Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الفريق العراقي في خليجي (19)


... سلسلة مقالات في الرياضة ...

يكتبها في حلقات المتابع الكروي والمصارع
والمدرب الدولي السابق

حسين إسماعيل الأعظمي





عمـَّان / كانون الثاني January 2009
الفريق العراقي
في خليجي (19)

نال الفريق العراقي لكرة القدم ، الويلات تلو الويلات من إدارات الإتحادات الرياضية الكروية الخليجية ، بل حتى من المسؤولين الرياضيين في بلدان الخليج العربي ..! منذ أن أقحم الفريق العراقي نفسه في بطولة كأس الخليج العربي لأوّل مرة عام 1976 في دورتها الرابعة بقطر (لعن الله السياسة ..!) حيث ظـُلم الفريق العراقي مرات عديدة وسرقت الكثير من حقوقه ..! خلال البطولات الخليجية وبطولات أخرى نكون فيها معا ..! وبقي هذا الظلم والتجاوز على حقوق الفريق العراقي حتى هذا اليوم ، إن كان ذلك بقصد أو بغير قصد ..! والدليل على ذلك ، الطريقة التي تم فيها إخراج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا .. ورغم أنني أعتقد أنَّّّّّ هذه النتائج شبه طبيعية ..! لان الفريق العراقي أقحم نفسه في منافسات مع فرق اقل منه شانا حتى ذلك الحين من عقد السبعينيات .. فريق كبير كان حتى هذه الحقبة من القرن العشرين يفوز على هذه الفرق بأهداف عديدة في كل مباراة يلتقي فيها بإحدى هذه الفرق الشقيقة .. وأتذكر مباراتنا في بطولة كأس العرب المقامة في بغداد عام 1966 حين لعب فريقنا بالخط الثاني للمنتخب ، مع منتخب البحرين ، وفوز فريقنا بعشرة أهداف مقابل هدف واحد (10/1) ..! كذلك اتذكر مباراة أُخرى حضرتها في ملعب الكشافة الشهير ضمن نفس البطولة العربية بين الفريق الليبي وفريق سلطنة عمان ، انتهت النتيجة بعدد من الاهداف لايمكن تصديقه وذلك بفوز الفريق الليبي بواحدٍ وعشرين هدفا ً دون مقابل للفريق العماني (21/0) ..!! ومع ذلك خرج الفريق العماني من الملعب متوجها الى الفندق وهو يغني ويصفق داخل السيارة الخاصة بهم .. ولنا في نتائج الفريق العراقي مع اشقائه الخليجيين في بطولة كأس الخـــــــــليج الرابعة والخامسة أُسوة حسنة ..!
بقيت أعين الحساد المجنونة من مسؤولي ولاعبي وجماهير دول الخليج العربي ، تنظر الى فريقنا بغيرة واضحة حتى اسقطته في الهاوية بمرور السنوات .. رحم الله امرء ٍ عرف قدر نفسه .. حيث لم يعرف فريقنا قدر نفسه ، وهكذا فهو يستحق كل ما وصل اليه من نتائج ، رغم إعتقادي ، ان الامور التحكيمية في البطولات لو كانت تجري بحريتها دون شراء الذمم والعمل في الخفاء .. لما نال الفريق العراقي ماناله ويناله حتى اليوم من ويلات أثّرت على كيانه النفسي والمعنوي بصورة تثير الشفقة ..
أنا والجميع مسرورون من تطور الكرة الخليجية ، وهو شيئ مشروع للجميع .. ولكن للأسف كان كثير منه على حساب الفريق العراقي الذي لم يعرف أين يضع وجهته في الوقت المناسب ، فالفريق السعودي مثلا ، لم يصعد الى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية لو لم يتلاعب ومعه معظم الخليجيين بنتائج فريقنا خلال تصفيات بطولات كأس العالم الماضية ، فمرة أو مرتين على الاقل كان فريقنا الأحق في الصعود إلى نهائيات كأس العالم ..! ولكن هكذا سارت الأمور .. رشوة المحكمين وشراء ذممهم وغير ذلك من أساليب رخيصة كانت مستفحلة أكثر في العقد التسعيني من القرن الماضي ، أي بعد فرض الحصار الاقتصادي والسياسي على بلدنا العراق وإضعافه في كل امور الحياة .. والحرب العلنية والسرية التي عانى منها العراقي من أشقائه المحيطين به ..!
هذه الظروف التي كانت في الحقيقة ممتزجة بالظرف السياسي وغيرها ، هي التي فسحت المجال واسعا في تطاول الإخوة الرياضيين في دول الخليج على حقوق الفريق العراقي ، ومنها الفريق السعودي كي يفرض نفوذه في الساحة ليصعد الى كاس العالم لأربع ِمرات ٍ متتالية .. شِئنا أم أبيْنا ، ورغم كل الظروف كتب التاريخ هذا ..! والأمر لا يحتاج الى برهان ، فالمباريات كانت تنقل الى الجماهير عبر قنوات التلفزيون ، ويتحمل معظم أسباب ذلك الاتحاد الاسيوي وعلى راسه السيد محمد بن همام ..! ولا يقتصر الامر على الفريق السعودي فقط ، وإنَّما معظم دول الخليج ..! ولو إنتبهنا الى ردود فعل سمو الأمير سلطان بن فهد ، بعد مباراة الفريق السعودي وكوريا الجنوبية ضمن تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، وكلامه الإنفعالي على حكم المباراة نتيجة خطأ او أخطاء حصلت في المباراة لم يتم التاكيد على صحتها ، ومن ثم خسارة الفريق السعودي في تلك المباراة .. ربما هذه هي المرة الاولى التي يشعر إخوتنا السعوديين بغبن في التحكيم ..! فكيف ونحن دائما مسلوبو الحقوق ..!
واليوم أرى ، أن يصب الاتحاد العراقي جلَّ اهتمامه في سبيل تطور فريقنا الكروي ويترك جانبا ، الأسى والتأثر من خسارة فريقنا الكروي في خليجي 19 ، والعمل على تلافي الأخطاء في المستقبل بعد ان نكون قد استفدنا واتعضنا من أخطائنا .. فالفشل تجربة ممتعة ..! إذا استفدنا من أخطائنا .. ونعمل على وضع منهاج مدروس ودقيق لتنمية قدرات الفريق ، من شأنه ان يرفعَ من مستوى الكرة العراقية .. والتفكير جديا باللعب مع فرق من خارج المنطقة لا تربطه معها علاقات سياسية مربكة .. وابتعادنا عن الجو الرياضي الخليجي المشحون بالجو السياسي ، نظرا للعلاقات السياسية المبعثرة التي تخيم على علاقاتنا مع منطقة الخليج طيلة العقود الماضية حتى اليوم ..! خاصة ونحن لسنا من دول الخليج من الناحية الجغرافية ، بل نحن من دول المشرق العربي ، بل أقصى المشرق العربي .. نبتعد فترة ما ، حتى لو وصل الأمر الى التوقف عن المشاركة في دورات كأس الخليج العربي القادمة .. لحين ما يأتي الوقت المناسب للمشاركة ..! فلابدَّ من البحث عن فرق أعلى مستوى من فريقنا كي نستفيد منها في تطور قابليات لاعبينا ..

