Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

القيادات البعثية تجبر أتباعها على مواجهة الحكومة بأسلحة الشعارات الطائفية

13/01/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/اتجاهات حرة/
أوامر بعثية عليا
أجبرت القيادات البعثية بشقيها المواليين لمحمد يونس الأحمد و عزة إبراهيم الدوري، أتباعها الموجودين داخل العراق على ضرورة إماطة اللثام في هذه الفترة تحديداً و إبراز الوجه البعثي الحقيقي، إنذاراً ببدء المواجهة المصيرية الحاسمة بين أنصار النظام الجديد و النظام القديم.

المطلك و أجندات الجوار
و وردت معلومات إلى مؤسسة "اتجاهات حرة" من الإعلامي سيف الخياط، الناشط في منظمة مراسلون بلا حدود في فرنسا، قوله "إن هناك معلومات تتناقل بين الأوساط البعثية و القومية من المقيمين في باريس تؤكد تلقي النائب صالح المطلك وعوداً بتمويل مالي ضخم من إحدى دول الجوار العربي، نظير الاستمرار بتصعيد خطابه الإعلامي الموجه ضد الحكومة الحالية و تصوير الأوضاع و كأنها حرب يخوضها الشيعة ضد السنة، خاصة بعد قرار هيئة المسائلة و العدالة القاضي بإبعاد نحو خمسة عشر كياناً سياسياً و من بينهم جبهة الحوار التي يتزعمها صالح المطلك المؤتلف مع علاوي و الهاشمي و العيساوي و النجفي و آخرين".
و أضاف الخياط "بدأت تلك المعلومات تأخذ صداها هنا في دكاكين السياسة البالية المتمثلة بالقومية و البعثية و تصور الأمر و كأنه صراع شيعي سني، متناسين أن الأمر لا يعدو أن يكون انعكاساً لإجراءات قانونية و نصوص دستورية كان صالح المطلك من احد كتابها فيما مضى، على الرغم من معارضته الحالية التي غالباً ما تكون مدفوعة الثمن".

شعارات طائفية
و تابع بالقول "أن شخصية عربية معروفة بميولها التي تحمل نفساً شوفينياً متعصباً، أكدت أن قيادات بعثية عن جناح عزة الدوري و كذلك جناح محمد يونس الأحمد، وجّهت بضرورة إطلاق الشرارة الأولى المتمثلة بإعلان الشخصيات الموالية للبعث عن انتماءاتها و ميولها بصورة حقيقية و انه قد آن الأوان لتحريض الشارع السني و تهييجه من جديد من خلال رفع شعارات الطائفية و إعطاء إشارات إلى الدول المجاورة بأن تلك الطائفة يمارس ضدها القمع من قبل الحكومة الحالية التي يصورها المطلك و غيره على أنها حكومة شيعية، متناسياً أنه قد تهالك من اجل الائتلاف مع قائمة "دولة القانون" التي يقودها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، لكن الأخير رفضه لميوله نحو البعث و جنوحه نحو تأجيج نار الطائفية بين فترة و أخرى، كما تناسى المطلك أن الدولة العراقية الجديدة دولة محاصصة و توافقات و أن السنة العرب ارتضوا لأنفسهم ذلك الناتج من تلك القسمة و هنا تكمن أبعاد اللعبة".
و استدرك الخياط قوله: "لكن للأوامر العليا الجديدة الصادرة من قيادات البعث قولتها الفصل في تحديد مسارات اللعبة من جديد بالنسبة لصالح المطلك أو غيره".

المالكي و خصومه
المحلل السياسي في مؤسسة "اتجاهات حرة" عقب عن تلك الأحداث الساخنة التي تشهدها الساحة العراقية بالقول "لقد عاد المالكي يتحكم بمعظم الخيوط من جديد سواء ما ظهر منها و ما خفي، و ذلك من خلال التوقيت المناسب إن لم يكن القاتل الذي اختار فيه توجيه ضربته القاصمة إلى خصومه السياسيين، و تركهم ينشغلون بإعادة توحيد صفوفهم التي تبعثرت بفعل قرارات إبعاد المرشحين عن القوائم الانتخابية لوقوعهم تحت طائلة القانون و الدستور التي تتحدث نصوصه عن حظر دخول الشخصيات المروجة لحزب البعث الصدامي و منعها من الترشيح للانتخابات وفق سياقات قانونية ما زالت ستأخذ وقتها بين شد و جذب، ليستريح المالكي خلال هذه الفترة من الحرب الشرسة التي خاضها الإرهاب ضده و كذلك الخصوم السياسيون و يتفرغ إلى مشروعه الانتخابي بخطى تقترب لأن تكون أكثر ثباتاً".

