Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الفقراء يتساءلون..؟؟



إن كل متابع يكتشف ببساطة اهتمام الدول المتحضرة والغنية بالفقير وحقوقه . ذلك باعتبار حقوقه خط احمر لا يمكن تجاوزها وغض النظر عنها ومصادرتها من قبل الدولة أو الحكومة أو البرلمان .
ومن جانب أخر نرى الفقير في تلك الدول يتفاعل مع هذا الجانب بشكل ايجابي , ولأنه يأخذ حقوقه بشكل كامل فيوجب على نفسه وضميره أداء واجبهما على النحو الأحسن والأفضل والأكمل , مما يجعل من سلوكه وتصرفاته دافعا لاستكمال مواطنته على نحو ايجابي .
كذلك يَعتبر الفقير مسالة المحاسبة والقانون مسالة تشمل الجميع المواطن الغني والفقير والمسؤول على حد سواء من دون تميز أو تفكيك ..!! ومثال على ذلك نرى الموظف أو العامل في مصنع و أي مؤسسة إنتاجية توفر له عدة وسائل كباص النقل من البيت إلى العمل وبالعكس و بيت مؤثث يتناسب وأفراد العائلة وسرويس ( خدمات أو خدمة طبية أو اجتماعية ) لإيصال أولاده لمدارسهم أو لغيرها , وكذلك عملية التعويض للحوادث الغير مترقبة التي يصاب بها في عمله أو خارجة والذي يسميه البعض ( التامين على الحياة ) وان تلك الدول تعتمد على قانون الضرائب والرسوم الكمركية وضرائب الموانئ والطائرات و القطارات والمترو وغيرها , وهذه الثروة تجمعها الدولة وتسخرها لخدمة الفقراء والشريحة المسحوقة إن وجدت أو البسيطة أو الوسط حيث تبني لهم مؤسسات خدمية كالمدارس ومراكز العلاج الأولية والمستشفيات وأماكن للراحة والنزهة كمدن للألعاب والاستراحات وغيرها , بل وصل الحرص في بعض الدول أن تستخدم البلدية عجلة تحمل في مقدمتها آلة ( المغناطيس) لكي تجمع المسامير والأشياء الحادة من الطريق لكي لأتصاب إطارات سيارات المواطنين والموظفين والعمال الفقراء بالعطب ( بنجر ) ..!!
وسؤالنا وتساؤلات الفقراء في العراق الغني تكمن فيما يلي :
* هل الدولة أو القائمين عليها أو أعضاء البرلمان يقدمون للفقراء مثلما يقدمون لأنفسهم ..؟؟
* هل تفكر الحكومة بحياة كريمة للفقراء بعيدة عن المنغصات والتجاوزات باعتبار الفقراء ثروة وطنية ثمينة..؟؟
* هل البرلمان وأعضائه والحكومة ووزرائها يحركهم الدافع الوطني والإنساني لخدمة الفقراء من خلال هذه المناصب ..؟؟ أم الرواتب الضخمة والامتيازات الهوليودية التي يعشعشون فيها هي التي تحركهم ..؟؟
* هل يحاول هؤلاء السياسيون تعطيل أجندة الأعمار والبناء أرضاء لمساومات خارجية وداخلية عنكبوتية الشكل والمعنى على حساب راحة وحياة الأسرة العراقية الفقيرة والتي عانت الكثير وتعاني ألان نتيجة الإرباك السياسي وخلط الأوراق لتضبيب الجو عن الاختلاسات والسرقات والنهب لثروة العراق ..؟؟
* هل فكر المسؤول في الدولة أو السياسي بالتنازل عن منصبه وامتيازاته وفضل الاعتراف بعجزه عن أداء مهماته الوطنية التي اقسم عليها عند توليه المنصب ..؟؟ وكم من تلك المهمات وضعت على ارض الواقع أو غيبة إلى الأبد في دهاليز اللجان والنقاشات ..؟؟
* هل المسؤول يستعجل الوقت لحل الأزمات المتتالية التي تنخر وتتعب حياة الفقراء..؟؟ أم يستعجل الزمن لانتهاء ولايته الوزارية أو الحكومية أو البرلمانية ليلتحق بثرواته ومشاريعه التي بناها وأسسها من ثروة ودماء هذا الشعب وتضحيات أبناءه الفقراء..؟؟
* كم من المسؤولين الحكوميين والسياسيين تعيش عوائلهم خارج العراق لندن , لبنان , إيران , دبي , باريس , و.. و .. بينما هنا يعيشون الفقراء وعوائلهم حياة تعيسة ملئها العوز والفاقة والحرمان ..؟؟
* كم من المسؤولين الحكوميين والسياسيين لديه انتماء مزدوج أي يحمل جنسيتين , واحدة يعيشها كمسؤول يحمل الجنسية العراقية والأخرى كرجل ثري يحمل الجنسية الثانية على الجانب الأخر..؟؟
* هل وزعت ثروة العراق مثل ارث لرجل مقطوع النسب والنسل إلى مجموعة طارئة من الفقراء لأتمت بصلة إلى ذلك الرجل باعتبارها ثروة مجهولة المالك , وان المواطن الفقير صاحب الحق الشرعي في تلك الثروة يتلظى جوعا وعريا وبردا وحرا وبؤسا وحرمانا على قارعة الأحلام ..؟؟

