Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الكلداني المسكين..ام الذكي ؟؟

مقارنات...في طروحات..
يبالغ الانسان المتعصب لعقيدة معينة ومبدأ معين، في طروحاته واراءه الى درجة قد تفقده توازنه العقلي ما يؤدي به احيانا كثيرة الى التمسك بمغالطات يبرر من خلالها تعصبه ذاك، فالمتعصب يصل الى قناعة تامة بأن واجبه يقتضي عليه الوصول الى مبتغاه بشتى الطرق والسبل.. حتى وان كان على حساب مصداقيته، وانسانيته !!
اليوم.. ان عقدنا مقارنة بسيطة بين طروحات المؤسسات الاشورية والكلدانية نرى تباينا واضحا، قد يتغاضى الكثير عنه.. وهو بحد ذاته مبالغة وتطرف تتمسك به بعض الاطراف لتبرير تطرفها ذاك.. لا نجد مبررا قوميا له..سوى كونه هروب من واقع سياسي..

رواد الحركة القومية المعاصرة..
منذ بدايات الحركة القومية المعاصرة، وتطورها على يد روادها الكبار نعوم فائق، فريد نزها، فريدون اتورايا، اشور د خربوت، مرورا بالجنرال اغا بطرس، فالاحزاب الاشورية التي واكبت احداث ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكل الطروحات القومية تنبع من منبع واحد هو رحم الامة ومتطلباتها وتحدياتها قوميا وتصب في مصب واحد هو مصب الوحدة الجامعة..
فالقوميون السريان الكبار، رواد الحركة القومية منذ بدايات القرن العشرين، استخدموا تسميات اكثرها بروزا كان الاسم الاشوري، مع استخدامات مختلفة اخرى للتسميات الكلدواشورية والسريانية، فقرأنا عن الامة السريانية والشعب الاشوري والكلدواشوري السرياني، وكل هذه الطروحات كانت تدعو الى وحدة الشعب تحت مسمى واحد..
كذلك كان جيش القائد اغا بطرس الذي كان يختم بعض مراسلاته بتوقيع (اغا بطرس ..الكلدواشوري)، فهم دافعوا عن قضية واحدة لشعب واحد كان يدعى حينها بالشعب الاثوري او الاشوري او حتى الكلدواشوري احيانا..
ولن ندخل في اسباب عدم تواجد احزاب ومؤسسات سياسية تنادي بالقومية والحقوق الكلدانية، رغم ان الاجواء كانت ملائمة اكثر للنضال والمطالبة بالحقوق القومية، في تلك العصور، فقد كانت الساحة خالية من المدعين بالقومية الكلدانية لما يقارب المئة سنة او اكثر، منذ بدايات الحركة القومية الخاصة بشعبنا في نهايات القرن التاسع عشر. الا ان ما يستحق ذكره هنا، هو انه ورغم التحديات التي واجهها الشعب، ورغم الاحباطات التي نتجت من جراء التلاعبات في الخريطة السياسية في المنطقة، فأن الطروحات القومية لم تتغير تجاه هذه المسالة، فلم تظهر كل تلك الفترة الطويلة، فتترة النضال الحقيقي، اي مؤسسة او جهة او تيار يدعو الى نبذ السريان والكلدان واعتبارهم قومية مختلفة عن الاشوريين. بل ان الطروحات كانت دائما تسير في منهج الوحدة تحت مسمى واحد هو الاسم الاشوري او السرياني. على اعتبارهما الاسمين الاكثر شيوعا واستخداما في المحافل السياسية والوطنية والقومية للتعبير عن قضيتنا القومية كشعب، وذلك كان نتيجة النضال الذي خاضه الاشوريون ومشاركتهم في الحرب العالمية تحت اسم الحليف الاصغر، ومشاركة ممثليهم في المؤتمرات العالمية. والاسم السرياني لشيوعه نتيجة الحركات القومية الرائدة، ونتيجة انتشار اسم اللغة السريانية والاهتمام بها في العالم الغربي، اذ اصبحت تدرس في كبرى جامعات العالم..
ما نحاول التطرق اليه من خلال هذا السرد السريع، هو ان كل الحركات السياسية والمؤسساتية التي برزت على المشهد القومي، كانت رغم استخداماتها للتسميات القومية الاشورية او السريانية او الكلدواشورية، الا انها كانت تؤمن بأننا شعب واحد، له خصوصية تاريخية، لغوية ، واجتماعية. ولم تفرق بين ابناء الشعب الواحد..