مباراتنا الاولى مع البحرين
مرة أُخرى يخفق المدرب البرازيلي السيد جروفان فييرا خلال مسيرته مع الفريق العراقي ، بعد المباريات التجريبية التي سبقت خليجي 19 ولم نستفد منها كثيرا ..!هوالذي جيئ به مرة ثانية لتدريب المنتخب الوطني العراقي بعد خروجنا التراجيدي من تصفيات كأس العالم ..! ولا أعرف أين ذهبت خبرات متخصصينا بكرة القدم ، القدامى منهم او المعاصرين لهذه الحقبة .. بالسكوت عن إستقدام هذا المدرب ثانية الى الفريق .. من الذي اتى به ..؟ إنَّ البلدان من حولنا ترصد وتنفق ملايين الدولارات من أجل تطوير مستوى فرق كرة القدم فيها .. وتستقدم أفضل المدربين في العالم .. في حين تعاني الرياضة في العراق وليس فقط كرة القدم ، من ضعف الدعم المادي لتطويرها رغم وجود المليارات في خزائن العراق ..! باعتبارنا بلدا نفطيا ..!
على كل حال ، أخفق المدرب البرازيلي في اعداد التشكيلة المناسبة التي يلعب بها مع الفريق البحريني المتطور .. وبالذات نزول اللاعب هيثم كاظم ضمن التشكيلة الاولى الاساسية ، رغم انه ما يزال غير جاهز تماما ليلعب المباراة من بدايتها ، فهناك نقص واضح في لياقته ، بل حتى لياقة معظم أعضاء الفريق ..! وعاد هيثم مرة أُخرى ليكون سببا في خسارة الفريق ..! حيث لم تمض ِ اكثر من ثلاث ٍ وعشرين دقيقة على المباراة حتى خرج مطرودا ..! أيُعقلُ ذلك ..؟ لقد حطم أعصاب الجماهير العراقية كما سبق له ان حطمها في مباراتنا الاخيرة ضمن تصفيات كأس العالم مع الفريق القطري حين تقاعس عن مزاحمة اللاعب القطري الذي حول الكرة أمام هدفنا لتنتهي داخل الهدف من قبل احد اللاعبين القطريين الاشقاء ، وبث روح اليأس والانفعال لدى الجميع بما فيهم اعضاء الفريق برمته .. كذلك لم يكن اللاعب يونس محمود جاهزا لكل المباراة لشفائه القريب من الاصابة ، وهذا يوضح القلق الذي يعانيه المدرب بخشيته من الفريق البحريني .. فلم يكن من المستحسن نزوله في بداية المباراة ، ويمكن له ان يلعب في الشوط الثاني فقط .. ومن ناحية اخرى ، يبدو ان الفريق باجمعه لم يُعـَد اعدادا نفسيا بصورة كافية ، فلم يظهر انه يلعب بثقة الفريق الحائز على بطولة امم اسيا .. وكان مربكا غير منسجم تمام الانسجام ، ولا وجود لخطة واضحة للعب ..! والدليل على كل ذلك عصبية وانفعالات اعضاء الفريق غير المبررة .. الامر الذي ادى الى اخطاء جسيمة اثرت على كل اعضاء الفريق معنويا .. ومن ثم طرد اكثر من لاعب نحن بحاجة ماسة الى اي جهد من جهودهم ..
أهذا هو الوعي الصحيح بسمعة البلد ..!؟ لقد ساهم بعض اعضاء الفريق بنكسة فريقهم ، التي تركت اثرا بالغا لدى جماهير العراق جميعا ، سوف لن ينسى بسهولة ، وهذا الاثر الجماهيري المحزن ، قد يوازي في قيمته العكسية فرحة الجماهير عند فوز الفريق بكاس امم اسيا 2007..!

قيمة الأخلاق الرياضية
عندما عاد الموسيقار الراحل منير بشير من غربته في اوربا ولبنان الى ارض الوطن عام 1972 بدعوة من الحكومة زمنذاك ضمن دعوة كل العراقيين للمشاركة ببناء البلد .. باشر بتأسيس دائرته الموسيقية في وزارة الثقافة والاعلام ، التي وعدته الحكومة بانشائها .. وبدا بالتفتيش عن المواهب لانشاء (فرقة التراث الموسيقي العراقي) تكون تابعة للدائرة .. وهكذا استمر الامر حتى تم له ما يريد .. وما يهمنا من هذه المقدمة المختصرة جدا ، هو العنصر التربوي الذي كان يمليه علينا الموسيقار منير بشير دائما ، نحن اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي ، ويذكرنا بالقيم التربوية ، فلا فن بدون اخلاق وقيم ، وكان يذكر لنا دائما اذ يقول (انني انظر الى اخلاق الفنان الموهوب عندما انوي ضمه الى فرقة التراث قبل كل شيئ .. او اي فنان اعمل معه ، بنسبة 75% أخلاق والباقي 25% فن ..! لان هذه النسبة من المستوى الفني انا قادر على تطويرها وايصالها الى نسبة عالية ، اما الاخلاق فهي اساسية من الصعب تغييرها خاصة وان الفنان الذي ياتي غالبا يكون قد تجاوز سن الرشد) .. وهكذا كان منهج الموسيقار في اختيار اعضاء فرقته الموسيقية التي تجول بها في الكثير من بقاع العالم ..
اتذكر يوما من ايام عام 1976 كانت لفرقتنا فيه امسية نقيمها في قاعة الخلد ببغداد ، التي كانت اكبر مسارح بغداد زمنذاك ، وقدر لهذه الامسية ان لا يعمل لها دعاية كافية بحيث لم يحضر الى القاعة من الجمهور غير حارس القاعة والموظف فيها مصطحبا عائلته معه ، اضافة الى وجود الفنان الكبير وديع خوندة الذي جاء أصلا مع زوجته الفنانة الكبيرة مائدة نزهت ..! وانتظرنا بعض الوقت علَّ بعض الجمهور ياتي كي نباشر بالامسية ، ولكن دون جدوى ..! فبدأنا نلملم اغراضنا كي نغادر القاعة دون اقامة الامسية لعدم مجيئ الجمهور .. لاحظ ذلك استاذنا الراحل منير بشير ، فصاح بنا صيحة غضب كبيرة .. ماذا تفعلون ..؟ اين انتم ذاهبون ..؟ قلنا .. لاوجود لاحد والجمهور لن ياتي فلمن نقيم الامسية ..!؟ فصرخ مرة اخرى مؤكدا .. أليس هذا الرجل وعائلته جمهورا ، هل أنتم تستهينون بالناس وتحطون من قدرهم الى هذا الحد ..؟ ألم تسمعون المثل العربي (لكل قادم كرامة) جاء بعائلته ليستمع ويستمتع بفنكم .. ماذا يقول لعــــــــــائلته وما ذنبها ان جمهورا اخر لم يحضر ..!؟ ..
واقع الحال ، كانت كلمات استاذنا منير بشير مدوية في اعماقنا ومشاعرنا وكاننا كنا في سبات ، حيث لم يخطر ببالنا مثل هذا الموقف الاخلاقي التربوي .. واقمنا الامسية بكاملها وبكل اعضاء الفرقة بما فيها المرحوم منير بشير ومائدة نزهت وانا وصلاح عبد الغفور وفرقة الايقاعات ، وتم تسجيلها من قبل الفنان الكبير سعد محمود حكمت ، وبالتالي كانت امسية جميلة للغاية ..!
هكذا كان درس معلمنا ومرشدنا ومديرنا منير بشير ، فقد اثر في نفسي هذا الموقف التربوي كثيرا وادركت امورا كثيرة من خلاله .. ومثل هذه الدروس التربوية في الفن كنا نتلقفها من استاذنا الراحل منير بشير .. وهكذا استمرت مسيرتنا الفنية وكان ذلك من الحظ العظيم ..

