Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الكلداني الشهم / كريم علكة* ودوره في أعمار دور العبادة لمسلمي مدينة السليمانية !!

قبل فترة قرأت خبرا حول قيام أحد ألأخوة ألأيزيدية من ناحية / بعشيقة في محافظة / نينوى ببناء مسجد للمسلمين وعلى نفقته الخاصة .
في الحقيقة قرأت الخبر في أكثرية المواقع والصحف ، وفعلاً هكذا خبر يستحق المتابعة والقرأة وتقديم الشكر لذلك الرجل الشهم الذي قام بهذا العمل الكبير.. جزاه الله خيراً.. ولم لاء ؟؟ السنا جميعاً أبناء هذا الوطن الجريح ؟؟؟؟.
في الواقع هكذا أخبار تجعلنا أن نتفائل ونقول أن الدنيا بألف خير وأن العراقيون بمختلف أديانهم وقومياتهم ومذاهبهم يجمعهم الوطن الواحد والمصير المشترك .. فعلاً الدنيا بخير .
حينما قرأت الخبر بقدر مافرحت وأثنيت على مبادرة ذلك الرجل الشهم ولكنني لا أرادياً تذكرت بآن ألأخ ألأيزيدي لم يكن ألأول في هذا المجال ، بل سبقه الكلداني الشهم / كريم علكة بعقود من الزمن .. والمرحوم / علكة معروف من قبل كل العراقيون بشهامته وكرمه وشجاعته ومواقفه الوطنية ........... وهل يخفى القمر؟؟.
ذلك الكلداني الشهم كانت له مواقف عديدة لاتعد ولاتحصى ، سبق وأن تطرقنا الى جزء من تلك ألأعمال والمواقف.. ولكنني اليوم سأختصر المقال وسأسلط الضؤ على جانب واحد من مواقفه المشرفة لا وهو دعمه في تعمير وتقديم الخدمات الى الجوامع والمساجد والتكايا في مدينة السليمانية .
مدينة السليمانية منذ أن أنهى بنائها أمير أمارة / بابان الكوردية ـ أبراهيم باشا بابان ـ في 1784 .م كانت فيها عدد كبير من الجوامع والمساجد والتكايا ... لعل السبب موقع المدينة حيث كانت محطة أستراحة للتجار من والى أيران .. حيث قوافلهم من بغداد والموصل والى المدن ألأيرانية وبالعكس .
في تلك الفترة التي برز فيها الكلداني / كريم علكة .. ظهرت مشكلة كبيرة تواجه أهالي السليمانية وتحديداً أكثرية دور عبادة المسلمون في المدينة .. حيث قلة المياه.. وأن وجدت فأنها بعيدة عن متناول اليد .
ومن المعروف أن في تلك السنوات أي مايقارب التسعة عقود لم تكن وسائل أيصال المياه كما آلآن .. حيث كان ألأهالي يعتمدون على عيون المياه والكهاريز* في قضاء أحتياجاتهم من شرب وغسل وسقي وغيرها .. وبالتأكيد بالنسبة الى الجوامع والمساجد والتكايا حاجتهم الى المياه بكثرة حيث كثرة المصلون وحضور المناسبات الدينية من ذكر وتراويح وغيرها .
من المؤكد في تلك السنوات لم تكن كما آلآن حيث دوائر أوقاف وغيرها.. بل كل مايتعلق بدور الرحمن من تشييد وتعمير وصيانة كانت من قبل الناس وفي المقدمة الميسورين من المسلمين حتماً .
في تلك ألأيام كانت هنالك عدد من جوامع ومساجد وتكايا تعاني من شحة المياه.. لابل من جفاف تام.. لذلك كان الحل الوحيد أغلاق أبوابها وألأنتظار لحد ما يفرجها الباري !!.
ما أن سمع الكلداني الشهم / كريم علكة بالخبر.. حتى أتصل بذوي العلاقة من رجال دين وغيرهم مستفسرا عن تلك ألأزمة ؟؟؟.
فردوا عليه أن المشكلة هي قلة المياه.. وأن وجدت فأنها بعيدة جداً.. وفي هذه الحالة حتى لو فكروا بفتح سواقي وأيصال المياه سوف تكلفهم مبالغ طائلة وألأهم في ألأمر لاتوجد تلك ألأمكانية المالية حالياً ولا في المستقبل القريب!!!.
كان ذلك الرجل الشهم لايفكر هذا مسلم وهذاك لاء.. كان أنساني حتى العظم.. وألأهم كان يحب مدينته وناسها بشكل غير طبيعي .. وألأمثلة بالعشرات !!!.
حينها ينهض / علكة .. يبتسم ويوجه كلامه الى الحضور ويقول :
ــ شوفوا أخوان.. منذ هذه اللحظة تبدأون بالتخطيط وتحضير العمال وألأسطاوات.. لأننا وبأذنه تعالى ومنذ صباح الباكر سنبدأ بالعمل وأيصال الماء الصافي من عيون الماء والكهاريز الى كل الجوامع والتكايا التي تعاني من هذه المشكلة .. وأما مسألة بعيدة وكلفة فهذه سأتكلف بها شخصياً !!!.
كان الخبر شيئاً مفرحاً... لايصدق!!!.. الرجل كلداني مسيحي... ما الذي يجبره أن يصرف كل هذه المبالغ لأجل جوامع ومساجد المسلمين؟؟؟.
عرف الكلداني الشهم / كريم علكة سبب صمت الحضور وحيرتهم .. فقال :
ــ هيا يارجال.. مني المال ومنكم الهمة.. المهم نخدم الناس والمدينة .. هيا الى العمل !!.
وفعلاً في اليوم التالي كان العشرات من العمال وألأسطاوات ومشرفون على المشروع قد بدأوا بعمل والحفريات وشق السواقي...!!.
بعد أسابيع من العمل المتواصل.. أستطاعوا بأيصال المياه وبكميات كافية الى عدد من المساجد والجوامع والتكايا... أذكر منها :
• جامع شيخ أمين .
• مسجد حمزة أغا .
• تكية روتة
• تكية الشيخ محمد البرزنجي .
• جوامع ومساجد أخرى .
ومن الجدير بالذكر أن المرحوم / كريم علكة كان دائم الحضور لمتابعة مجريات ألأعمال.. ويقال أنه كلما سنحت لة الفرصة زار مواقع العمل وأثنى على جهودهم وشجعهم على العمل وأن لايبالوا بالتكاليف !!.
نعم بواسطة المرحوم / كريم علكة أصبحت تلك الدور من جوامع ومساجد وتكايا تكتظ بالناس والجميع يدعون بطولة العمر الى بن السليمانية البارالشجاع الكريم الوطني الكلداني الشهم / كريم علكة !!.
هكذا كان أبناء شعبنا.. لايفكرون أن الجماعة الفلانية من دين أخر.. كانوا يفكرون بعقلية أنسانية متفتحة خدمة أخيهم ألأنسان وبغض النظر عن قوميته ودينه .
رحمك الباري أيها الكلداني الشهم.. والله نتذكرك حتى نلتقي بك أيها الخالد .. أنتم وأمثالكم في قلوب الملايين .
وأخيرا :
تحية حارة الى ألأخ ألأيزيدي / كمال حيران أسود الذي تكفل ببناء مسجد للمسلمين في مدينة بعشيقة... وسرد قصة الكلداني الشهم / كريم علكة لاتقلل من أهمية الأيزيدي الشهم الكريم / كمال حيران أسود .. ذكرت تلك الحادثة لأثبت للعالم كنا ولازلنا شعب واحد .. وأنت أيها العزيز / كمال حيران أسود جزاك الله خيراً أيها العراقي الشهم .
واليوم نرى العجب !!!:
في مدينة الموصل هنالك نفر ظال من المحسوبين على ألأسلام والمسلمين يقومون بتقديم الشكر والتقدير لأحفاد وأولاد / كريم علكة ..لابل راحوا أكثر حيث قتل وأختطاف رجال الدين المسيحيون.. طبعاَ لابد من رد الجميل لأهلنا وناسنا الكلدان وغيرهم.. اليسوا من أحفاد / كريم علكة ؟؟؟؟!!!!.
أيها ألأرهابيون القتلة :
يشهد الباري أخزيتمونا لشىء واحد هو لأنكم محسبون على ألأسلام والمسلمون !!.
وأنت أيها الكلداني الشهم / كريم علكة :
الف الف أعتذار.. والله أقف وأجلس وأتكلم وأكتب وكلي خجل أمام تصرف هؤلاء... يا الهي ماذا بيدي غير الكتابة وبس ؟؟؟؟.
نشكرالله سبحانه وتعالى... لابد من محاسبة الجناة بقسوة وضربهم بيد من حديد ليكونوا عبرة لبقية الوحوش و الحيوانات القذرة من أرهابيون وسفاكي دماء ألأبرياء .... من أجل حفنة مال !!!.
هل تعلمون أن المحسن محبوب من المخلوقين، ومحبوب من الخالق؛ ولذلك كانت منزلة المحسنين عند الله تعالى عظيمة، ومرتبتهم كبيرة، ودرجاتهم عالية، قال تعالى: {هَلْ جَزَاء ألأِحْسَانِ إلا إلاحْسَانُ} ... [الرحمن: 60]. أي ليس من جزاء لإنعامي عليكم بالإيمان والتوحيد إلا الجنة، ويبين تعالى أنه مع المحسنين بتوفيقه وحفظه وتأييده، فقال: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} ... [النحل: 128].
الله لايبارك لكم أعمالكم القذرة.. فعلاَ طبقتم آلآية الكريمة بحق أهل وناس ورجال دين / الكلداني الشهم الشجاع كريم علكة !!!!.
لمن المشتكى ؟؟ والمشتكى لغير الله مذلة ؟؟؟ ........ آمنت بالله .


