Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الله عند الاكويني ونظرتنا المسيحية المعاصرة على هامش نتائج محاضرة البابا

المقدمة
---------
اكدنا في مقالاتنا السابقة وخاصة {العقل عند المسيحية والاسلام ,وابن رشد في الميزان ,ونتائج ازمة محاضرة البابا} انه يجب استعمال العقل والجلوس الى طاولة
الحوار لتعزيز نقاط الالتقاء وردم الهوة لنقاط الاختلاف ,وايجاد ارضية وموقف مشترك
تجاه ما يجري من اعمال اجرامية باسم الاسلام وهذه مصيبة وباسم الله فالمصيبة اعظم
لذا ارتاينا الاستمرار في طرح هذه السلسلة من المواقف والافكار اللاهوتية والفلسفية
والايمانية في المسيحية والاسلام عسى ولعل ان تؤدي الى مردود ايجابي من اجل حماية
وحفظ كرامة الشخص البشري وكرامة الخالق اذا صح التعبير وخاصة ان قداسة البابا
اكد ما ذهبنا اليه من خلال ندائه الاخير في 20 - 10 - 06 حول ضروة الحوار
المسيحي - الاسلامي .واي تهاون او تاجيل لهذه الدعوة يعني زيادة عدد الشهداء والمشردين والفقراء واليتامى والمهجرين ,وهذا ما لا يرضاه الله ولا البشر ولا الملحديين ولا القوانين الالهية ولا الوضعية ,فدم الانسان العراقي يستصرخ ضمائركم؟
الموضوع :-
تميز منهج توما الاكويني مثل ارسطو بالموضوعية اكثر من الذاتية وينبع منهجه من العالم الحسي 1 وتنتقل براهينه من الجزئي الى الكلي, والعقل لديه المقدرة لاستنباط الافكار التي منبعها الحس, والحس بالمفهوم الاكويني هو تركيب من الروح والجسم ,لا
الروح فقط. وبهذا يمكن ان يوصف منهجه انه مبني على تفكير علمي...لماذا؟ لان تفكيره
يعلو بفكر ارسطو على افلاطون...كيف؟ انه ذهب ابعد من ارسطو لانه لم يفرق بين الماهية والوجود,بتاكيده ان الله هو الوجود ,وان ماهيته ليست الجيد او الفكر بل الوجود2
ويقول الاكويني: ان الله فعل محض,وهو وحيد في مرتبة كماله ولا متناه {بكل الوسائل} ويصوغ عدة براهين في وجود الله {من الخلاصة اللاهوتية} منها البرهان بالحركة ماخوذ من ارسطو ومن ثم الفارابي وابن سينا وعنهما اخذه البيرت الكبير ...حيث يفسر الحركة في العالم3,انه لا بد من الصعود الى محرك اول لا يحركه محرك,وهذا المحرك الاول هو الله,,كيف؟ ا- ان كل متحرك يتحرك بغيره وينتقل انه لا يمكن التسلسل
الى ما لا نهاية في سلسلة المتحركات والمحركات,بل لا بد من الوقوف عند محرك اول
لا يحركه غيره ب- هذا البرهان ايضا يشترك فيه الاكويني مع الفلاسفة المسلمين هو البرهان بالواجب4 الذي وضعه الفارابي وابن سينا بين الواجب { الضروري} والممكن
ويستند الى مقدمتين: الاولى -ان من الممكن يصح ان يكون ويصح ان لا يكون
والثانية- ان من الممكن لا يستمد وجوده من ذاته,بل من غيره.وقد اخذه منه موسى بن ميمون5 الذي عرض البرهان من مشاهدة الموجودات في العالم وقال بثلاثة احوال:
ا اما انه لا يمكن اي موجود ان يحدث او يفسد {لكننا نشاهد موجودات تحدث وتفسد} ب- واما ان كل الموجودات تحدث وتفسد { وهذه لا يمكن اذن هي باطلة} ولم يبقى الا الثالثة :ان بعض الموجودات يحدث ويفسد والبعض الاخر لا يفسد ولا يحدث اي انه لا ازلي ابدي باق وانه في كل مكان ,اي انه وجود لكل موجود6 ويدعو الى معرفة الله بقياس النظير وذلك باعتبار المخلوقات هي اثار الله....... راينا ما هو المشترك بين الفكر
