المـطـران أمـيل نـونا نجـم قـطـبيّ كـلـدانيّ يسـطع في سـماء ألقـوش الكـلـدانية
في عُـمق البحار (( لآلئ )) تـكـمن في أصـداف المحارالشمس تـشعّ لنا نورَها ودفـأها والأرض الخـصبة تـمُـدنا من غـزارة غـلـّـتها وأثمارها مثـلما تـُـنعِـشـنا بنقاء هـوائها ، كيف لا والينابـيع الصافـية تـمُـدنا بالعـذب من مائها ، ومعـها الأمم السبّاقة في ميادين الحـياة تـبرز بـين بني جـنسها بجـدارتها . تـدلـّـنا شـواهـد التأريخ وبحـوث الآثاريّـين عـن حـضارات سادت ثم تلاشـت ولم يـبقَ لها أثـر ، في وقـت تـوجـد اليوم شـعـوب حـية بلغـتها وإرثـها ، يـمـتـدّ تأريخـها إلى آلاف من سـنين مضـتْ إلى عـمق الزمن ومنها الكـلـدانيّـون في أرض الرافـدين الذين - ولأسباب عـديـدة - إصـطـفى بهم الدهـر ليسـتـقـرّ أغـلبهم في جـبال شمال بـيث نهـرين المستعـصية في مـدن وقـرى حـتى أيام ٍ خـلتْ ليست بعـيـدة عـن تأريخـنا المعاصر . ولا شـك أنّ تـواجـد هـذه الكـتـل البشـرية الكـثـيفة في تـلك المساحات الهائلة دفـعـها إلى إنشاء بـؤر سـكـنية كـثيرة ، وبفـعـل التـطـوّر الطبـيعي والتـنافـسي الغـريـزي برزتْ من بـينها مراكـز إسـتـقـطاب بشـرية متـعـدّدة تـوسّـعَـتْ وإكـتسـبتْ بمـرور الزمن شـهـرة وسِـمات العـظـمة مما أهّـلها أنْ تـتبـوّأ مواقـع القـيادة ، ومن أشهـر تلك المراكـز التأريخـية وإلى يومـنا هـذا - وبـدون منازع في مشـرقـنا- بـلـدة ألقـوش .
ألـقـوش ، يعـرفـها القاصي والـداني من مخـتـلف أبناء الشـعـب العـراقي وكـذلك أبناء كـثيرون من شـعـوب دول الجـوار بالإضافة إلى مَن يهـمّه الأمـر في مراكـز عـديـدة مِـن دول العالم . إنّ عُـمـرها الموثــّق يتـجاوز الـ 2700 عام ، وحـين إعـتـنـقـتْ إيمانها المسيحي وبعـد زمن ، كان من الطبـيعي لها أن تـبرز كـشـعـلة كـنسية منيرة متـوهـجة لتـتـبلور فـيها القـيادة الدينية لمئات من السنين في مشرقـنا الممـتـد المساحات . وماذا نقـول في زمن السياسة المبكـر ، إنها كانـت سبّاقة في هـذا النشاط الفـكـري ناهـيك عـن إهـتمام أبنائها بالعـلوم والآداب أيضاً ، والحـقـيقة تـقال إن ألـقـوش هي مـدينة كـل شيئ .
إنَ مـدينة كألقـوش هـذه التي أنجـبتْ ﭘـطاركة ، أساقـفة ، آباءاً ، مـفـكـّرين ، أساتـذة ، أطباءاً ، محامين ، صيادلة ، قادة سـياسـيّـين ، رجال النـخـوة والشـهامة ، أبناء الكـرَم والضـيافة ، هـل نسـتغـرب منها حـين تـنـجـب رجالاً اليوم ، وأيّ رجال ! . إنّ العـمق التأريخـي لألـقـوش يجـعـلها معـبـداً تـنيره شـموعٌ ، فـضاءاً تمـلؤه نجـومٌ ، منجـماً تِـبرٌه ذهـبٌ ، بحـراً مياهه عـميقة ٌ ، وفي عُـمق البحار لآلئ تـكـمن في أصـداف المحار . اليوم إنـبـثـق من ألقـوش زمُـرّدٌ ، لـؤلـؤة ، جـوهـرة ، إنه المطـران ( أميل نـونا ) . ألف تهـنـئة لمطرانـنا الجـديـد في موصل الحـدباء ومباركة لك قـبّـعـتـك الحـمراء ، فـخـرٌ للشـعـب المسيحي ولألقـوش الشمّاء .
سـيّـدنا العـزيـز أميل : عـمرٌ مـديـدٌ لك وعِِـش سـعـيـداً في أبرشـيّـتـك ، صـليـبك دليلك تـقـتـفي آثار الجـلجـلة بـصولجانك ، فـهـل أوفى قـلمنا حـقـك ؟.