Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العراقيون يعانون نقص الخدمات في الصيف الطويل الحار

12/07/2007

رويترز/
ينام الطفل العراقي سرمد قيس على سطح منزله في بغداد متطلعا بشدة للافلات من الحر الخانق بداخله. وتقول أسرته انه ليس لديها كهرباء منذ 20 يوما. وأجهزة تكييف الهواء عديمة النفع لا يمكن تشغيلها.

ولا يبالي سرمد بضبط المنبه للاستيقاظ من أجل الذهاب الى المدرسة فاصوات قذائف المورتر بعد الفجر كافية في العادة للتكفل بهذه المهمة.

وقال سرمد البالغ من العمر تسعة اعوام متحدثا خارج منزله الواقع في حي الكرادة وسط بغداد والذي يوجد به شأنه شأن معظم البيوت العراقية سطح يوصل اليه درج داخلي "عدم وجود الكهرباء والماء يضايقني حقا."

وتابع " لايمكنني الاستحمام ولا مشاهدة افلام الرسوم المتحركة ولا يمكنني النوم بسبب الحر والبعوض. واستيقظ معظم الايام صباحا على صوت الانفجارات وقذائف المورتر."

ويقول كثير من العراقيين ان معظم الخدمات في أسوأ مستوياتها منذ عقود. وتسببت أكثر من اربع سنوات من الحرب في اصابة البنية التحتية بالشلل بينما ادى العنف المستمر بلا هوادة في إعاقة جهود اعادة البناء.

ومما يزيد الامر سوءا درجات حرارة الصيف التي يمكن ان تظل فوق 40 درجة مئوية حتى أثناء الليل.

ويقول بعض السكان انهم يحصلون على الكهرباء في بغداد ومناطق اخرى نحو ساعتين في اليوم بينما تنقطع امدادات المياه لايام في العادة. ويصطف سائقو السيارات احيانا لنصف يوم من اجل تزويد سياراتهم بالوقود.

وقال مصطفى الزبيدي سائق سيارة اجرة انه امضى تسع ساعات وسيارته تسير بضعة مئات من الامتار في صف يتحرك ببطء في حر بغداد القائظ للحصول على الوقود.

وحقيقة أن العراق لديه ثالث اكبر احتياطات نفطية في العالم تزيد من شعوره بالاحباط.

وقال قبل ان يقترب من محطة الوقود "لا أدري هل أضحك ام أبكي عندما ارى وضع الوقود في بلد يجلس على بحر من النفط."

وقالت أسرة قيس انه ليس لديها أدنى فكرة عن سبب انقطاع الكهرباء عنها لمدة 20 يوما. وقال مسؤول من وزارة الكهرباء ان الانقطاع سببه حاجة كابلات (اسلاك) في الحي الى الاصلاح.

لكن النوم على السطح امر لا يخلو من المخاطر.

فقد قتلت قذائف مورتر سبعة اشخاص من عائلة واحدة في حي الفضل السني في بغداد الاسبوع الماضي بينما كانوا نياما على سطح منزلهم. وقالت الشرطة ان القتلى بينهم زوجان واطفالهما الذين تتراوح اعمارهم بين التاسعة والسابعة عشرة.

وقال جارهم ابو احمد "اعرفهم منذ 15 عاما. وفجاة حدث ذلك وقتلوا بهذه الطريقة المروعة.

"أمر محزن."

ولم يتسن الوصول الى مسؤولين عراقيين لاعطاء تفاصيل بشأن توليد الكهرباء وامدادات المياه.

لكن مؤسسة بروكينجز ومقرها واشنطن التي تجمع معلومات عن العراق قالت ان متوسط الامداد اليومي بالكهرباء في مايو ايار كان 5.6 ساعات مقارنة بحوالي 16 الى 24 ساعة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وفي جلسة بالبرلمان يوم الاثنين حاول وزيرا النفط والكهرباء شرح المشكلات التي تكمن خلف النقص الحالي في الخدمات الاساسية.

وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني لنواب البرلمان ان اعمال التخريب التي يقوم بها متمردون والاشخاص الذين يحدثون ثقوبا في انابيب الوقود لسرقة منتجات النفط المكرر سبب رئيسي في نقص الوقود.

وقال الوزير انه في خط انابيب واحد بين بغداد وبيجي تم العثور على 1488 ثقبا في اشارة الى خط انابيب رئيسي يتجه من مصفاة في مدينة بيجي على بعد 180 كيلومترا جنوبي العاصمة وقال انه لا يعمل حاليا كخط انابيب بل اصبح اشبه بالمنخل.

وقال وزير الكهرباء كريم وحيد ان التخريب المنتظم هو السبب الذي يلقى عليه باللوم في هذه الازمة في وزارته الى جانب الاجراءات البيروقراطية المطولة لتوفير التمويل لمشروعات صيانة جديدة.

انها حلقة مفرغة.

وقال مسؤولون في بلدية بغداد ان الماء لا يمكن تنقيته وضخه بدون الطاقة. وتقول وزارة الكهرباء ان جزءا من المشكلة هو نقص الوقود لتشغيل محطات الطاقة بينما تقول وزارة النفط ان نقص الكهرباء يرفع يشدة الطلب على الوقود من اجل المولدات الصغيرة في المنازل.

وتقول لمياء حسن وهي ام لثلاثة أطفال ان أسرتها تعد الايام لحلول شهري اكتوبر تشرين الاول ونوفمبر تشرين الثاني حينما يبرد الطقس.

وقالت لمياء " لا يمكن لاحد تحمل الحر. أطفالي لا يفهمون لماذا لا يمكنهم مشاهدة التلفزيون او النوم ليلا.

"لسنا جشعين..تخلينا عن امل الحياة مثل سائر العالم منذ وقت طويل... كل ما ننشده هو رفاهة الحصول على المياه والنوم جيدا بالليل." Opinions