القوميون الجدد..او قوميو ما بعد السقوط
برزعلى سطح الساحة السياسية، في السنين الاخيرة، وتحديدا منذ العام 1998 اول استخدام للتسمية الكلدانية كتسمية قومية مع تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني سنة 2000 الذي تلاه تأسيس منظمات اخرى تحت مسميات المجلس القومي الكلداني 2003 والمنبر الديمقراطي الكلداني 2004. وما تلاها بعد ذلك من مؤسسات اخرى..
تأسست هذه المؤسسات وهي تفتقر الى الخبرة في العمل السياسي والقومي، مع انعدامها في بعض الاحيان، فقد كانت كوادرها اما بعيدة عن ارض الوطن ومتطلبات شعبها، او انها كانت لا تزال تترنح بين الافكار الشيوعية من جهة والقومية الجديدة من جهة اخرى، فأثر هذا سلبا على طروحاتها بخصوص مسالة الهوية والقومية والعمل السياسي. اذ نراها تتقلب بين تيار واخر، وهذا التقلب كان يخفو مع تعالي اصوات الوحدويين، وتثبيت اصواتهم من خلال صناديق الاقتراع، ويعلو من جديد، مع التقلبات التي كانت تعصف بالكنيسة الكلدانية ومواقفها من قضايانا القومية والسياسية.
ونستدل على هذا التقلب من خلال طروحات تلك المؤسسات الكلدانية الجديدة على الساحة السياسيةوموقفها من ناحية الهوية والقومية. فبعضها اتخذ الاسم الكلداني (في بدايات تأسيسه) اسما قوميا لشعب واحد يتكون من الاشوريين والكلدان والسريان. والبعض الاخر وفي مناسبات اخرى ومواسم اخرى، خالف وعارض وجادل بخصوص الواو في الكلداشوري او الكلدواشوري، اما البعض الاخر فانه كان اكثر واقعية ووحدة فامن (ولو لفترة قصيرة) بتسمية الكلدواشوريين السريان، وطالب رسميا بإدراجها. (انظر المرفق)، وان خالف موقفه بعد فترة قصيرة وانقلب عليه.
ان هذا التقلب قد يكون طبيعيا في بدايات تكوين اي جبهة او جهة سياسية كانت دينية او اجتماعية، لحين الارتكاز على نقطة معينة ونهج ثابت، الا ان هذا لم يحدث وللاسف لحد الان مع مؤسساتنا الكلدانية، فهي لا تزال تتارجح في مكانها، ولم تستطع تعبئة الجماهير، واقناعها بمشروعها القومي، الغير محدد الملامح، بل انها تبرر فشلها المستمر لسنوات طويلة، تارة بالافتقار الى الاعلام، وتارة بالافتقار الى الموارد المالية، وتارة بمؤامرات الاشوريين او المتاشورين (كما يطلقون عليهم مستهزئين)، رافعة شعارات كان اخرها اطلاق صفة الشرفاء على مؤيديها وكأن من خالفها ليس بشريف !!!
ان ما تطرحة المؤسسات الكلدانية مؤخرا من خلال بياناتها، ومن خلال دعاتها ايضا، يختلف اختلافا كليا عما جاءت به المؤسسات الاشورية على مدى عقود طويلة من النضال والعمل السياسي والقومي، فهي (المؤسسات الكلدانية) تحاول نسف وحدة الشعب وتجزئته وتقسيمه على اساس فرضيات حتى ان كانت ضعيفة الحجة والمنطق. متجاوزة بهذا خطا احمرا، هو وحدة الشعب، ومصلحته العليا.