طائفية دول الجوار
و أضاف "أما بخصوص العودة إلى المربع الطائفي، فيبدو أن بعض الدول الإقليمية لا يحلو لها إلا العزف على ذلك الوتر و لا تتقن غيره، فبعد التحذيرات الشيعية من عودة البعث للتحكم بمصائر العراقيين التي تحمل في أحيان كثيرة بعداً طائفياً و إن كان مستتراً في أغلب الأحيان، أطلّت من الجانب المقابل تصريحات تم توقيتها بعناية لتأتي بصورة معادية لرموز الشيعة و مراجعهم و خاصة تلك التصريحات التي صدرت مؤخراً بحق المرجع علي السيستاني من بعض رجال الدين في المملكة العربية السعودية و منهم العريفي، و التي أشارت بقوة إلى إعادة تشغيل تلك الاسطوانة الطائفية التي ملّ الشارع العراقي أنغامها النشاز.
و تتابعت تلك التصريحات مع التصعيد الإعلامي الذي يخوضه النائب صالح المطلك الذي طالما صدّع الرؤوس بتصريحاته المنادية بضرورة الابتعاد عن الطائفية و رفع شعارات الدولة العلمانية و ما إلى ذلك، حتى يطلّ مرة أخرى بنفس الخطاب التحريضي و كأن القائمة التي ينتمي إليها ظاهرها الوطنية و باطنها تلك الخطابات الطائفية التي لم تجلب للعراق و العراقيين غير المزيد من القتل و الدماء و إعطاء الإشارات السلبية لدول العالم اجمع عن سوداوية الوضع الحالي في العراق.

ظافر العاني يمجد البعث
و عودة إلى تلك التصريحات و صداها و تماشياً مع الحملات السياسية و الإعلامية و الحملات المضادة، فقد انبرى النائب ظافر العاني رئيس جبهة التوافق السنية في البرلمان ليعلن أمام الملأ بأنه يتشرف لانضمامه لحزب البعث و يشيد بانجازات النظام السابق و يتهجم بشراسة ضد الوضع الحالي الذي ينتمي إليه أصلاً، مؤكداً مصداقية رواية الإعلامي الخياط بأن هناك أوامر عليا موجهة من القيادات البعثية تشدد على ضرورة أن يكشّر البعثيون عن أنيابهم و أن لا يترددوا لحظة بعد الآن من المواجهة التي من المفروض أن تكون بصورة علنية منذ اليوم و ضد الحكومة تحديداً، لأن المعركة المصيرية قد خطط لها أن تبدأ بين أنصار النظام السابق و النظام الحالي قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في السابع من آذار 2010.

الطالباني يرد بقوة
رئيس الجمهورية جلال طالباني المعروف بدبلوماسيته و سياسة الاحتواء التي يفضل ممارستها مع خصومه السياسيين، و بعد اجتماع حساس و مهم و على انفراد مع رئيس الوزراء نوري المالكي و مع الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي و العضو القيادي البارز في الائتلاف الوطني العراقي و رئيس هيئة اجتثاث البعث المنحلة، قاد من خلال مكتبه الإعلامي هجوماً شرساً ضد رئيس جبهة التوافق في البرلمان النائب ظافر العاني، مطالباً بضرورة رفع الحصانة الدبلوماسية عنه و عن أمثاله، لكي تأخذ السلطات القضائية مسار عملها في ملاحقته قضائياً، كونه قد تجرأ بصورة علنية لإعلان انتسابه لحزب البعث و النظام السابق دون أن يتورع من ضحايا ذلك النظام الدكتاتوري و جرائمه بحق الشعب و الوطن، و هذا دليل آخر على جدية المخاوف تجاه عودة حزب البعث إلى واجهة الدولة العراقية الجديدة وفقاً لتلك المعطيات.

استعراض لقوة العكسر
و أشار المحلل السياسي في "اتجاهات حرة" بالقول "أن الانتشار الأمني المكثف الذي مارسته قيادة عمليات بغداد يوم 12-1-2010 و قيامها بغلق العديد من الطرق في العاصمة بغداد، يأتي بالتزامن مع انتشار شائعات بوجود انقلاب عسكري أو معلومات بوجود سيارات مفخخة ينوي أنصار حزب البعث تفجيرها بصورة انتقامية من قرار هيئة المسائلة و العدالة، الذي طالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإبعاد المئات من المرشحين و إقصائهم من خوض الانتخابات المقبلة و من مختلف القوائم و الكيانات السياسية و الائتلافات المتنافسة".
و ختم تصريحه قائلاً: "ربما تكون تلك الإجراءات عبارة عن عملية استعراض قوة من قبل الحكومة و ربما تكون عملية لتصفية الخصوم و لو على المستوى الإعلامي و الجماهيري، من خلال هذا الإيحاء الذي سيؤثر على الناخب العراقي، ليشعر بأن الحكومة العراقية الحالية ما زالت قوية و ممسكة بخيوط اللعبة أو أنها تلقت معلومات عن تفجيرات ستحدث و هي تقوم بواجبها بأفضل وجه لحماية المواطنين.
و بهذا الإيحاء ستكون الحكومة قد خطت بثبات نحو مسح خطى تقهقرها من ذاكرة العراقيين حين مشت الدماء و الدموع مسيرتها الجنائزية السوداء التي كان حاديها تلك التفجيرات الإرهابية الأخيرة لأيام الأربعاء و الأحد و الثلاثاء، و التي تراوحت ردود الفعل السياسية بين مستغل لتلك التفجيرات لتوجيه الطعنات و إلقاء اللوم على المتصدين للملف الأمني و بين المتظاهرين و كأنهم رُسل الرحمة و البراءة لتطبيب الجراح عن طريق الحملات الإعلامية المبكرة !!

اتجاهات حرة - د. برقان صالح – خاص
www.itjahathurra.com

Opinions