العنف ضد المراة العراقية
تطرقت الى هذا الموضوع اكثر من مرة والان مع هذه الحملة في الحوار المتمدن شجعتني لاكتب ثانية وثالثة .قضية المراة العراقية بين المد والجزر نتقدم خطوة واذا نجد نفسنا رجعنا خطوتين الى الوراء والان نحن في وضع تراجع . كل يوم يزداد العنف على مستوى الشارع وعلى مستوى العائلة وكل منطقة في العراق تختف ظروفها عن الاخرى . في الجنوب والوسط ظروف حرب لكن في كردستان العراق اكثر ظروف الاستقرار رغم ذلك العنف متواصل لابل متزايد وعليه يجب دراسة هذا الموضوع دراسة دقيقة مفصلة اكاديمية . يجب البحث عن جذور هذه الجرائم ليتسنى لنا معالجتها بشكل صحيح .وهنا انقل تصريح قائد الشرطة قبل يومين .
(( قائد شرطة البصرة ينفي وجود دوافع عشائرية وراء ظاهرة قتل النساء
العين / البصرة
أكد قائد شرطة محافظة البصرة اللواء عبد الجليل خلف ان الفحوصات التي اجريت على جثث بعض النساء اللواتي جرى اغتيالهن اثبتت حملهن في بطونهن.
نافياً في الوقت نفسه ما تردد على لسان بعض المسؤولين حول وجود دوافع عشائرية ادت الى قتلهن او لاسباب تتعلق لانتماءهن لحزب البعث كما يشاع.
واضاف خلف في تصريح خص به وكالة (العين) "ان الدوافع الحقيقية وراء قتل النساء هي دوافع دينية متزمته."مشيرا الى ان "المغدورات تم قتلهن بعدة وسائل منها الرمي بالرصاص والشنق بواسطة الاسلاك والطرق على رؤوسهن، على حد قوله. ))
اذا كانت الدوافع هي دينية متشددة اذن يجب الطلب من رجال الدين ان يتدخلو بهذا الامر . لانها حياة انسانين المراة والجنين الذي في بطنها . يجب اطلاق حملة اخرى على مستوى الاعلام المرئي والمسموع ويكون الحوار بين رجال الدين والمرجعيات الدينية وبين خبراء في القانون الدولي والعراقي . اعرف قسم من رجال القانون اتمنى ان يتدخلو بهذا الامر ومنهم اناشد د. ازهار الشيخلي الوزيرة السابقة لشؤون المراة ." اود الاشارة د. شهلة الحائري ابنة اية الله الايراني قامت ببحث ميداني دقيق وعلمي غير سياسي بخصوص زواج المتعة في ايران . توصلت الى نتيجة ( ان رجال العمائم في ايران هم السبب في كل الاهانات والقسوة ضد المراة الايرانية ) , والفساد الاخلاقي الموجود في ايران صورته " ان هؤلاء العمائم خلقت بزنس اسمه زواج المتعة وهذا اكبر استهتار بحق القوانين والمواثيق العالمية التي وضعت المراة كيان مستقل لها نفس حقوق وواجبات الرجل لابل تقوم بمهمة بيولجية لايستطيع الرجل ان يقوم بها وهي الحمل والولادة والرضاعة والتربية وهي تقوم بها مجانا لابل تعتبر انسان من الدرجة الثانية في هذه البلدان المتخلفة . "فكيف نعالج الامر في جمهورية البصرة الايرانية؟؟ "
لدي وجهة نظر باسباب هذه الظاهرة
1- القوانين العراقية . نحن في القرن الواحد والعشرين وقانون العقوبات رقم 111 يعطي الحق للرجل بضرب زوجته ويسمى ( حق تأديب الزوج للزوجة ) بمعنى اخر حق ضرب المرأة مكرس في القانون العراقي . الكثير من النساء يتعرضن الى الضرب والاهانات امام اطفالهن واكثر من ذلك امام الاقارب والجيران . واحيانا اهل الزوج ايضا يتطاولون عليها مثل اخ الزوج او اب الزوج . والزوج يرى بذلك مسألة طبيعية . كثيرات النساء اللواتي يسكتن على هذا التعدي الصارخ فقط تهربا : لسببين خوفا من الطلاق او الزواج من الضرة " اي يتزوج عليها " . ثانيا الفضيحة في كل الاحوال المجتمع يدينها وليس من قانون يحميها ." والان مع حكومة المعممين ازدادت هذه الظاهرة لان رجال الدين بشكل عام لم يحترمو المراة ولازالو يعيشون بالتفكير الجاهلي الذي يقول" المراة عورة" . فكيف نطالب من هكذا حكومة ان تعالج موضوع معقد مثل هذا .