الانسان الفاضل المربي سعدي حمرة أبو رشدي ، اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ، عندما لبيت دعوته الكريمة الى بيروت مع فرقتي الموسيقية للاحتفال بزواج ابنه الوحيد رشدي ، حفظه الله ورعاه .. منتصف عام 2001 ذكـَّرني هذا الرجل الكريم بالاهمية البالغة للقيم الاخلاقية عندما كنت اذهب معه في الصباح الى مقهى معروفة على ساحل الروشة ببيروت كان يرتادها هذا الرجل الكريم سعدي حمرة دائما كما بدا لي في حينها ، حيث كان يردُّ على خجلي من مدحه لي ، اذ يقول (شوف أبو غسان ، الله سبحانه وتعالى خالق كل شيئ ، خالق السموات ، خالق الانبياء وكل البشر ، خالق الكون ، خالق كذا وكذا ... الخ .. ومع ذلك يتغزل بنبيه محمد (صلى ألله عليه و سلم) اذ يصفه في محكم كتابه العظيم ، وانك لعلى خلق عظيم ، رغم ان الله سبحانه وتعالى هو الذي اعطى كل شيئ .. فالاخلاق شيئ عظيم ، بدونها لا يستقيم أي شيئ) ثم يربط كلامه هذا قيقول لي ، (ابو غسان انت عندك اخلاق عالية وسمعتك رفيعة .. وننهي كلامنا بان يحمد كلانا الله سبحانه وتعالى على كل شيئ .. )
في مقتبل عمري مارست رياضة المصارعة الحرة والرومانية على المستوى الحرفي في الممارسة ، وامضيت خمس سنوات متواصلة فيها ، لعبت خلالها نزالات عديدة وحزت على بطولات كثيرة .. كل ذلك وانا لا اتذكر مرة قد آذيت خصما من خصومي خلال النزال ابدا ..! رغم انني تلقيت الكثير من الاذى من معظمهم ..! لكنني ادرك ان الجهل وقلة الوعي هو السبب في هذا السلوك الاخلاقي خلال المباريات .. فلا مدرب يذكـِّر بهذا ، ولا ادارة فريق تنتبه الى اهمية قيم واخلاق الرياضي في الاعم الاغلب .. وعلى كل هؤلاء تقع مسؤولية تذكير وتأكيد الجانب الخلقي والتربوي للرياضي ، خاصة وان في ذلك سمعة البلد باجمعه ..
على كل حال ، اسوق هذا الكلام المختصر لتذكير رياضيينا في كافة الالعاب ، بالقيمة العظيمة للاخلاق والتربية الحسنة التي اكد بها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ، لانهم يمثلون كل العراقيين اولا والعرب ثانيا والانسانية في حصيلة الامر .. اقول هذا الكلام وانا اشاهد ما حدث في مباراتنا مع الاشقاء البحرينيين في بطولة كاس الخليج العربي التاسعة عشرة .. طرد لاعبين اثنين من الفريق العراقي احدهما حامي الهدف نور صبري والثاني لاعب الوسط هيثم كاظم ..! ثم عقوبة اللاعب علي حسين ارحيمة لتصرفه الخاطئ والغريب مع اخوتنا البحرينيين عند نهاية المباراة ..! بدلا من تهنئتهم بروح رياضية اخوية ، والرياضة فوز وخسارة .. مرة تفوز ومرة تخسر ، وهكذا هي المسيرة ..
صحيح ان المدرب اجنبي ومحترف ، ولا يعنيه بصورة مباشرة شيئ من سمعة اللاعب او الفريق او البلد برمته .. فالامر موكول بالاتحاد والادارة وكل المسؤولين الرياضيين في البلد ، من اجل ان يبقى التنافس الرياضي تنافسا شريفا رجوليا ، وما عدا ذلك يكون الامر خيبة وضعفا وخزيا وعارا ، فلابد من سيطرة اللاعب على اعصابه وسلوكه وتفكيره ومشاعره خلال المباريات ، فالخسارة او الفوز او التعادل امر طبيعي ، واللعب القوي الرجولي لايعني الخشونة والعنف .. نهنئ الفائز ونواسي الخسران .. لنسمو بذلك الى مرتبة رفيعة من الاخلاق والتربية لإشاعة المحبة والاخوة بين الجميع .. وهذا هو هدف الرياضة الأسمى ..

مباراتنا الثانية مع سلطنة عمان
نتيجة ما تركته مباراتنا الاولى مع فريق المملكة البحرينية الشقيقة ، من آثار نفسية كبيرة ونحن نشاهد فريقنا الكبير يضيع وسط خضم من العشوائية والاخطاء الفردية والتبعثر والذهول داخل الملعب ..! بصراحة لم استطع ان اشاهد مباراتنا مع فريق سلطنة عمان الشقيقة ، وقررت الاختلاء مع نفسي بعيدا عن التلفزيون .. فلم اشاهد الشوط الاول ..! ثم جرني الهاجس الخفي للاطلاع على مجريات المباراة في النصف ساعة الاخير من عمر المباراة والكارثة الاخرى التي كنت احس بوقوعها مسبقا وخسارتنا بنتيجة كبيرة ..!
ضربة جزاء تذهب ادراج الرياح ..! طرد قلب دفاعنا اللاعب جاسم غلام من المباراة ..! ثم هدف للفريق العماني قصم ظهر البعير ..!! وتوالت الاهداف الاخرى واحدا تلو الآخر ..! والاكثر من كل ذلك ، يصبح الفريق العراقي اول الخارجين من البطولة بعد ان سبقته سيول من التصريحات غير المسؤولة التي سبقت الافتتاح الرسمي للبطولة يوم الاحد 4/1/2009 تؤكد وتطبل وترشح الفريق لنيل لقب البطولة ..! وعلى الاخص تصريحات الجانب العراقي المتناقضة في بعضها ..
رغم انني كنت اتوقع مثل هذه النتيجة ، واسباب توقعاتي بنيت على ما كنت اسمعه من تصريحات مربكة ومتناقضة في بعضها ، لكن الاسى والتاثر غلب على مشاعري ، وبالتاكيد على مشاعر كل الجمهور العراقي اينما وجد ..! اذن كيف لي ان اشاهد ، او كيف للجمهور مشاهدة مباراتنا القادمة مع الفريق الكويتي الشقيق ..؟ باي حالة نفسية يتابعها ..؟ فضلا عن كونها مباراة تحصيل حاصل بالنسبة لفريقنا بعد ان اصبح خارج حسابات البطولة ..! وهكذا يصبح الفريق العراقي قزما بين الفرق الخليجية بعد ان كان العملاق بينهم ..!