* هل في الأفق صحوة مفاجئة لضمائر هؤلاء الساسة والعودة إلى تحكيم الضمير والوطنية والدين والإنسانية ..؟؟
* هل يعقل أو يوجد في العالم كله أن برلمانا يشرع لنفسه ..؟؟
هل سنعرف قريبا من هو المتهم الحقيقي بسرقة ثروة العراق ومن هو البريء الحقيقي بعيدا عن التطبيل والتزوير لتمرير ورقة سياسية معينة يقصد منها الاستحواذ على مغانم بتغطية شبه شرعية ..؟؟
* هل ستنتهي الحجج المموهة لفقرات الدستور والمفتوحة على كل الاتجاهات والتي تذكرنا بمقولة امرؤ ألقيس ( الذي قال لن أصلي لان الله قال ويل للمصلين ) وقطع المعنى الأخر للآية أو الجملة ..؟؟
* هل سيجني الفقراء والبؤساء الذين قارعوا النظام البعثي ثمرة نضالهم وتعبهم وجهادهم من لدن دولة مؤجلة وتمارس عملها في نفس الوقت بسطوة القناعة بواقعها وصراعاتها التي تتفجر بتخطيط مسبق لذر الرماد في العيون عن سلبياتها وأخطائها وتجاوزاتها ..؟؟
* هل تم توزيع الوظائف والمناصب والرتب بالقرعة السرية المزورة أي أن الذين حصلوا على هذه الامتيازات والوظائف هم أنفسهم صناع لعبة الحظ والتزوير وفي نفس الوقت هم المستفيدون الوحيدون من هذه اللعبة ..؟؟
* هل سيأتي اليوم الذي ستحصل فيه المعجزة ويرى الفقراء الراحة ..؟؟
* هل سيأخذ الذين هشمت أجسادهم سياط البعث ومزقت قلوبهم المنافي والغربة حقوقهم الشرعية والقانونية ..؟؟
* هل ستعاد بيوت المهجرين التعساء إليهم بعد ربع قرن من الاغتصاب ..؟؟
* هل سيتملك العامل والموظف المسكين والنزيه قطعة من ارض العراق الممتدة - مئة متر - ..؟؟
* أم يبقى يصرخ للسماء من شدة جشع وطمع صاحب الملك ..؟؟
* هل كان يتوقع " فلان بن فلان " وغيره من الفقراء بعد ربع قرن من الجهاد ومقارعة للنظام والتضحية بالقرابين التي أعدمها النظام السابق أن يرى نفسه جالسا على قارعة طريق الأمل باستعادة حقه المشروع والمضيع ..؟؟
* إلى متى يبقى المثقف النظيف والفقير الذي يغير ويثور يفترش بساط الضياع المقصود , ويحاصر من قبل الحاقدين والحاسدين والمغرضين والمصفقين والانتهازيين و الجهلاء ..و كيف يشق طريقه في غابة من لهب ..؟؟
* هل ستبحث الحكومة وأعضاء البرلمان يوما عن الإنسان الذي ضاع في صحارى الإهمال والنسيان لأنه فقيرا ولا يجيد النفاق الرخيص ولا يحمل المباخر في مواكب أصحاب القرار..؟؟ هذا الإنسان الحقيقي الذي ينام على وسائد الألم والمرارة لان ليس هناك من يفتح له البوابة ولن يضيء له شمعة فانه مهجور في كهف النسيان والضياع لا لشي إلا لأنه يجاهر بأفكاره الكاشفة وبأ راءه الجريئة وبأطروحاته الثائرة في زمن لا مكان فيه لرواد الكشف والمكاشفة ..!!
* هل سيرى المناضل الحقيقي نفسه في مرآة الحقيقة وليس المرآة التي طلتها أو صبغتها فرشاة المزايدين والمنافقين الذين اعتلوا كرسي البرلمان ..؟؟
هذه التساؤلات وغيرها هي بمثابة بيضة قابلة للتفقيس في حالة واحدة , أن لا يحمل المسؤولون والقائمون على القرار فرشاتهم ومعاولهم وقيرهم لطلاء قشرتها من اجل تأخير تفقيسها إلى زمن غير محدود . وليكن في علم الجميع أن الخلود الأبدي والمستقبل المتألق والمجد المؤصل المؤثل والذكرى التي لن تموت لكل فقير يشعل شمعة ويزرع زهرة في طريق العراق الجديد ولكل من يفنى ويتفانى من اجل استقلال وكرامة وحرية هذا الشعب الذي عذب بأكثر وأكثر مما يعذب به أي شعب في العالم فلكم الله يا فقراء الوطن .
أيها الساسة ...
اتقوا الله بهذا الوطن الجريح النازف .. وألان تيبست الكلمات في فمي وجف لساني وقد لاح الصباح فليتوقف الفقراء عن الكلام المباح , وأخشى أن يكون عتاب الفقراء يخرب الصحاب ويفجر في وجوههم ثورة بيضاء , والى الملتقى على بساط الصراحة والمصارحة فإنها رأس مال الفقراء والإنسانية المعذبة .

* الأمين العام والمؤسس لتجمع الفقراء
majidalkabi@yahoo.co.uk



Opinions