اللقطات المسربة لإعدام صدام تنسف مشروع المصالحة
03/01/2007الزمان/
تعرضت اجراءات عملية اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الي انتقادات شديدة من لندن حيث قال نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت ان تسريب الفيلم تصرف غير مقبول وطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك حتي لو كانوا اعضاء في الحكومة. واضاف بريسكوت الاذاعة البريطانية ان طريقة الاعدام تبعث علي الأسي حقاً. فيما نأي السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاد بنفسه عمّا جري في توقيت الاعدام صباح يوم عيد الاضحي. وقال مسؤول عراقي حاول تأجيل موعد الاعدام اسبوعين الاّ ان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي رفض ذلك. وسبب الفيلم الذي ظهر ان الاعدام تم في حضور مليشيات جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر حرجا كبيرا لواشنطن حيث جري ترديد شعارات اظهرت عملية الاعدام علي انها انتقام سياسي او طائفي وليس عقوبة صادرة عن محكمة رعتها الولايات المتحدة وحرصت حتي ساعة تسليم الرئيس العراقي الراحل الي السلطات العراقية علي حياته ومراعاة الشروط القانونية والعامة لاعتقاله حيث بدت المسافة امس بين الفرقاء العراقيين داخل العملية السياسية وخارجها الاكثر بعداً بينهم من اي وقت مضي بسبب تداعيات توقيت اعدام صدام وبات مشروع المصالحة الوطنية في مرمي النسف. وقال مدير مكتب طالباني والمتحدث باسمه كامران القره داغي في بيان ان الرئيس لم يكن علي علم مسبق بموعد تنفيذ الحكم مشيرا الي ان طالباني نأي بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة ملتزما القانون الذي لا يعطي رئيس الجمهورية صلاحية نقض قراراتها. وقال القره داغي ان طالباني اكد في رسالته الي رئيس الوزراء نوري المالكي انه ينأي بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة الخاصة فالمادة 27 من قانونها تنص علي قطعية قراراتها التي لا يحق لاي جهة ان تنقضها بما في ذلك رئيس الجمهورية". وشدد الطالباني علي معارضته حكم الاعدام كمبدأ لكنه اكد عدم التدخل في اسقلالية القضاء خصوصا اذا كان القانون لا يعطيه الحق في ذلك كما هي الحال بالنسبة الي حكم اعدام الرئيس السابق.
مطالبة امريكية بالتأجيل
وقال مسؤول عراقي رفيع كان علي صلة بالاحداث التي توجت بإعدام صدام بعدما طلب عدم الافصاح عن اسمه أراد الامريكيون أن يؤجلوا الاعدام 15 يوما لانهم لم يكونوا حريصين علي اعدامه فورا.. ولكن خلال يوم الجمعة قدم مكتب رئيس الوزراء جميع الوثائق التي طلبوها.. وغير الامريكيون رأيهم حينما رأوا ان رئيس الوزراء مصمم. ثم تحول الامر لبعض التفاصيل النهائية . وامتنع متحدث باسم السفارة الامريكية عن التعليق فورا علي ذلك. من جانبه قال وزير العدل العراقي بالوكالة خضير الخزاعي ان الحكومة العراقية باشرت باجراء تحقيق بشأن الملابسات التي رافقت عملية اعدام صدام .
واضاف الخزاعي ان عملية اعدام صدام كان يفترض ان تكون غاية في الانضباط والدقة وكان يفترض ان تجري وفق المعايير الدولية ما يمثل اعترافا صريحا بأنها مخالفة لهذه المعايير. واكد ان شخصا واحدا ردد اسم مقتدي الصدر خلال التنفيذ يجب ان يحاسب لانه بسبب تصرفه هذا اساءة ليس لنفسه بل للحكومة العراقية فيما حاول التيار الصدري التنصل من مسؤولية الهتاف باسم قائد جيش المهدي خلال تنفيذ الاعدام.
من جانبه قال منقذ الفرعون مساعد المدعي العام العراقي في قضية الدجيل وأحد الذين حضروا اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين امس ان مسؤولين أحدهما حكومي رفيع المستوي هما من صورا الاعدام.
وأوضح الفرعون في تصريحات صحفية ان مسؤولين اثنين أحدهما حكومي رفيع المستوي هما من صورا عملية اعدام صدام وأضاف أن المسؤولين قاما بتصوير وقائع الاعدام بواسطة كاميرا هواتفهما المحمولة رغم كل الاجراءات الامنية التي كانت تمنع مثل هذا التصرف. وكانت تفاصيل عملية اعدام صدام التي جرت السبت قد انتشرت علي مواقع عديدة علي شبكة الانترنيت بعد ساعات من تنفيذ الحكم. واوضح الفرعون ان جميع الذين تم نقلهم الي مكان تنفيذ العملية خضعوا لتفتيش دقيق من قبل القوات الامريكية التي منعت اي شخص مهما كان منصبه من اصطحاب اي جهاز هاتف محمول حتي تلك التي بدون كاميرا مشيرا الي ان اللذين قاما بتصوير العملية خضعا ايضا الي التفتيش ولا يعرف كيف ومن أين أحضرت هذه الاجهزة التي تم تصوير العملية بها. ولم تقتصر الملابسات التي رافقت عملية الاعدام علي تصوير اللحظات الاخيرة فحسب بل ان الصور اظهرت حدوث تلاسن بين اشخاص حضروا التنفيذ وبين صدام وقيام اشخاص بتوجيه عبارات مهينة اليه قبل لحظات معدودة من تنفيذ العملية.