2- الاسباب التاريخية العنف التاريخي في مجتمعنا ضد المراة جذور عميقة . احد اسبابه الرئيسية هي النظرة الدونية للمراة وتفضيل الذكر على الانثى يبدأ من اول يوم من ولادة الطفلة . هذا هو الاساس في الفكر الذكوري الجاهلي وبقي يتوارث عبر قرون وتحول الى عادات وتقاليد موروثة تحتاج الى دراسات واجراءات كثيرة لاختراقها . لان المجتمع دائما مع الذكر والمراة حتى وان كانت الضحية فهي المذنبة والمغضوب عليها . واصبحت الانثى تتقبل العنف العائلي ببساطة وكأنه امر مألوف . اذا اشتكت عند اهلها او جاراتها تتلقى الجواب التالي " من منا لم يضربها زوجها " اذن تعتقد الامر طبيعي اذن لماذا تعترض .
3- الفكر القبلي الذي كان يعتقد العشيرة هي بعدد وصلابة والقوة القتالية بازلامها اولا لان الرجل يحمل اسم العائلة ثانيا الرجل هو الذي يدافع عن العشيرة "بتفكته " المقدسة لانها هي التي تحميه وتحمي عرضه وفق المفهوم العشائري .
4- ثقافة المجتمع الشرقي . المواطن العراقي ضعبف التمييز بين الحقوق والواجبات . الرجل يشعر ان الحق معه في كل الاحوال . المراة تشعر ان هكذا تفتهم الحياة عليها فقط واجبات في العائلة والمجتمع دون حقوق . هنا اقصد الغالبية العظمى من نسائنا هذا تفكيرها . هل هذا اصله الدين يجب ان يجب عليه رجال القانون ورجال الدين ؟؟
5- التربية البيتية هي عامل مهم للانسان في اغلب بيوت العراق عامل القسوة والضرب والاهانات هي السائدة من قبل الاب والام وبعدها ياتي الاخ الاكبر وهكذا يتوارث العنف الذكر في العائلة ليس بحق المراة فقط بل بحق الاصغر منه سننا . كثيرا ما تسكت عن حقها مما يتمادى الرجل اكثر بالعنف عليها . ويأتي بعدها ايضا استخدام العنف في المدرسة العصى الغليظة موجودة في المدارس الابتدائية .
6- الرجل يشعر انه هو المسؤول الاول والاخير عن توفير مصاريف العائلة وبهذا يشعر ان مركز قوته اكبر في العائلة وعلى الجميع ان يخضع لكلمته ومن خالف فيجب ان ياخذ عقوبة وعادة ما تكون الضرب والاهانات .
لهذه الاسباب التي ذكرتها يتطلب معالجة الموضوع بتأني ودراسات عميقة وشافية من قبل " الهيئات المختصة _ منظمات المجتمع المدني _ الجامعات والمراكز الاكاديمية " علماء الاجتماع بشكل خاص وبعدها تقديم مقترحات عملية لمعالجة الموضوع من جذوره .
عليه اقترح بعض الحلول
السؤال هنا ماذا نعمل؟؟
1- الغاء كل النصوص الموجودة في القوانين العراقية التي تخص العنف ضد المراة مثلا مادة تخص التأديب . بمعنى اخر تشكيل لجنة خاصة من رجال القانون المختصين لاعادة كتابة قانون الاحوال الشخصية مستندين على المواثيق الدولية وتكون المراة عنصر اساسي فيها بعيدا عن الاجندات السياسية .
2-- خلق مراكز تسمى مراكز رعاية شؤون العائلة لتحمي ضحايا العنف العائلي مدعومة من الحكومة العراقية واعداد كادر كبير من باحثات اجتماعيات ومحاميات متختصات في كل انحاء العراق .
3- في العراق يجب تشكيل مركز للبحث والدراسة بقضايا المراة ينضم اليه من الاكادميين الرجال اكثر من النساء هذا المركز يقوم بدراسات ميدانية بين النساء والرجال ومنها تنزل بعض التوصيات الى المناهج الدراسية . بالاضافة الى تشجيع الجامعات العراقية لتقديم بحوث ودراسات بهذا الخصوص . العراق بحاجة الى ترسيخ ثقافة التسامح والسلام اكثر من اية بقعة اخرى .