مباراتنا الثالثة مع الكويت
سامحوني اعزتي القراء ، ان كررت عليكم ، في ذكر خيبتي وحسرتي من نتائج الفريق في خليجي 19 ، الامر الذي جعلني اتردد كثيرا في ان اشاهد مباراتنا مع الاخوة الكويتيين ..! مثلما حصل لي في مباراتنا مع اشقائنا العمانيية .. وعليه فقد مرت اكثر من نصف ساعة على بداية المباراة وانا بعيد عن الشاشة الصغيرة .. حتى غلبني هاجس الفضول الوطني لمتابعة هذه المباراة التي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل ، بعد ان تاكد خروجنا مبكرا جدا ، من الدور الاول لهذه البطول الخليجية ..
انا لا اتفق مع من يقول ان فريقنا في هذه المباراة قد استرد عافيته ، فالفريق لعب بنصف نجومه الاساسيين ، ومن هذه الناحية كانت فرصة جيدة لبعض اللاعبين الشباب خوض هذه المباراة .. ولكن الغريب في الامر ، ان حتى هؤلاء اللاعبين الشباب لم تكن لياقتهم البدنية بالقدر الكافي ..!! رغم انهم يتمتعون بمستويات جيدة .. اذن كيف كان يتدرب الفريق ..؟ اين مسؤولو اللياقة البدنية ..؟ ماذا حل بتجاربهم الدولية ..؟

على كل حال ، ينبغي علينا شكر لاعبي مباراتنا مع الاخوة الكويتيين كما يبدو ، لانهم ازالوا بعض المهانة التي رافقتنا في المبارتين السابقتين ، بتعادلهم وحصولنا بالتالي على النقطة الوحيدة في مشاركتنا بهذه البطولة ..!

ان الازمة الكروية في بلدنا العراق يبدو انها تحتاج الى ثورة حقيقية من اجل نهضتها لاعادة الهيبة والوقار لكرتنا في سابق عهدها .. وبخصوص مباراتنا الثالثة ، فان الفريق الكويتي في هذه البطولة لا يرقى مستواه من حيث المبدأ الى مستوى اكثر الفرق المشاركة في هذه البطولة .. حتى لو فاز على بعضها ، بل حتى لو قدر له الفوز بالبطولة ..! واسباب اندفاعهم وطموحهم المشروع في هذه البطولة له اسباب يمكن ان نقول عنها كانت في خدمة الفريق الكويتي ..! والسبب الاكثر رجحانا ، هو قلة الضغوطات النفسية التي عاشتها الكرة الكويتية قبل بدء البطولة باسابيع قليلة ، الامر الذي ادى الى ان تكون اعصاب الفريق على هدوء وراحة نسبية بصورة افضل من جميع الفرق المشاركة .. خاصة والجميع يعلم ان الكرة الكويتية منذ سنوات قليلة ماضية تمر في ازمة تطور هي الاخرى ، وان يكن ذلك لا يشابه ازمة الفريق العراقي الكروية المزمنة والمستديمة ..!

عندما فازت البرازيل ببطولة كاس العالم بكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخها عام 2002 ، المقامة في اليابان وكوريا الجنوبية ، وحصول اللاعب البرازيلي الشهير رونالدو على لقب هداف البطولة ، في الوقت الذي لم تكن البرازيل من الدول المرشحة لنيل لقب هذه البطولة .. ولم يكن رونالدو نفسه في احسن حالاته في هذه البطولة بعد ان مر بظروف صعبة للغاية خلال السنوات القليلة التي اوشكت ان تودي بحياته الكروية ..! ولكن لله في خلقه شؤون ..! حيث كان الفريق يمر بازمات كثيرة لم يستطع فيها ان يكون بالمستوى المعروف عنه في هذه البطولة ، بحيث كان صعوده الى النهائيات بصعوبة بالغة كادت ان تفجر مفاجاة جديدة بعدم صعود البرازيل لاول مرة الى النهائيات .. وهي التي اعتادت الحضور والمشاركة في جميع بطولات كاس العالم الماضية ..

عن هذ البطولة بالذات ، سـُئـِل رونالدو سؤالين اثنين وهو في ذروة نشوته بالفوز واللقب ، وكانت اجابته من التصريحات الصائبة في معانيها ، السؤال الاول ..

- كيف استطعتم الفوز ببطولة كاس العالم 2002 والفريق لم يكن مرشحا ابدا لنيل لقبها ، في حين خرجت معظم الفرق التي كانت مرشحة لهذا اللقب منذ الادوار الاولى ..؟
- هذا هو السبب الحقيقي لفوزنا باللقب ، حيث لم نعاني طيلة مجريات البطولة من الضغوطات النفسية التي تمليها وسائل الاعلام على الفرق المرشحة ، فكان ان لعبنا براحة نسبية وهدوء اعصاب ، استفدنا منها خلال سير مباريات البطولة حيث تطور اداءنـا من مباراة الى مباراة اخرى ..
- تتميز الكرة البرازيلية بالطابع الهجومي ، اذن كيف تفكرون بدفاعات الفرق الاخرى ..؟
- نحن لانفكر بدفاعات الفرق الاخرى ..! حيث نستطيع اختراق افضل الدفاعات في العالم ..! هم الذين يفكرون بكيفية التخلص من هجومنا المستمر طيلة المباراة ..!

ربما يكون الفريق الكويتي الحصان الاسود في هذه البطولة ..! من يدري ..! رغم ان الواقع النظري لمستويات فرق البطولة تؤشر الى ان الفريق العماني والفريق السعودي هما افضل الفرق في هذه البطولة ..