• للكلداني الشهم / كريم علكة مواقف كثيرة.. أنه بحاجة الى المزيد من الدراسات والندوات .. شخصيا قطعت عهداً مع نفسي أن أتابع أعماله وأستمر في الكتابة عنه وعن أعماله دون توقف.. وما التوفيق إلا من الباري عزوجل . .. قبل فترة قام ألأخ ألأستاذ والصديق الغالي / نزار ملاخا بمتابعة أعمال / علكة وقد خطى الخطوة ألأولى بلقاء مع ألأخت الدكتورة / نوال وأجرى معها لقاء مطولاً .. رحلة ألألف ميل تبدأ بخطوة.. باركك الباري يا أستاذ / نزارملاخا .. ننتظر المزيد أنشاءالله .
• الكهريز / مياه جوفية.. ولكنه يختلف عن ألأبار.. حيث يقوم / ألأسطاوات بحفر ألأرض ومن ثم ألأستمرار أفقيا لحين الوصول الى عين الماء ..العملية شاقة وخطرة لكون عند خسوف ألأرض يدفن ألأسطى هناك !! .. مع ذلك كان هناك أسطاوات محترفون يقومون بالعملية وبواسطة ـ فأس ـ فقط !!!... لحد اليوم هنالك عدد من الكهاريز .. وهنالك مناطق في السليمانية مشهورة ولاتزال تحمل أسماء تدل على وجود كهاريز.. كـ / كاريزي مجيد بكً .




Opinions