Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

القاعدة تحكم العراق

 

 

 

نفذت القاعدة كعادتها في كل مرة تهديداتها المميتة وقتلت العراقيين كعادتها أيضا في مناسبات مضت وأخرى ستجئ ردا على إعدام عدد من قيادييها ،وربما إن الرد كان قويا على تصريحات وزير العدل المفجوع بوزارته السيد حسن الشمري الذي قال من يومين،وبعد ساعات على العملية الإرهابية المميتة في بناية تشغلها الوزارة في جانب الكرخ ،إن وزارته ستستمر في تنفيذ أحكام الإعدام، ولن تتوقف ،لكن التنظيم المسلح والمدعوم من أجهزة مخابرات دولية ،ويحظى بتسهيلات غير عادية رد بالتفجير الممنهج في كل أنحاء بغداد ،وبعض المحافظات الأخرى حيث سقط العشرات من المواطنين ضحايا ،وزاد عليهم الجرحى والمصابون بصدمات عنيفة.

مسؤول أمني كبير تحدث قبل ساعات من تلك التفجيرات محذرا من مخطط عنيف للرد على إعدام عشرين قياديا في تنظيم القاعدة ،ثم جرت التفجيرات المتزامنة والمحكمة والمدبرة بشكل متقن وأسفرت عن إستشهاد مواطنين كثر في أكثر الأحياء المكتظة في العاصمة وضواحيها الشمالية والشرقية والجنوبية وهو الأمر الذي يرجح زيادة عدد الضحايا والمصابين ،لكن السؤال الفائق في الأسى هو ،لماذا لم تستطع الجهات الأمنية التحرك فعليا عندما توفرت لديها المعلومات ؟ولماذا لم تصدر أوامر خاصة بتنفيذ عمليات محددة وإستباقية ؟وهل يمثل عدم الرد واللامبالاة ضعفا تقنيا في إدارة الملف الأمني من قبل الأجهزة الموكلة إليها تلك المهمة،خاصة وإن كل التحركات العسكرية، وعمليات المراقبة والتفتيش بدأت بعد التفجيرات، ولم تسبقها وكأن تلك القوى التنفيذية تنتظر حدوث الفعل لترد ،ولاتستبق الحدث كما هو الواجب وفق العرف الأمني والعسكري ؟

وكالعادة يدفع المواطن الثمن باهظا دون أن يعرف بالضرورة لماذا يستهدف بهذه الطريقة البشعة، وتتناثر أجزاء من جسده بلارحمة في الطرقات؟ ولماذا يذهب القتلة الى بيوتهم وأوكارهم كالعادة؟ ولماذا تخفق الأجهزة الأمنية في منع الحوادث الإجرامية قبل وقوعها ؟ولماذا ولماذا ولماذا ؟هي أسئلة حيرى في ظل النزاع السياسي القائم، وعدم تفرغ الحكومة لأداء واجبها لأنها جزء من مشكلة صراع بين قوى مختلفة وممنوعة على الدوام من الإلتفات الى واجبها الطبيعي حيث هي مجرد متلق للصفعات والإجراءات والمواقف المعطلة ،وكلما حدث حادث نسب السياسيون المنافسون لها التقصير، ولم يكلفوا أنفسهم بفعل شي حقيقي لمساندتها لأنها حكومتهم أيضا متجاهلين إن إنعدام الأمن بهذه الصورة سيكون حاضرا حتى في حال التغيير، وحصولهم على فرصة الحكم لأنها ستكون فرصة تحت الضغط، وطالما حصل الإرهابيون على بغيتهم ،وإستمر الصراع فإنهم سيعاودون الكرة لمرات ولمرات، ولن يردعهم رادع مادام أعداؤهم متفرقين متشرذمين لايهتدون الى سبيل الحكمة في إتخاذ المواقف، وبناء الإستراتيجيات الأمنية المحكمة التي تمكننا في هذه المرحلة على الأقل أن نكون بمستوى من الأهلية للتحضير لجولات أخرى من المماحكات، ومن المشاكل التي تتطلب منا وعيا مضاعفا، وحلولا ناجعة لأزمات صارت تتعدد، وتنهك الجسد والروح ...

 

ملاحظة أخيرة..إيماننا لوحده لايكفي لوقف المفخخات والأحزمة الناسفة أيها السادة النواب، وأنتم أيها المسؤولون جميعا.





 

Opinions