مسؤولية كأس أُمم اسيا
لو عدنا الى مقالتي السابقة التي نشرت عشية تصفيات كاس العالم 2010 في جنوب افريقيا ، في مرحلتها الثانية الموسومة (أُمكم تناديكم ايها اللاعبين) سنلاحظ بعض الملاحظات المهمة التي كنتُ احذر منها ، وللاسف وقع معظمها ..! دون ان يستطيع تجنبها كل المسؤولين عن فريقنا الكروي ..! وما دمت اتحدث عن تلك المقالة ، فمن المستحسن ان ارفقها لكم اعزتي القراء مرة اخرى تحت هذه المقالة كي نواصل الحديث عن ازمة نتائج فريقنا الكروي منذ بطولة امم اسيا ..
في الاسطر الاولى من تلك المقالة كنت قد اشرت الى احتمالات الارباك الخططي والنفسي من قبل كل المسؤولين عن الفريق العراقي ، رغم انهم جميعا يعملون من اجل ديمومة هذا الانجاز ، ومن ثم التخبط في العمل من هول لقب ابطال امم اسيا ..! وللاسف الشديد حصل ما كنت اثير الانتباه اليه وبصورة اقرب الى الخيال ..! فلابد اذن من وجود ايادي مسؤولة عن الفريق تعمل في الحقيقة ضد شموخ هذا الفريق .. او ان هناك عناصر جاهلة ومستفيدة فسح المجال لها ان تعمل ضمن كوادر الاتحاد العراقي لكرة القدم .. وفوق كل ذلك وكما يبدو ، ان هناك موقفا خارج هذا النطاق المحلي ، موقفا يبدو خفيا من قبل الاتحاد الاسيوي والكثير من الفرق الاسيوية ، ضد مسيرة الفريق العراقي ، ربما بصورة علنية او خفية في غالب الاحيان ..! ولكنه موجود بصورة تبدو اكيدة من خلال سلوكهم الذي يحس به القاصي والداني ، وتعدد المرات التي ظلم فيها الفريق العراقي ..! والدلائل كثيرة .. فاخطاء التحكيم كانت وما زالت في معظمها يظلم بها الفريق العراقي ، ربما من خلال شراء ذمم طواقم التحكيم في محاولة جادة لتحطيم الوضع النفسي والمعنوي للفريق العراقي كما حصل في مبارتنا الاولى ضمن تصفيات كاس العالم في مرحلتها الثانية مع الفريق الصيني .. حيث اضاع علينا حكم المباراة فوزا حقيقيا لاغبار ولا نقاش عليه وبدون نقاش .. ولم يكتف حكم المباراة بالغائه لهدف لاعبنا المبدع كرار جاسم ، بل زاد الطين بلة حين طرد لاعبنا نشأت اكرم وهو افضل وسط في آسيا دون حق وبلا مروءة ..!! والعتب كل العتب على الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ..
والمضحك المبكي ، ان كل هذه الدسائس نجحت ونجحوا في مسعاهم الى حد كبير حتى اقصي الفريق العراقي من التصفيات ، ان كان ذلك الظلم في الميدان ام في اختيار طاقم التحكيم غيرالمناسب للمباراة من حيث المبدأ ..

ازمة المدربين
لو قرأنا مرة اخرى الاسطر الاخرى من مقالتنا السابقة فيما يخص مدرب الفريق العراقي ، البرازيلي (جورفان فييرا) الذي نال الفريق العراقي على يده بطولة امم اسيا رغم استلامه الفريق قبل أربعين يوما من بدء البطولة الاسيوية ..! لو قرأنا بإمعان ، لبطل العجب من سبب نشوء ازمة اختيار المدرب المناسب في الوقت المناسب ..
من حيث المبدأ .. اعتقد ان المدرب البرازيلي ليس مدربا على مستوىً عالٍ ..! واذا كان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد جاء بهذا المدرب مرة اخرى ، فعليه ان يتحمل وزر النتائج الاخيرة ، واخصها بطولة كاس الخليج العربي التاسعة عشرة .. او ان هذا المدرب ليس بالمستوى الذي يتصوره الكثيرون .. ولا داعي لاعطاء كل الفضل له في حصولنا على بطولة امم اسيا .. فالفترة التي استلم بها فريقنا قصيرة جدا بحيث لا يمكن من خلالها صنع فريق بمستوى ان يكون بطلا لآسيا ..! خاصة وان معظم لاعبي المنتخب هم من حصل على المرتبة الرابعة في اولمبياد اثينا 2004 .. وغالبيتهم من اكتشاف المدربين السابقين عدنان حمد او احمد سلمان ..! وعليه يكون فضل المدرب فييرا في ناحية واحدة فقط ، ان كانت موجودة فعلاً ..! وهي استطاعته ربما بتوليف التشكيلة المناسبة من اللاعبين في كل مباراة من مباريات امم اسيا التي لعبها الفريق العراقي وحصل من خلالها على كاس البطولة ..
هكذا كان المدرب فييرا قد اقترب من معرفة قدر مستواه ، ورحم الله امرءا ً عرف قدر نفسه ، فعمل على ترك المنتخب في الوقت المناسب بالنسبة له .. ومن هذا التاريخ تكشفت الازمة الحقيقية على الساحة في اختيار المدرب الذي يستطيع قيادة الفريق الى بر الامان .. ولكن للاسف ان معظم ما كنت اتوقعه قد حصل ايضا ..
ابقى في اعتقادي ، ان المدرب النرويجي لم نعرف او نتعرف على مستواه الحقيقي ، وفي تجربة بسيطة لم يفشل بها ، اقصي من تدريب الفريق ..!
يبدو ان الرجوع الى المدرب الوطني افضل ، على الاقل في هذه الفترة .. فهناك مدربون وطنيون كثيرون في بلدنا .. عدنان حمد ، احمد سلمان ، انور جسام ، ثائر جسام ، عامر جميل ، يحيى علوان ، باسم قاسم .. الخ .. وارى تشكيل لجنة استشارية من المدربين ضمن طاقم تدريب المنتخب على ان تبقى الكلمة الاخيرة للمدرب المسؤول المباشر عن الفريق .. من اجل طرح اكثر من فكرة واكثر من رأي واتساع رقعة الاحتمالات ودراستها .. فالانسان الفرد يحتاج الى من يثير اهتمامه بفكرة ما ، او يذكره بامر ما ، رغم معرفته بها ، او مهما كان مستوى ذلك الانسان .. ولولا ذلك لما اكد الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز .. (ب) فذكر ان نفعت الذكرى ، ان الذكرى تنفع المؤمنين (ص) ..
لايزال اسم عدنان حمد له صدى حقيقيا لقيادة المنتخب في الوقت الراهن ، رغم كل انتكاسات الفريق ، فهو لم يفشل في قيادة الفريق لتكملة مشوار التصفيات المؤهلة الى كاس العالم ، فقد فاز الفريق على فريقين جيدين معدين اعداد جيدا هما الفريق الاسترالي والصيني ، وينبغي ان لا ننسى ان عدنان حمد استلم الفريق انطلاقا من خدمة فريق بلده اكثر من اي سبب آخر ، رغم ان الفريق كان في اسوا حالاته النفسية والمعنوية .. فريق يكاد ان يكون محطم نفسيا ومعنويا ويتحمل ضغوطات كبيرة جدا اثقلته بطولة امم اسيا ، فضلا عن المؤامرات المحاكة ضده من قبل الاتحاد الاسيوي والمحيطين به ، وآخرها مباراتنا الاولى مع الفريق الصيني .. ومع كل ذلك كان الفريق قاب قوسين او ادنى من صعوده الى المرحلة الاخيرة من التصفيات ، لو لا الخطأ الفادح والغريب باخراج صالح سدير الذي كان يلعب بصورة جيدة جدا ، واستبداله باللاعب هيثم كاظم الذي لم يستطع الاندماج مع جو المباراة ، ولم يكن جاهزا للعب ابدا ، وتبدو عليه التخمة واللامبالاة وقلة الطموح .. ويتحمل الهدف القاتل في مرمانا من قبل الاخوة القطريين ، حيث كانت تفصلنا ربع ساعة فقط عن نهاية المباراة ، الهدف الذي كان يكفي لخروجنا من التصفيات نهائيا واستمرار الفريق القطري في مشواره بالتصفيات ..
اقولها للتذكير مرة اخرى ، انه ينبغي على المدرب عندما يحصل فريقه على نجاح كبير كبطولة امم اسيا مثلا ، او نجاحات اخرى مماثلة .. ان يبدا بعملية جدية وحذرة جدا وتدريجية في ضخ الفريق بعناصر جديدة تمتلك طموحات كبيرة غير مشبعة ..! عطشى الى تحقيق النجاحات وبناء المجد .. لبلده من ناحية وطنية ومن ثم لنفسه كلاعب .. وهو ما اشرت اليه في المقالة السابقة ..

