Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المؤتمر الشعبي الكلداني الآشوري السرياني زوبعة في فنجان

إن وطننا العراق وبالأخص شعبنا الكلداني بكافة تسمياته القومية والمذهبية أبتلوا بلاءاً كبيرا بفئة معينة من الناس همّها القرع في طبول فارغة ، وعلى ما يبدو أنهم في الخط الأول للزلازل، وأن مقياس ريختر يبدو صغيراً ومتواضعاً أمام غطرستهم ، وأمام هذا الكم الهائل من الزلازل التي يسببها هؤلاء المدعون بالمثقفين أو الحريصين على إيجاد التسمية البديلة لشعبنا المسكين .

يبدو أن القابعين في الخارج ، لم يكفهم ما حلَّ بشعبنا في الداخل ، ويتصورون بأن كل هموم هذا الشعب المسكين قد حلّـت ، ولم يبقى أي هم سوى إيجاد التسمية له ، فراحوا يختارون له التسميات ، وكأنهم في حفلة عرس يبحثون عن ثوب جديد لعروس قديمة .فعقدوا المؤتمرات في عينكاوة البلدة الكلدانية الأصيلة ، ويا عجبي لهذه البلدة الأبية كيف سمحت لهؤلاء بأن يدنسوا أرضها لتمزيق شعبها ، ولكن للحرية مفهوم آخر غير الذي نعرفه ، فالطعن بكل ما هو كلداني يدخل في باب الحرية ....

لقد جابوا عينكاوة وغيرها من البلدات الكلدانية وطافوا مثلما طاف ماجلاّن الرحالة الشهير ، وأكتشفوا مثلما أكتشف ماجلاّن ولكن في الأتجاه المعاكس لماجلاّن ، فهو أكتشف القارات وغيرها ، وهم أكتشفوا بأنهم على الهامش وليس لديهم أسم قومي يلمّهم ، فتصوروا وأوهموا الآخرين بأنه يجب البحث عن أسم قومي يشمل الجميع ... هاهاهاهاها والله أنها مضحكة ...

لقد هالهم وأرعبهم الأسم القومي الكلداني المقدس ، فظهر الخوارج الجدد ( الخارجين عن القومية الكلدانية ) يبحثون عن تسمية جديدة لهذا الشعب المسكين ، وتصوروا أنهم بدولاراتهم يستطيعون شراء ذمم كل الكلدان وضمائرهم .....

فراحوا يدعون إلى عقد مؤتمرات وهمية ليس لها أية أهمية ، ولا يصح أن نطلق عليها أسم المؤتمر ، لا بل أية تسمية أخرى سوى أنها ... زوبعة في فنجان ... إنه صراخ في قربة مثقوبة ... إنه صوت الطبل الأجوف الفارغ ... ليس له أي تأثير سوى أنه يصم الآذان ومن شدته يحدث الطرش أو يهمله المثقفون الحقيقيون بعد حين ...وذلك عندما يصلوا إلى الحقيقة البيضاء ، هذا هو حال بعض إخوتنا من الذين شملتهم نعمة الغرب وعاشوا ولازالوا ينعمون بالأمن والأمان والنعمة الوفيرة الغزيرة في بلاد الغرب ، من الذين يتفيأوون بظلال أوروبا ، ولا يهمهم ما يعانيه أبناء شعبنا ، ولا يهمهم الآلام والمآسي التي يتعرض لها أبناء شعبنا المسكين في الداخل ، ولا يهمهم ما يقدمه هذا الشعب المسكين من تضحيات بالمال والحلال والأنفس والدماء ، فراحوا يجمعون النقود ويملأون جيوبهم بآلاف الدولارات ليصرفوها على البعض ممن يسمعهم الكلام الذي يحسنون سماعه ، فتارة يعقدون مجمعاً هنا وتارةً هناك ، ويستدرجون هذا وذاك ، ويسمونهم بأسماء مختلفة ويدرجون منظمات ليس لها علم بذلك ويسطرون لهم أهدافاً وشعارات ومحاور وتحليلات ... ألا تكفينا الشعارات الزائفة ... يا أخوان



شعبنا المسكين محتاج مخلصين .... مو گعدة على الكراسي وبالبنك تأمين



ألا تكفينا الشعارات الزائفة !!!! ألم نشبع من كل هذا الكم الهائل من الشعارات التي كما يقول المثل العراقي :

( لا توَدّي ولا تجيب ) وماذا جنى شعبنا من كل هذه الشعارات والمؤتمرات ؟ أين الحلول ؟ ما هي النتائج ؟ وكيف نلمسها ؟

أليس الأجدر بالقائمين على هذا المؤتمر أن يوظفوا كل تلك الأموال ( إن كانوا فعلاً حريصين على إسعاد شعبنا ) في بناء مصنع في هذه القرية أو معمل في تلك ؟؟؟

أليس الأجدر بهم بدلاً من صرف الجهود وبعثرتها ونكأ الجراح والبحث عن تسمية موهومة لشعبنا المسكين أن يتبرعوا بتلك الأموال التي هدرت وصرفت هباءً لجمعية خيرية أو ميتم أو كنيسة أو توزيعها على العوائل الفقيرة والمتعففة ويا مكثرها ....!!!

أليس الأجدر بهم بدلاً من هدر كل هذا الجهد والوقت في أمور سخيفة أن يستثمروا جهودهم في أمور تدر بالخير على قرانا ومدننا وأبناء شعبنا ؟؟؟

هل التسمية هي الأهم ... في هذا الوقت الصعب والعصيب ؟؟؟ أيهما الأهم . لقمة الخبز أم التسمية المركبة الغريبة ؟

شعبنا اليوم سمّهِ ما شئت ولكن وفّر له الأمان ...!!!

أيهما الأهم ... الخوض في غمار التسمية أم البحث عن نصب مولدة كهرباء في قرية ما من قرانا ؟؟؟!!!

أيها التكفيريون أيهما الأهم :

التفكير في كيفية رفع حرف الواو من تسمياتنا الجميلة أم البحث عن الأمان والإطمئنان لشعبنا المسكين ؟؟؟؟؟

أيهما الأهم كلداني آشوري سرياني أم إيجاد فرص عمل لأبناء شعبنا العاطل عن العمل ....؟؟؟؟

أتقوا الله يا أخوان !!! أتقوا الله فشعبنا المسكين لن يتحملكم بعد الآن ... أصبحت كروشكم أكبر من معاناة شعبنا !!! كفّوا عن هذا الهراء والهذيان !!!

هل أصبح مصير شعبنا من الأمور البسيطة والسهلة بحيث نسيتم كل هذه المعاناة وركضتم لاهثين لتبحثوا عن تسمية يتيمة ..

وقد قيل قديماً ( إنْ لَمْ تَسْتَحٍ فَافْعَلْ ما شئت ) .....

وكان الله في عون أبناء شعبنا الكلداني و الآشوري و السرياني ....

والعوض على الله في شعبنا المسكين .....

نزار ملاخا في 25/2/2007 Opinions