Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المتحف البريطاني يحتفل بالموسيقا السريانية بعنوان "A Taste of Assyria"

22/02/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/سعيد لحدو/
أمسية احتفالية فنية وموسيقية رائعة تحت هذا العنوان المعبر (نكهة آشورية) قدمها كورال مار أفرام التابع لنادي بيث نهرين في هولندا – إنشخده، على مسرح المتحف البريطاني بلندن وذلك يوم الخميس 19 شباط 2009. وبمشاركة ألمع نجوم الغناء والموسيقا السريانية وهم: ملك الأغنية السريانية المطرب والملحن حبيب موسى الذي يعتبر مؤسس الأغنية الشعبية الحديثة باللهجة الغربية، والفنانة الرقيقة والمرهفة الإحساس والأداء المطربة نغم موسى، وإلى جانبهما قدم من أستراليا خصيصاً لهذه المناسبة الفريدة الفنان والموسيقار المبدع جورج هومه، الذي ترك له بصمات واضحة ومؤثرة على الفن السرياني الآشوري عموماً وعلى الموسيقا بوجه خاص. كما قدَّمت السيدة منيرة عدا التي قدِمت من أمريكا وصلة فردية استُهِلَّـتْ بها هذه الأمسية.
طوال أشهر عدة، وحتى قبل أن يتسلم الدعوة رسمياً من إدارة المتحف البريطاني، كرس الموسيقار المجد الياس موساكي مؤسس وقائد كورال مار أفرام معظم وقته لاختيار القطع الموسيقية المناسبة وتدريب أعضاء الكورال والموسيقيين عليها مجرياً لها توزيعاً موسيقياً جديداً بارعا . وأضاف إليها مقدمات ووصلات ختامية زادت من جمالية تلك القطع وعذوبتها. وقد بذل جهوداً كبيرة لتقديم أفضل ما يمكن وبما يليق بتاريخ وثقافة شعبنا وحضارته العريقة. لكن ما يؤسف له حقاً، ومما أثر على نفسية أعضاء الكورال أن قائدهم الأستاذ الياس موساكي وفي اللحظات الأخيرة تعطل سفره إلى لندن لقيادة هذا العمل العظيم لأسباب خارجة عن إرادته. مما ترك غيابه تأثيراً واضحاً على الأمسية برمتها. لكن تكاتف أعضاء الكورال وتعاون الأوركسترا التي رافقت الكورال من هولندا إضافة إلى إصرار المسؤولين عن الإعداد والتنظيم على إنجاح هذه الأمسية التي أعد لها طويلاً، بفضل هؤلاء جميعاً وجهودهم وتفانيهم وحماستهم، تم تجاوز تلك المعضلة الطارئة وقدمت للجمهور الذي اكتظت به صالة مسرح المتحف أمسية موسيقية استثنائية وتركت انطباعاً لايمحى في نفوس الحاضرين الذين صفقوا طويلاً وبحرارة بعد كل فقرة كان يتم تقديمها.
ولقد أضافت مشاركة الموهبة الشابة شوشان لاماسو بفقرة مسرحية معبرة عن واقع شعبنا المأساوي وتطلعاته وآماله المستقبلية بأسلوب تراجيدي مؤثر نكهة مميزة على هذه الأمسية الخاصة التي لم يسبق أن احتفل المتحف البريطاني بالفن والموسيقا السريانية الآشورية بهذا الشكل وبهذا الاندفاع والحماس. مما يعتبر مكسباً مهماً ومدعاة فخر واعتزاز لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري برمته هذا الحضور على أهم منبر عالمي وتقديم هذا العمل الفني الكبير بصورة مشرِّفة ولائقة بثقافتنا السريانية وتاريخنا العريق.
ومن فقرات هذه الاحتفالية الكبيرة كان لفرقة الرقص الشعبي الآشوري في الخابور بقيادة الفنان خوشابا وصلة فنية كانت ولا بد ستضيف جمالية فريدة لهذه الاحتفالية لولا أن السفر لم يتم بسبب عدم تمكن أعضائها من الحصول على الفيزا من السفارة البريطانية.
كان لحضور نيافة المطران مار بولي كاربوس أوكين أيدين مطران أبرشية هولندا، وضيوفه من أساتذة جامعة أوكسفورد البريطانية، والسيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي الآشوري في إلينوي- أمريكا، وضيوف مهمين آخرين إضافة إلى الجمهور الكبير، دافعاً مشجعاً للمشاركين جميعاً في تقديم عرض أخَّاذٍ ومميزٍ. وهذا ظهر جلياً بالإعجاب الكبير الذي أبدوه أثناء العرض وبعده مما حمّل القائمين والمشاركين بهذا العمل الفني مسؤولية أكبر وفي الوقت ذاته شجعهم للقيام بأعمال مستقبلية مشابهة لهذا المستوى الفني الرفيع.
ولقد أثارت هذه المناسبة الفنية اهتمام العديد من وسائل الإعلام حيث حضر وصوَّر وقائع الاحتفال كلٌ من القنوات التلفزيونية التالية: العراقية والشرقية وعشتار وآشور وسورويو تي في. كما أذاعت محطة راديو الـ BBC تقريراً خاصاً عن هذه الأمسية. وأيضاً اهتمت الصحافة المكتوبة بهذه المناسبة حيث كتبت عنها صحف مختلفة في بريطانيا وهولندا مشيدة بأهمية ما تم عرضه.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المشروع الفني الكبير والمكلف مادياً تم بدعم وتمويل عدد من المؤسسات وهم إضافة إلى المتحف البريطاني، من هولندا: مركز آشور للتوثيق والمعلوماتية (CIDA)، مؤسسة سريويي بلاتفورم أوفرآيسل ( SPO) ;نادي بيث نهرين ونادي طور عبدين. ومن السويد : اتحاد الأندية الآثورية. ومن أمريكا: المجلس القومي الآشوري – إلينوي والسيد شيبا مندو باسمه الشخصي. كما بذل عدد من الأشخاص جهوداً فردية كبيرة ومصاريف عينية مختلفة نذكر منهم: منظم هذا النشاط في لندن نينيب لاماسو. والمطربة نغم أدور موسى من السويد وكذلك قائد كورال مار أفرام الموسيقار الياس موساكي في هولندا الذي من المؤسف أنه لم يتمكن من رؤية نتائج جهده الكبير تتجسد نجاحاً منقطع النظير على مسرح المتحف البريطاني حيث بقي على تواصل دائم مع المشاركين هاتفياً قبل وأثناء وبعد العرض. وهؤلاء جميعاً أفراد ومؤسسات، لا يمكن إغفال دورهم وجهودهم والتي لولاها لما رأى هذا العمل الكبير النور، ناهيك عن نجاحه بهذا الشكل اللائق والملفت للنظر. هذا العمل المتميز الذي كانت له أصداء وردود أفعال كثيرة محبذة ومعبرة عن إعجاب الجمهور بما شاهدوه وسمعوه. ونأمل أن تتكرر هذه الفعاليات المتميزة من مؤسساتنا الثقافية والفنية والإعلامية ودعمها مادياً ومعنوياً، وأن لا تقتصر على حالة فريدة، وذلك ليتم الارتقاء بهذا الفن العريق إلى المستوى الذي يليق به، وتعريف العالم بما يتميز به من جماليات فذّة.

سعيد لحدو - هولندا










Opinions