التصريحات وآثارها
يبدو ان الكثير من مسؤلين واداريين ولاعبين لا يدركون معناً كافيا لاهمية التصريحات قبل البطولات او قبل المباريات ، وما ستؤول اليه من نتائج ربما ايجابية او سلبية ، على نفسية الجميع وليس فقط اللاعبين ، واستطيع ان اقول وانا مطمئن ، بان نسبة 50% من النتائج تفرضها التصريحات ان كان ذلك في الايجاب او السلب ..! ويبدو لي ايضا ان غالبية التصريحات تاتي عفوية دون دراسة او ان هناك جهة مركزية لها الصلاحية بالاشراف على ما يصرح به .. او من خلال تعليمات المسؤولين .. كل يتحدث بما يراه هو ..! وغالبا ما تاتي هذه التصريحات عقيمة ومثيرة للجدل .. ورغم اننا نعول من ناحية اخرى على الاحساس الفطري او العفوي للاعب في الاعلان عن ثقته بنفسه او بالفريق حين يصرح .. إلا أنه لا بد من اختيار عضو متخصص في علم النفس الرياضي وضمه الى الكادر التدريبي .. لتنظيم وتهذيب كل التصريحات لاجل الاستفادة منها ..
مرة التقيت في بيت احد الاصدقاء ، هو المرحوم أبي ثائر ، بالملاكم الاولمبي بطل اسيا اسماعيل خليل ، وكان ذلك مطلع عام 1992 ، وممن كان معي ايضا المرحوم الفنان عاف محسن واخي الفنان محمد حسين قمر ، وكليهما من محبي الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ويتابعانها بشغف .. تبادلت بعض الاحاديث مع البطل اسماعيل خليل الذي اتعرف عليه شخصيا لاول مرة ، وجدت فيه انسانا ودودا وخلوقا رائعا جدا .. ونحن نتحدث ، سالته قائلا .. هل تقبل وجهة نظري النقدية لاحد نزالاتك المهمة ..!؟ فاجاب ، على الرحب والسعة ..

عندما فاز بطلنا الاولمبي اسماعيل خليل في نزاله الاول في الجولة الثانية على خصمه من غرينادا ، ثم خسر نزاله الثاني مع الامريكي في الجولة الثانية بسبب (دون الكفاءة..!) ، وبعدئذ خرج من البطولة وهو خالي الوفاض من اولمبياد لوس انجيلوس عام 1984 رغم انه بطل اسيا .. وفي خصوص مشاركته هذه في الاولمبياد قلت له .. اخي اسماعيل ، انا اعتقد جازما ، انك لست دون كفاءة الملاكم الامريكي رغم انه بطل عالمي ، فانت ايضا بطل عالمي .. ولكن تصريحك السلبي بعد فوزك على ملاكم غرينادا كان منعطفا لنتائجك التي تلت ..! ان تصريحك بان نزالك مع الغرينادي كان سهلا وكانني كنت اتمرن ، اما في شان الملاكم الامريكي فانني سافوز عليه في الجولة كذا وكذا .. وبقية التصريح الذي كنتَ فيه واثقا من نفسك حدا تجاوز الحد الطبيعي ، الى تكملة بقية التصريح الذي لا اتذكره بدقة حاليا ، ولكن تاثيره بقي في بالي ، الامر الذي ادى الى تحميل نفسك مسؤولية اخرى مضافة وهي تطبيق ما قلته في هذا التصريح داخل الحلبة ، ولم تنتبه الى انك تلعب وسط ابطال على مستوى عال لم تتعود كثيرا على ملاقاة ابطالا بمستواهم .. وكان عليك ان تتحدث بتواضع الابطال وبثقة خفية لا يفهما غير الخصوم .. وبذلك تضمن نسبيا هدوء اعصابك وتحتفظ بثقتك بنفسك كاملة ، وبالتالي زعزعة نفسية خصمك وليس العكس ..!
هذا واحد من الامثلة التي اردت سوقها لبيان تاثير التصريحات على النتائج .. وعندما كنت في مقتبل عمري مصارعا في المصارعة الحرة والرومانية ، فزت في كثير من النزالات على خصوم هم في الحقيقة بعضهم اقوى مني او اكثر خبرة ، معتمدا في ذلك على الجانب النفسي الذي كنت اعامل به خصومي رغم امتلاكي الفطري والعفوي لهذا الجانب ، حيث لم اكن بعد قد درست علم النفس الـــــــــموسيقي في الجامعة ..
بقي ان اشير الى رغبة في نفسي ، اتمنى ان يحققها لي الاتحاد العراقي للكرة ، وذلك باتاحة الفرصة لي بمقابلة الفريق العراقي بكل كادره ، لاتحدث معهم فيما يخص اللياقة البدنية للاعب ، رغم انني لن آتي بشئ جديد ، وليس هو سرا من الاسرار ..! ولكن اثارة الانتباه الى شيئ من عملية التهيئة البدنية للياقة اللاعب قد لا تخطر في فكر مدربي اللياقة .. وبسبب اقتناعي بضرورة هذه الملاحظة ، ارجو تلبيتها من قبل الاتحاد حالما يتواجد الفريق في المملكة الاردنية الهاشمية .. أملا في المساهمة بمعالجة الظروف الفنية في اعداد الفريق للمباريات ..
من ناحية اخرى ، هناك الكثير من برامج التحليلات الفنية الجيدة من قبل السادة الرياضيين الكرويين ، واغلبهم من اللاعبين الدوليين السابقين جزاهم الله خير الجزاء .. في اغلب القنوات الرياضية العربية .. يؤشرون فيها مواقع القوة والضعف في اداء الفريق واللاعبين بعد المباريات مباشرة .. وما يمكننا هنا ، الاشارة الى ان هذه التحليلات تعتمد في الغالب على التجربة الدولية بنسبة عالية ، ترافقها بنسبة قليلة بعض الثقافة العلمية .. واصبح الامر في معظم القنوات على هذه الشاكلة .. ولكنني والحق يقال .. فقد ابهرني البرنامج الخاص بخليجي 19 من قناة الشرقية الذي قدمه السيد قيصر ، والاختيار الصائب للمحلل الكروي ، لاعبنا الدولي السابق نزار اشرف ، الذي اقترنت تحليلاته بالتجربة الدولية والثقافة العلمية الواسعة في دقة التحليل الكروي ، فضلا عن شخصيته المقبولة وحسن حديثه للتلفزيون بصورة مقنعة للغاية .. لم نعهدها بهذه الصورة من قبل ..! كذلك الامر مع السيد قيصر مقدم البرنامج .. فقد كان هو الاخر رائعا في اعداده للبرنامج حيث تمتع بشخصية المقدم الناجحة والثقة الواضحة في دقة الاشارة من خلال الاسئلة والاجابة التي قدمها لنا البرنامج من تلفزيون الشرقية .. اتمنى التوفيق لجميع الرياضيين العراقيين والرياضة العراقية ..
وللحديث صلة ان شاء الله ، واترككم الآن مع مراجعة مقالتي السابقة في هذا الشأن الرياضي للمشاركة في معالجة همومنا الكروية بعونه تعالى ..