رفض الانتهاكات
وقال الفرعون حاولت جاهدا مع الحاضرين ان يكفوا عن مثل هذه التجاوزات حتي انني هددت الحاضرين بالانسحاب اذا لم يكفو لكن الفوضي كانت تعم المكان ورغم أن الصور التي بثت لم تظهر بعض تفاصيل الفوضي الا انه كان بالامكان سماع صوت شخص وهو يحاول اسكات الحاضرين الذين كانوا يرددون بعض الشعارات الدينية وابعاد اخرين تجمعوا حول الجثة بعد تنفيذ عملية الاعدام.
وقالت مصادر عدة في الحكومة العراقية ان القوات الامريكية سلمت صدام في اللحظات الاخيرة قبل شنقه فجر السبت بعد مفاوضات جرت حتي ساعة متأخرة بين المالكي وكبار المسؤولين الامريكيين.
وامتنع المسؤولون الامريكيون الذين كانت قواتهم في العراق تحتجز صدام عن التعليق علي دورهم في الاعدام. وتم التعجيل بتنفيذ حكم محكمة التمييز بعد أربعة أيام فقط من صدوره. وكانت المحكمة أقرت حكم محكمة بادانة صدام بارتكاب جرائم ضد الانسانية واعدامه.
ولم يؤكد المسؤولون تنفيذ حكم شنقه الا قبل أربع ساعات من أخذ صدام الي منصة الاعدام قبيل السادسة صباحا بالتوقيت المحلي. وسينفذ حكم الاعدام باثنين ممن أدينوا في القضية نفسها فيما بعد.
وقال مسؤول عراقي رفيع ان السفير الامريكي زالماي خليلزاد أبلغ المالكي الجمعة انه لن يسلم صدام ما لم يقدم المالكي وثائق رئيسية منها تفويض موقع من الرئيس جلال الطالباني وموافقة علي الاعدام موقعة من رئيس الوزراء.
وقال وزيران عراقيان الجمعة انه كانت هناك قضيتان توقفان أي تنفيذ لحكم الاعدام هما ما اذا كانت هناك ضرورة لصدور مرسوم رئاسي بذلك وما اذا كان بدء عيد الاضحي السبت يستلزم ارجاء التنفيذ بموجب بند من القانون الجنائي العراقي العائد لفترة حكم صدام.
وكان الطالباني مترددا في توقيع موافقات علي تنفيذ أحكام بالاعدام لاسباب شخصية ولكن الدستور لا يمنحه صلاحية اصدار عفو عن جرائم الحرب. وكان كثير من الاكراد يتوقون لادانة صدام بارتكاب جرائم بحقهم.
وقال المسؤولون انه في نهاية الامر قدم مستشارو الرئاسة خطابا يفيد ببساطة انه لا حاجة لمرسوم رئاسي وان رجال الدين البارزين أبلغوا المالكي ان عطلة العيد ليست مبررا للتأجيل.
وظهرت لقطات أذاعها التلفزيون العراقي للمالكي وهو يوقع مذكرة الاعدام بالحبر الاحمر مع لقطات أذاعها مكتبه مع فيلم لجلاد يضع أنشوطة المشنقة علي عنق صدام.
ويشعر مسؤولون أمريكيون بالحرج من مسلك عناصر جيش المهدي في غرفة الاعدام التي كثيرا ما أعدم فيها خصوم صدام من قبل.
ووضع علي مواقع في الانترنت تسجيل التقط من كاميرا هاتف محمول أو كاميرا متدنية الجودة تظهر الحاضرين يتبادلون الاستفزاز مع صدام. ويتضمن التسجيل أيضا صوت هتافات مقتدي.. مقتدي.. مقتدي.
وقال سامي العسكري مستشار المالكي وأحد المراقبين الرسميين لتنفيذ الاعدام انه كان هناك بعض الحراس الذين رددوا هتافات لم تكن لائقة وان ذلك موضع تحقيق من جانب الحكومة.
وقال نصار الربيعي الناطق باسم التيار الصدري ان الهتاف بحياة الصدر خلال تنفيذ حكم الاعدام ردود افعال فردية لا تمثل وجهة نظر التيار الصدري".