4- هذا المركز يقدم مشاريع ومقترحات مكتوبة الي الجهات الممولة للمشاريع منها مثلا , او (المؤسسات المعنية بقضايا المراة ,UNEFIM)او الحكومة العراقية ويعلن عنها في الاعلام لاعطاء صورة للرجل ان هناك جهة من الحكومة او من الهيئات العالمية تقف مدافعة عن حق المراة المعنفة اذ ان هذه ظاهرة مريضة في المجتمع العراقي . للاسف في العراق المجتمع المدني لازال لم يقف على رجليه لان الكثير من هذه المنظمات مسيسة من قبل الاحزاب وهنا تفقد وظيفتها الاولى وهي مراقبة امور الدولة وتمثيل الشعب امام الدولة . الذي يحصل بعض المنظمات تمثل الاحزاب امام عامة الناس . هذا خلل كبير تتحمله الحكومة الحالية لانها لم تبقي شي ولم تجيره لحساب حزبها .
5- وزارة المراة مشلولة هي الاخرى هي وزارة سياسية وليس مدنية . على المرأة العراقية ولجنة شبكة المراة مقضاة هذه الوزارة . ماذا تعمل وهي ساكتة امام كل هذه الخروقات ؟
6- يجب فضح كل قضية تصل الى المحاكم من خلال الاعلام . لازال الاعلام مقصر كثيرا بهذا الخصوص والسبب بذلك ان الذين يشرفون على الاعلام غالبيتهم اناس متخلفين لايفقهون ماهي حقوق المواطنة وغالبيتهم لم يعترفو بالمراة كيان مستقل له حقوقه وواجباته كما للرجل وهنا الكارثة .
7- يجب تفعيل الاعلام العراقي وبالذات الراديو والتلفزيون وتدريب الكادر الاعلامي للتقصي عن هذه الحقائق . من خلال حماية رجال الاعلام وخاصة النساء منهم . على المنظمة العالمية للصحافة ان تضغط وتحاسب الحكومة والاحزاب السياسية المهيمنة على الحكومة بهذا الخصوص .
9- يجب الاهتمام بالنساء اللواتي يكتبن عن العنف وعن قضية المراة والاخذ برأيهن في المشاريع المكتوبة والبرامج الاعلامية . الان يوجد عدد من هذه المشاريع بشكل عفوي دون اللجوء الي خبيرات بقضية المراة .
10- يجب تشجيع طلبة الجامعة من كلا الجنسين الى الدراسات الاجتماعية ليكون هو الجيل الصاعد للتثقيف بهذه القضية العويصة في المجتمع العراقي الجديد .
11- الاهتمام بالقضاء العراقي وتغيير ذهنية القضاء امر ضروري جدا والمجيئ بنساء قاضيات غير مسيسات للبت بامورالمراة .
12- يجب تشكيل هيئة من نقابة المحامين تضم نساء ورجال حقوقين يدرسون كل حالات العنف ضد المراة مستعينين بتقارير طبية وتقارير مراكز الشرطة وتقارير المنظمات المدنية والنسوية ابتداءا من الريف ثم المدينة وفضح كل هذه الحالات بدون استثناء على مستوي الاعلام .
13- تبديل وزير التربية الموالي لايران . نحن بحاجة الى تشكيل لجنة قضائية تربوية لتدرس كل المناهج الدراسية وتثبيت مقولة حقوق الانسان في المناهج الدراسية ابتداءا من المراحل الابتدائية .
14- خلق برنامج تلفزيوني اسمه الرجل والعنف العائلي . هذا البرنامج يجب ان يمول من الحكومة العراقية ويبدأ البرنامج بمقابلة رجال الدين اولا ثم رجال السياسة بهذا الخصوص .
15- بالضرورة ان تطلب الحكومة العراقية والمجتمع المدني من الهيئات الدولية المختصة وذو الخبرة لمساعدة العراق وتقديم مستشارات ومستشارين لدراسة الموضوع بدقائقه والاستفادة من تجارب الاخرين
16- المراة في العراق طاقات بشرية كبيرة يجب زجها في العملية الانتاجية والاقتصادية كي تشعر باستقلاليتها مما يعطيها عامل القوة في المجتمع كما يجب النظر بتساوي الاجور بين الرجل والمراة .