المتابع الكروي
حــــسين الأعظمي
بطل العراق في المصارعة الحرة والرومانية سابقا
حاصل على شهادة التدريب الدولية
في المصارعة الحرة والرومانية
من الإتحاد العراقي المركزي
والإتحاد العربي المركزي
عام 1988
***
عمَّان
12/1/2009
_______________________________

اليك عزيزي القارئ الكريم

المقالة السابقة للاطلاع عليها من جديد لربطها

بواقع المقالة الجديدة اعلاه

*********
امكم تناديكم ايها اللاعبين

من الطبيعي أن تكون الضغوطات النفسية كبيرة في تأثيراتها على العطاءات الجديدة عندما يحقق أي فريق إنجازاً تاريخياً كبيراً كبطولة أمم آسيا التي نالها الفريق العراقي عن كل جدارة وإستحقاق منتصف عام 2007 ، ومن الطبيعي أيضاً في بعض الأحيان أن يتخبَّط َحتى الإداريين ، أو المسؤولين الرياضيين أو الإتحاد المركزي لكرة القدم في إتخاذ القرارات الصائبة من أجل ديمومة هذا الإنجاز العراقي الكبير لإحساسهم الواعي وغير الواعي بعمق وأهمية الموقف الذي يواجهه الجميع ، خاصة ونحن في أسوأ الظروف الحيــــــــــاتية التي يمر بها البلد العزيز ..
وبالتأكيد أن الفرق الآسيوية الأُخرى القوية والتي يشار لها بالبنان في كرة القدم كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران والصين واستراليا المنـْظـَمـَّة حديثاً الى القائمة الآسيوية بكل قوة أيضاً .. تنظر الى الفريق العراقي بعين الإعجاب من زاوية ، وعين الحسد والترقب للنيل من هذا الفريق الذي سرق منهم الأضواء من زاوية أُخرى .. فالمهمة إذن صعبة وفي غاية الأهمية لإستمرار مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم في الأعالي ، ما لم نتدارك وضعنا ودراسته في هذه المرحلة قبل فوات الأوان ..
من الطبيعي جداً أيضاً ، أن يتنحَّى المدرب البرازيلي (فييرا) الذي نال الفريق العراقي بوجوده كأس أمم آسيا ، رغم قصر مدة تدريبه للفريق التي لم تتعدى الأربعين يوماً ..!! وهو ما كنت أتوقعُه ..! لأنه سوف لن يستطيع ، أو من الصعب جداً تحقيق إنجازاً آخر مع الفريق يوازي إنجاز كأس أمم آسيا في وقت قريب ، خاصة ونحن مقبلون على تحديات كبيرة لإثبات وجودنا بين الفرق الآسيوية للصعود الى كأس العالم .. ففضَّلَ المدرب البرازيلي وبصورة إحترافية ذكية ترك الفريق العراقي الى غيره من المدربين حفاظاً على إنجازه التاريخي للكرة العراقية .. ومن هنا بدأت المهمات الصعبة للاتحاد المركزي لكرة القدم والمسؤولين الرياضيين والإداريين واللاعبين العراقيين على حد سواء من أجل تدارك الموقف الذي ينتشلنا من الإحتمالات السلبية ، لا سمِح الله ، بغض النظر عمَّا نعلم أو لا نعلم ماحدث بين أروقة الإتحاد المركزي لكرة القدم والمسؤولين الرياضيين من نقاشات دارت بالتأكيد حول هذا الموضوع ..

إستقر رأي الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يرأسه واحداً من أعظم لاعبينا الكرويين السابقين هو السيد حسين سعيد ، على إستقدام المدرب النرويجي لتدريب منتخبنا بعد المدرب البرازيلي ، ومع علمنا بالصعوبات التي ترافق ظروف منتخبنا من حيث جمعه وتدريبه والمصاريف المالية وغير ذلك من أمور أخرى لا نعلمها ، فأنا أعتقد أن المدرب النرويجي لم يفشل في مهمته رغم تعادله في أول لقاء له على أرضه في التصفيات مع الفريق الصيني بهدف واحد .. فالمباراة الودية والتجريبية التي خضناها مع شقيقنا الفريق الإماراتي قبل أُسبوع تقريباً من مباراتنا مع الصين ، كانت جيدة ولا بأس بها حيث فاز منتخبنا بهدف واحد .. مع إحساسنا بالحاجة الى أكثر من مباراة تجريبية ليستقرَ إنسجام الفريق بأفضل ما يمكن إنسجامه في هذه الفترة القصيرة للإعداد وفقر الإمكانيات المادية .. ومع ذلك فإن مباراتنا مع الصين كانت جيدة بمقاييس كثيرة لو لا أنْ خرَّبها علينا الحكم الإيراني الذي لم يكن جيداً ولا مناسباً لقيادة مثل هذه المباراة بأي حال من الأحوال ، فهدف لاعبنا الرائع كرار جاسم صحيحاً بصورة لا تقبل الجدل ولا النقاش ـ وتعمـُّدْ إخراج أحسن لاعبي وسط آسيا نشأت أكرم لا يقبل الجدل ولا النقاش أيضاً ، حيث لايستحق نشأت حتى الفاول العادي ..!! والغريب أن إتفاق وسائل الإعلام بصورة عامة باللوم على المدرب النرويجي واللاعبين ، ولم يشار الى مستوى الحكم وظلمه للفريق العراقي ، إلا بكلمات بسيطة لا تشفي الغليل ..! سوى إشارة واحدة كان لها الأثر الصحيح في تشخيص ظلم الحَكم وصحة هدف اللاعب كرار جاسم التي كانت مباشرة وسريعة من قبل مقدم البرنامج التحليلي لقناة الجزيرة القطرية الموقرة هو السيد حمد ..... ؟ بعد نهاية الشوط الأوَّل ..