امثلة
نذكر على سبيل المثال لا الحصر، ما جاء به المطران الموقر سرهد جمو وهو من الدعاة الجدد للقومية الكلدانية (رغم كونه وحدويا في مناسبات سابقة)، نقول ان ما جاء به من حجة يحاول بها تمزيق شعبنا، كانت تعبيرا عن ضعف النهج العام للحركة القومية الكلدانية، وهشاشة ركائزها، وضعف حجج دعاتها. فكانت طروحاته الجديدة التي تقسم شعبنا على اساس (لفظي) فاشلة وغير صائبة.
فمنذ متى كانت النسبة في علوم النحو واللغة سببا في تحديد قومية وهوية الشعوب !! ومنذ متى كنا نتعرف على قومية وهوية الشعوب من خلال صيغ النسبة والضمير والمخاطبة في اللغة ؟؟!! فهل يختلف عنا ابناء شعبنا في ايران وتركيا وسوريا عنا نحن العراقيين لمجرد انهم ينسبون الاسم بالواو وليس بالهاء (لفظيا على الاقل)، فهم وبحسب مطراننا الموقر للتعبير عن كلمة (كتابه) يقولون كثاوو، بينما نحن نقول كثاويه !! ترى أ بهذه الطروحات المغالطة لعلوم اللغة، ومنطقها، يحاول البعض دعم الحركة القومية الكلدانية ؟!!
ان هذا يذكرني بالحساسية المفرطة التي عانى منها بعض ابناء قريتنا الكرام حين سمعوا بلفظة (هوزايا)، فهم يعتبرون مستخدميها من الاشوريين او حتى (المتأشورين)، فهم يفضلون لفظة هوزي او الهوزي عليها، غير مدركين بأن هوزي هي تنسيب الاسم بالعربي، بينما هوزايا هي بالسريانية.. لكن ومع هذا فاننا ابقينا على استخدامها مفضلين استخدام اسمنا بالسريانية عن العربية ليعبر عن اصولنا..
ان كانت الاختلافات اللغوية واللفظية سببا في استحداث قومية لكل عشيرة، فاننا سننقسم حتما الى الكثير الكثير من القوميات التي سنسمع عنها مستقبلا، فهناك من يلفظ التاء سينا، والتاء شينا، وخاء حاءا، والعين الفا.. وغيرها الكثير الكثير من الاختلافات اللفظية الطفيفة المتواجدة في كل لغة. ليس هذا فقط، بل ان المطران الموقر ومن معه من اللفيف المثقف، لا يستطيع ان يثبت لنا بأدلة تاريخية منطقية وعلمية اصله وانتماءه ان كان من قرية اشورية كلدانية سريانية من العراق او سوريا او ايران او تركيا.. قد يكون الكثير من اعزاءنا المتعصبين الكلدان من اصول اشورية (ان كنا نود التجزئة) كتخوما و تيارى وجيلو وهكارى..وغيرها العشرات من القرى. وقد لا يمتون بصلة الى بابل مركز الحضارة الكلدانية !!
نحن لسنا بالضد من العمل القومي في مؤسسات تحمل تسمية كلدانية، لكننا حقيقة نعلن وبصراحة اننا نقف بالضد من كل محاولة لتقسيم شعبنا، وناسف ان نقول بان مؤسساتنا الكلدانية القليلة الخبرة بالعمل السياسي والقومي - وهذا استنتاج استقرءناه من الاحداث التي عايشناها والتي اثبتت ما نقوله – قد عملت واتخذت مواقفا تقسيمية تشتيتية فالمنبر الديمقراطي الكلداني منقسم على ذاته بين مؤيد لاهدافه التأسيسية ومعارض، والمجلس القومي الكلداني نقل لنا صورة مفصلة عن الانقسامات التي حدثت في صفوفه (القليلة) من خلال صفحات الانترنت. وعمل بعض الادباء الكلدان على تقسيم الاتحاد الواحد، ليستحدثوا اتحاد الادباء الكلدان والسريان، ثم تلاه انقسام اخر واستحداث جديد تحت مسمى الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان !! ما يعني ان النهج الذي تعتمده الكثير من المؤسسات الكلدانية لا ينتهي الا بالانقسام والانفلاق.. الا اننا وللامانة التاريخية نذكر الموقف المشرف الذي اتخذه الاخ سعيد شامايا بضرورة الايمان بوحدة شعبنا، ومحاولته الوقوف بوجه عملية التجزئة التي يحاول بعض الاخوة الكلدان الاميركيين تنفيذها في الوطن..من خلال اعتماده التسمية الجامعة.

الكلداني المسكين..ام الذكي ؟؟
الفرد الكلداني اليوم امام خيارين ، اما ان يؤيد الانقسام، ويمحي التاريخ بجرة قلم، وينسى ويتناسى صلات القربى والمصير الواحد واللغة الواحدة والتاريخ المشترك مع اخيه الاشوري والسرياني، او ان يؤيد الوحدة ويستمر بالايمان باننا شعب واحد نمتلك كل تلك التسميات العزيزة على قلوبنا من كلدانية واشورية وسريانية، ويقف شماخا متحليا بالنزاهة والتشرف باللغة الواحدة والمصير المشترك والتاريخ الواحد الذي يجمعه بالاشوريين السريان. متجاوزا كل الحدود الضيقة التي يختلقها البعض امامه، لعرقلته، مؤمنا بضرورة الاتحاد في عراق ذو مستقبل غامض، تقل فرص العيش الكريم فيه بالانقسام والتشتيت.. اننا نؤمن بعقليتنا ككلدان اشوريين سريان، ونؤمن بأن الكثير منا يملك بعدا وعمقا يمكنه من اختيار ما يناسبه واخيه وشعبه. نؤمن بأن شعبنا لا يبحث عن الفرق بين قرية اشورية واخرى كلدانية، ولا يبحث عن تصريفات الفعل، وتنسيب الاسماء في اللغة، نؤمن بأنه لا يبحث عن تاريخ لا تزال الكثير من صفحاته مطوية ومطمورة تحت تراب بلادنا.. نؤمن بأن شعبنا ليس معنيا بالـ DNA ولا بابحاث الجينات الوراثية، بل اننا وبقوة نؤمن بان شعبنا لا يفرق بين دم سميل وصوريا.. لا يفرق بين تيارى والقوش، لا يفرق بين طور عابدين وزاخو، لا يفرق بين اشور وبابل، ولا يفرق بين كبرو وميخائيل ودنحا..ودنخا.. نؤمن وبقوة بان شعبنا يملك حسا اقوى واعمق ، يملك شعورا بالانتماء الى ذات البيت الذي هدم وهوجم ودمر.. نؤمن وبقوة بأن شعبنا واحد..فقط..
بارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
نهايات ايلول الممطر 2009
ملبورن - استراليا

الملحقات:
http://www.youtube.com/watch?v=KBSvnW52hHg


Opinions