المسيحي والاسلامي وما هو مختلف بشكل مختصر جدا,لانه اذا اخذنا الاكويني بشكل
تفصيلي فنحتاج الى مجلدات ,ولنا بحث مقارنة بين الاكويني والفارابي سننشره في المستقبل انشاء الله ..وكذلك الفارابي وابن سينا والكندي سنتاتي اليهم لاحقا انشاء الله
النظرة المسيحية
--------------
عندما نقول نؤمن باله واحد اب ضابط الكل......... يعني الاتكال على.....والثقة به,,,, والاعتراف بالخضوع للضمير ,وهنا بالذات يكمن الفرق بين المؤمن وغير المؤمن .هو ان غير المؤمن يخضع لضميره وان المؤمن في خضوعه لضميره يحب احدا؟؟؟ بل وجوب ان يحب,والذي يحب لا يقتل ولا يهتك اعراض الناس ولا ولا ...الخ لماذا؟ لانه مؤمن والمؤمن يحب ......من يقول ان الله محبة؟ يسوع يقول ذلك ,بموته وقيامته وهذا
موجود في القران فعلا :ان عيسى ابن مريم هو حي..... والسؤال الذي يطرح نفسه:هل يقدر احد منا ومن اللذين تركونا واللذين سياتون ان يقول: انا الحق .انا العدل,انا الطريق, انا الحياة ,انا الحرية 7 ,اذا قال متابع نعم نتحداه الا اذا فاجئنا وقال:انه كلمة الله وروحه وهنا ننحني امامه وخاصة انه جاء في القران ايضا في سورة مريم : ....ونفخنا من روحنا..... اذن هذا هو التجسد عندما نقول:اب وابن وروح اي هو روح الله ونفخته .اي هو ابن الله الروحي اكرر ابن الله الروحي وكلمته ...فعليه عندما تقول الكنيسة لي ان يسوع هو اله كامل وانسان كامل وهو شخص واحد ...اعرف من تلك اللحظة ان الله محبة والكتاب المقدس كله يعالج هذا الموضوع 8
ولكن هناك الالاف لا يعترفون باله يسوع المسيح والانجيل والكنيسة ,حيث يعرفون الله من خلال سعيهم وراء السعادة لمقياس القيم التي يؤمنون بها,,,,,ولكن هذه السعادة تكون على حساب الاخرين,,,واي نوع من انواع الاخذ تكون على حساب الغير..لا تكن هناك محبة وبالتالي لا ترتبط بالله ومحبته ..فهل سعادة الذي ينذر نفسه لمساعدة الاطفال المرضى هي نفسها سعادة الغني بماله؟؟ فالسعادة الحقيقية هي التي تقوم على محبة الاخر وليس سعادة تحقيق الرغبات ...هل الاعتداء على بنات العالم كما يقولون هي سعادة وهي بالفعل تحقيق رغبات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 9 اذن هذا هو الفرق بين المسيحي وغير المؤمن ..فالايمان مرتبط بالحياة مثل المزارع يحرث ويزرع ويسقي ولا يعرف انه سيحصد ام لا ,,,ونفس الشيئ الراعي والمعلم والاب والام ...لا نتبجة مباشرة ..النتائج بعد ...لذا ندعو الى المحبة الحقيقية التي لا تنظر من فوق الى تحت ...عندما تقول هذا كافر وذاك خائن ......الخ فعندما تنظر الى الاخر او الاخرين من فوق هو عدم حب الاخر .....ونقولها ما دام الله هو محبة اذن هو لا ينحني ابدا

سمير اسطيفو شبلا
المصادر والمراجع
-------------------
1 الصراف- نوال - المرجع في الفكر الفلسفي - دار الفكر العربي - 1983 ص152 سطر8
2 نفس المصدر اعلاه ص153 سطر16
3 بدوي - رحمن - موسوعة الفلسفة ج1 ص429 سطر24
4 نفس المصدر - ص429 - سطر30
5 نفس المصدر- ص429 سطر30
6 نفس المصدر ص430 سطر25 وما يليه
7 اليسوعي فرانسوا - فرح الايمان بهجة الحياة-بيروت
1986 - ص250 سطر16 وما يليه
8 نفس المصدر ص248 سطر12
9 نفس المصدر 251 سطر 18
Opinions