يبدو أن الحسابات أبعد من مباراتنا الأولى مع الصين على أرضنا ، قد تمتد الى أبعد من ذلك فعلاً ، وفي كل هذه الأحوال ، لا أستطيع أن أبرأ السيد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على كل هذه الأفعال المريبة .. والأمر لا يقف لصالح البلد الشقيق (قطر) فحسب ، وإنما لصالح فرق أخرى لا ترغب بنجاح الفريق العراقي كما يبدو ، فالأمر لو كان لصالح بلده قطر ، فالقضية مبرَّرة من زاوية ما ، كونه يميل لبلده على الأقل ..!! وللسيد بن همام مواقف أُخرى مماثلة لامجال لذكرها الآن ، وإذا إقتضى الأمر إستعراضها ، ففي مناسبة أُخرى ..! وأقربها سرقة لقب أحسن لاعب في آسيا من العراقي يونس محمود ..! ومع إحترامنا لللاعب السعودي الكبير ياسر القحطاني ، فإنه لا يستحق أكثر من ثالث لاعب في آسيا .... قــُرُّتْ عين بن همام ..!!

عندما إنتهت مباراتنا مع الصين وتعادلنا المخيب للآمال بسبب سوء التحكيم ، التي لا يتحملها المدرب النرويجي ولا يتحملها اللاعبون أيضاً ، بدأت الإشاعات والأقاويل تنتشر بين الإعلام والجماهير حول إقالة المدرب النرويجي ، ومع إحساسي وشعوري أن رياضيينا العراقيين المسؤولين ، لم يمتلكوا إمكانية إتخاذ قرارحاسم في مثل هكذا موقف فيه إحراج وحيرة وقلق ، أو ربما مأزق ..! من حيث الإبقاء على المدرب النرويجي أو تبديله بآخر مع تعثر وتأخر الاختيار والمباشرة بالتدريب .. ومع معايشتي لهذه الظروف من خلال الإعلام فقط ، وقبل أن يشاع وينتشر خبر إختيار مدربنا الوطني الكبير عدنان حمد لقيادة الفريق ، قلت لأصدقائي ، إن المدرب الوحيد حالياً الذي يمكنه إنقاذ منتخبنا وإمكان صعوده الى كأس العالم هو عدنان حمد ..! وبعد أن تم إختيار عدنان حمد فعلاً مدرباً للفريق ، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة الفريق العراقي لأجل صعوده الى كأس العالم ..
من ناحية أُخرى ، ورغم قناعتي بإمكانية مدربنا الكبير عدنان حمد ، بدليل توقعي دعوته الى إدارة الفريق وهو ما حصل فعلاً ، ومع أن قناعتي مثــَّلتْ في الحقيقة قناعة معظم الجماهير العراقية ، ولكن كل ذلك يكون في خانة التعاطف الجماهيري مع منتخبنا ، والتاريخ التدريبي المشرف الذي يمتلكه مواطننا عدنان حمد .. فلسنا كجماهير ، متخصصين في كرة القدم ، وكل ما نقوله يعود الى قرار المتخصصين والمسؤولين الرياضيين ، صحيح إنني أعتقد أنه ليس لدينا في هذا الظرف غير عدنان حمد أهل للمهمة ، إلا أنني أهيب بجرأته ومغامرته ، بل مجازفته لقبول المهمة ..! واللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه من قبل السيدة شيماء عماد والسيد قيصر وغيرهما ، في قناتي البغدادية والشرقية فيما أعتقد أو غيرهما .. كان فيها السيد عدنان قد أصاب في إجاباته كثيراً وموقفه الوطني المشرف ، ولكنني أود أن أقول بأنني أتفق مع السيد قيصر عندما كرَّر مفردة المجازفة ، لأن الجرأة والمغامرة تكون على العموم صعبة وشاقة ، لكنها محسوبة ، في حين أن المجازفة أقرب الى تشبيهها بلعبة القمار .. فهل ياترى أن السيد عدنان مدركاً بنسبة كبيرة الى ما ينتظره وهو الذي أختير أحسن مدرب في آسيا ..!؟ هل أن السيد عدنان حمد حسبها ، أم أنه لعب لعبة القمار ..!؟ لقد قلتَ يا أخي عدنان ، للسيدة شيماء كلاماً وطنياً رائعاً نفخر بك من خلاله ، وهو يُحسبُ لتاريخك الوطني النظيف ، ونأمل من الجميع شحذ الهمم والتكاتف من اجل الهدف المنشود ..

أخي الفاضل عدنان ، أنا وأنت والجميع نحب بلدنا العراق حباً عظيماً لا حدود له ، وأنا والجميع نحبك ونتمنى لك كل التوفيق ، وأرجو أن تندحرَ كلُّ وساوسي وأحاسيسي القلقة ، التي لا يمكنها أن تندحر إلا بصعود منتخبنا الوطني الى كأس العالم ، فالإتكال على الله العلي القدير أولاً ، والإعتماد عليك وعلى اللاعبين الإشاوس .. وعلى الاتحاد المركزي والمسؤولين الرياضيين في دعم منتخبنا الكروي ، من أجل هذا الهدف المنشود ، وسنعيش بفارغ صبرنا وعلى أحر من الجمر مسيرة منتخبنا الظافرة .. وإذا سمحتَ لي أن أقول كلاماً ليس بالضرورة الإلتزام به لأنك صاحب القرار الصحيح والصائب .. إذ من المحتمل أن يكون بعض اللاعبين ممن فازوا بكأس آسيا ، قد إكتفوا بما أنجزوه وكان غاية طموحاتهم ، حيث يصبحوا في تخمة إرضاء أنفسهم ، في وعيهم أو لا وعيهم ، وبذلك نفقد بعض همـَّة وإندفاع ومروءة هؤلاء اللاعبين ، والحل في مثل هذا الوضع ، هو الإتيان بلاعبين جيدين لم يحققوا شيئاً بعد في مسيرتهم ، وهم في قمة طموحاتهم اذا ما إقتضى الأمر ذلك .. فأنا أعتقد بضرورة ديمومة الفريق بلاعبين جدد دائماً وبصورة تدريجية حذرة ..
قولوا للاعبينا الكبار ، أن المرأة العراقية التي فقدت إبنها عند فوزكم على كوريا الجنوبية وغيرها ، والتي لم تقم العزاء إلا أن تأتوا بالكأس ، وها أنتم لبيتموا صرختها ودعـْوَتها ، ووفيتموا بعهدكم لهذه المرأة الثكلى ، وجئتموا بالكأس الى خزانة الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ، وأخرجتموه من بين أنياب الأُسود .. قولوا للاعبينا الكبار ، أن أمــَّكمْ لم تزل الى الآن تصرخ بكم وتناديكم وتدعوكم الى الإنجاز الأهم بصعودنا الى كأس العالم ، قولوا لهم أن أمــَّكم العراقية سوف لن يقرُّ لها قراراً ولن تغمض لها عين ما لم تلبـُّوا دعوتها ، وإنكم بعون الله لقادرون ، فقد فعلتموها سابقاً ولابد أن تفعلوها مرَّة اخرى .. وفقك الله يا أخي عدنان في قيادة الفريق ، ووفقكم إخوتي اللاعبين في مسعاكم التاريخي وخلودكم ضمن مشاهيرنا العظام ، ووفق اتحادنا الكروي ، إنه ناصرنا ، نعم المولى ونعم النصير .


16/3/2008
عمـَّان

*******************
Opinions