبر منذ هجرة الفلسطينيين عام 1948 . وبرغم اتهام السلطات العراقية لانصار صدام والمسلحين الاجانب الا انه لم يعلن لحد الان عن اعتقال الضالعين في التفجير او تقديمهم الى العدالة برغم ان مسؤولين عراقيين اشاروا في مناسبات عدة الى تواطؤ حراس المرقدين مع مرتكبي هذه الجريمة ,
المالكي يدعو للوحدة والتضامن
ومن جهته اكد المالكي ان تدمير مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء في الثاني عشر من شباط (فبراير) من العام الماضي هدف الى اشعال حرب اهلية وفتنة طائفية بين الشيعة والسنة في العالم الاسلامي وقال ان هذه الجريمة تمت بدعم ومساندة الصداميين "انصار الرئيس السابق صدام حسين" الذين كانوا يحلمون باعادة الدكتاتورية ووجه اللوم الى مرجعيات دينية قال انها لم تصدر فتواى دينية تعتبر منفذي هذه الجريمة خارجين عن الدين الاسلامي وتحددهم بالاسم وتعلن صراحة حرمة الإنخراط في هذه الجماعات المنحرفة .
واضاف المالكي في بيان اليوم لمناسبة الذكرى الاولى لتدمير المرقدين وارسل مكتبه الاعلامي نسخة منه الى "ايلاف" ان الهدف من التفجير كان اثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ليس في العراق فقط انما في عموم العالم الاسلامي وان اختيارهم لمدينة سامراء كان محسوبا فهذه المدينة التي تحتضن المرقدين قد عاش ابناؤها من الطائفتين السنية والشيعية في تآخ ووئام على مدى مئات السنين . وقال ان عاما من المآسي والتهجير القسري والقتل على الهوية وتدمير البنى التحتية واستهداف المدنيين الابرياء بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة يعد استمرارا للخطة الشريرة للارهابيين التي بدأت مع تفجير مرقد العسكريين .
واضاف ان مؤامرة الزركة في النجف التي احبطت مؤخرا تمثل تكراراً لمأساة سامراء ولكن بغطاء جديد وتحت شعارات دينية منحرفة في مخطط لاشعال فتنة طائفية ومذهبية بهدف تمزيق الوحدة الوطنية . واوضح انه تم القاء القبض على العديد من المتورطين في تنفيذ هذه الجريمة النكراء . واكد التصميم على اعتقال بقية الارهابيين وتقديمهم للعدالة كما ان الحكومة عازمة وبكل جد على اعادة بناء الحضرة الشريفة وباقرب وقت ممكن
ودعا العراقيين بكل مكوناتهم الى رفع نداء المحبة والسلام والعمل على طي هذه الصفحة السوداء التي لوثت تاريخ العراق . واعرب عن تطلعه ل اقامة دولة المؤسسات التي تحترم فيها جميع الاديان وتصان الشعائر والمعتقدات من أجل بناء العراق الذي سيكون لكل العراقيين ولا ملاذ فيه للارهابيين .وقال ان العراقيين يتذكرون مع المسلمين في جميع انحاء العالم بألم وحزن الجريمة الكبرى التي ارتكبها التكفيريون بتفجير مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء العام الماضي هذه الفاجعة التي لم يشهد موطن الانبياء والصالحين والمقدسات لها مثيلا .
واشار الى ان الهدف من تفجير مرقد الأمامين العسكريين كان اثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ليس في العراق فقط ، انما في عموم العالم الاسلامي ، وان اختيارهم لمدينة سامراء كان محسوبا ، فهذه المدينة التي تحتضن المرقدين قد عاش ابناؤها من الطائفتين السنية والشيعية في تآخ ووئام على مدى مئات السنين .
واوضح ان عاما من المآسي والتهجير القسري والقتل على الهوية وتدمير البنى التحتية واستهداف المدنيين الابرياء بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، يعد استمرارا للخطة الشريرة للارهابيين التي بدأت مع تفجير مرقد العسكريين . واضاف ان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والقوى السياسية الوطنية قد تصدت لهذه المؤامرة الخبيثة ونجحت في تطويق تداعياتها المأساوية، على الرغم من المواقف غير المسؤولة لبعض الاطراف والجهات التي حاولت استغلال الفاجعة لتحقيق اهداف تضر بالوحدة الوطنية ، كما ان شعبنا العراقي العزيز، وبما عرف عنه من اعتصام بحبل الله واصاله وشهامة ونبل ،استطاع ان يتسامى فوق جراحاته، ويحافظ على وحدته الوطنية، ويفضح ادعياء الجهاد والمقاومة الذين لم يقتلوا الا المدنيين الابرياء ، ولم يضربوا الا مقدساته التي هي اعز مايملك.
وعبر عن اعتقاده بان السيارات المفخخة واحزمة الموت لم تكن تحصد ارواح الالاف من المدنيين الابرياء على مدى العام الماضي؛ لو ان هذه المرجعيات قد اصدرت فتوى دينية تعتبر فيها الجهات التي نفذت جريمة سامراء خارجة عن الدين الاسلامي وتحددها بالاسم وتعلن صراحة حرمة الإنخراط في هذه الجماعات المنحرفة .
وخاطب المالكي العراقيين قائلا "لنعمل جميعا على طي هذه الصفحة السوداء التي لوثت تاريخ العراق، ونتطلع لاقامة دولة المؤسسات التي تحترم فيها جميع الاديان وتصان الشعائر والمعتقدات من أجل بناء العراق الذي سيكون لكل العراقيين ولا ملاذ فيه للارهابيين" . ودعاهم الى التمسك بروح الاخوة والمحبة والتسامح ، لقطع الطريق على دعاة التكفيروالارهاب والطائفية المقيتة ، كما نطالب جميع القوى السياسية لنبذ الصراعات والخلافات وكل مامن شأنه الاضرار بالوحدة الوطنية والعمل معا لخدمة العراق الذي يحتاج الى طاقات وجهود الجميع .